روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: دبلوماسي أميركي بارز يتحدث عن وضع العراق بعد صدام حسين


(ولاء صادق) أعدت تقريراً على مقابلة خاصة مع أول سفير للولايات المتحدة إلى كرواتيا والذي عمل على جمع الوثائق الخاصة بحملة صدام حسين لإبادة الكرد العراقيين في نهاية الثمانينات. وأجاب عبر المقابلة عن أسئلة تخص الشأن العراقي والوضع في العراق في مرحلة ما بعد صدام.

اجرت جمعية السياسة الخارجية مقابلة مع السفير بيتر غالبريت وهو اول سفير للولايات المتحدة الى كرواتيا وكان مستشارا للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي وعمل على جمع الوثائق الخاصة بحملة صدام حسين لابادة الاكراد العراقيين في نهاية الثمانينات وساهم في وضع التشريعات الخاصة بالعقوبات على العراق وفي انشاء منطقة امنة للاكراد في شمال العراق. ويعمل السفير غالبريت الان في جامعة الدفاع الوطنية.
واجاب السفير على سؤال يتعلق باعلان الادارة الاميركية عن خطة لمهاجمة العراق يشارك فيها عدد كبير من القوات اضافة الى القوات الكردية بالقول بان الامر لا يتعلق باعلان بل بتقارير صحفية عن ستراتيجية تأخذ المقاتلين الاكراد في عين الاعتبار ويصل عددهم الى تسعين الف مقاتل. علما ان الاكراد يسيطرون على جزء مهم من العراق وبالتالي فمن المرجح ان يشاركوا بشكل او باخر في حملة اميركية لاسقاط صدام.
وعلى سؤال يتعلق بتأجيل وزارة الخارجية الاميركية عقد المؤتمر المتعلق بفترة ما بعد صدام وهل سيعقد في اي وقت قريب، رد السفير غالبريت بالقول انه لا يعرف ولكنه يعتقد انه يجب مناقشة شؤون ما بعد صدام قبل اسقاط النظام. ومنها مسائل مهمة تخص الاكراد الذين يعيشون حالة استقلال فعلية منذ عام 1991 وسيترددون في الخضوع مرة اخرى لسيطرة حكومة مركزية في بغداد ويدعون الى بنية فيدرالية. وقال السفير غالبريت إن من الافضل حل هذه المسائل قبل اجراء التغيير وليس بعده.
واجاب السفير غالبريت ايضا على سؤال يتعلق بماهية التحديات التي سيواجهها الاكراد في المؤتمر المتعلق بفترة ما بعد صدام بالقول إن الحزبين الكرديين الرئيسيين سيشاركان في المؤتمر حسب اعتقاده وسيتوقعان من بقية مجموعات المعارضة العراقية الموافقة على فكرتهم بانشاء فدرالية علما ان المؤتمر الوطني العراقي وافق على الفكرة والموضوع الان هو ما معنى عراق فدرالي وما هي السلطات التي ستمنح للاكراد في الشمال. اما السؤال المتعلق بماهية العناصر التي ساهمت في انشاء مجتمع ديمقراطي في شمال العراق فرد السيد غالبريت عليه بالقول إنها تتمثل اولا في انتفاضة الاكراد في عام 1991 تلبية لدعوة الرئيس السابق بوش ثم في انشاء المنطقة الامنة حيث اقام الاكراد مجتمعا مدنيا وحققوا الكثير من التقدم ووفروا الدفاع عن المنطقة ونظموا انتخابات ديمقراطية واقروا الصحافة والنقاشات الحرة. وقال السيد غالبريت ايضا إن الديمقراطية هناك قد لا تتطابق تماما مع الفكرة الاميركية عن الديمقراطية الا ان ديمقراطية المنطقة الكردية هي واحدة من افضل التجارب في الشرق الاوسط.
وعلى سؤال يتعلق بسبب عدم اهتمام الولايات المتحدة الكامل بهذه المجموعة اجاب السيد غالبريت بالقول إن المنطقة الكردية تشكل جزءا من العراق مما يعقد العلاقات بين القوى الخارجية والاكراد. ثم ان الاكراد رغم مناهضتم صدام يخضعون للعقوبات الدولية نفسها مما يجعل تقديم المساعدة المباشرة لهم صعبة جدا. اضف الى ذلك ان المنطقة محاطة بايران وتركيا والعراق وسوريا وكلها عادت الاكراد في بلدانها ونظرت الى تجربتهم في العراق نظرات متفاوتة.
ورد السيد غالبريت على سؤال يتعلق بما اذا كان الحزبان الكرديان قد تمكنا من حل المشاكل التي ظهرت بينهما خلال التسعينات بالقول انهما احرزا تقدما كبيرا في حل الخلافات الا ان الحلول ليست كاملة تماما. اذ يجب ان يقيما نظاما برلمانيا اقليميا وحكومة اقليمية مشتركة.

--- فاصل ---

اما في ما يتعلق بالهجمة الكيمياوية على حلبجة التي حلت ذكراها السنوية الرابعة عشر في اذار الماضي والتي شارك السيد غالبريت في توثيق فظائعها واثارها فرد السيد غالبريت على سؤال يتعلق بالعبر التي تعلمتها المجموعة الدولية من هذا الحدث بالقول انها كانت فرصة لمعرفة اثار استخدام الاسلحة الكيمياوية وطرق التعامل مع نتائجها على الصعيد الطبي والعلاجي الا إن شيئا لم ينجز في هذا المجال حسب تعبيره. اما الاسباب فهي الخلافات البيروقراطية وبعد المنطقة وخطورة الوصول اليها رغم ان مجموعات دولية كثيرة تمكنت من العمل بسلام في شمال العراق لسنوات حسب تعبيره مثل الامم المتحدة والصحفيون وحتى مسؤولون اميركيون.
وردا على سؤال يتعلق بحملة تعريب المناطق الكردية التي ينفذها نظام صدام فقال السيد غالبريت انه يعتبر النظام العراقي نظاما فاشيا تقليديا يقوم على تفوق العنصر العربي على المجموعات الاخرى. ولذا حاصر النظام الاكراد في مناطق ضيقة وقام بعمليات اعتبرها مجلس الشيوخ الاميركي ومنظمة مراقبة حقوق الانسان عمليات ابادة. والنظام العراقي لم يتمكن من التعرض للاكراد داخل المنطقة الامنة منذ عام 1991 الا انه تعرض لهم في منطقة كركوك التي تقع تحت سيطرته فراح يطرد الاكراد منها ويوطن العرب.
وعلى سؤال يتعلق بتأثير عقوبات الامم المتحدة على الاكراد قال السيد غالبريت إن العراق كله يخضع لهذه العقوبات الا ان اثارها مختلفة حسب المناطق. ففي الجزء الذي يقع تحت سيطرة النظام لا يوزع الاخير الاغذية والادوية بشكل عادل فارتفعت معدلات وفيات الاطفال وتدهور مستوى المعيشة وانتشرت الامراض وضعف التعليم اما في المنطقة الكردية فكان من فوائد برنامج النفط مقابل الغذاء ارتفاع مستوى المعيشة وانخفاض معدل وفيات الاطفال وتحسن نظام الرعاية الصحية وتقدم التعليم وارتفاع مرتقب العمر. وهو اثبات على نجاح برنامج النفط مقابل الغذاء حسب تعبير السيد غالبريت.
وسؤل السيد غالبريت عن رايه في ما سيحدث للاكراد بعد اسقاط الولايات المتحدة نظام صدام وهل ستدعم الولايات المتحدة انشاء منطقة مستقلة ذاتيا فاجاب بانه يعتقد انه سيكون لهم ارضهم وقواتهم العسكرية ودورهم الفاعل في مستقبل البلاد وانهم لن يسمحوا لنظام ما بعد صدام بفرض نظام الدولة المركزية كما كان الحال قبل عام 1991 وان على الولايات المتحدة ان تدعم منطقة ذات استقلال ذاتي. وقال السيد غالبريت ايضا إن المسؤولين الاميركيين كما يعتقد ابلغوا الاكراد بتعاطفهم مع اهدافهم الا انهم يريدون ان تتفق المجموعات العراقية على صيغة مشتركة تعتمد على حصول الاكراد على حكومتهم الخاصة ونظامهم الضريبي والتعليمي والثقافي الخاص وعلى شرطتهم وامنهم الخاصة وعلى بقاء الجيش العراقي بعيدا عن مناطقهم. وقال ايضا إن انشاء شرطة وقوات امن مستقلة هو اساس انشاء دولة مستقرة. علما ان المشكلة الكردية لم تبدأ مع فترة صدام بل منذ انشاء الدولة العراقية في العشرينات وكما ذكر السيد غالبريت.

على صلة

XS
SM
MD
LG