روابط للدخول

خبر عاجل

ترجيح احتمالات استخدام القوة الأميركية ضد النظام العراقي


في سياق تقريرٍ عن احتمالات استخدام القوة الأميركية لتغيير النظام العراقي، تقول مجلة أميركية إن الحرب قد تُشنّ في وقتٍ أقرب مما يُعتقد. التفاصيل في العرض التالي الذي أعده ويقدمه (ناظم ياسين).

تحت عنوان (الحرب الآتية مع صدام)، نشرت مجلة (ذي ويكلي ستاندارد) الأميركية المحافظة المقربة من أوساط المتشددين في الحزب الجمهوري، نشرت في عددها الصادر اليوم والمؤرخ في التاسع والعشرين من تموز تقريرا بقلم محررها (ستيفن أف. هيس).
يستهل الكاتب بالإشارة إلى التقارير الإعلامية التي تضمنت تكهنات بعدم احتمال قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية ضد العراق على الرغم من التزام الرئيس بوش "تغيير النظام" في بغداد. ويقول إن هذه التقارير استمرت في الظهور خلال الأسبوع الماضي حتى في الوقت الذي أوفدت واشنطن نائب وزير الدفاع الأميركي إلى تركيا، وهي الدولة الحليفة الرئيسية في أي هجوم عسكري ضد صدام حسين. كما أنها ترددت على الرغم من ورود تقارير ذات مصداقية بأن أجهزة المخابرات التابعة للرئيس العراقي كثّفت مستوى تنسيقها مع إرهابيي القاعدة وفي الوقت الذي يتبجح صدام علَناً بتمويل العمليات الانتحارية الفلسطينية.
ويضيف الكاتب أن حديث وسائل الإعلام عن احتمال عدم وقوع ضربة عسكرية يصدر أيضا فيما يناقش ضباط أميركيون مع بعض المراسلين الترتيبات اللازمة لتغطية الحرب الآتية. ولم تتوقف هذه التكهنات حتى بعدما أعلن الرئيس بوش في الخطاب الذي ألقاه في أكاديمية (وست بوينت) العسكرية ملامح استراتيجية الضربة الوقائية.
كما أن بوش أكد أثناء مؤتمره الصحفي في الثامن من تموز الحالي أن السياسة المعلنة لحكومته هي "تغيير النظام"، مشيرا إلى أن هذه السياسة لم تتغير.
لكن صحيفة (يو. أس. أيه. توداي) نشرت بعد ذلك المؤتمر بثلاثة أيام تقريرا زعم أن فريق الأمن القومي التابع لبوش قرر عدم توجيه ضربة وقائية ضد العراق. وبعد ثلاثة أيام أخرى، ذهبت مجلة (تايم) أبعد من ذلك حينما نقلت عمن وصفته بمسؤول كبير في دولةٍ شرق أوسطية حليفة قوله "إن قضية العراق انتهت وتم غلق النافذة" فاستنتج محررها بأن فريق بوش "لا يُجري استعدادات للحرب مع العراق بقدر ما يخوض حربا ضد نفسه في شأن ما إذا سيقاتل وكيف"، بحسب ما نقل عنه.

--- فاصل ---

مجلة (ذي ويكلي ستاندارد) تعلّق على هذه التقارير الإعلامية بالقول إنها تعكس حقيقة تضاؤل عدد المسؤولين الأميركيين المعارضين لخيار الحل العسكري ضد العراق. ولذلك فإنهم ينقلون معركتهم إلى وسائل الإعلام في محاولةٍ لتغيير رأي الرئيس بوش. لكنهم يخوضون معركة حُسِمت نتيجتها قبل عدة أشهر، كما يرى الكاتب (هيس). ذلك أن النقاشات التي تدور اليوم خلف الستار على أعلى المستويات تشير إلى أن الحرب مع العراق قد تُشنّ في وقتٍ أقرب مما نعتقد، بحسب تعبيره. ومن الاهتمامات المُلِحّة في هذه النقاشات تقدير حجم المجهود الحربي وشكله، واستخدام الصلات التي تربط صدام بتنظيم القاعدة كقضية عامة تبرر الحرب، إضافة إلى الحصول على تفويضٍ من الكونغرس.
(هيس) يذكر أن مسألة شن الحرب لإزاحة صدام قد حسمت بشكل نهائي ولم يعد الأمر يتعلق بغير التوقيت وكيفية التنفيذ.
لكن أجهزة الإعلام بالغت في الحديث عن انقسامات داخل الإدارة في شأن التعامل مع القضية العراقية.
وفي هذا الصدد، تنقل المجلة عن الجنرال (بيتر بيس)، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، تصريحه: "ليس من الصحيح القول بوجود انقسامات عميقة بين صفوف القيادتين المدنية والعسكرية. ولكن الصحيح هو أن حوارا فاعلا وبناءً ووديا يدورُ حول موضوع في غاية الخطورة"، بحسب تعبيره.
أما أحد التفسيرات المحتملة للاعتقاد بوجود خلافات في الرأي بين كبار المسؤولين فهو يعزى إلى السيناريوهات الحذرة التي وضعها القادة العسكريون للحرب المحتملة. ومن مهمة القادة العسكريين لدى قيامهم بالتخطيط الحربي التحسّب لأسوأ النتائج.
وفي هذا الصدد، يشار إلى أن الجنرال (تومي فرانكس)، قائد القوات الأميركية الوسطى، أطلع الرئيس بوش على الخطط المعدة في شأن العراق ثلاث مرات على الأقل كان آخرها يوم الأربعاء الماضي. وقد طرح اثنين من الاهتمامات المقلقة، أحدهما يتعلق باحتمال قيام صدام بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية والثاني عن احتمال أن تمتد الحرب لتصبح معركة في شوارع بغداد بين قوات أميركية والعناصر القليلة من الموالين لصدام الذين سيقاتلون حتى الموت. لكن (فرانكس) أعاد بثبات طمأنة الرئيس حول النقطة الثانية. أما تقديراته لحجم القوات اللازمة، فقد أفيد بأنها تراوح بين مائتي ألف إلى مائتين وخمسين ألف عسكري.
وإذا كان صحافيون ومن يصفهم الكاتب بمسرّبي المعلومات لم يفهموا حتى الآن بأن الحرب أصبحت حتمية فإن رئيس الوزراء التركي (بلند إيجيفيت) توصل إلى هذا الاستنتاج. فقد صرح لإحدى شبكات التلفزيون التركية إثر اجتماعه مع نائب وزير الدفاع الأميركي (بول وولفووتز) في الأسبوع الماضي، صرح قائلا: "إن الإدارة الأميركية لا تخفي عزمها على التدخل العسكري ضد العراق"، بحسب تعبيره.
والأهم من ذلك هو أن صدام حسين نفسه يدرك أن الحرب آتية، خاصة وأنه يصر دائما على القول بأن "أم المعارك" لا تزال مستمرة حتى الآن، على حد تعبير الكاتب (هيس).

--- فاصل ---

التقرير المنشور في مجلة (ذي ويكلي ستاندارد) الأميركية يتطرق أيضا إلى الصلات المشتبه فيها بين نظام بغداد وشبكة (القاعدة) الإرهابية. ويذكر، في هذا الصدد، أن صحيفة (الأمة) الباكستانية المقربة من طالبان والقاعدة نشرت في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2001 تقريرا زعمت فيه أن دبلوماسيا عراقيا رفيع المستوى يدعى (طه حسين) توجه إلى (قندهار) للاجتماع مع (مولانا جلال الدين حقاني)، ممثل حركة طالبان. ووفقا لما نشرته الصحيفة المذكورة، فإن صدام هو الذي أوفد الدبلوماسي العراقي لكي يعرض الدعم الذي يحتاجه أسامة بن لادن وملا محمد عمر من أسلحة وأموال أو ملاذ.
وعلى الرغم من أن صحيفتي (واشنطن بوست) و(لوس أنجيليس تايمز) الأميركيتين نقلتا ما نشرته الصحيفة الباكستانية إلا أنهما لم تكررا الإشارة إلى هذا التطور. وبالطبع يصعب التأكد من مصداقية التقارير الصحفية. لكن تقارير المخابرات ذكرت أن صدام بدأ بنقل قواته العسكرية داخل العراق بعد ساعاتٍ من هجمات الحادي عشر من أيلول. وفي أواخر تشرين الثاني 2001، أي عندما نشرت الصحيفة الباكستانية تقريرها، كان قد غيّر القيادات العسكرية العليا وأعاد تنظيم دفاعاته وهيّأ تسلسل الخلافة. كما أن خطاباته منذ الحادي عشر من أيلول اتسمت بالتحدي والاستفزاز.
وفي الحديث عن صلات صدام بالمتطرفين الإسلاميين في إطار جهوده لتوحيد العالم العربي ضد الغرب، يشير الكاتب إلى سابقة تاريخية. ويقول إن الرئيس العراقي أوفد بعد خمسة أيام من بدء الغارات الجوية الأميركية-البريطانية على العراق في كانون الأول 1998 إثر مغادرة المفتشين الدوليين أوفد دبلوماسيا عراقيا كبيرا هو فاروق حجازي إلى أسامة بن لادن لكي يعرض عليه اللجوء.
الكاتب يشير أيضا إلى ما تردد عن لقاء مفترض في العاصمة التشيكية بين محمد عطا، أحد منفذي هجمات أيلول الإرهابية والقنصل العراقي السابق في براغ.
وفي الختام، يذكر أن الرئيس الأميركي أكد في خطاب ألقاه في الحادي عشر من آذار لمناسبة مرور ستة أشهر على الاعتداءات الإرهابية أكد أن الحرب الدولية على الإرهاب دخلت مرحلتها الثانية. فيتساءل: تُرى ما الذي سيقوله بوش عند مرور الذكرى السنوية الأولى لهذه الهجمات، بحسب تعبير الكاتب (ستيفن أف. هيس) في مجلة (ذي ويكلي ستاندارد) الأميركية المحافظة.

على صلة

XS
SM
MD
LG