روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: الإدارة الأميركية تصعد من حربها الكلامية ضد العراق


صحيفة أميركية واسعة الانتشار تناولت موضوع تصعيد الإدارة الأميركية للحرب الكلامية ضد العراق. العرض التالي أعده ويقدمه (أكرم أيوب).

تواصل الصحف الأميركية اهتمامها بالشأن العراقي حيث نشرت صحيفة لوس أنجليس تايمز مقالة حول تصعيد الإدارة الأميركية لحربها الكلامية ضد العراق. الصحيفة استهلت مقالتها بالإشارة إلى أن إدارة الرئيس بوش وضعت الخطط لتصعيد الحرب الكلامية تجاه العراق هذا الخريف، عن طريق حملات جديدة تشدد الضغوط على بغداد، وتحشد الرأي العالمي للوقوف خلف الولايات المتحدة في مسعاها الرامي للإطاحة بالرئيس صدام حسين.
الصحيفة الأميركية ذكرت أن وزارة الخارجية الأميركية هذا الأسبوع ستشرع في تعبئة العراقيين الذين يتواجدون في أميركا الشمالية وأوروبا والعالم العربي، وتدريبهم، ضمن أشياء أخرى، للظهور في البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية، ولكتابة المقالات، وللإدلاء بالأحاديث عن الأسباب الداعية لإنهاء حكم صدام حسين – بحسب تعبير الصحيفة.
ونقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته أن الخارجية الأميركية ستسعى إلى كسب أفئدة الشعب الأميركي وعقولهم من خلال وضع هؤلاء العراقيين في الواجهة. المسؤول الأميركي أضاف قائلا إن قيام الأميركي بالحديث عن تغيير النظام في العراق شيء، وقيام العراقي بتناول هذا الموضوع شيء آخر تماما.
ورأت الصحيفة إن هذا البرنامج يعكس تركيز الإدارة الأميركية المتزايد على جعل العراقيين يلعبون الأدوار الرئيسة في المسعى الهادف إلى تغيير القيادة السياسية والنظام السياسي القائم في بغداد.
ونقلت الصحيفة أيضا عن دوغلاس فيث وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات إشارته في مقابلة بثتها يوم الجمعة الماضي إذاعة (سوا)، وهي إذاعة ناطقة باللغة العربية تمولها الحكومة الأميركية - نقلت إشارته إلى إعتقاد الولايات المتحدة بأن العراقيين هم الأداة الرئيسة للتغيير في العراق، وأملها في قيامهم بتحرير أنفسهم من استبداد صدام. وأضاف فيث قائلا إن الولايات المتحدة، ربما، ستكون في وضع يمكنها من المساعدة على تحقيق هذا الأمر، لكن المستقبل كما تراه الولايات المتحدة هو المستقبل الذي يرتكز على تحرير العراقيين لأنفسهم من نير القمع الذي يعانون منه.
ولاحظت الصحيفة الأميركية أن العراقيين في المجتمعات التي استقروا فيها في المنفى، وعلى العكس من جماعات شرق أوسطية أخرى، لا يتصفون بكونهم جماعة معبأة على المستوى السياسي. وتشغل هذه القضية اهتماما متزايدا في واشنطن، التي غالبا ما يبدو أنها ستتولى مسألة الإطاحة بالرئيس العراقي بمفردها من دون مساندة واضحة وواسعة من قبل العراقيين الذين يقدرون بثلاثمائة ألف فرد في الولايات المتحدة أو بأربعة ملايين فرد في جميع أرجاء العالم.
الصحيفة نقلت عن أميركي عراقي غادر العراق عام 1978 منذ أن كان في العشرين من عمره، وهو من بين المدعوين إلى دورات التدريب في واشنطن للفترة من السابع والعشرين ولغاية الثلاثين من آب – نقلت قوله إن الأميركيين من أصل عراقي لا يتواجدون على الساحة الإعلامية بسبب اضطهاد صدام لهم، وهم يتخوفون من إلحاق الأذى بعوائلهم وأقاربهم في العراق في حالة قيامهم بالتعبير عن آرائهم.
ومضت صحيفة لوس أنجليس تايمز إلى القول، نقلا عن مسؤولين في الخارجية، إن المسؤولين الأميركيين أنفسهم ينوون زيادة الظهور العلني، وفي وسائل الإعلام خارج الولايات المتحدة، لشرح الأهداف الأميركية حيال العراق.
إلى هذا، نقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأميركية تأكيده على أن التصعيد الكلامي لم يأت صدفة، فالقرار حول هذه المسألة جرى اتخاذه هذا الأسبوع من قبل المجموعة المكلفة بالشأن الدبلوماسي العام المتعلق بالعراق، وذلك في إشارة إلى المجموعة التي تضم مسؤولين كبار من وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي.
ورأت الصحيفة بأن هذه التطورات تعكس إستراتيجية قصيرة المدى تهدف إلى وضع الأساس لأهداف طويلة المدى، تعجل ربما بعملية التغيير.
المسؤولون الأميركيون والعراقيون في المنافي يأملون – كما تقول الصحيفة – في إعادة تشكيل الحوار العام الذي يثير تساؤلات حول دواعي رغبة واشنطن للتحرك ضد بغداد على هذا النحو العاجل. ونقلت الصحيفة عن المسؤول في الخارجية الأميركية إشارته إلى مشاركة العديد من الصحفيين والشخصيات الإعلامية في البرنامج لتعليم العراقيين القدرة على تشكيل الرأي العام لمواجهة الآلة الدعائية لصدام حسين - بحسب تعبيره، لكن الصحيفة لاحظت بأن البعض من العراقيين لم يوافق بعد على المشاركة في التدريب - بحسب ما جاء في صحيفة لوس أنجليس تايمز.

