روابط للدخول

خبر عاجل

تساؤلات حول ضرورة استمرار واشنطن بمخططها لإطاحة صدام حسين


في افتتاحية لصحيفة أميركية هناك تساؤل فيما إذا كان على الولايات المتحدة أن تمضي في التخطيط لإطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين. (أياد الكيلاني) أعدت عرضاً لهذه الافتتاحية في التقرير التالي.

صحيفة Dallas Morning News الأميركية نشرت أول من أمس الاثنين مقالا افتتاحيا تناولت فيه إن كان على الولايات المتحدة أن تمضي في التخطيط لإطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين، تقول فيه إن السؤال المخيم على واشنطن وعواصم أخرى هو (هل يجب جعل المرحلة التالية في الحرب ضد الإرهاب تهدف إلى تحقيق تغيير النظام في بغداد؟) وتضيف أن بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية يفضلون غزو العراق عسكريا، بل ويقومون بإعداد عدد من السيناريوهات لهجوم تقوده الولايات المتحدة على العراق يتم تنفيذه أوائل العام القادم، بينما يلتزم البعض الآخر بالحذر، مشيرين إلى المشاكل المترتبة على انفراد أميركا في مثل هذه العملية في وقت ستصطدم فيه برفض قاطع في الشارع العربي. وتشير الصحيفة أيضا إلى أن العديد من الدول الأوروبية والعربية لا تؤيد فكرة الضربة العسكرية، وتتساءل: ما هو إذا التوجه الأمثل؟
وتمضي الصحيفة معبرة عن وجهة نظرها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش عليها أن تبقي الخيار العسكري قائما، حتى في حال عدم اللجوء إليه، إذ سيؤدي الأمر إلى جعل صدام حسين يتخبط في حساباته.
أما المهم – بحسب الافتتاحية – فهو أن البيت الأبيض عليه أولا أن يسلك عددا من المنعطفات قبل التفكير جديا في الغزو، وتضيف أن اجتياز هذه المرحلة بنجاح سيضاعف احتمالات النجاح في إزالة صدام حسين، وربما دون إطلاق طلقة واحدة. أما إخفاق الولايات المتحدة في اجتياز هذه المنعطفات فسوف يضاعف صعوبة إطاحته، سواء لجأت إلى الغزو أو لم تلجأ.

--- فاصل ---

وتمضي الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن العقبة الأولى تتمثل في معضلة الشرق الأوسط، فعلى الولايات المتحدة والسعودية، مثلا، أن يسعيان جاهدتين نحو تحقيق الأمن للإسرائيليين ودولة للفلسطينيين، وهي تدابير اقترحتها السعودية أخيرا. وما على الولايات المتحدة الآن غير اعتماد هذه التدابير أساسا لمؤتمر للسلام أو لمفاوضات مطولة ومستفيضة ترأسها واشنطن.
وتتابع الصحيفة أن النجاح في هذا المسعى سيخلق العديد من الاحتمالات الإيجابية، وتشير مثلا إلى تصريح مسؤول سعودي الأسبوع الماضي بأن قوى التطرف ستتحول بسرعة فائقة في حال إيجاد حل للمشكلة الإسرائيلية / الفلسطينية. وتذكر الافتتاحية أيضا بأن تحقيق التسوية النهائية أو حتى التقدم الحقيقي نحوها سيساهم في تقويض مكانة صدام حسين بصفته رمزا للاستياء العربي. وسيكون في وسع الولايات المتحدة وبريطانيا تنمية تأييد عربي لتغيير النظام الحاكم في بغداد، سواء تحقق التغيير من خلال الضغوط الدبلوماسية أو بالقوة العسكرية.

