روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: تقرير عن الطيار الأميركي الذي أسقط العراق طائرته إبان حرب الخليج


مجلة (إنسايت) الاميركية أعدت تقريراً عن الطيار الأميركي الذي أسقطت طائرته إبان حرب الخليج عام 91. (ولاء صادق) اطلعت على التقرير وأعدت العرض التالي.

نشرت مجلة انسايت الاسبوعية مقالة عرضت فيها قضية الطيار الاميركي سكوت سبايكر الذي سقطت طائرته في اليوم الاول من حرب الخليج في عام 1991 في العراق ولم تنفذ اي مهمة لانقاذه حسب تعبير المجلة.
واسترجعت المجلة تاريخ قضية سبايكر الذي ذكرت التقارير المخابراتية أنه ظل حيا بعد سقوط طائرته وانه نقل الى مستشفى في بغداد. وقالت إن العراق وجه دعوة مفتوحة لارسال وفد للتحقيق في قضيته الا ان اي خبر عن هذا الموضوع لم يصدر حتى الان.
وواصلت المجلة أن هناك ادلة منذ سنوات على ان سبايكر ما يزال حيا يرزق. اذ ذكر تقرير لوكالة المخابرات المركزية في عام 2001 ان العراق يمكن ان يكون عارفا بما حدث لسبايكر ولكنه يخفي المعلومات وانه ربما يكون اسيرا لديه. واشار التقرير الى ان سبايكر قذف نفسه من طائرته وبالتالي هناك امل في انه قد نجا بنسبة 85 الى 90 بالمائة.
ولاحظت المجلة ان تقرير وكالة المخابرات المركزية يناقض الاكاذيب التي نشرت عن مصير سبايكر حسب تعبيرها. وقالت ان اخطاءا ارتكبت في قضيته اولاها اعلان وفاته في عام 1991. وكانت تقارير قد ذكرت ان سبايكر لم يطلب المساعدة بالراديو كما لم يشغل باعث الاشارات خوفا من ان يرصده العراقيون اضافة الى ان شهود عيان شاهدوا كتلة نارية تسقط ولم يشاهدوا مظلة.
واضافت المجلة أن البنتاغون اعتبر ان الطائرة تعرضت الى ضربة بصاروخ ارض جو. بينما ظل زميل لسبايكر كان في المهمة نفسها يؤكد ان طائرة ميغ هي التي ضربته حتى اكدت وكالة المخابرات المركزية ذلك في تقريرها العام الماضي. ونقلت المجلة عن كرسبن ميلر استاذ الدراسات الاعلامية في جامعة نيويورك قوله إن البنتاغون لم تشأ ان تعترف ان طائرة ميغ نجحت في اسقاط طائرة ايف 18. وان هذه المشكلة هي سبب نسيان سبايكر.
ونقلت المجلة عن تقرير وكالة المخابرات المركزية ان الحكومة العراقية اعادت 21 عسكريا اميركيا الا انها عندما علمت باعتبار سبايكر ميتا قررت الاحتفاظ به ثم ارسلت عينات مما ادعت انها جثته كي تثبت وفاته الا ان الفحوص الطبية كذبت هذا الادعاء. وكان نظام صدام قد ادعى حسب المجلة ان الذئاب التهمت سبايكر فأيد رئيس العمليات البحرية مايك بوردا ذلك واعتبر ان سبايكر قد قتل اثناء اداء الواجب في عام 1991.

--- فاصل ---

ومضت مجلة انسايت الى القول إن موت سبايكر اعلن رسميا واغلقت وزارة الدفاع ملفه في نهاية عام 1991. ولكن حدث ما لم يكن متوقعا. اذ عثر فريق صيد قطري على طائرته في الصحراء وصورها ثم ارسل الصور الى السلطات الاميركية. فقررت ادارة الرئيس بيل كلنتون مراجعة نفسها ومعلوماتها وطلبت من العراق في شباط من عام 95 السماح لها بتفتيش موقع سقوط الطائرة الا ان التفتيش لم يتم الا في شهر كانون الاول. واستلم السناتور روبرت سمث رئيس لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ تقريرا يقول بعدم وجود دليل على ان سبايكر قد نجا فاغلقت القضية مرة اخرى. ونقلت الصحيفة عن سمث قوله ان هناك اكاذيب تتعلق بمصير سبايكر. ففي عام 1995 كما واصلت المجلة قدمت مجموعة من الخبراء تقاريرها الى البنتاغون فاعتبرت سرية الا ان بعض تفاصيلها راحت تتسرب وتصل الى سمث ومنها ان طائرة سبايكر لم تتحطم في الجو بل سقطت وانتشرت قطعها في موقع السقوط وان خللا اصاب نظام الرادار فيها مما ادى الى تعطيل ثلاثة من صواريخها ثم تعرضت الى ضربة بصاروخ. الا ان سبايكر قذف بنفسه خارج الطائرة مما يترك مجالا للامل في نجاته.
ولكن وفي عام 1996 استلم الكونجرس تقريرا ذكر الا دليل على نجاة سبايكر وبقائه حيا فاغلقت القضية مرة اخرى وهو الامر الذي ازعج سمث الذي راح هو والسناتور روبرتس يحثان على تغيير وضع سبايكر من قتيل اثناء اداء الواجب الى مفقود وهو الامر الذي ازعج بدوره البنتاغون.
وفي كانون الاول من عام 97 نشرت نيويورك تايمز مقالا قالت فيه إنه ربما ما يزال حيا واتهمت ادارة الرئيس كلنتون بتضليل الكونجرس. فارسل سمث رسائل الى وزير الدفاع وطالب بفتح تحقيق عن الموضوع وبلقاء مع لجنة البنتاغون للاسرى والمفقودين. فطلب رئيس اللجنة من مدير وكالة المخابرات المركزية الكشف عن جميع الملفات والوثائق والتقارير وكل تفاصيل قضية سبايكر.

--- فاصل ---

وفي عام 1999 حدث تطور اخر عندما جاء احد الهاربين من العراق بقصة غريبة وقال انه نقل طيارا اميركيا من موقع سقوط طائرته الى المستشفى. فعرض مسؤولو المخابرات عليه عددا كبيرا من الصور لمعرفة ان كان قادرا على تشخيص سبايكر، فتعرف عليه. ثم اخضعوه لفحص بجهاز كاشف الكذب مرتين فتجاوز الفحصين بنجاح. ثم قالوا له إن هناك جائزة كبيرة لمن يأتي باخبار عن طيار اخر، وذلك لاغرائه، فأكد الهارب العراقي ان سبايكر كان الوحيد.
ومع هذا الدليل الجديد وكما قالت المجلة اصر سمث على تغيير وضع سبايكر حتى جاءت الموافقة في الحادي عشر من كانون الاول من عام 2001 وهو امر يحدث لاول مرة لعسكري اميركي. واثار هذا الامر كما ذكرت المجلة ايضا ضجة في وسط الاعلام ثم اوردت ما قاله الرئيس السابق كلنتون ردا على اسئلة الصحفيين الملحة "لدينا معلومات تشير الى انه ربما يكون حيا وهي معلومات تجعلنا غير متأكدين من كونه قد قتل. من الخطأ اعتبار انه قتل بينما ربما لا يكون الامر كذلك".
ثم تساءلت المجلة: ترى لماذا انتظروا ثماني سنوات ؟ ثم نقلت عن بيل غيرتز من واشنطن تايمز قوله إن وكالة المخابرات المركزية ومخابرات الدفاع جاءتهم معلومات من بريطانيا ان سبايكر يقبع في سجن في العراق يزوره فيه مدير المخابرات العراقية وعدي صدام حسين. الا ان بريطانيا انكرت هذه الاخبار حسب المجلة التي اضافت أن احتمال ان يحتفظ العراق باسير حتى الان امر وارد وذكرّت بان العراق اعاد اسرى من الحرب العراقية الايرانية احدهم امضى سبعة عشر عاما في الاسر. ثم نقلت المجلة اخيرا عن البروفسور ميلر شكه في بقاء سبايكر حيا حتى الان وقالت انه واخرون يتهمون الادارة الاميركية باستغلال قضية سبايكر في اطار التعبئة لحرب ضد العراق لا غير.

على صلة

XS
SM
MD
LG