روابط للدخول

خبر عاجل

أسباب موت أطفال العراق / احتمال تخلي الرئيس العراقي عن السلطة لصالح نجله الأصغر


صحيفتان بريطانيتان نشرتا تقريرين من بغداد: الأول من صحيفة الأوبزرفر البريطانية عن فيلم لقناة الـ (BBC) حول أسباب موت أطفال العراق، والتفاصيل مع (شيرزاد القاضي). أما الثاني فهو إعادة لتقرير أذيع يوم أمس ونشرته إحدى الصحف البريطانية البارزة حول احتمال تخلي الرئيس العراقي عن السلطة لصالح نجله الأصغر لتفادي الهجوم الأميركي المحتمل. (ناظم ياسين) يعرض لهذا التقرير.

بخطى يتحكم فيها حذاء طبي تُمسك به وتشدّه روابط معدنية، سارت الطفلة التي هي شاهد في الوقت نفسه ضد حكومة العراق، فقد جرى تعذيبها قبل عامين وهي الآن في عامها الرابع.
ورد هذا في تقرير نشرته صحيفة الأوبزرفر عن فيلم وثائقي ستعرضه قناة BBC 2 في التلفزيون البريطاني اليوم الأحد، أعده جون سويني John Sweeney.

تابعت الصحيفة أن حكومة بغداد اتهمت علي وهو والد الطفلة بالاشتراك في مؤامرة لاغتيال عدي صدام حسين، ولكنه استطاع الهرب الى شمال العراق. لكن أجهزة المخابرات العراقية اعتقلت زوجته التي بقيت في بغداد بدلاً منه، وقام رجال المخابرات بتعذيبها، ولكنها صمدت بوجههم، فقاموا بتعذيب ابنتها هناء أمام أنظارها.

ويقول علي الذي عمل في الأجهزة القريبة من الرئيس العراقي صدام حسين، إن رجال الأمن كانوا يضعون رجلي الفتاة بين لوحين من الخشب ويضغطون عليها بشدة وهم يسألون الطفلة إذا كان والدها قد اتصل بها.

والطفلة هي ضحية صدام الذي بلغ من القسوة أن يمارس العنف ضد أطفال بلاده، بحسب الصحيفة، التي أضافت أن صدام يزعم أن الحصار الذي فرضه الغرب مسؤول عن هلاك الأطفال العراقيين.

وكان أسامة بن لادن أشار الى موت مليون طفل عراقي بسبب الحصار كمبرر لشن هجمات الحادي عشر من أيلول، بينما يسود شعور لدى العراقيين أن صدام بالَغَ في الأرقام.

وبالنسبة الى علي الذي أدى تعذيب طفلته الى إصابتها بعاهة قد تستمر طوال حياتها، فأن النظام العراقي كان يُنظم مسيرات لتشييع الأطفال الموتى لأغراض دعائية، على أساس أن الحصار يؤدي الى موت 7000 طفل شهرياً.

وتمنع السلطة العراقية دفن الأطفال مباشرة، وكما ذكر أحد أصدقاء علي وهو سائق سيارة أجرة، فقد ذهب الى مدينة النجف وجلب جثتي طفلين، ربما ماتا قبل ستة أشهر وجرى الاحتفاظ بهما في ثلاجات خاصة، وقام سواق آخرون بجلب جثث أخرى من مدن مختلفة للمشاركة في التشييع الجماعي للأطفال الموتى.

تقول الصحيفة إن هناء هي أصغر شاهد في البرنامج الذي ستعرضه القناة التلفزيونية، إضافة الى ستة راشدين آخرين من منطقة الحظر الجوي في شمال العراق الذين يتمتعون بحرية الحديث علناً.

ومن بين الشهود رجل من رجال صدام المختصين بالتعذيب والذي أعتقله الكرد وهو يتجسس في منطقتهم قبل عام.

والشاهد الذي أطلقت عليه الصحيفة تسمية كمال، ذكر أنهم كانوا يعذبون الطفل أمام والديه، حيث يقومون بحرقه بواسطة السجائر في البداية. وبعدها كما يقول رجل التعذيب يتم تهديد والديه بأنهم سيقتلون الطفل بحربة بندقية، وفي حال عدم اعتراف الوالدين، يتم قتل الطفل نهائياً، ولرجال التعذيب الحق في ممارسة كافة أنواع التعذيب، بحسب كمال.

--- فاصل ---

تابعت صحيفة الأوبزرفر تقريرها عن أسباب هلاك أطفال العراق قائلة، إن الحكومة العراقية وآخرين يَعزون موت الأطفال الى الحصار الاقتصادي.

وفي هذا السياق أشارت الصحيفة الى أنها تمكنت من إرسال مصور سينمائي الى العراق صحبة وفد الجمعية البريطانية العراقية، الذي ترأسه النائب العمالي جورج غالواي George Galloway.

في بداية الرحلة قال غالواي الذي يزور العراق للمرة التاسعة خلال سنتين ونصف السنة، إن طفلاً عراقياً يموت كل ست دقائق، وبشكل يومي وفي كل مساء ولمدة 12 عاماً.

أضافت الصحيفة أن منظمة يونيسيف Unicef، التابعة للأمم المتحدة قامت بدراسة حالات موت نصف مليون طفل عراقي بعد عام 1990، إلا أن الصحيفة شككت في صحة الدراسة لأنها اعتمدت على معلومات حصلت عليها المنظمة من حكومة تقوم بتعذيب الأطفال، ولأن يونيسيف اعتمدت على باحثين، بينهم شخص واحد فقط لا يعمل في وزارة الصحة العراقية بينما البقية كلهم موظفون في الوزارة.

--- فاصل ---

سيداتي وسادتي..
يلقي نظام صدام حسين باللوم على اليورانيوم المخصب الذي تسبب في موت الأطفال في أعوام التسعينات، بحسب ما جاء في تقرير الصحيفة التي أضافت انه بالرغم من عدم التقليل من مخاطر هذا السلاح الفتاك وغباء الماكينة العسكرية الأميركية، إلا أن الإدعاء العراقي غير مستند الى معرفة بعلم الإشعاع Radiology.

وبحسب الدكتور نك بلومان Dr. Nick Plowman رئيس قسم الأورام Oncology في مستشفى بارثولوميو في لندن، فأن الأورام السرطانية لا تتطور بين ليلة وضحاها، مضيفاً أن من الصعب القول إن القنابل التي سقطت عام 1991، هي التي سببت أمراضا سرطانية وموت أطفال في نفس العام، لأن سرطان الدم (اللوكيميا) يظهر عادة بعد أربعة أو خمسة أعوام، والأورام الخبيثة بعد حوالي عشرة أعوام.

ويقول ريشارد غوثري Richard Guthrie، الباحث في مجال الأسلحة الكيماوية، في جامعة سوسكس Sussex، إن الحالات المذكورة سببتها أسلحة كيماوية على الأرجح.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد الى أن نوعا معيناً من السرطان العنقودي ظهر في جنوب العراق قرب مدينة البصرة.
ختمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول إن الإيرانيين كانوا على وشك احتلال البصرة أواخر أعوام الثمانينات، باستخدامهم لأمواج بشرية من المشاة، عندما أسقط عليهم صدام حسين أسلحة كيماوية، وبالصدفة أسقطها على شعبه أيضاً.

على صلة

XS
SM
MD
LG