روابط للدخول

خبر عاجل

العمل العسكري الأميركي ضد العراق لا يزال مجمداً


(ولاء صادق) تقدم عرضاً لتقرير نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية يفيد، نقلاً عن مصادر عسكرية، بأن العمل العسكري الأميركي ضد العراق لا يزال مجمداً.

صحيفة واشنطن بوست نشرت في عددها الصادر امس تقريرا تحت عنوان "تجميد اجتياح العراق" نقلت فيه عن مسؤولين كبار في البنتاغون قولهم إن القادة العسكريين في الولايات المتحدة يعتقدون انهم نجحوا في اقناع القيادة المدنية في البنتاغون بتأجيل اجتياح العراق حتى العام المقبل في اقل تقدير وربما بالغائه تماما.
واشارت الصحيفة الى ان قادة القوات المشتركة شنوا حملة وراء الكواليس لاقناع ادارة الرئيس بوش باعادة النظر في موقفها الذي يؤمن بحتمية الحرب ازاء العراق، بضمنها تقرير سري قدمه الجنرال تومي فرانكس الى البيت الابيض في اوائل هذا الشهر. وفرانكس هو مسؤول القيادة الوسطى التي من شانها الاشراف على حملة عسكرية اميركية على العراق. وقالت الصحيفة ان الجنرال فرانكس اخبر الرئيس الاميركي بان اجتياح العراق سيتطلب قوة قوامها مائتا الف رجل وهو راي يوافق راي القيادة المشتركة التي اثارت موضوع الزمن المطلوب لتحشيد القوات وخطر استخدام صدام اسلحته البيولوجية والكيمياوية كما ذكر المسؤولون.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن ادارة الرئيس بوش تبدو مصرة على ازاحة الرئيس العراقي ولكنها اصبحت تركز على ما يبدو على اسقاطه بعمليات استخباراتية مقنعة تجاوبا مع نصائح العسكريين. واشارت الصحيفة الى قول احد مسؤولي الدفاع المطلعين على طريقة تفكير وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يوم الخميس بان هناك طرقا عديدة يمكن من خلالها تحقيق تغيير النظام وان شن حملة عسكرية هي واحدة منها.

--- فاصل ---

الا ان القرار النهائي سيكون للرئيس كما قالت الصحيفة التي ذكّرت بخطاب الرئيس في المانيا يوم الخميس حيث تحدث بلهجة صارمة عن العراق وعن الدول الاخرى التي سماها بمحاور الشر. كما اخبر المستشار الالماني غيرهارد شرودر في مؤتمر صحفي في برلين "ليس هناك خطط حرب على مكتبي. هذه هي الحقيقة. الا ان علينا ان نستخدم جميع الوسائل المتوفرة للتعامل مع صدام حسين". انتهى كلام الرئيس بوش.
ومضت الصحيفة الى القول إن الرئيس بوش يواجه، اضافة الى ما عبر عنه عسكريوه من شك، يواجه ريبة اوربية في الحكمة من توسيع الحرب الى العراق. إذ ايد شرودر الجهود الهادفة الى الضغط على صدام كي يوافق على اعادة المفتشين الدوليين والابتعاد عن عملية عسكرية.
واضافت الصحيفة ان النقاش الدائر داخل البنتاغون هو جزء من نقاش عام عن العراق يشارك فيه البيت الابيض ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية وغيرهم، وان هذا النقاش لا يقتصر فقط على مناقشة فوائد عملية عسكرية ويركز ايضا على دور الدبلوماسية الدولية واستخدام مجموعات المعارضة العراقية في الخارج.
واضافت الصحيفة بالقول إن مخاوف العسكريين تعني ابطاء التحرك في اتجاه الحرب وان المواجهة العسكرية مع العراق قد تكون أبعد مما سبق ان اقترحه العديد من المسؤولين في الادارة. الا ان الوضع ما يزال غير واضح داخل البنتاغون. وهناك من يقول إن الداعين الى الحرب يمارسون ضغوطا كبيرة داخل الادارة الاميركية للحصول على دعم القادة العسكريين.
ثم ذكّرت الصحيفة بان ستة من اعضاء القيادة المشتركة توصلوا في سلسلة لقاءات هذا الربيع، الى موقف يركز على صعوبات اي حملة عراقية ويتساءل في الوقت نفسه عن حكمة مواجهة عسكرية مع صدام.
ونقلت الصحيفة عن احد الضباط اعتقاده ان جميع القادة اتفقوا على ذلك. كما نقلت عن احد الجنرالات الكبار قوله إن هستيريا العراق التي انتشرت في الشتاء الماضي بين عدد من كبار مسؤولي الادارة الاميركية قد انتهت.
الا ان الصحيفة نقلت عن مطلعين على النقاشات التي تجريها القيادة المشتركة في منشأة آمنة تابعة للبنتاغون تعرف باسم الدبابة، نقلت عنهم قولهم إن الامر ما يزال مبكرا كي يعلن القادة العسكريون انتصارهم. ولاحظوا ان رامسفيلد ظل حتى الان خارج النقاش وترك الامر لنائبه بول وولفويتز ولدوغلاس فيث كبير مسؤولي السياسة في البنتاغون واللذين يعتبران من صقور البنتاغون ازاء العراق.

--- فاصل ---

وواصلت الصحيفة أن القادة العسكريين ركزوا في جلساتهم في الدبابة على مصدري قلق محددين. الاول احتمال ان يستخدم صدام خزينه من الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية. والثاني هو خطر نشوب حرب مدن في بغداد قد تؤدي الى قتل الاف من القوات الاميركية ومن المدنيين العراقيين.
وكان فرانكس قد عبر عن مخاوف مشابهة وعن اعتقاده بان الكثير من الامور يجب ان تحل اولا وانها ليست عسكرية كلها، كما اوردت الصحيفة نقلا عن احد الضباط ثم اضافت أن عددا من القادة عبروا ايضا عن شكهم في الحكمة من ازاحة صدام الذي اصبح الان متقدما في السن وضعيفا وتصرف بشكل افضل في الاشهر الاخيرة. ثم عبروا عن مخاوفهم من عدم وجود بديل واضح له ومن ان ينتهي العراق بنظام اسوأ.
ومع استمرار النقاشات حول السياسة ازاء العراق في بداية هذا الشهر قدم فرانكس وكما ذكرت الصحيفة تقريرا الى القيادة المشتركة والى الرئيس عن الخطوط العامة للخطة التي سيتبعها في حال صدر الامر بشن الهجوم. وتقوم الخطة على مشاركة قوة قتالية قوامها نصف مليون رجل.
ومضت الصحيفة الى القول إن تقارير فرانكس من خلال تركيزها على عدد قوات ضخمة يبدو انها تلغي خطة بديلة كان قد طرحها الجنرال المتقاعد واين داوننغ قبل اربع سنوات وهي تقوم على اجتياح العراق بشن ضربات جوية وهجمات على يد القوات الخاصة بالتنسيق مع مقاتلين محليين.
واضافت الصحيفة بالقول إنه رغم الثقة التي تحدث بها عدد من الضباط عن تأجيل الحملة على العراق وربما عن الغائها تماما ينبه البعض الاخر الى ان الامر لم يحسم بعد. فهناك عدد من الضباط الاخرين ممن لا يؤيدون تقييم القيادة ويقولون بان القوات المسلحة العراقية بثلث حجمها الان ولا تملك قوة جوية.
ثم يلاحظ الداعون الى اجتياح العراق أن الرئيس بوش لم يتراجع عن نبرته الصارمة التي استخدمها في خطابه عن حال الاتحاد كما واصلت الصحيفة التي نقلت عن خبير في السياسة الخارجية من الجمهوريين وهو من الصقور، قوله إن القادة العسكريين حققوا انتصارا في هذه الجولة من المعركة البيروقراطية الا انني لا اعتقد ان الرئيس سيكتفي بالقول إن الاحتواء هو الوسيلة وإن ابقاء صدام في قفص عملية ناجحة.

على صلة

XS
SM
MD
LG