روابط للدخول

خبر عاجل

جدل أميركي حول الهجوم المحتمل ضد العراق ومدى استعداد بغداد للمواجهة


صحف أميركية بارزة تحدثت في تقارير نشرتها اليوم الجمعة عن الجدل الدائر في الأوساط السياسية والعسكرية الأميركية حول هجوم عسكري محتمل تشنه الولايات المتحدة على العراق، ومدى استعداد العراق من الناحية العسكرية لمجابهة الهجوم. العرض التالي أعده ويقدمه (شيرزاد القاضي).

نشرت صحيفة شيكاغو تربيون، تقريراً بعنوان "خبراء يقولون، إن صدام حسين خصم قوي"، تناولت فيه مدى قوة واستعداد الجيش العراقي، لمجابهة القوات الأميركية.

ذكر التقرير، أن عديدين من مؤيدي قيام أميركا بشن عملية عسكرية ضد العراق، يصرّون على أن الجيش العراقي مستَنفَذ، وسينهار بسرعة كبيرة إذا جابه الجيش الأميركي، بسبب ضعف معنويات العراقيين، وكراهيتهم للرئيس العراقي صدام حسين، ولتفوق القوات الأميركية بشكل ملحوظ.

لكن متخصصين في الجيش العراقي حذّروا من الاستهانة بقدراته، لأنه يضم 425 ألف جندي، ويشكل الحرس الجمهوري قوته الضاربة، إضافة الى طريقة نشره للسلاح، وأساليبه التي يمكن أن تحوّل القتال للسيطرة على مدينة بغداد، الى حرب دموية، يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين، بحسب الصحيفة.

وتعتقد الصحيفة أن مخزون العراق من الأسلحة غير التقليدية، أي الكيماوية والبيولوجية والنووية، كان موضع نقاشات كثيرة، إلا أن القوات الأميركية قد تجابه مقاومة كبيرة، من قوات عراقية تقليدية، أي من جيش نظامي.

ونقلت الصحيفة عن جنرال سابق في البحرية، هو ستيفن بيكر، الذي يعمل حالياً مستشاراً أقدم، في مركز المعلومات الدفاعية في واشنطن، أن صدام سيحاول أن يستغل، إحساس الأميركيين بما يمكن أن يرافق الحملة من خسائر بشرية، لذلك فانه سيدفع بالحرس الجمهوري للقتال من أجله بضراوة.

وفي هذا السياق نسبت الصحيفة الى خضر حمزة، وهو عالم سابق في البرنامج النووي العراقي، هرب الى أميركا عام 1995، أن سنوات العقوبات الاقتصادية، دفعت الشعب العراقي الى الفقر والعوز، وفقدان الأمل، ولم يبق سوى دكتاتورية، عدوانية، ليس للشعب رغبة في الحفاظ عليها، مما سيدفعها الى الانهيار.
ويعتقد الخبير العراقي، أن الحكومة العراقية تخفي مكونات أسلحة الدمار الشامل، في مدارس ومستشفيات وبنايات سكنية، وفقاً لما ورد في الصحيفة.

ويقول أنثوني كوردسمان وهو خبير إستراتيجي، أن لدى العراق 2200 دبابة، و3000 آلية مدرعة، و2000 مدفع، معتبراً الاستهانة بقدراته العسكرية، عملاً غير مسؤول وخطير للغاية.
وتابع كوردسمان مطالعته التي قدمها الى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، أن العراق وضع 14 فرقة عسكرية في شمال العراق، وثلاثة في الوسط، وست فرق في الجنوب.
ومن المعتقد أن يكون العراق حصل على محركات وأدوات احتياطية، لطائرات مروحية ودبابات، من سوريا والأردن والهند، بحسب الصحيفة الأميركية.
ونقلت صحيفة شيكاغو تربيون الأميركية، عن الجنرال البحري المتقاعد بيكر، قوله إن استخدام قنابل محكمة التسديد، وموجّهة بواسطة أقمار اصطناعية وأنظمة ليزر، هو ما تمتاز به القوات الأميركية الآن.

وأضاف بيكر، أن إصابتها للهدف ارتفعت الى 90 بالمئة في الوقت الراهن، بينما كانت دقتها لا تتجاوز 10 بالمئة أثناء حرب الخليج.

--- فاصل ---

وحول موضوع له صلة بالهجوم الأميركي المحتمل ضد العراق، نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، تعليقاً بعنوان "البحث عن ذريعة للهجوم"، أشارت فيه الى خبرٍ تناقلته الصحف، بعد الحادي عشر من أيلول، نُسب الى وزير الداخلية التشيكي، عن لقاء تم بين مختطف انتحاري هو (محمد عطا) وعميل للمخابرات العراقية، في براغ في نيسان عام 2001.

الصحيفة أضافت أن التحقيقات لم تُثبت وجود علاقة مؤكدة، لكن التحقيق مستمر في الموضوع، وكلما اقترب موعد مجابهة عسكرية يمكن أن تخوضها الولايات المتحدة، كلما زادت الحاجة الى وجود ذريعة جدية، للقيام بالهجوم.

وإذا استطاع الرئيس الأميركي جورج بوش، أن يؤكد وجود علاقة بين العراق وهجمات الحادي عشر من أيلول، فأنه سيجعل من حصوله على تخويل من الكونغرس أمراً سهلاً، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية.
علماً أن الكونغرس خول الرئيس الأميركي بعد الحادي عشر من أيلول، صلاحية استخدام القوة ضد البلدان التي صممت وساعدت في الهجوم الإرهابي، بحسب الصحيفة.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة الأميركية تصريحاً لوزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد، عن وجود علاقة بين العراق ومنظمة القاعدة، بينما أعلن جوزف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، عدم امتلاكه معلومات، عن وجود علاقة بين العراق والهجمات الإرهابية.

وأضافت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، أن الإدارة الأميركية تحاول بوضوح أن تجد صلة ما، بين صدام حسين والقاعدة.

--- فاصل ---

وعلى صعيد ذي صلة كتب جورج ويل، تحليلاً نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بشأن ما سيسفر عنه التصويت على الهجوم المحتمل، قائلاً، إن باستطاعة الولايات المتحدة أن تحصل على تصويت إيجابي من الكونغرس، حول الحرب المرتقبة ضد العراق.

وفي السابق قام رؤساء أميركيون، بإرسال قوات أميركية في مهمات ألحقت الضرر بها دون موافقة الكونغرس، بحسب الصحيفة الأميركية، التي أضافت أن الدستور خوّل رؤساء الولايات المتحدة بعض الصلاحيات، إلا أن موضوع العراق مختلف عن السابق.

وفي هذا الصدد أشارت الصحيفة، الى خطاب للرئيس الأميركي السابق تيودور روزفلت، أمام الكونغرس في الثامن من كانون الأول عام 1941، قال فيه، إن حالة الحرب أصبحت قائمة فعلاً بين الولايات المتحدة واليابان، بعد الهجوم الياباني الغادر الذي جرى دون استفزاز مسبق.

ولم يعلن الكونغرس الحرب في وقتها، لأنه أعترف بأنها حدثت بشكل مفاجئ، بحسب الصحيفة الأميركية.

تابع التعليق، أن على الكونغرس أن يلعب دوراً مختلفاً، وهو يعتمد سياسة جذرية لكنها مبررة، لحرب وقائية محتملة، لم يشهد لها تأريخ الولايات المتحدة مثيلاً.
والهدف الحالي هو القيام بتغيير نظام بلد، يعمل بشكل متصاعد على تطوير قدراته للهجوم على المصالح الأميركية، بحسب التعليق الذي نشرته واشنطن بوست.
تابعت الصحيفة أن هجوماً أميركيا وقائياً، يمكن تبريره على أساس مبدأ "الدفاع المتوقع عن النفس"، بينما يشير البعض الى أن الولايات المتحدة لا تحتاج الى تخويل جديد من الكونغرس، لأن العراق مستمر في خرق قرارات الأمم المتحدة التي أعقبت احتلال العراق للكويت عام 1990.

ولكن من غير المعقول تصور قيام الكونغرس بشن حرب شاملة لضمان تطبيق عقوبات الأمم المتحدة، بحسب الصحيفة التي أشارت في هذا السياق، الى أن بعض أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي، بضمنهم جوزف بايدن، كانوا صوتوا ضد استخدام القوة لطرد العراق من الكويت، عام 1991.

وطلبوا بدلاً من ذلك تطبيق حظر على العراق، أو التحقق من العقوبات لفترة من الزمن، وصفها كاتب التعليق، بأنها كانت ستجعل من الكويت محافظة عراقية، لو جرى تطبيقها.

وتقول الصحيفة أن أميركا تمتلك قوة لا مثيل لها، ومع ذلك، يجب التأكيد على أن خوض الحرب، لم يكن، ولن يكون سهلاً.

على صلة

XS
SM
MD
LG