روابط للدخول

خبر عاجل

تصورات حول الهجوم العسكري المرتقب على العراق وتبعاته


تناولت صحف أميركية بارزة اليوم الأربعاء ضمن مقالات لمحللين عسكريين وسياسيين عبروا فيها عن تصوراتهم بشأن ما يرتبط بهجوم عسكري مرتقب على العراق من أمور وتبعات. (شيرزاد القاضي) أعد عرضاً مفصلاً لمقالات هذه الصحف.

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، تحليلاً، كتبه جيمس ويب James Webb، الذي عمل مساعداً لنائب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغن، حذر فيه من دخول الولايات المتحدة حرباً ضد العراق بمفردها.

كتب جيمس ويب، أن الولايات المتحدة منغمرة في موضوع العراق، وتحاول دول أخرى أن تنتهز الفرصة، وأن تجد لها موقعاً في الحملة الراهنة وما يتبعها، فمثلاً استقبلت الصين وزير الخارجية العراقي، بعد مغادرة ريشارد ارميتاج، نائب وزير الخارجية الأميركي الصين مباشرة، وقامت بالتعبير عن إدانتها لأي هجوم يُشن على العراق.

تابع كاتب المقال أن روسيا بدأت من جهتها، تقوية علاقاتها مع الدول التي وصفها الرئيس الأميركي جورج بوش بـ (محور الشر).


واصل الكاتب، أن على القادة العسكريين الأميركيين، أن يعرفوا كيف يمكن تجنب الحرب مثلما يتعلمون كيفية خوضها وإدارتها، واعتبر انهيار الإتحاد السوفيتي، اكبر إنجاز في القرن الماضي تم تحقيقه دون حرب.

ويقول جيمس ويب في مقاله الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست، إن كثيراً من العوامل التي ترتبط بالحرب واحتلال العراق، ونتائجها تدفع أميركيين مجربين في شؤون الأمن القومي، الى التعبير عن عدم قناعتهم بحجج مؤيدي دخول أميركا بمفردها، حرباً ضد العراق.

وأضاف أن الرئيس العراقي صدام حسين، يمكن أن يقوم بمساعدة منظمات إرهابية دولية، تطمح الى مهاجمة الولايات المتحدة، ولكن يُحتمل أيضاً أن يؤدي غزو العراق واحتلاله دون تأييد دولي شامل، الى تشجيع آخرين في العالم الإسلامي الى القيام بأعمال إرهابية، وسيؤثر ذلك في قدرة أميركا على منع أعمال عدوانية في مناطق أخرى.

--- فاصل ---

وفي موضوع ذي صلة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود باراك، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، بعنوان "تفكيك التهديد النووي العراقي"، عن تأييده إزاحة صدام من السلطة، جاء فيه أن سياسة الرئيس الأميركي التي تهدف الى إزاحة صدام حسين، تخلق معياراً جديداً لوضوح استراتيجي وأخلاقي.

وأضاف باراك، أن الجدل يتركز في الوقت الراهن على ثلاثة محاور، وهي مدى ضرورة اتخاذ مجلس الأمن لقرار يدعو الى تنفيذ نظام صارم للتفتيش عن الأسلحة، وهل ينبغي القيام بعملية منفردة أو جماعية ضد صدام إذا خالف القرار، وهل سيفيد تحديد مهلة، النظام العراقي في تأجيل أو تجنب هجوم ضده.

ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أن برنامج صدام النووي يُعّد عاملاً ملحاً لإطاحته، ويمثل خرقه المستمر لقرارات مجلس الأمن مبرراً قانونياً لإزاحته قبل أن يتأخر الوقت، ومع ذلك، يعتقد باراك أن الوضع العالمي يتطلب الحصول على قرار من مجلس الأمن، يتم فيه تحديد موعد قصير غير قابل للنقاش لامتثال العراق للقرار الدولي.

وأقترح كاتب المقال الذي نشرته نيويورك تايمز، أن تقوم الولايات المتحدة بتوجيه رسالة الى مجلس الأمن توضح استعدادها لاتخاذ أجراء، وتوقعها مساندة مجلس الأمن لها، إذا لم يطبق العراق بشكل تام وفوري التزاماته.
ويرى باراك أن استمرار الجدل هو عامل إيجابي، إلا أن الاستعداد للقيام بعملية في وقت مناسب يجب أن لا يتلاشى.

--- فاصل ---

ومن ناحيتها نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً افتتاحياً خصصته للحديث عن منظمة القاعدة، وعدم قيامها بهجوم خلال العام الماضي، علماً أن تقارير الأمم المتحدة تشير الى أن تنظيمها للأمور المالية لم يتأثر، وأن قيادات جديدة ظهرت بين صفوفها، ما يستدعي الانتباه.
تابعت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين يركزون حالياً في أحاديثهم على العراق، لكنهم لا يتطرقون الى ما تقدمه إيران للقاعدة من مساعدة، وفي هذا الصدد نسبت الى مسؤولين أكراد أن تمركزاً جديداً لمقاتلي القاعدة، ظهر في منطقة جبلية محاذية لإيران.

ولاحظت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن الإدارة الأميركية لم تعط اهتماماً كافياً بهذه التطورات، ولم تتخذ إجراءاً بشأن تجمعات القاعدة في إيران. وأضافت أن زعماء أكراد فشلوا في دفع القاعدة من مناطق في شمال شرق العراق، عبّروا عن حيرتهم إزاء عدم اتخاذ الولايات المتحدة لأي إجراء، ضد مركز معروف لمنظمة عدوة.

--- فاصل ---

أما صحيفة لوس أنجلس تايمز الأميركية، فقد نشرت مقالاً كتبه، ديفيد بيرلمتر David Perlmutter، وهو مؤرخ عسكري يعمل في جامعة لويزيانا الأميركية، قال فيه إن صدام مكروه من قبل شعبه، بالرغم من تمجيد صحف ومحطات راديو وتلفزيون عراقية وتعظيمها لشخصه.

أضاف كاتب المقال، أن صدام يحكم العراق من خلال الإرهاب، لكن هناك عراقيون يعتقدون أنه الوحيد الذي يضمن وحدة الأراضي العراقية.

ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة التي تجد نفسها وحيدة في عزمها إزاحة صدام يجب أن تصّر بالمقابل على تجزئة العراق، والاعتراف بطموح الكرد القومي الذي يمتد الى آلاف السنين، وأشار الكاتب الى أن منع قيام دولة كردية مستقلة هو أمر غير مفهوم.

وتقف تركيا وإيران وسوريا بالضد من قيام دولة كردية، لاعتقادها بأن ذلك سيشجع أقليتها الكردية على المطالبة بحكم ذاتي، إلا أن على الولايات المتحدة أن تتعامل معهم بالمثل، ويمكنها أن تحصل من الكرد على ضمانات ومواثيق بتثبيت حدود كردستان مع جاراتها ومنع أية طموحات كردية بالتوسع، وبذلك تكون أميركا قد ساعدت في تثبيت أسس حرية جميع الشعوب في الحصول على أوطان لها.

وختم الكاتب مقاله بالقول إن تحقيق حلم الكرد بالحصول على دولة، سيزيد من قناعة الرأي العام في العالم المتمدن، بصواب ما تقوم به الولايات المتحدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG