روابط للدخول

خبر عاجل

دور نائب وزير الدفاع الأميركي في تعزيز النهج المتشدد لسياسة واشنطن تجاه العراق


ولاء صادق في إطار النقاش الدائر حول سياسة الرئيس بوش تجاه الشرق الأوسط والعراق تناولت صحيفة النيويورك تايمز دور نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز في تعزيز النهج المتشدد. التفاصيل في العرض التالي الذي أعدته وتقدمه (ولاء صادق).

نشرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم تقريرا خصصته لنائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز وافكاره ونقلت عنه عددا من تصريحاته. وقالت إنه تلقى قبل عشرة ايام مكالمة هاتفية من كارل روف كبير مستشاري الرئيس بوش السياسيين دعاه فيها الى المشاركة في مظاهرة ضخمة في واشنطن تأييدا لاسرائيل. علما ان البيت الابيض كان قد تعرض الى انتقاد الجمهوريين المحافظين بسبب سياسته ازاء اسرائيل. وهكذا وكما قالت الصحيفة وجد وولفويتز نفسه وهو من اهم حلفاء اسرائيل في الادارة الاميركية، وجد نفسه امام الكونجرس كمبعوث لبوش يشترك في مظاهرة تصرخ "يسقط عرفات".
ومضت الصحيفة الى القول إن وولفويتز يهودي وقد انتقد على خطاب له ايد فيه اسرائيل بشكل واسع لتحدثه عن "الفلسطينيين الابرياء" الذين يعانون هم والاسرائيليون من نزيف الدم. كما انه من الصقور المهمين في الادارة الاميركية وهو يدعو بقوة الى انشاء نظام دفاع صاروخي والى توسيع الحرب على الارهاب كي تشمل الرئيس العراقي صدام حسين.
واضافت الصحيفة أن وولفويتز حاول الاعتذار عن المشاركة في تلك المظاهرة الا ان روف اخبره أن الرئيس بوش هو الذي اختاره بعد اجتماع مع كبار مساعديه بضمنهم غوندوليزا رايس. وبعد اقل من اثنين وسبعين ساعة قدم وولفويتز ملاحظات عن سياسة الادارة في الشرق الاوسط التي توازن بين متطلبات السياسة الداخلية واهداف السياسة الخارجية. ونقلت الصحيفة عن وولفويتز قوله في مقابلة في البنتاغون الاسبوع الماضي "حاولت ان اعرض مجمل جوانب سياستنا وليس فقط الجزء المتعلق بالتعاطف مع اسرائيل".
ووولفويتز كما قالت الصحيفة يكاد لا يظهر على انه الرجل الذي اثار حنق وزير الخارجية كولن باول السنة الماضية عندما طرح فكرة انهاء الدول الراعية للارهاب. علما انه تخصص سابقا في الرياضيات وكون وجهات نظره السياسية داخل اسرته ومن خلال المحافل وليس في غابات فيتنام او ممرات الكونجرس. ويبلغ وولفويتز الان الثامنة والخمسين من العمر وكان والده استاذا جامعيا في الرياضيات هرب من بولندا بعد الحرب العالمية الثانية بينما مات بقية افراد اسرته في الهولوكوست.
وقال وولفويتز "ما حدث في اوربا في الحرب العالمية الثانية كون الكثير من وجهات نظري. انه لامر سيء ان يقتل الناس احدهم الاخر وان يضطهدوا الاقليات. هذا لا يعني ان في امكانك تجنب مثل هذه الامور في العالم ولكن من الخطأ ايضا القول انه امر انساني فقط ولا يرتبط بمصالح حقيقية". انتهى كلام وولفويتز.
هذا وقد درس وولفوويتز الرياضيات والكيمياء الا انه ما لبث وان اتجه الى السياسة وقال "احد الامور التي جعلتني اترك الرياضيات واتجه الى العلوم السياسية هي التفكير بان في امكاني منعَ حرب نووية" كما اوردت الصحيفة. وقد انضم وولفويتز الى الحكومة في عام 1973 حيث شغل مناصب مهمة عديدة في وزارة الدفاع والخارجية منها سفير في اندونيسيا ومستشار لديك تشيني للسياسة الخارجية عندما كان الاخير وزيرا للدفاع. وقال وولفويتز ان الانتقال الى الديمقراطية في كوريا الجنوبية وتايوان والفليبين خلال العقدين الاخيرين عزز رأيه بان الدول اذا ما منحت القدرة على ذلك فانها ستنشيء مؤسسات ديمقراطية. واضاف "ليست المسألة ان نقول إن في امكاننا السيطرة على العالم او أن نجعل العالم يتحرك مثلنا" علما ان وولفويتز يتحدث الفرنسية والعبرية والاندونيسية. ثم استطرد قائلا "بل المسألة هي انه اذا تحرر الناس واداروا بلدانهم بالطريقة التي يريدون فسيكون هناك عالم ملائم تماما للمصالح الاميركية".

--- فاصل ---

ومضت صحيفة نيويورك تايمز الى القول: خلال حكم الرئيس السابق كلنتون من 1994 الى 2000 كان وولفويتز عميد مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز. ثم اصبح من اوائل مستشاري الرئيس بوش على صعيد السياسة الخارجية والامن القومي.
وهو يشغل اليوم منصب نائب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. ولكنه وخلافا لسابقيه يملك صوتا مفكرا رائدا في الادارة الاميركية اذ يقول إن على اميركا ان تكون اكثر من راغبة في نشر قيمها كوسيلة لتعزيز الامن العالمي وخاصة منذ احداث الحادي عشر من ايلول.
اما بالنسبة للعراق وللاعتقاد السائد بان ادارة الرئيس بوش لن تتمكن من التعرض اليه وهو الهدف التالي في الحرب ضد الارهاب حتى يتم حل الصراع في الشرق الاوسط فلا يتفق وولفويتز وهذا الراي اذ قال "لا مجال في ذلك . لو جاء المسيح غدا وتمكنا من حل الصراع العربي الاسرائيلي فانه سيعني تبسيط الكثير من التحديات التي نواجهها في الحرب الاوسع على الارهاب. وعلينا الا ندع مشكلة واحدة تشلنا، ايا كانت خطورتها وشدتها" علما ان وولفويتز امضى في اسرائيل سبعة اشهر عندما كان في الرابعة عشر من العمر.
وطرحت صحيفة نيويورك تايمز على وولفويتز ان تهدئة التوتر في الشرق الاوسط يمكن ان تخفف الضغط على الحلفاء العرب في الخليج كي يسمحوا للقوات الاميركية باستخدام قواعدهم في الحرب ضد العراق الا ان وولفويتز امتنع عن مناقشة هذا الموضوع وقال "لم نحدد بعد ما هو الرد على هذه المشكلة اي مشكلة العراق. الرئيس بوش حدد المشكلة. اما الحلول فنحن نفكر فيها وفي السياسات المحتملة".
علما ان وولفويتز دعا الى اسقاط صدام والى تسليح مسلمي البوسنة في حربهم ضد الصرب كما انتقد سياسة ادارة الرئيس كلنتون في كوسوفو وقال إنها انتظرت طويلا حتى تدخلت عسكريا. وقال ايضا إن حملة اميركا العسكرية في افغانستان دفعت العديد من الدول التي كانت تدعم الارهاب الى تغيير اسلوبها وانها تؤدي دور رادع مهم للارهاب في المستقبل. اذ أبدت كوريا الشمالية اهتمامها بتجديد المباحثات بعد ان سماها الرئيس بوش جزءا من محاور الشر في خطابه عن حال الاتحاد هي وايران والعراق.
واخيرا قالت صحيفة نيويورك تايمز إن وولفويتز يقر بان مهمة باول للسلام في الشرق الاوسط اظهرت محدودية سلطة اميركا وخاصة قدرتها العسكرية. وقال إنه يعتقد فعلا ان القوة العسكرية ليست سوى جزء من قوة اميركا. وان القوة الكبرى التي لدينا هو ما نحارب من اجله على حد تعبير بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الاميركي وكما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

على صلة

XS
SM
MD
LG