روابط للدخول

خبر عاجل

جدل بين الأحزاب الأسترالية حول مشاركة أستراليا في الحرب ضد العراق


صحيفة أسترالية بارزة نشرت السبت مقالاً لأحد محرريها تناول فيه الجدل الدائر بين الأحزاب الأسترالية الرئيسة حول مشاركة أستراليا في الحرب التي يحتمل أن تشنها الولايات المتحدة ضد العراق. التفاصيل في العرض التالي من إعداد وتقديم (شيرزاد القاضي).

ستهل توني باركينسون Tony Parkinson، المقال الذي نشرته صحيفة ذي أيج The Age، الأسترالية بالحديث عن موقف زعيم حزب العمال الأسترالي سيمون كرين، الذي يشكك بشرعية القيام بعملية عسكرية ضد العراق.

ويتحول الجدل الدائر، حول مساهمة استراليا في حرب مقبلة ضد العراق، الى شتائم بين ممثلي الحزبين الرئيسيين بحسب الصحيفة الأسترالية، التي اعتبرت أن طبيعة الموضوع، تشكل مجازفة لكلا الحزبين، إلا أنها تحمل مخاطر أكثر لحزب العمال الأسترالي (ALP).

تابعت الصحيفة قائلة، إن محاولة الظهور بشكل مختلف، يمكن أن تُعتبر شجاعة سياسية، ولكن من المفروض بزعيم حزب العمل كرين، والناطق السياسي لشؤون السياسة الخارجية كيفن رود Kevin Rudd، أن يكونا أكثر حذراً في محاولة رسم وتوجيه سياسة حزب العمال في الوقت الراهن.

ونبهت الصحيفة الى أن الإجماع حول القضايا المهمة، السائد بين حزب العمال والتحالف، معرض للانهيار بعد استمراره، لأكثر من عقد من الزمن.

وفي محاولة لإظهار الحكومة الأسترالية، بمظهر التابع لواشنطن، يُعّبر حزب العمال عن تذمره من تصريحات يدلي بها مسؤولون حكوميون، للتعبير عن دعم استراليا لمساعي الولايات المتحدة في شن هجوم على العراق، بحسب الصحيفة.

ومن جانبه فأن وزير خارجية استراليا، الكساندر داونر Alexander Downer، يتهم زعيم حزب العمال كرين، وكذلك كيفن رود، بانتقاد سياسة الحكومة من أجل تشجيع الجو المعادي للولايات المتحدة في صفوف حزب العمال، بحسب الصحيفة.

وتعتقد الصحيفة أن على الحزبين أن يمعنا النظر فيما يطرحان من حجج وقضايا، لأن الموضوع يتعلق بمشاركة محتملة لأستراليا، في العملية العسكرية الأميركية ضد العراق.

وتجدر الإشارة الى أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، ستعقد جلسة لدراسة الخطر الذي تمثله أسلحة الهلاك العراقية، بحسب الصحيفة، ولمعرفة طبيعة نظام ما بعد صدام، وللتعرف على مخاوف الدول المجاورة للعراق، وكذلك معرفة الزمن المتوقع لبقاء القوات الأميركية في العراق، بحسب الصحيفة الأسترالية.

وتعتقد الصحيفة، أن مثل هذه الأسئلة المهمة، التي تتعلق بالمصالح القومية الأميركية،يجب أن تثار بنفس الجدية في استرالياً أيضاً.
لكن حزب العمال، يثير بدلاً من ذلك، أسئلة حول شرعية شن عملية عسكرية، ضد الرئيس العراقي صدام حسين، بحسب الصحيفة.

--- فاصل ---

مضت صحيفة ذي أيج الأسترالية قائلة، إن حزب العمال المعارض يحاول أن يضع شروطاً صارمة، لدعم أستراليا لأميركا، ما يدل على تردد حزب العمال، في انتهاج سياسته السابقة في دعم الحكومة، كما حدث أثناء حرب الخليج عام 1991.

وبسبب سياسة حزب العمال، فأن جون هوارد رئيس وزراء استراليا، سيعاني من صعوبات جدية خلال الأشهر المقبلة، وفقاً للصحيفة الأسترالية، التي أضافت أن سياسة حزب العمال، ستضع زعيمها سيمون كرين في وضع أكثر صعوبة، وخصوصاً مصداقية حزبه إزاء قضية سياسية رئيسية.

وبالرغم من أن قادة حزب العمال، أيدوا الولايات المتحدة في حربها الدولية ضد الإرهاب، إلا انهم يرغبون في رؤية أدلة مقنعة، تبرر قيام أميركا بشن عملية عسكرية ضد العراق، كما ذكرت الصحيفة.

ويعتقد حزب العمال، أن عدم وجود أدلة قوية تربط العراق بهجمات الحادي عشر من أيلول، أو تطويره لوسائل نشر أسلحة الدمار الشامل، يجب أن يدفع المجتمع الدولي الى العمل من خلال آليات الأمم المتحدة، في التعامل مع العراق.
وتساءلت الصحيفة، عن السبب الذي يُحّتم على واشنطن فقط أن تُثبت للعالم، أن صدام أكثر خطراً وسوءًا من السابق، مشيرة الى أنه يرهب شعبه، وشن حربين ضد دول مجاورة، ذهبت بأرواح أكثر من مليون شخص، إضافة الى استخدمه أسلحة كيماوية مرتين.

الصحيفة الأسترالية مضت في حديثها قائلة، إن العراق استمر، بعد طرده من الكويت، في تطوير برنامج لأسلحة الدمار الشامل، بالرغم من أنه كان مُلزماً بوقف تطويرها، لكن صدام يتراجع كل مرّة، يتم فيها تسليط ضغط معين عليه، ثم يُعيد الكرّة.
اعتبرت الصحيفة أن حزب العمال تغافل في تصريحات قادته، عن تنصل صدام، عن التعهد الذي وافق عليه، بعد وقف القتال عام 1991، بتطبيق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأضافت الصحيفة أن لصدام حسين نزعة عدوانية، وهو مسؤول عن جرائم أرتكبها في السابق، ويجب عدم إعطاءه فرصة تلو الأخرى، ليضيف المزيد الى سجله المخيف، بحسب تعبير الصحيفة.

وختمت صحيفة ذي أيج الأسترالية، حديثها بالقول إن ما يعترض عليه اليسار الأسترالي من موقف في هذه المسألة، يبدو مقبولاً لدى رئيس الوزراء وأعضاء حكومته، مشيرة في الوقت نفسه الى ضرورة أن يبتعد زعيم الحزب (كرين)، عن ذلك التقليد، وأن يستمع الى هذا النداء.

على صلة

XS
SM
MD
LG