روابط للدخول

خبر عاجل

خلاف في الأوساط السياسية الأميركية بشأن حرب محتملة ضد العراق


نشرت صحف غربية تقارير ومقالات كتبها محللون سياسيون حول حرب محتملة ضد العراق، وما يدور من خلاف بشأنها في الأوساط السياسية الأميركية بين مؤيد ومعارض. التفاصيل مع (شيرزاد القاضي) و (زينب هادي).

نشرت صحيفة واشنطن تايمز، مقالاً كتبه روجر كارستنس Roger D. Carstens، عضو مجلس الشؤون الطارئة في الأمن القوميالأميركي، حول ما يدور في الولايات المتحدة من جدل بشأن العراق، عبّر فيه عن تأييده لحرب تشنها الولايات المتحدة ضد العراق.

واشار كارستنس في بداية مقاله الى الآراء التي طرحها سياسيون جمهوريون عملوا في إدارات سابقة، حذروا فيها من شن هجوم عسكري على العراق، وأشار الكاتب في الوقت نفسه الى ما صرح به نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني حول ضرورة اللجوء الى عمليات وقائية مسبقة لتغيير النظام العراقي.

ويعتقد خبير شؤون الأمن القومي كارستنس، أن المواطنين الأميركيين هم المعنيون بالحرب، ويجب معرفة شعورهم وموقفهم من الذهاب الى ساحة الموت من أجل تغيير النظام العراقي باستخدام القوة.

ويجب التأكد من أن الحرب تستحق التكاليف الاقتصادية والصعوبات الإنسانية المرافقة لها، بحسب المقال الذي نشرته واشنطن تايمز الأميركية.
وعلى ما يبدو فأن الحرب تهدف الى تطبيق استراتيجية أبعد، وهناك احتمال حدوث خسائر بشرية كبيرة في الأرواح، بسبب معارك ضارية أو أسلحة الدمار الشامل، بحسب كاتب المقال الذي أضاف أن أسعار النفط قد ترتفع مؤقتاً، وكذلك احتمال أن تعم الفوضى في العراق خلال فترة انتقاله الى الديمقراطية، وقد تشهد منطقة الشرق الأوسط بعض التغيرات.

كاتب المقال عبّر عن قناعته بالحرب ضد العراق، واستعداده شخصياً لخوضها، ويعتقد أيضاً أنها ستساعد في نشر قيم أميركا وقيم حلفائها في أوربا والشرق الأوسط.
ويرى الكاتب أن الموت في الحرب، لإنقاذ حياة الآخرين من خطر أسلحة الدمار الشامل مهمة نبيلة، وأفضل من التعرض الى عاهة مزمنة بسبب هجمات محتملة ضد الولايات المتحدة.

--- فاصل ---

وفي تعليق بثته خدمة نايت ريدّر للاخبار، كتب شلدون ريجمان Sheldon Richman، من معهد مستقبل الحرية الأميركي، أن التعليقات التي تصدر من واشنطن تُنذر بالشؤم، معبراً عن رفضه لهجوم عسكري تشنه الولايات المتحدة على العراق.

ويقول كاتب المقال، إن سبب تشاؤمه هو ليس لأن الحرب ستكون ضد بلدٍ لم يقم بالهجوم على الولايات المتحدة فحسب، وإنما لأن الحديث انتقل الى أسلحة الدمار الشامل كمبرر للهجوم، دون أن تقدم الإدارة الأميركية دليلاً على صحة أقوالها.

ويرى كاتب المقال أن الرئيس العراقي صدام حسين متردد، في السماح للمفتشين بالعودة الى العراق، لرغبته في رفع الحصار الاقتصادي عن شعبه، ولأنه يعلم أن الولايات المتحدة أرسلت وكلاء من المخابرات المركزية في طاقم التفتيش سابقاً بحسب ما جاء في التعليق الذي بثته خدمة نايت ريدر للأخبار.
وزاد كاتب المقال أن السبب الذي يطرحه بعض مؤيدي الحرب، هو أن عدم خوضها سيؤدي الى التشكيك بمصداقية الرئيس الأميركي جورج بوش والإدارة الأميركية، التي كررت خلال الفترة الماضية نيتها تغيير النظام العراقي.
ويرى كاتب المقال أن على بوش أن يحصل على موافقة الكونغرس قبل أن يتخذ قراراً بشن الحرب.

--- فاصل ---

وفي تحليل كتبه ريشارد هولبرووك، في صحيفة الغارديان البريطانية، قال هلبرووك، سفير أميركا في الأمم المتحدة، في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، إن الطريق الى بغداد يمر عبر الأمم المتحدة.

ويقترح السفير السابق، على إدارة بوش، أن تحصل على موافقة جديدة من مجلس الأمن، تتضمن الحق في استخدام القوة ضد صدام حسين، إذا رفض السماح بإجراء تفتيش دقيق ودون أية قيود.

ويدل تجاوز مجلس الأمن، على عدم احترام الأمم المتحدة من قبل الإدارة الأمريكية باستثناء وزير الخارجية كولن باول، بحسب هولبرووك، الذي أضاف أن من الصعب القيام بحملة ضد صدام دون مشاركة حلفاء الولايات المتحدة.
سياسيون في واشنطن، يعتقدون بأن طرح الموضوع مرة أخرى على مجلس الأمن، يمكن أن يؤدي الى موافقة العراق في البداية ثم عرقلته لتطبيق القرار، أو أن روسيا أو فرنسا ستقومان بتمييع القرار، أو أن القرار لن يخول استخدام القوة وإنما التخلص من أسلحة الدمار الشامل، بحسب السفير السابق في الأمم المتحدة.

وأضاف هولبرووك أن الحصول على تأييد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يعتمد على نشاط وقوة الدبلوماسية الأميركية.

وأكد هولبرووك في تحليله، أن بوش سيحظى بتأييد الأميركيين، ولكن مراعاة أهمية استخدام كافة الوسائل غير العسكرية لبناء تأييد دولي، ابتداءً من الأمم المتحدة سيعزز موقف بوش.

--- فاصل ---

ومن ناحية أخرى نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مقالاً للمحلل السياسي( ديفيد إغناتيوس)، قال فيه إن المحافظين يظهرون بمظهر الليبراليين، لرغبتهم في توسيع الديمقراطية لتشمل العرب مهما كانت المخاطر، بينما يظهر الليبراليون بمظهر محافظ حذر.

يعتقد إغناتيوس أن تشيني نجح في إيقاف التصدع داخل الإدارة، مضيفاً أن على إدارة بوش أن تركّز منذ الآن على وضع استراتيجية لشرق أوسط جديد ومستقر.

ونسب كاتب المقال الى فرانسوا هيسبورغ، وهو محلل فرنسي للشؤون العسكرية قوله إن على الإدارة الأميركية أن تخطط للبقاء في العراق لعشرة أعوام أو أكثر، إذا كانت ترغب في تغيير أوضاع الشرق الأوسط، وأن تثير مواضيع حقوق الإنسان في كل لقاء يتم مع دولة عربية.

ويقترح الكاتب أن يتلاقى اليسار واليمين حول هذه النقطة، أي إسناد الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي، ومضى المحلل السياسي ديفيد إغناتيوس قائلاً إن تركيز الولايات المتحدة في استراتيجيتها على القيم الرئيسة أفضل من التركيز على مصالح قصيرة الأمد.
وأضاف أن عالَماً عربياً ديمقراطياً سيكون أقل تهديداً لإسرائيل، وعلى إسرائيل أن تساهم في خلق مثل هذا البيئة من خلال مساعدتها في قيام دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة.

وأشار الكاتب الى أن هذه الأفكار قد تبدو مثالية مثلما كانت رغبة الرئيس الأميركي الأسبق وودرو ولسن، لكن واقع السياسة يفرض التغيير.
وختم تحليله قائلاً إن خطة لتغيير ديمقراطي في الشرق الأوسط تستحق أن يساندها ليبراليون ومحافظون، وحالمون وواقعيون، وأميركيون وأوربيون، ومن العرب والإسرائيليين.

على صلة

XS
SM
MD
LG