روابط للدخول

خبر عاجل

الشراكة العربية في عملية السلام في الشرق الأوسط


نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريراً في عددها الصادر اليوم يقول: عشية زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى الولايات المتحدة يبدو أنه من الممكن أن يصبح العرب شركاء مهمين في عملية السلام في الشرق الأوسط. التفاصيل مع (أكرم أيوب) في التقرير التالي.

تناولت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم موضوع الشراكة بين القادة العرب والولايات المتحدة فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط. الصحيفة استهلت مقالها بالاشارة الى ان الامة العربية التي تمتد من الدار البيضاء الى بغداد، لم تكن شريكا في عملية السلام، لكن التغيير في هذا الموقف يبدو محتملا عشية الزيارة الاستثنائية التي سيقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك الى واشنطن.
وأشارت الصحيفة الى أنه بعد حرب عام 1967 عندما احتلت اسرائيل اراض عربية وأعلنت بأنها ستبادلها بالسلام، أجتمع الزعماء العرب في العاصمة السودانية الخرطوم وردوا باللاءات الثلاثة: لا سلام، ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل.
وبعد عقد من الزمان، تقول الصحيفة، عندما عقد الرئيس المصري انور السادات سلاما منفردا مع اسرائيل، قامت الامة العربية بعزل مصر عن هيئاتها السياسية، وتم اغتيال السادات على يد المتطرفين من الاسلاميين بعد سنتين من ذلك الصلح.
وحتى بعد اتفاقات اوسلو التي جرت عام 1993 واختطت طريقا للتسوية النهائية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، بقي الزعماء العرب الذين يميلون لتحسين العلاقات مع اسرائيل في موقف الدفاع أمام المشاعر المناهضة لاسرائيل التي تعم الامة العربية كما هي الحال اليوم.
لكن الامة العربية - تقول الصحيفة – وبعد أسوء اعمال العنف والدمار الذي شهدته الارض المقدسة خلال عقود من الزمان، بدأت خطواتها الاولى للمشاركة العلنية في عملية السلام.
ورأت الصحيفة الاميركية بأن هذا المفهوم بدأ في التشكل بعد اللقاء الذي جرى بين الرئيس جورج بوش وولي العهد السعودي الامير عبد الله، لافتة الى ان موقف بوش تمثل في ضرورة مشاركة الزعماء العرب في جميع مراحل عملية السلام المعقدة، من البداية وحتى النهاية، إذا أريد للولايات المتحدة الخوض فيها.
الصحيفة قالت ان على القادة العرب، وبدل الارتداد الى مقررات الخرطوم أو التأثر بمشاعر السخط في الشارع العربي، القيام بدورهم كقادة، وممارسة الضغوط على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، على غرار الضغوط التي يمارسها الرئيس بوش على رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون. ورأت الصحيفة بان هذا ينطوي على أن القادة العرب سوف لن يكونوا قادرين على توجيه الانتقادات عن بعد، او البحث عن تغطية خوفا من غضبة الاسلاميين، بل عليهم امتصاص النقمة فيما يتعلق بالحلول الوسط التي يتوجب على عرفات القيام بها بالنسبة للقدس، ولحدود الدولة الفلسطينية، وحق اللاجئين في العودة. وأخيرا على القادة العرب ضمان مصداقية عرفات وشفافية السلطة الفلسطينية والدولة الفلسطينية الجديدة.

ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز أن مؤتمرات القمة العربية لم تنظر في القيام بمثل هذا الدور من قبل، لكن هذا بات مطروحا للنقاش في الولايات المتحدة وفي السعودية والاردن وسوريا ولبنان والمغرب، باعتبارها الدول التي فوضها مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت بعرض مبادرة سلام جديدة على إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن وصول مبارك الى واشنطن هذا الاسبوع سيكون تقدما هاما، إذا استجاب للتحدي الذي وضعه الرئيس بوش بالمشاركة العربية الفاعلة، لافتة الى قول مستشاريه بأنه سيفعل ذلك، على الرغم من تساؤلاتهم عن النهج الذي تنوي واشنطن السير فيه.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أحد مستشاري الرئيس مبارك تأكيده على التطور الحاصل في الموقف العربي، والى السير قدما نحو مشاركة أوسع، وذلك في حالة قيام الادارة الاميركية بتقديم رؤية للتسوية السلمية، والشروع في وضع الخطوات لتحقيقها.
وأشارت الصحيفة الى ان العديد من المحللين يرون أن الرئيس المصري يبدو عليه التجهم منذ قيام ولي العهد السعودي الامير عبد الله بسرقة الأضواء منه عن طريق مقرح السلام البسيط الذي تقدم به - والداعي الى تطبيع علاقات الدول العربية مع اسرائيل في مقابل استرجاع الاراضي العربية التي احتلت عام 1967 وإنشاء دولة فلسطينية.
ورأت الصحيفة أن مقترح السلام السعودي لم يتبناه مؤتمر القمة العربي في بيروت فحسب، وإنما احتضنته الادارة الاميركية، ونال عبارات الاهتمام المشروطة من شارون رغم تفجر أعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وفي بداية الامر، نظرت مصر الى المقترح السعودي باعتباره شكلا جديدا لمحتوى قديم، لكن الصحيفة نقلت عن أحد مساعدي مبارك بأن المبادرة السعودية أضحت مبادرة عربية في الوقت الحاضر، مضيفا أن نأي مبارك كان بسبب عدم وضوح موقف واشنطن.
وأشارت الصحيفة الى ان الحكومة المصرية على بينة من الحوارات الدائرة داخل الادارة الاميركية حول مستقبل عرفات، وفيما اذا كان على بوش المجازفة بوضع رؤية اميركية للسلام. والمؤيدون لهذا التوجه من الادارة الاميركية يرون ان مشاركة الامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والقادة العرب للجهود الاميركية في هذا المجال، يمكن أن تعيد الاسرائيليين والفلسطينيين الى طاولة المفاوضات للتوصل الى اتفاق سلام. وبالمقابل، فهناك الكثير من المتشككين في إمكانية حدوث ذلك، والبعض من هؤلاء يرون العقبة في شارون، اما البعض الاخر فيراها في عرفات. هذا في الوقت الذي ترتفع فيه مستويات الإحباط الى درجات عالية، وتعود فيه أعمال العنف مرة أخرى.
كما يحذر عدد من المتشككين من مسألة التعويل على القادة العرب في حالة ازدياد معارضة الشارع العربي لتوجهاتهم الى درجة كبيرة، ومن احتمالات الحصول على موافقة الدول المتشددة مثل سوريا وليبيا والعراق فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس.
وأشارت الصحيفة الى الرأي القائل بأن توجهات القادة العرب تأتي تلبية لمطالب شعوبهم، المنقولة عبر تضخيم المحطات الفضائية والانترنت لعدم الرضى الشعبي بالاوضاع الراهنة.
على هذه الخلفية، تقول الصحيفة، قام الرئيس بوش بدعوة الرئيس مبارك لمواصلة المسيرة التي بدأها الامير عبد الله.
وأشارت الصحيفة الى أن المباحثات بين بوش وعبد الله أوضحت عزم الولايات المتحدة على السير في طريق السلام المحفوف بالمخاطر، مادام القادة العرب من المعتدلين يشاركون في تحمل العبء والمخاطر، إضافة الى الثناء أو اللوم أمام أنظار مليار من المسلمين.
وعرضت الصحيفة للقاء ولي العهد السعودي، بعد اجتماعه ببوش، بقادة مصر وسوريا والاردن وكبار مساعدي عرفات في شرم الشيخ، لمناقشة قائمة الاصلاحات السياسية والامنية والتي أعلن عرفات، فيما بعد، عن عزمه القيام بها لوضع حد للاعمال الارهابية وإيجاد مؤسسات فلسطينية تتصف بالشفافية والديموقراطية.
وقالت الصحيفة إن قائمة الاصلاحات المذكورة، إضافة الى قائمة بالتوقعات العربية للإجراءات الاسرائيلية التي تسهم في خفض العنف، نقلتا الى واشنطن التي تشهد نشاطا في هذا الميدان انتظارا لقرار الرئيس بوش بالمضي قدما في عملية سلام حقيقية هذا الصيف.
ورأت الصحيفة ان مقترح الامير عبد الله نال الدعم من الامة العربية - لكن ولي العهد السعودي بات في الواجهة في الوقت الذي نأى فيه القادة العرب عنها. وستلقى عودة مبارك للقيام بدور في عملية السلام الترحيب من الاميركيين، وينطبق هذا على السعوديين الذين يرون انه كلما كان الدور المصري أكثر أهمية كلما كان ذلك أفضل – بحسب تعبير أحد الدبلوماسيين في المنطقة، وكما جاء في صحيفة نيويورك تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG