روابط للدخول

خبر عاجل

التعقيدات التي تواجه واشنطن في اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى العراق


صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت مقالاً في عدد يوم أمس تطرق إلى التعقيدات التي تواجه الولايات المتحدة في اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى العراق. كما يتطرق المقال أيضاً إلى مجموع الخيارات المطروحة أمام واشنطن مؤكداً أنها تركز على فكرة شن هجوم عسكمري بري انطلاقاً من قواعدها في الكويت وتركيا. (فوزي عبد الأمير) تابع هذا المقال وأعد التقرير التالي.

تحت عنوان المهمة الاميركية التي لم تنجز بعد، لاسقاط صدام حسين، نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالا كتبه باتريك كوكبورن، اشار فيه بدايته، الى ان خطة واشنطن العسكرية لضرب العراق، تعتمد على حملة، قد تطول، من القصف الجوي على العراق، يليها اجتياح بري، انطلاقا من القواعد العسكرية الاميركية في تركيا والكويت.

أما عن الوضع في العراق، فيقول كوكبورن، ان المدافع المضادة للطائرات عادت ثانية لتحتل سطوح البنايات العالية، كما نُشرت وحدات عسكرية، حول حقول النفط العراقية، ووضعت قوات الامن وتنظيمات حزب البعث الحاكم في العراق، في حالة تأهب لسحق أي تمرد يمكن ان يولد من توجيه ضربة عسكرية الى العراق.
وتضيف الصحيفة ان الرئيس صدام حسين، بنفسه، دعا العراقيين الى تخزين احتاطي من المواد الغذائية، تحسبا لحرب جوية اميركية جديدة، قد تكون طويلة كتلك التي مر بها العراق، عام واحد وتسعين وتسعمئة والف.

الصحيفة البريطانية، تشير ايضا، الى صدام، يعلم ان الحرب الاميركية قادمة، ويعلم ايضا انها ربما تتأخر حتى العام المقبل، فواشنطن لا تملك الآن ذات الثقة بالنفس كتلك التي، اكتسبتها بعد هزيمة حركة طالبان، في شهر كانون الاول من العام الماضي.
وهنا يطرح كاتب المقال الذي نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر يوم امس، يطرح جملة من الاسباب التي اضعفت الموقف الاميركي، منها المعارضة السياسية الداخلية التي ظهرت في بريطانيا والتي ترفض مشاركة لندن واشنطن في حملتها العسكرية لازاحة صدام عن السلطة في العراق.
ومن الاسباب ايضا تشير الصحيفة الى ان اعادة اسرائيل احتلالها الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، جعل من عملية تشكيل تحالف دولي، كالذي طرد العراق من الكويت قبل اكثر من عشر سنوات، اكثر صعوبة خاصة على الولايات المتحدة، التي قال عنها مسؤول عراقي، ان صدام يعرف جيدا، ان ليس لديها (أي لدى واشنطن)، نية لشن حرب هذا العام، حسب ما ورد في صحيفة الاندبندنت البريطانية.

--- فاصل ---

ومن الاسباب الاخرى التي جعلت واشنطن، لا تبدو كما كانت عليه، من ثقة بعد انتصارها في حرب افغانستان، وخاصة فيما يتعلق بتوسيع الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق، تشير صحيفة الاندبندنت الى ان حرب الخليج بقيادة الولايات المتحدة، كانت عملية وقائية مطلوبة، بعد ان فزعت دول الخليج من الاجتياح العراقي للكويت، واصرت باقي دول العالم على عدم ترك العراق، ليكون القوة المهيمنة في منطقة الخليج.
لكن الامر في الوقت الراهن، مختلف، إذ ان سعي واشنطن لازاحة صدام عن السلطة باستخدام القوة، تمثل المحاولة الاولى من نوعها، في الشرق الاوسط.
وفي المقابل، ترى صحيفة الاندبندنت البريطانية، ان بغداد، ستبذل قصارى جهدها كي لا تمنح الادارة الاميركية، ذريعة شن الحرب على العراق.
وتشير الصحيفة في هذا السياق الى ان بغداد اظهرت في الفترة الاخيرة، مرونة ملموسة، فيما يتعلق بعودة مفتشي الاسلحة الدوليين الى العراق، وان المسؤولين العراقيين، ابدوا بوضوح، ميلهم للاستجابة لمطالب الامم المتحدة، خلال المباحثات التي جرت الاسبوع الماضي، في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة، كوفي أنان.
وتضيف الصحيفة ايضا، ان وزير الخارجية العراقي، لم يستثني الموافقة على عودة مفتشي الاسلحة الدوليين، في حال التوصل الى اتفاق بشأن مواضيع تتعلق بمناطق حظر الطيران، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق.
وهنا يلفت كاتب المقال، باتريك كوكبورن، الى ان هكذا تطورات على صعيد المفاوضات بين الامم المتحدة، والعراق، تثير نوعا من الاحباط، لدى بعض المسؤولين في الادارة الاميركية، من امثال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، ووزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، اللذين يفضلون اطاحة الرئيس صدام حسين، الآن وبدون تأخير.
و يفسر كوكبورن، موقف هؤلاء المسؤولين بانهم لا يريدون الدخول في اللعبة الدبلوماسية، التي نجح العراق، في جر الامم المتحدة، الى شراكها.

