روابط للدخول

خبر عاجل

واشنطن تحاول حشد تحالف جديد لإطاحة صدام حسين


نشرت صحيفة واشنطن تايمز تقريراً أشارت فيه إلى أن وزير الدفاع الأميركي (دونالد رامسفيلد) يحاول حشد تحالف جديد لإطاحة صدام حسين. (أكرم أيوب) في العرض التالي.

نشرت صحيفة واشنطن تايمز في عددها الصادر اليوم مقالا عن سعي وزير الدفاع الاميركي لحشد تحالف ضد الرئيس العراقي، استهلته بالاشارة الى صعوبة المهمة التي تواجه دونالد رامسفيلد في إقناع الحلفاء الاوروبيين بالحاجة الى عمل عسكري ضد صدام حسين، وذلك في اجتماعات حلف شمال الاطلسي (الناتو) التي تعقد اليوم وغدا.
الصحيفة اشارت الى ان اجتماعات الناتو تمثل الوقفة الاولى من جولة رامسفيلد، التي ستأخذه الى قطر والبحرين والكويت للتباحث في شؤون الشرق الاوسط، ومن ثم الى جنوب آسيا في محاولة لنزع فتيل التوتر القائم بين الهند وباكستان.
وقالت الصحيفة الاميركية إن رامسفيلد أوضح أثناء توقفه في لندن يوم أمس، بأن التهديد الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل التي بحوزة صدام ستحتل الصدارة في جدول مباحثاته في بروكسل.
وكان رامسفيلد لفت، بعد لقائه بنظيره البريطاني جيوف هوون، الى رغبة النظام العراقي الشديدة في الحصول على اسلحة الدمار الشامل، والى أن مرور الوقت لن يكون في صالح المنطقة.
وأشارت الصحيفة الاميركية الى أن أغلب الزعماء من الاوربيين وشعوبهم، يتشككون في وجود الحاجة الى عمل عسكري يستهدف الاطاحة بصدام، وان الحال لم تتغير كثيرا بعد الدعوات التي أطلقها الرئيس بوش في جولته الاوروبية أواخر الشهر الماضي.
ولاحظت الصحيفة بأن العديد من الاوروبيين اعترضوا على عرض الولايات المتحدة للقيام بعمل عسكري، وعلى تقديمها لأفكار قليلة حول الاوضاع التي ستنجم عن الاطاحة بنظام صدام – بحسب تعبير الصحيفة. كما أن الاوروبيين أعربوا عن قلقهم من التقديرات المنسوبة الى قائد القوات الاميركية الوسطى الجنرال تومي فرانكس بأن العملية تتطلب 200000 جندي أميركي، وأنها قد تؤدي الى حدوث إصابات بليغة في صفوف القوات المهاجمة.
ونقلت الصحيفة عن المعلق السياسي البريطاني هنري بورتر في صحيفة ساندي اوبزرفر البريطانية إشارته الى ضرورة قيام البيت الابيض بالتفكير بأشياء تتجاوز الشعارات والقنابل الذكية والغزو، والى تقديم رؤية للعراق في مرحلة ما بعد صدام، ذلك البلد الذي يمتلك تسعة في المائة من احتياطي النفط العالمي، ويعاني فيه الشعب من أشد أنواع الانتهاكات والترهيب على وجه الارض. لكن المسؤولين الاميركيين كرروا الاشارة الى عدم حثهم الحلفاء للقيام بعمليات عسكرية محتملة في هذه المرحلة، والى عدم وجود خطة حرب لغزو محتمل للعراق – بحسب ما ورد في صحيفة واشنطن تايمز.

تساءلت صحيفة واشنطن تايمز في مستهل مقالة منشورة في عددها الصادر اليوم عما إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بتخليص العالم من صدام حسين. ورأت أن الرئيس بوش، أعاد تأكيد عزمه، يوم السبت الماضي، على القيام بضربة وقائية، لافتا الى ان احتواء الطغاة الذين يعانون من الاختلال، ويمتلكون أسلحة الدمار الشامل، لم يعد ممكنا، وذلك في إشارة موجهة بوضوح الى صدام حسين – بحسب تعبير الصحيفة.
الصحيفة أشارت الى التقارير القائلة إن كبار القادة من العسكريين يرون عدم القيام بمحاولة الاطاحة بصدام قبل حلول العام القادم، وأنهم يدافعون بشدة عن فكرة التخلي عن المحاولة كليا.
وقالت الصحيفة إن قراءة قادة الجيش، لحسن الحظ، خاطئة، وان الرئيس بوش أتخذ القرار بإطاحة صدام عن السلطة، ولم يتبق إلا تحديد الموعد والكيفية التي ستتم بها عملية الاطاحة.
وتطرقت صحيفة واشنطن تايمز الى العوامل المؤثرة على القرارات السياسية، مشيرة الى الالتزامات الاميركية تجاه تركيا بعدم تقسيم العراق بعد صدام، والى أجراء المناقشات مع العديد من المسؤولين العراقيين السابقين حول هذه المسألة إضافة الى ضمان عدم تحول العراق الى دولة أصولية مستبدة مثل إيران.
وأضافت الصحيفة بأن على الولايات المتحدة دعوة تركيا للمشاركة بقواتها المسلحة في العملية العسكرية داخل العراق، لافتة الى قدرة المقاتل التركي، والى أن وجود الاتراك الى جانب القوات الاميركية سترسل إشارة قوية الى بقية العالم الاسلامي.
وقالت الصحيفة الاميركية إن النقاش الدائر داخل البنتاجون يتصف، كالعادة، بالشدة، حول صنف القوات المسلحة الذي ستكون له الاولوية في المعركة، وسلامة الاداء في اللحظات الاولى من الحرب، فحينذاك سيتقرر ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك القدرة على منع صدام من تحويل العملية الى حرب إقليمية تجر اليها اسرائيل والدول العربية.
ورأت الصحيفة أن النقاشات في البنتاجون تدور حول السيطرة على ما أطلق عليه أسم (( Scud Box أو المنطقة المستطيلة الشكل الواقعة في الجزء الغربي من العراق بمحاذاة الطريق الدولي الذي يربط بين بغداد وعمان، والتي يمكن للعراق أن يستغلها في إطلاق الصواريخ التي بحوزته لما تتمتع به من أمان نسبي حيال الهجمات الاميركية.
وزعمت الصحيفة بأن العراق يمتلك حوالي 15 منصة لاطلاق صواريخ سكود –B، وكل بطارية تحتوي على ستة صواريخ بمدى يصل الى 425 ميلا.

وذكرّت الصحيفة بأن العراق أطلق ما يقرب من أربعين صاروخا من نوع سكود على اسرائيل، وأن الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش مارس ضغوطا شديدة على القيادة الاسرائيلية بعدم الرد في حينها، مؤكدة على أن هذا أنقذ التحالف الدولي من الانفراط وقاد الى تحرير الكويت.
وقالت الصحيفة إن الاخفاق هذه المرة في مباغتة صدام ستؤدي به الى إطلاق صواريخه على إسرائيل بأمل إشعال فتيل حرب إقليمية يتوجب تفاديها، خاصة وان الصواريخ العراقية في الوقت الحاضر مجهزة بالرؤوس الكيمياوية والبايولوجية إضافة الى الرؤوس الاعتيادية.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل قامت هي الاخرى بنشر الصواريخ، والبعض منها يحمل رؤوسا نووية على طول الحدود مع لبنان، وبإمكانها الوصول الى سوريا والعراق وغالبية الاراضي الايرانية. وتنوي إسرائيل القيام بضربات وقائية في حالة اكتشافها لاستعدادات عراقية لشن هجوم صاروخي.
وقالت الصحيفة إن هذا يعني ضرورة قيام الولايات المتحدة بالسيطرة على منطقة سكود بوكس قبل أي شيء آخر.
ومضت الصحيفة الى القول إن حرمان صدام من فرصة اطلاق الصواريخ التي يمتلكها، تستدعي من الولايات المتحدة عدم استخدام خطة الجنرال تومي فرانكس المتمثلة في استخدام ما يربو على 200000 جندي والتي لا يمكن أن تبقى طي الكتمان. وقالت ان الخطط العسكرية تقتضي المباغتة والسرعة والعنف في ساعاتها الاولى، وأن الحملة برمتها قد تستغرق 36 ساعة كما يرى البعض، لكن الصحيفة اشارت الى عدم واقعية هذه التقديرات.
وتقدمت الصحيفة بخطة محتملة لبدء الحرب ضد النظام العراقي. الخطة تشير الى سماح الاردن بإنشاء قاعدة اميركية بريطانية في صحرائها الشرقية بالقرب من العراق، ومن هناك يمكن لعدد كبير من القوات الخاصة الوصول الى الاراضي العراقية والسيطرة على منطقة سكود بوكس بدعم من طائرات أف – 117 و ب-2. وفي تلك اللحظات – تقول الصحيفة – يجري الاتصال بجميع القادة الكبار في القوات المسلحة العراقية وإبلاغهم بوجوب الاختيار بين تغيير ولائهم أو الموت، مؤكدة على ان العديد منهم سيختار اللحاق بالحكومة الجديدة بدل المحاكمة لارتكابه جرائم حرب بسبب إطلاق الصواريخ على أهداف مدنية في إسرائيل. وقالت الصحيفة إن السيطرة التامة على الاجواء العراقية ستنجز خلال 6 الى 12 ساعة.
وزعمت الصحيفة بأن السيطرة على منطقة سكود بوكس ستمثل المؤشر لحوالي 30000 عراقي من الذين فروا الى ايران عام 1991 بالعودة الى وطنهم، مشيرة الى قدرتهم القتالية والى امكان انتقالهم للعراق بمساعدة اميركية، واشتباكهم مع قوات صدام. ورأت الصحيفة أن هذه القوات والقوات الاميركية والتركية ستسيطر على حقول النفط العراقية.
الصحيفة أشارت الى وجوب خفض تواجد القوات الاميركية على الاراضي العراقية الى حده الادنى من أجل خفض التوتر مع الدول العربية، والى ان القوات العراقية التي كانت في المنفى وبمساعدة الهجمات الجوية الشديدة ستتمكن من الاستيلاء على المدن الرئيسة، وحالما تتمكن من السيطرة على بغداد أو البصرة، ستعلن عن قيام حكومة عراقية جديدة.
وقدمت الصحيفة تفصيلات أخرى عن الحرب المحتملة، مشيرة الى عدم التقليل من شأن القوات العراقية الحكومية، والى صعوبة وقوفها بوجه القوات الاميركية والتركية وقوات الداخل.
وختمت الصحيفة بالاشارة الى ان النقاشات الدائرة هي مسألة صحية، مؤكدة على قيام العسكر بتلبية الاوامر حال صدورها _ بحسب ما جاء في صحيفة واشنطن تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG