روابط للدخول

خبر عاجل

مساعي الإدارة الأميركية لطرح موقفها بخصوص العراق


تناولت صحف أميركية عدة اليوم السبت مساعي الإدارة الأميركية لطرح موقفها بخصوص العراق على الرأي العام والكونغرس الأميركي وحخلفاء الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن. وتطرقت في مقالات نشرها محللون سياسيون إلى الجدل الدائر بشأن هجوم عسكري أميركي محتمل ضد العراق. العرض التالي أعده ويقدمه (شيرزاد القاضي).

كتب ريشارد هولبروك السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، مقالاً، أكد فيه على ضرورة إعطاء النشاط الدبلوماسي وقتاً أكبر، أثناء تناوله لسياسة الولايات المتحدة تجاه العراق.

قال هولبروك في المقال الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إنه مقتنع بأن الولايات المتحدة تستطيع الحصول على قرار من مجلس الأمن، وتحدث في هذا الصدد، عن تجربته في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، بشأن ما حدث في يوغسلافيا، ومحاولة الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي(الناتو) الحصول على موافقة روسيا، لتوجيه ضربة عسكرية الى الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، الذي نكّل بالألبان في كوسوفو.

تابع هولبروك، أن موقف روسيا اتسم بالرفض وكان محتملاً أن تستخدم حق النقض (الفيتو) لو عُرض الموضوع على مجلس الأمن للتصويت، لذلك تم إبلاغ ميلوسوفيتش باستعداد الناتو للهجوم، بموافقة مجلس الأمن أو من دونها.

مضى السفير السابق قائلاً، إنهم سمحوا للصحفيين بمراقبة الاستعداد الحربي لحلف الناتو، وتم إعطاء قائد قوات الحلف صلاحيات جديدة، ما دفع ميلوسوفيتش الى التراجع عام 1998، والسماح لـ 100 ألف لاجئ بالعودة، إلا أن قوات الأمن اليوغسلافية اتخذت إجراءات تعسفية جديدة في كوسوفو أوائل عام 1999، ما أدى الى اتخاذ الناتو لموقف جديد.

تابع هولبروك أنه قام في آذار عام 1999، بإعطاء مهلة نهائية رفضها الرئيس اليوغسلافي، شنّت بعدها قوات الناتو حملة جوية مكثفة وناجحة ضد قوات ميلوسوفيتش، دون موافقة مجلس الأمن.

ويعتقد كاتب المقال أن الوضع بين يوغسلافيا والعراق متشابه، وعبّر عن قناعته أن حلفاء أميركا وفي مقدمتهم بريطانيا سيساندون الولايات المتحدة، لكن على الإدارة الأميركية، أن تلجأ أولا الى مجلس الأمن لتعزيز موقفها، وإذا لم تستطع أن تحصل على قرار جديد من المجلس لفرض نظام صارم للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية، فباستطاعة الولايات المتحدة أن تستند الى قرارات سابقة خرقها الرئيس العراقي مراراً.

--- فاصل ---

وعلى صعيد ذي صلة، نشرت صحيفة لوس أنجلس تايمز تعليقاً كتبه المحلل السياسي رانان لوراي، لاحظ فيه أن المجتمع الدولي اكتفى لحد الآن بمراقبة الرئيس العراق صدام حسين وانتظار ما سيقوم به، بالرغم من حدوث جدال حول هذا الموضوع في الأوساط السياسية، وأضاف الكاتب أن الرئيس الأميركي يعتزم تقديم معلومات مفصلة، ستساعد العالم المتحضر ليتخذ موقفاً قبل فوات الأوان.

أشار كاتب التعليق، الى خطورة انتظار ما سيقوم به صدام في المستقبل، لأنه سيحاول الاستفادة من عامل الوقت، وتطرق الى وضع النظام العراقي، مشيراً الى فشل الجيش العراقي في تنفيذ مهمات أخذها على عاتقه في السابق، سواء ضد إسرائيل، أو ضد إيران أو في مواجهة الولايات المتحدة.

ويقول الكاتب، إن صدام يعتمد على جهاز أمني شرس للسيطرة على شعبه، وعلى قابليته الوشيكة للقيام بتهديد نووي، لذلك من الضروري الإسراع في التخلص منه.

ويقترح كاتب المقال في الصحيفة الأميركية، أن يتم استخدام الحد الأدنى من القوات البرية، في القسم الغربي من العراق المحاذي للأردن، والقيام بالسيطرة على مطارين حربيين في تلك المنطقة، ما سيؤدي الى تحسين الوضع النفسي للأردن، ومنع صواريخ سكود العراقية من الوصول الى إسرائيل.
وتنبأ الكاتب بهزيمة العراق واستسلامه، إذا استفادت الولايات المتحدة من عامل الوقت، بحسب ما جاء في صحيفة لوس أنجلس تايمز.

--- فاصل ---

ومن ناحية أخرى، تطرقت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الى سعي معاوني بوش لوضع استراتيجية تم تخطيطها بدقة، لتوضيح سياسة بشأن العراق، تهدف لإقناع الرأي العام والكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة بضرورة مجابهة التهديد العراقي.

وأشارت الصحيفة الأميركية الى أن البيت الأبيض فّضل تأخير إعلان موقفه الى أيلول الجاري، والاستفادة من الكلمة التي سيلقيها بوش بمناسبة الحادي عشر من أيلول، لكسب تأييد الأميركيين لهجوم ضد العراق، يحتمل أن يبدأ أوائل العام المقبل.

وستمهد الكلمة التي سيلقيها بوش في منطقة جرى اختيارها بعناية، للخطاب الحازم الذي سيلقيه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في اليوم التالي، بحسب الصحيفة.

يّذكر أن بوش بدأ حملته بدعوة زعماء الكونغرس الى البيت الأبيض في بداية الشهر الجاري لكسب تأييدهم لعملية ضد العراق، وقام نائب الرئيس ديك تشيني بعقد لقاء في وزارة الدفاع مع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، بحضور وزير الدفاع دونالد رمسفيلد ومدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت، بحسب الصحيفة.

وأضافت صحيفة نيويورك تايمز، أن تشيني وتينيت قاما في اليوم التالي باطلاع أربعة أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ، على أدلة بشأن كفاءات العراق العسكرية، ويأمل البيت الأبيض بالحصول على قرار بالموافقة على استخدام القوة العسكرية ضد العراق، في غضون أربعة أو خمسة أسابيع.

ونقلت الصحيفة عن كارل روف، Karl Rove، كبير مستشاري بوش السياسيين، قوله إن تأخير الحملة الإعلامية الى ما بعد شهر أب كان متعمَداً.

وفي هذا السياق يقول مايكل ديفر Micheal K. Deaver، الخبير في الشؤون الإعلامية في عهد الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغن، إن على بوش أن يخاطب الشعب الأميركي فيما بعد، ويطلعه على خططه بشأن العراق باعتباره قائداً للقوات المسلحة الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG