روابط للدخول

خبر عاجل

تطورات قضية العراق في الصحف البريطانية


تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم قرار بغداد بالموافقة على عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة دون شروط. وفيما يلي يعرض (ناظم ياسين) لأبرز ما نشرته هذه الصحف من متابعات وتعليقات وآراء.

حظي القرار العراقي بالموافقة على عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة إلى البلاد دون شروط حظي باهتمام الصحف البريطانية التي نشرت اليوم الثلاثاء عدة متابعات وتحليلات أو افتتاحيات تتناول هذا الموضوع. وفيما يلي نعرض لأبرز ما طالعتنا به هذه المطبوعات.
صحيفة (التايمز) اللندنية نشرت تقريرا تحت عنوان (خطوة صدام الأولى لتجنب الهجوم) أشارت فيه إلى الرسالة التي سلّمها ليل أمس وزير خارجية العراق ناجي صبري إلى أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان وتضمنت موافقة حكومته على استئناف عمليات التفتيش الدولية عن الأسلحة المحظورة دون شروط.
الصحيفة ذكرت أن قرار بغداد يعتبر خطوة تكتيكية تستهدف تجنب التعرض لعمل عسكري أميركي وتقويض الإجماع الدولي المتزايد ضد صدام.
وبموافقة الرئيس العراقي على احترام قرارات الأمم المتحدة وعودة المفتشين دون شروط، يعتقد صدام أنه قد يقضي على الهدف المعلن للرئيس بوش بتغيير النظام في العراق. لكن أحد المسؤولين في البيت الأبيض سارع إلى التعليق بأن العرض العراقي هو تكتيك "يستهدف منح المجتمع الدولي أملا مزيفا بأن صدام عازم على التعامل بصدق هذه المرة. لكن، ولسوء الحظ، فإن خبرة أكثر من عشر سنوات تؤكد عدم الوثوق بكلماته أو أفعاله"، على حد تعبيره.
وتخشى إدارة بوش من أن صدام قد يمارس نفس أساليب الخداع القديمة مع المفتشين عند عودتهم. لذلك، تستمر واشنطن في الاستعداد لاحتمال شن هجوم عسكري. فيما يُتوقع أن تتواصل جهود مجلس الأمن باتجاه إصدار قرار جديد يوضّح لبغداد نتائج إخفاقها في التعاون، على حد تعبير صحيفة (التايمز).

--- فاصل ---

وتحت عنوان (الدول العربية تتحول نحو تأييد الولايات المتحدة ضد العراق)، كتبت الصحيفة نفسها تقول إن زعماء الدول العربية، وبعد أشهرٍ من المعارضة العلنية لعمل عسكري ضد العراق، أخذوا يميلون نحو تأييد واشنطن في موقفها ضد بغداد.
وعلى الرغم من أن القرار العراقي بالموافقة على عودة المفتشين سيحظى بترحيب العالم العربي إلا أن شكوكا عميقة ستبقى في شأن انتهاء المواجهة بين واشنطن وبغداد. فالإدارة الأميركية أوضحت أنها ستحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية في حال عدم امتثال صدام للقرارات الدولية. وهذا يعني أنها ستطلب ثانيةً من العرب الاختيار بين ولائهم لدولة عربية أو دعمهم للقوة العظمى الوحيدة في العالم.
وعن تحول مواقف الدول العربية أيضا، نشرت صحيفة (فايننشيال تايمز) افتتاحية تحت عنوان (إشارات عربية) ذكرت فيها أن التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في عطلة نهاية الأسبوع كان بمثابة مؤشر إلى انهيار المعارضة العربية لعمل عسكري أميركي محتمل ضد بغداد. وبالنظر إلى عزم الولايات المتحدة على متابعة القضية عبر الأمم المتحدة، سيتعين على جميع الدول الأعضاء فيها الالتزام بقرارات مجلس الأمن، على نحو ما أكده تصريح الوزير السعودي.
الرئيس المصري حسني مبارك أوضح هو أيضا ضرورة أن يوافق العراق على عودة المفتشين لتجنب الحرب ضده. وكذلك دعا وزراء الخارجية العرب بغداد في الأسبوع الماضي إلى القبول بعودة المفتشين الدوليين. وثمة تخوف في المنطقة من أن الطموح الأميركي لتغيير النظام العراقي قد يشمل أنظمة أخرى في العالم العربي. وفي الوقت الذي أبدت تركيا وإيران اهتماما بمرحلة ما بعد صدام، كان العرب يُصدرون بيانات التنديد بالعمل العسكري المحتمل. لذلك، برز شعور متأخر على مستوى الدول والزعماء بضرورة مراعاة مصالح العالم العربي.
الصحيفة ختمت بالقول إنه من الناحية المثالية، ينبغي على كبار الزعماء العرب أن يواجهوا الديكتاتور العراقي شخصيا بالحقيقة التي يتجاهلها وهي أن السبيل الوحيد لتجنب الحرب وإنقاذ نظامه هي الامتثال لقرارات الأمم المتحدة.

--- فاصل ---

أما صحيفة (الغارديان) فقد نشرت تقريرا تحت عنوان (صدام يتراجع في شأن المفتشين) أشارت فيه إلى أن أمين عام الأمم المتحدة (كوفي أنان) أشاد لدى إعلانه تسلّم موافقة بغداد بدور الرئيس بوش في تحوّل الموقف العراقي ليل أمس. ونقلت عنه قوله: "أعتقد أن خطاب الرئيس بوش أثار عزيمة المجتمع الدولي"، بحسب تعبيره.
الصحيفة اعتبرت أن القرار العراقي يضيف بعدا جديدا على الوضع السياسي الذي كان يميل نحو الاتجاه الأميركي منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. فيما يُتوقع أن تُرجئ الخطوة التي أقدمت عليها بغداد التسرع نحو الحرب فضلا عن أنها قد تؤدي أيضا إلى انخفاض عزلة العراق عن المجتمع الدولي.
ثم تشير الصحيفة إلى رد الفعل البريطاني الذي اتسم بالحذر. وتذكر أن خلو العرض العراقي من الشروط كان بمثابة مفاجأة. وعلى الرغم مما قيل بأن موافقة بغداد على عودة المفتشين قد تساعد في تقليص فرص تعرضها لهجوم محتمل بقيادة الولايات المتحدة، تنقل الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين في بغداد قوله إن الإعلان "ربما جاء متأخرا شهرين بالنسبة لصدام"، على حد تعبيره. وأوضح هذا الدبلوماسي أنه بالنظر إلى تشدد الموقف الأميركي الآن، كان ينبغي على القيادة العراقية أن تتقدم بعرضها في وقت مبكر، بحسب ما نقلت عنه صحيفة (الغارديان).

--- فاصل ---

الصحيفة نفسها نشرت افتتاحية تحت عنوان (صدام الباقي على قيد الحياة) ذكرت فيها أن فهم صدام حسين كان دائما من الأمور العسيرة إن لم يكن المستحيلة. ففي المرة تلو الأخرى، من حربه مع إيران، ورفضه الانسحاب من الكويت بعد غزوها، وحملات التطهير الوحشية داخل البلاد، وفي تدخلاته الاستفزازية في الشؤون الفلسطينية ونزاعاته مع الأمم المتحدة، في كل هذه المرات تصرف بشكل غير منطقي وعلى نحو يتعارض مع مصلحته الشخصية أو مصالح العراق العليا. لكن إحدى مزاياه طغت على غيرها. وهي أنه منذ استيلائه على كافة مقاليد السلطة في عام 1979، أثبت صدام قدرته في البقاء على قيد الحياة. وقد استمرت هذه الغريزة الأساسية في الحفاظ على نفسه ثابتة ومتقدمة على غيرها من الغرائز طوال فترة بقائه في السلطة التي اتسمت بالمقامرات المتهورة والاستبداد اليومي، على حد تعبير الصحيفة.

--- فاصل ---

أخيرا، وتحت عنوان (خطوة صدام الأخيرة تدل على تكتيك بارع)، كتبت صحيفة (إندبندنت) تقول إن التجارب المماثلة السابقة مع الرئيس العراقي تشير إلى قدرته على المناورة. وبالمقارنة مع أزمة المفتشين في عام 1998، تحرك صدام بسرعةٍ هذه المرة بسبب الضغوط الأميركية التي لم يسبق لها مثيل وازدياد المؤشرات إلى تحول المواقف العربية التي كانت تعارض ضربة عسكرية محتملة.
كما أن واشنطن أوضحت في هذه المرة عزمها على التعامل بشكل منفرد مع التهديد العراقي في حال عدم صدور قرارٍ عن مجلس الأمن أو ردٍ مُرضٍ من بغداد على الامتثال للشرعية الدولية.
وجاء تحرك صدام متزامنا مع الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي (كولن باول) في أروقة الأمم المتحدة باتجاه إصدار قرار دولي جديد ضد العراق يتضمن جدولا زمنيا محددا لعودة المفتشين دون شروط إضافة إلى تفويض استخدام القوة إذا لم توافق بغداد.
لكن الصحيفة تتوقع أن تستمر المواجهة بين الولايات المتحدة والعراق في الوقت الذي يعتقد صدام أنه فعل ما يكفي لإضعاف الموقف الأميركي، بحسب ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة (إندبندنت) اللندنية.

على صلة

XS
SM
MD
LG