--- فاصل ---

وتنتقل الصحيفة الأميركية في افتتاحيتها إلى قضية التفتيش والمفتشين، مذكرة بأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي آنان التقى الأسبوع الماضي مسؤولين عراقيين كبار للتباحث حول عودة مفتشي الأسلحة إلى العمل في العراق. وتؤكد الصحيفة أن البيت الأبيض عليه أن يبقى حذرا، فسجل صدام في مجال مسألة التفتيش لا يبشر بالخير.
ولكن الصحيفة تؤكد أيضا أن الإصرار على فريق تفتيش قوي، وممارسة الصبر إزاء عمله، يعزز تمكن التحالف الدولي من الإرهاب، فهو يؤكد التمسك بتجربة السبل السلمية. وربما ينجح المفتشون في تفكيك أسلحة صدام حسين للدمار الشامل، أو ينجحون بدرجة تكفي لإبطال ما يشكله من تهديد. وتنسب الافتتاحية إلى السعودية تأكيدها بأن هذا هو جوهر المشكلة، فصدام يمثل أزمة في مجال السيطرة على التسلح، ولا يشكل تهديدا إرهابيا.
وعلى إدارة بوش – استنادا إلى الصحيفة – أن تمضي التوجه المستند إلى التفتيش والعقوبات، مع الاحتفاظ بالخيار العسكري كبديل احتياطي، الأمر الذي ربما يسفر عن انفراج حقيقي أو عن توفير مزيدا من الوقت لدول التحالف، فهما نتيجتان تستحقان السعي وراءهما.

--- فاصل ---

وتتابع الصحيفة مشيرة إلى ضرورة بناء قضية حقيقية ضد صدام حسين، وتشيد بقول رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمام مؤتمر صحافي الشهر الماضي حين قال: الامتناع عن فعل أي شيء ليس من بين خياراتنا – ولكنها تضيف أن بلير لم يكشف عما لديه من أدلة في القضية العراقية كما كان يتوقع بعض المحللون. وتعود الصحيفة إلى التأكيد بأن الحكومتين الأميركية والبريطانية لا بد لهما من أدلة مقنعة وواضحة، من أجل إقناع العالم بضرورة التخلص من صدام حسين.
وعن ضرورة المضي وراء تحقيق التفتيش تقول الصحيفة إن التحالف – إذا لم يتمكن من نزع سلاح صدام – ستتوفر لديه أدلة مباشرة عن احتمال تحول صدام حسين إلى ما تسميه (المدمر الأعظم)، وهي نتيجة لا بد للسيدين بوش وبلير من التوصل إليها، في ضوء المقاومة الأوروبية المتزايدة لسياسات الولايات المتحدة، وإزاء بدء حتى بعض الأميركيين في التساؤل إن كان عليهم تعريض حياة أبنائهم إلى الخطر.
أما التحدي الأخير – بحسب الافتتاحية – فهو المتعلق بمواقف الحلفاء، ففي الوقت الذي ستقوم فيه الولايات المتحدة وبريطانيا بتوفير القوة الضاربة في عملية الغزو المفترضة، لا بد من التذكير بأن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب لم يحقق نجاحه في حرب الخليج إلا بعد نجاحه في تكوين تحالف واسع ضد الطاغية في بغداد، الأمر الذي لا بد من تحقيقه هذه المرة أيضا.
وتتابع الـ Dallas Morning News مؤكدة عدم جدوى الاعتماد على الكلمات الرنانة في تحقيق ما تريد أميركا وبريطانيا تحقيقه، فهما بحاجة فعلية إلى العون المتمثل في إيجاد قواعد عسكرية لقواتهما في المنطقة. صحيح – بحسب الصحيفة – أن السعوديين ربما سيسمحون لهذه القوات باستخدام القواعد الأميركية في أراضيها، ولكننا – والقول للصحيفة – سنكون مع ذلك بحاجة إلى أماكن أخرى تنطلق منها قواتنا لشن ضربة عسكرية تفوق في قوتها ضربات حرب الخليج.
وتخلص الصحيفة إلى التساؤل إن كان الغزو يمثل الحل المطلوب، وتجيب أنه حل محتمل ولكن ليس في الوقت الراهن، فعلى الولايات المتحدة والتحالف ضد الإرهاب أن تسلك مسالك أخرى قبل اللجوء إليه، ولكن جميع هذه السبل تؤدي في نهايتها إلى النتيجة المطلوبة – أي القضاء على صدام حسين، فهذه هي النتيجة التي لا يختلف حولها أحد.

على صلة

XS
SM
MD
LG