روابط للدخول

خبر عاجل

المصاعب التي تواجه عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط


نشرت صحيفة اميركية واسعة الانتشار تقريراً عن المصاعب التي تواجه عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. التفاصيل مع (ولاء صادق).

في عدد لها قبل ايام نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن الجهود الهادفة الىعقد مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط وقالت انها تداعت بشكل كبير وسط اشارات مختلطة تصدر عن مسؤولين اميركيين ووسط الشروط المسبقة التي يضعها اللاعبون الاساسيون، كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة واضافت أنه كان من المقرر ان يعقد هذا المؤتمر الذي وصفه مسؤولون في الادارة الاميركية بكونه الحجر الاساس في المحاولات الهادفة الى تحقيق الانفتاح بين الاسرائيليين والفلسطينيين، في منتصف حزيران وان تشارك فيه الولايات المتحدة واسرائيل والمسؤولون العرب وربما ممثلون عن روسيا وعن الاتحاد الاوربي والامم المتحدة. الا ان الخلافات التي ما تزال قائمة بين المشاركين ادت الى تأجيل المؤتمر الى شهر آب كحد اقصى كما نقل التقرير عن دبلوماسيين عرب. ثم نقل عن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قوله ان على الادارة ان تحقق تقدما على صعيد التخطيط وان من المحتمل الغاء الاجتماع.
هذا ومن المتوقع ان يغادر مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت ومساعد وزير الخارجية وليم بيرنز الى المنطقة في الاسبوع القادم ثم يلحق بهما وزير الخارجية كولن باول كما ورد في التقرير الذي اضاف إن فشل جهودهم الدبلوماسية قد ينعكس بشكل سيء على مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة وأن يحمس المنتقدين الذين يقولون إن الادارة ما تزال تفتقد الى التزام كامل للتوصل الى اتفاق. كما يمكن لالغاء المؤتمر ان يثير استياءا بين الدول العربية قد يعقد بدوره احدى اولويات الادارة وهي خططها ضد صدام حسين.
وذكرت الصحيفة بان باول اعلن عن المؤتمر في الثاني من ايار بعد محادثات اجراها في واشنطن مع مسؤولين من روسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوربي. الا ان البيت الابيض ومسؤولين اميركيين اخرين ما لبثوا ان حاولوا في اليوم التالي التخفيف من التوقعات منه.
ومضى التقرير الى القول إن اقتراح عقد مؤتمر للسلام اشارة واضحة على زيادة الالتزام الاميركي رغم ان مختلف الاطراف المعنية قدمت خلال الاسابيع الماضية رؤى مختلفة عن الوضع. اذ تصر الدول العربية وخاصة مصر والاردن على وضع جدول زمني للتوصل الى اتفاق الى انشاء الدولة الفلسطينية بينما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الى فترة انتقالية طويلة.
ونقل تقرير نيويورك تايمز عن مسؤول دبلوماسي عربي في واشنطن تأكيده على ضرورة وضع جدول زمني معقول. كما نقل عن وزير الخارجية المصري احمد ماهر اضافته شروطا اخرى الى المؤتمر تتمثل في انسحاب اسرائيل الى الاراضي التي كانت تسيطر عليها قبل بدء الانتفاضة الفلسطينية في ايلول من عام الفين وهو شرط ايده المسؤولون الفلسطينيون، وحضورِ جميع الدول المعنية وبالتحديد سوريا ولبنان ومشاركةِ السلطة الفلسطينية بشخص رئيسها ياسر عرفات.
ومن جانبها قدمت اسرائيل مطالبها كما جاء في التقرير. اذ حذر المسؤولون الاسرائيليين هذا الاسبوع من ان استمرار العمليات الانتحارية قد يحرف المؤتمر عن مساره. كما طرح شارون سلسلة من الخطوات التي سيكون على سوريا اتخاذها قبل موافقته على مشاركة اسرائيل في المؤتمر. ومنها انسحاب القوات السورية من لبنان وطرد المجموعات المقاتلة الفلسطينية من دمشق وانهاء دعم سوريا لحزب الله. وقد رفضت سوريا هذه المطالب وهدد المسؤولون المصريون بمقاطعة المؤتمر ان لم تشارك فيه سوريا.

--- فاصل ---

ونقل تقرير صحيفة نيويورك تايمز عن يوسي بيلين وهو وزير عدل اسرائيلي سابق التقى مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الاميركية قوله إن مشاركة سوريا تبقى عائقا كبيرا. وانه سيكون من الصعب تحقيق عقد المؤتمر دون سوريا على حد تعبيره.
وقال بيلين ايضا انه أُخبر أن بيرنز وتينيت سيتوجهان سوية الى المنطقة وهو ما اكده مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية وان باول سيلحق بهما في محاولة للتفاوض مع الاطراف على شروط مشاركتهم في المؤتمر. ثم اضاف أن في الطريق صعوبات بلا شك واعرب عن امله في ردم الهوة بين الاطراف.
الا ان التقرير اضاف ان تصريحات متضاربة صدرت عن الادارة الاميركية بشأن زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الى المنطقة. إذ اعلن الرئيس بوش انها ستتم في السابع من ايار وقال ان هدفها هو المساعدة في تأسيس بناء قوى الامن الفلسطينينة التي انهارت بسبب الهجوم الاسرائيلي الذي استمر خمسة اسابيع على الضفة الغربية. وقال المسؤولون في حينها إن تينيت سيغادر في الاسبوع اللاحق. ولكن ومنذ ذلك الوقت ظل باول واخرون يكررون انه سيغادر في غضون ايام، الا ان الرحلة ظلت تؤجل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي قوله يوم الجمعة إن الموعد لم يحدد بعد. بينما قال مسؤول اخر إن هناك عدم اتفاق داخل الادارة حول زيارة تينيت وبيرنز وحول اولويات المهمة: اهي تحقيق التعاون الامني بين الاسرائيليين والفلسطينيين ام اجراء محادثات حول ما وصفه باول بكونه "الافق السياسي" وهو وعد واضح للفلسطينيين بتحقيق تقدم نحو انشاء الدولة. ويقال ايضا وكما ورد في التقرير ان تينيت متردد في القيام بالمهمة التي لا تتمتع الا باسناد ضعيف من البيت الابيض والتي قد تكون فاشلة منذ البداية. ونقل التقرير عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله "لا يمكننا حتى الوصول الى الاطراف كي نجلس في حجرة ونتحدث عن التعاون الامني" حسب تعبيره.
أما من الجانب العربي فنقلت الصحيفة عن مسؤول عربي كبير رفض الكشف عن هويته قوله إن الاطراف في انتظار تصريح واضح من الرئيس بوش حول شكل الاتفاق المحتمل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. فعندئذ فقط ستصدق الاطراف حسب قوله ان هناك ما يكفي من الدعم الاميركي للمجازفة التي سيتطلبها اي تقدم في هذا المجال. ونقلت عنه قوله ايضا "يجب تثبيت موقف كي لا يعود هناك اي تساؤل عن الطريقة التي ترى بها اميركا التسوية". وهو راي عبر عنه كما قالت الصحيفة مسؤول اميركي كبير.

على صلة

XS
SM
MD
LG