نشرت صحيفة لوس أنجليس تايمز مقالا حول مشاعر الأردنيين المناوئة للغرب، بدأته بالإشارة إلى مشاعر القلق في الأردن التي تجد نفسها مرة أخرى محاصرة بين الانتفاضة الفلسطينية المندلعة إلى الغرب، وبين آفاق الغزو الأميركي للعراق إلى الشرق.
وقالت الصحيفة إن الأردن الفقيرة في الموارد والتي تتمتع بالأهمية على الصعيد الاستراتيجي، عليها الاختيار بين الشريكين الرئيسين، أو بين الولايات المتحدة والعراق، وهو اختيار يتصف بالخسران. والحرب، في حالة وقوعها، والتوقعات تشير إلى ذلك - تهدد بتأثيرات سلبية على البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ونقلت الصحيفة عن لبيب قمحاوي وهو من رجال الأعمال والمحللين السياسيين تأكيده على وقوع الأردن، ربما، بين أسخن بؤرتي توتر في العالم، لافتا إلى الضعف الذي تتصف به الأردن والى قابليتها للأذى.
وقد تكون الأردن ضعيفة، كما تقول الصحيفة، لكن أهميتها الجغرافية والسياسية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، ما أدى إلى دفعها ثمنا باهظا نتيجة وقوفها في غير صف الولايات المتحدة أثناء حرب الخليج عام 1991. وينظر العالم الغربي، إلى الأردن باعتبارها دولة معتدلة ذات حكومة علمانية، والى قيامها بالتوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل، إضافة إلى تزويدها واشنطن بمعلومات مخابراتية قيّمة.
ورأت الصحيفة بأن التيارات الجارية تحت السطح في الأردن لا تتصف بالهدوء، فموقف الشعب الذي يتجاوز فيه عدد الفلسطينيين نصف السكان مناهض بشدة لإسرائيل، وبالتالي، فهو مناهض للولايات المتحدة. إلى هذا، تبلغ نسبة الذين يقلون عن السادسة والعشرين بين السكان حوالي السبعين في المائة، وهم يعيشون في ظل اقتصاد يعتمد على الديون الخارجية ولا يقدر على توفير فرص العمل الكافية لضمان الاستقرار الاجتماعي. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأردنيين والدبلوماسيين الغربيين يرون أن واشنطن على وعي تام بهذه القيود، وأنها لم تضغط على الأردن للقيام بدور لوجيستي رئيس في أي عملية غزو للعراق مثل إيواء أعداد كبيرة من القوات أو الدبابات.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن محللين وأكاديميين ومعارضين، أن العاهل الأردني عبد الله الثاني، جاهد، منذ توليه السلطة لتثبيت حكمه، وعمل على تقوية أجهزة المخابرات على نحو واسع، معتمدا على المسؤولين في الشؤون الأمنية لتطوير السياسات الاجتماعية في البلاد بهدف ضمان الأمن والنظام في حالة ضرب العراق.
ورأت الصحيفة بأن عملية غزو أميركية ضد العراق ستشكل تحديا للملك الأردني الذي يحاول السير في حقل الألغام هذا – بحسب تعبيرها، لافتة إلى علاقات الهوية المشتركة بين الأردنيين والعراقيين، فهم عرب والغالبية منهم تدين بالإسلام، وهم يناهضون إسرائيل. ويشعر الأردنيون بالغضب العميق حيال العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق، ويرون أنها ألحقت الأذى بالشعب العراقي.
وتطرقت الصحيفة إلى هيمنة أجهزة المخابرات على مفاصل الحياة في الأردن، وأشارت إلى اعتماد الأردن على النفط العراقي، والى وجوب تدخل الولايات المتحدة لتعويضها عن الخسارة الناجمة عن توقف إمدادات النفط.
وأشارت الصحيفة إلى ضرورة عدم الخلط بين مشاعر القلق وبين دعم صدام حسين لافتة إلى تذمر القليل من الأردنيين لو كان بالإمكان التخلص من صدام بسرعة، والحفاظ على استقرار البلاد، وعلى تدفق النفط والصادرات. وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن العديد من الأردنيين يتوقعون حدوث حمام من الدم، على المدى القصير، في العراق في حالة نشوب حرب بسبب حاجة الناس لتصفية حساباتهم مع بعضهم البعض بعد عقود من الاستبداد ولتوافر الأسلحة لديهم – بحسب ما جاء في صحيفة لوس أنجليس تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG