روابط للدخول

خبر عاجل

حاجة ملحة إلى صوت موحد وواحد في شأن الموقف من العراق / عالم ما بعد صدام حسين


(ولاء صادق) تعرض لمقالين نشرا في صحيفتين غربيتين. الأول يشير إلى حاجة ملحة إلى صوت موحد وواحد في شأن الموقف من العراق، فيما الآخر يتحدث عن عالم ما بعد صدام حسين.

نشرت صحيفتا الديلي تلغراف وفاينانشال تايمز مقالتين تتعلقان بالعراق في ما يلي عرض لما ورد فيهما. صحيفة الديلي تلغراف نشرت في عددها الصادر اليوم مقالة تحت عنوان " العالم بعد صدام " قالت فيه إن قلق الحلفاء يزداد مع تزايد التكهنات الخاصة بنوع الحملة التي سيشنها الاميركيون لاسقاط صدام حسين. ومنها ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز امس عن ان واشنطن تفكر في مهاجمة بغداد والمراكز العسكرية الرئيسية مباشرة املا في ان ينهار النظام البعثي بسرعة.

وذكرت الصحيفة ايضا بما قاله الملك عبد الله عاهل الاردن لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن ان العالم العربي يعارض هجمة على العراق وان من الافضل اعطاء الاولوية للازمة الاسرائيلية الفلسطينية وهو راي يؤيده اعضاء الاتحاد الاوربي كما اشارت المقالة التي رات أن اولئك الذين يحثون الولايات المتحدة على ضبط النفس ينطلقون من اعتقادهم بان الوضع الحالي افضل من ذلك الذي سينتج عن اسقاط صدام.

الا ان الصحيفة ذكرت بتحدي طاغية العراق قرارات مجلس الامن منذ طرد قواته من الكويت في عام 1991، وهو تحد بلغ اوجه مع انسحاب لجنة الانسكوم من العراق في عام 1998 ورات فيه ادارة الرئيس كلنتون وكما تابعت الصحيفة تحديا لسلطة الامم المتحدة وهو راي الادارة الاميركية حاليا لا سيما منذ هجمات ايلول الارهابية.

وذكرت الصحيفة بقول الرئيس بوش بعد مرور تسعة ايام على احداث ايلول إن معركته ليست مع شبكة القاعدة وطالبان فحسب بل مع اي حكومة تقدم مساعدة للارهابيين.

وتابعت الصحيفة انه ورغم عدم اثبات وجود علاقة مباشرة بين بغداد ومرتكبي احداث الحادي عشر من ايلول الا ان دعم بغداد الاعمال الارهابية ضد اميركا واسرائيل امر لا يطاله اي شك. علما ان العراق تورط قبل اعوام في محاولة لاغتيال الرئيس السابق بوش خلال زيارة له الى الكويت كما يقدم صدام الاموال لاسر المفجرين الانتحاريين ومنذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

--- فاصل ---

ورات صحيفة الديلي تلغراف ان عدوا مثل صدام لن يتوانى في استخدام اسلحة الدمار الشامل لا سيما بعد ما اثبته من وحشية باستخدام الغاز السام ضد الاكراد في حلبجة في عام 1988. ورات ايضا ان من الحكمة الافتراض انه بذل كل ما في وسعه في مجال الاسلحة البيولوجية والكيمياوية والنووية منذ رحيل الانسكوم مما يشكل خطرا واضحا على السلام العالمي.

وتابعت الصحيفة بالقول إن تاريخ صدام في القمع الداخلي والاعتداء الخارجي يقتضي ازاحته من السلطة وهو امر سيكون له اثر كبير على الدول الراعية للارهاب وسيكون بمثابة تحذير للدول التي تسعى الى امتلاك الاسلحة النووية مثل ايران كما سيجرد الفلسطينيين من اولئك الذين يدعمونهم ويودون القاء اسرائيل في البحر. الا ان الصحيفة لاحظت صعوبة التنبؤ بالنظام الذي سيحل محل نظام صدام حسين في بغداد واعربت عن املها في ان يكون نظاما ديمقراطيا يمثل العراقيين كافة ويحدث تغييرا جذريا في الشرق الاوسط. ثم اشارت الصحيفة الى ان سعي الغرب الى اقامة انظمة جيدة في هذه المنطقة التي تنبع اهميتها الستراتيجية من كونها مصدرا للنفط يتطلب اجتثاث الانظمة التسلطية والفاسدة وان تصفية اهمها اي النظام العراقي قد تؤدي الى انهيار النظام الديني في ايران والى عزل حكومة البعث في سوريا. بينما يمكن في الوقت نفسه وكما تابعت الصحيفة اعطاء زخم لعجلة الديمقراطية البرلمانية في دول مثل البحرين والاردن وغيرها.

وانهت الصحيفة مقالتها بالقول إن الغرب توحد خلال الحرب الباردة لحماية نفسه من هجمة سوفيتية ولايمانه بقيمة الديمقراطية. ثم رات ان في امكان الجيش مرة اخرى، في عصر الارهاب الذي تميز باحداث الحادي عشر من ايلول، ان يحدث تغييرا سياسيا في منطقة الشرق الاوسط التي حرمت من التعبير عن نفسها لزمن طويل. ورات الصحيفة ايضا ان على الديمقراطيات الغربية ان تقف الى جانب هذا الراي لا ان تعارضه.

--- فاصل ---

اما صحيفة فاينانشال تايمز فقالت في افتتاحيتها اليوم وتحت عنوان " الحاجة الى صوت واحد بشأن العراق " إن الادارة الاميركية تطرح ستراتيجية مختلفة للتعامل مع صدام حسين باختلاف ايام الاسبوع. ففي يوم الاحد يجري الحديث عن اجتياح شامل من ثلاث جبهات بمشاركة 250 الف رجل من القوات الاميركية او اكثر. وفي اليوم التالي يتحول الامر الى عملية جوية بالدرجة الاساس تغطي العراق كله وتنضم فيها القوات الاميركية الخاصة الى الاكراد والشيعة ومجموعات المعارضة الاخرى لاسقاط صدام. ثم ما يلبث الحديث ان تغير في منتصف الاسبوع وحسب تعبير الصحيفة الى حديث عن ضربات توجهها قوات الكوماندوز الى بغداد اولا وقبل تعميمها على بقية انحاء العراق. ثم وفي عطلة نهاية الاسبوع والكلام ما يزال للصحيفة تسمع اقوال عن عدم الحاجة الى عمل عسكري على الاطلاق وعن الاكتفاء بسياسة الاحتواء والردع المتمثلة في العقوبات وفي منطقتي الحظر الجوي.

وعلقت الصحيفة بالقول إن المراقبين قد يستنتجون من كل هذا التضارب بان الامر ربما يتعلق بحملة تضليل واسعة تضيع على صدام حقيقة نوايا الولايات المتحدة. وقد يستنتجون ايضا بإن الولايات المتحدة تتبع ستراتيجية تيودور روزفلت القائمة على حمل عصا والتحدث بلطف. او ربما تعتقد الادارة انها كلما زادت من حديثها عن خططها الحربية زاد خوف القائد العراقي من الله. وهناك احتمال مرجح اخر وكما اضافت الصحيفة يتمثل في ان دفق القصص الذي لا ينتهي في الصحافة انما يعكس معركة داخلية تدور داخل الادارة الاميركية تستخدم فيها التقارير مثل صواريخ بالغة الدقة يتبادلها المشاركون، وهي معركة قد لا تتعلق بنوع العملية العسكرية المرتقبة فحسب بل بهل ستجري في الاساس على حد تعبير الصحيفة.

وتابعت صحيفة فاينانشال تايمز في افتتاحيتها بالقول الا احد ساذجا الى حد الاعتقاد بان الرئيس بوش سيطرح جدولا زمنيا دقيقا لخطته الحربية. كما ليس من المستغرب الا يجري نقاش عام عن الموضوع إن عاجلا او آجلا الا انها اشارت الى ان حالة عدم اليقين المتعلق بالنوايا الاميركية تسبب الضرر على صعيدين في الاقل: يتمثل الاول في ان تهيئة الراي العام الداخلي للحرب ستؤدي الى اقتناع هذا الراي العام بها وان القرار الخاص بضرورة القيام بعمل عسكري من عدمه امر يجب الا تحكمه حسابات سياسية داخلية. اما الضرر الثاني وكما تابعت الصحيفة فيتمثل في ان ظهور خلافات داخل الادارة امر لصالح اعداء اميركا، كما يزيد من حيرة الحلفاء وعدم احساسهم بالراحة وهو عكس ما يجب ان يكون عليه هدف سياسة دقيقة.

واقترحت الصحيفة اخيرا ترك المجال للمخططين العسكريين كي يضعوا الستراتيجية الصحيحة الخاصة بحملة على العراق. اما السياسيون فسيجدون الوقت الملائم كي يناقشوا بشكل علني القرار الذي سيتخذون وحسب ما ورد في افتتاحية صحيفة فاينانشال تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG