روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: بريطانيا تشكك في دعوة العراق رئيس لجنة التفتيش الدولية لزيارة بغداد / رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي يشدد على أن العراق ما زال يطور اسلحة للدمار الشامل


سيداتي وسادتي.. نتابع ضمن محاور ملف اليوم جملة من آخر المستجدات السياسية على صعيد الأزمة العراقية مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة، ونركز في هذا الإطار على المحاور التالية: - مسؤول أميركي بارز يؤكد أن واشنطن تواصل سياستها المتعلقة بتغيير نظام الرئيس العراقي وافقت بغداد على عودة المفتشين أو لم توافق. وبريطانيا تشكك في دعوة العراق رئيس لجنة التفتيش الدولية لزيارة بغداد، وتلمح الى مناورات وألاعيب من الرئيس العراقي. - روسيا ترحب بالدعوة العراقية، بينما الأمم المتحدة تعتبرها مخالفة لقرارات مجلس الأمن التي تدعو العراق الى تعاون غير مشروط مع المفتشين الدوليين. - رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي يشدد على أن العراق ما زال يطور اسلحة للدمار الشامل، ومسؤول أميركي آخر يفيد بأن واشنطن في صدد فتح ملف الصلة بين النظام العراقي وهجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية. - وزيرا خارجية ايران والسعودية يؤكدان معارضة بلديهما لضرب العراق، وخبير عسكري مصري يرى أن الجيش العراقي سينهار مع أول ضربة عسكرية أميركية. الى ذلك يتضمن الملف تقريراً وافانا به مراسلنا في بيروت علي الرماحي عن الجدل الدائر في العاصمة اللبنانية بين السفارتين العراقية والكويتية حول الحالة بين الدولتين، فضلاً عن مقابلة أجريناها مع محلل سياسي عراقي عن توقعاته في خصوص الدعوة العراقية الى رئيس لجنة التفتيش الدولية هانز بليكس بزيارة بغداد. أعرض لكم تفاصيل ذلك كلّه صحبة الزميلة ولاء صادق.

--- فاصل إعلاني ---

أكد نائب وزير الخارجية الأميركي جون بولتن أن هدف الولايات المتحدة هو إطاحة النظام العراقي حتى في حال سماح بغداد بعودة المفتشين الدوليين.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن بولتن أن واقع الصورة هو أن الولايات المتحدة بدورها تصر على عودة المفتشين، لكن السياسة الأميركية تصر في الوقت نفسه على ضرورة إحداث تغيير في نظام الحكم في بغداد.
بولتن الذي كان يتحدث في مقابلة مع إذاعة الهيئة البريطانية شدد على أن تلك السياسة غير قابلة للتغيير إن سمحت بغداد بعودة المفتشين أو لم تسمح.
يشار الى أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول رفض بشدة الدعوة التي وجهها العراق الى رئيس لجنة المفتشين الدوليين هانز بليكس لزيارة بغداد والبحث في استئناف عمليات التفتيش المتوقفة منذ كانون الأول عام 1998.
وكالة فرانس برس لفتت الى ان باول إتهم عشية لقائه بمسؤولين فلبينيين في مانيلا، إتهم العراق بمحاولة التملص من التزاماته الدولية.
نبقى في سياق المواقف الأميركية إزاء الدعوة العراقية، حيث نقلت وكالة اسوشيتد برس عن خليل زلماي مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والخليج، أن العراق لم يف بإلتزاماته، وأن واشنطن لا ترى جديداً في الدعوة العراقية، لكنها لا تعارضها.
من ناحية أخرى، اعتبر المفتش الأميركي السابق سكوت ريتر دعوة العراق لبليكس بمثابة خطوة ديبلوماسية رائعة، لأن بغداد تعرف أن هذه هي فرصتها الأخيرة.
هذا في حين، نقلت اسوشيتد برس عن شين ماك كورماك الناطق بإسم البيت الأبيض، أن المطلوب من صدام حسين هو أن يوافق من دون قيود أو شروط على عودة المفتشين، مشدداً على أن موضوع المفتشين لم يعد في حاجة الى مناقشات إضافية.

--- فاصل ---

أما على صعيد ردود فعل الدول الأخرى، فقد ذكرت وكالة فرانس برس للأنباء أن بريطانيا أبدت أمس (الجمعة) رد فعل فاتر على الدعوة العراقية لرئيس لجنة مفتشي الاسلحة. ونسبت الوكالة الى ناطق بإسم الخارجية البريطانية انه يتعين على الرئيس العراقي أن يسمح للمفتشين بدخول بلاده من دون قيود، مضيفاً أن لصدام حسين سجل حافل بالمناورات، وأنه يَعِدُ ولا ينفذ كما يتضح من سجله.
من ناحية ثانية، ردت فرنسا بحذر على مبادرة الحكومة العراقية بشأن دعوة هانس بليكس. وكالة رويترز للأنباء نقلت عن الناطقة باسم الخارجية الفرنسية ماري ماسدوبوي ان باريس تدعم الجهود التي يمكن ان تؤدي الى احترام العراق لقرارات مجلس الامن.
من جهة أخرى، رحبت روسيا بدعوة العراق لرئيس لجنة مفتشي الاسلحة لزيارة بغداد، قائلة إنها خطوة مهمة نحو حل الأزمة العراقية سلميا. وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان أشارت اليه وكالة فرانس برس أن موسكو تعتبر اقتراح بغداد خطوة مهمة نحو حل المشكلات الحالية من خلال الطرق الدبلوماسية والسياسية تمشيا مع قرارات مجلس الامن.
الى ذلك، رحبت أنقرة بالدعوة العراقية. وكالة فرانس برس نقلت عن بيان أصدرته الخارجية التركية أن الدعوة التي وجهتها الحكومة العراقية الى هانز بليكس لزيارة بغداد وإجراء مباحثات هدفها إعادة المفتشين الدوليين، هي خطوة في الإتجاه الصحيح، مضيفاً أن المسألة الجوهرية في الأزمة العراقية تتمثل في عودة المفتشين الى بغداد في أقرب وقت ممكن وعبر توفير الأجواء الملائمة أمامهم لأداء واجباتهم.

--- فاصل ---

الأمم المتحدة بدورها أعلنت موقفاً حذراً من دعوة بغداد الى بليكس والتي جاءت خلال رسالة وجهها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
وكالة رويترز نقلت عن الناطق بإسم الأمين العام للمنظمة الدولية فريد إيكهارد أن الأخير رحب برسالة وزير الخارجية العراقي، لكنه يرى أن الآلية المقترحة من قبل العراق تخالف القرارات الصادرة عن مجلس الأمن في شأن المفتشين الدوليين.
الى ذلك أوضح إيكهارد أن قرارات الأمم المتحدة تؤكد أن العراق يجب أن يسمح أولاً للمفتشين بأداء نشاطات ميدانية مدة ستين يوماً، على ان يرفعوا بعد إنقضاء تلك الفترة تقريراً الى مجلس الأمن حول كيفية سير أعمالهم.
على صعيد ذي صلة، نسبت وكالة رويترز الى السفير العراقي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد الدوري أن الدعوة العراقية لبليكس هي إجراء سياسي وديبلوماسي هدفه الدفاع عن النفس. فالإتهام الموجه الى بغداد هو أنها لا تسمح للمفتشين بالعودة. الحكومة العراقية أعلنت الآن استعدادها لإستقبال رئيس المفتشين والبحث في معه في التمهيد لعودة فرقه التفتيشية الى العراق.
يذكر أن اسعار النفط في الأسواق العالمية شهدت زيادة ملحوظة بعد التشكيك والحذر الذي عبرت عنه الأمم المتحدة في شأن دعوة بليكس الى العراق.
وكالة رويترز نقلت عن الخبير الأميركي في شؤون النفط كريس تريماينه أن التطورات الأخيرة على صعيد الدعوة العراقية كلّفت صعوداً في اسعار النفط بمقدار دولار الى دولارين.

سيداتي وسادتي..
لمعرفة توقعات العراقيين من دعوة بغداد بليكس الى زيارة العراق، أجرينا الحوار التالي مع المحلل السياسي العراقي الدكتور قيس العزاوي، وسألناه أولاً عن توقعه لما يمكن أن تفضي اليه هذه الدعوة:

(مقابلة)

--- فاصل ---

في محور آخر، أعرب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور ريتشارد شيلبي عن قناعته بأن الحكومة العراقية تواصل تطوير اسلحة الدمار الشامل في عدة مواقع، وأن الحاجة تدعو الى القيام بضربات وقائية بغية منع الرئيس العراقي من إلحاق الأضرار بالأميركيين.
ولفتت الوكالة الى لقاء عقده شيلبي مع وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد حول المسألة العراقية، قال على إثره إن الولايات المتحدة لا يمكن لها أن تتجنب ضرب العراق ، مشيراً الى أن واشنطن تعرف اسماء بعض المواقع التي تنتج اسلحة الدمار الشامل في العراق، لكنها لا تعرف أسماء مواقع أخرى، مشدداً على أن صدام حسين يزداد إمتلاكاً لأسلحة الدمار الشامل كلما مرت الأسابيع والأشهر.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة تايمس البريطانية أن رئيس الوزراء وعدداً من الوزراء البريطانيين إستلموا ملفاً وزعته الخارجية البريطانية يركز على اسلحة العراق البايولوجية.
في هذا الخصوص أشارت الصحيفة الى أن واشنطن ولندن تقوّمان خططاً للرئيس العراقي تهدف الى تزويد الفلسطينيين بسلاح اساسي يمكن استخدامه من قبل مجموعة ارهابية لمهاجمة الولايات المتحدة واسرائيل.
في محور آخر، قالت صحيفة لوس أنجيلس تايمز إن البيت الأبيض ما زال يعتقد بأن العراق لعب دوراً في التخطيط لهجمات الحادي عشر من أيلول الماضي على رغم التحفظات التي أبدتها في حينها دوائر الاستخبارات الأميركية في هذا الخصوص.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تذكر إسمه ان اللقاء الذي حصل بين المنفذ الرئيسي للهجمات محمد عطا وديبلوماسي عراقي في العاصمة التشيكية براغ قبل خمسة اشهر من وقوع الهجوم، يعتبر دليلاً قوياً على تورط بغداد، لافتاً الى أن الإدارة الأميركية عازمة على إعادة تقويم ملف الصلة بين بغداد ومنظمة القاعدة.
في سياق آخر، نقلت وكالة اسوشيتد برس عن الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش المصري الجنرال المتقاعد صلاح حلبي أن النظام العراقي غير قادر على مواجهة أي هجوم أميركي يهدف الى إطاحته، مشدداً في مقابلة أجرتها معه الوكالة العالمية على ان الجيش العراقي سينهار تحت وقع الضربات الأميركية كقلعة من الرمال.

--- فاصل ---

على صعيد آخر، أبدى وزيرا الخارجية السعودي والإيراني معارضة بلديهما لقيام أميركا بشن حرب ضد العراق. وكالة فرانس برس نقلت عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ساعة وصوله الى طهران أن السعودية رفضت على الدوام ضرب أي دولة عربية وإسلامية، وأن هذا يشمل العراق على حد تعبيره.
وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قال إن بلاده تقف الموقف ذاته، وتعارض ضرب أي دولة مسلمة بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
في سياق سعودي عراقي آخر، حذرت صحف سعودية بارزة من أن الهجوم الأميركي المرتقب ضد العراق بهدف إطاحة نظامه السياسي الحاكم، سيؤدي في حال وقوعه الى نتائج كارثية كبيرة في الشرق الأوسط.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن افتتاحية نشرتها صحيفة عكاظ اليومية السعودية أن قرار شن الحرب ضد العراق سيدفع بالمنطقة الى دائرة من الكوارث والمآسي، وأن وقوع الضحايا جراء الحرب سيكون كبيرة، معتبرة أن الهدف إذا كان هو تغيير الخريطة السياسية في المنطقة، مواصلة حرب التغيير من دولة الى أخرى، فإن المنطقة ستدخل مرحلة مليئة بالمشكلات.
أما صحيفة البلاد السعودية فإنها لفتت الى انه بينما تعمل واشنطن من أجل تغيير القيادة العراقية في بغداد، تنتهج اسرائيل السياسة نفسها بحق القيادة الفلسطينية.
البلاد لفتت ايضاً الى ان جدّية الأحداث في المناطق الفلسطينية تتوضح من خلال أنها تتزامن مع تهديدات أميركية بشن الحرب ضد العراق.
وكالة فرانس برس لفتت الى ان الصحف السعودية تعبر عن وجهة نظر رسمية، وأن هذه الصحف إتهمت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي بأنها تحاول إحتلال العراق بهدف بسط سيطرتها على المنطقة.
أخيراً، يدور في بيروت جدل واسع بين السفارتين العراقية والكويتية حول تداعيات الحالة بين الدولتين وموقفهما من كيفية حل قضية اسرى الحرب، إضافة الى ما تمخض عن مؤتمر القمة العربية الأخيرة في بيروت من افكار واقتراحات في شأن تخفيف الحالة بين العراق والكويت.
مراسلنا في العاصمة اللبنانية يختم هذا الجزء من ملف العراق بالتقرير التالي:

(تقرير بيروت)

على صلة

XS
SM
MD
LG