--- فاصل ---

واخيرا يتطرق باتريك كوكبورن، في مقاله الى الجانب العسكري، فيشر الى ان اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية الى العراق، يعني ليس فقط القيام بحملة جوية مكثفة وطويلة، ضد العراق، بل ستكون هناك حاجة الى قوات برية، يصل تعدادها الى ما بين سبعين الف، وربع مليون، عسكري.
أما بخصوص الوضع في المنطقة، والقوى التي يمكن ان تشارك في هذه العملية، يقول الكاتب، مقارنا مع الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان، إن اسقاط حكومة طالبان، تم بالتنسيق بين قوات تحالف الشمال الافغانية، مع ضربات جوية اميركية مكثفة، وكذلك انفصال عدد من قادة طالبان، وسحب باكستان السعودية الدعم الذي كانتا تقدمانه الى حركة طالبان.
لكن الوضع مختلف في العراق. فهناك سلطة مركزية قوية، ولا يوجد من يعادل تحالف الشمال، سوى الكرد المسيطرين على ثلاث محافظات شمالية في العراق، حسب قول الكاتب، الذي يُــذكر في هذا السياق بان الكرد عانوا في السابق مرتين من غدر الولايات المتحدة، عام خمسة وسبعين وعام واحد وتسعين وتسعمئة والف، ولهذا لن يوافق الكرد، على الدخول في حرب ضد بغداد، ما لم تتوفر لهم الضمانات الامنية الكافية، من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك جيش لحمايتهم، من انتقام السلطة في بغداد.

--- فاصل ---

بعد هذا العرض يشير كاتب المقال، الى وجود طريقتين أخرتين، لازاحة صدام عن السلطة، ولكن يبدو انهما قد استبعدا عن خطط الولايات المتحدة.
الطريقة الاولى، هي القيام بانقلاب عسكري، يطيح بالسلطة في بغداد، لكن صدام اثبت في السابق بانه بارع في اكتشاف ومعالجة هكذا نوع من المؤامرات.
أما الخيار الثاني، يقول كوكبورن، فهو تشكيل جيش لخوض حرب عصابات ضد الحكومة المركزية، ويقدم له دعم من السلاح الجوي الاميركي، وكذلك من القوات الخاصة. لكن الصحيفة البريطانية تتوقع ان يكون لدى صدام القوة الكافية لضرب مثل هذا الجيش.

ولهذا السبب يرى الكاتب، ان واشنطن اختارت، فكرة شن هجوم عسكري بري، انطلاقا من قواعدها في الكويت وتركيا، بعد ان تمهد لهذا الهجوم بقصف جوي مكثف.
وتختم صحيفة الاندبندنت البريطانية بالاشارة الى الموقف الصعب الذي يواجه الرئيس الاميركي جورج بوش، بعد ان اكتشف ان عملية تغير نظام الحكم في العراق، هي اعقد بكثير من تلك التي كانت في افغانستان، ومما يزيد الوضع صعوبة، هو ان بوش، لا يستطيع التنصل من تصريحاته العسكرية وتلويحه باسقاط الرئيس العراقي، لان فشله في تحقيق وعوده، سيضر به في حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

على صلة

XS
SM
MD
LG