روابط للدخول

خبر عاجل

المباحثات البريطانية الأميركية حول الخيارات المحتملة لمواجهة العراق


فوزي عبد الأمير نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً تناول فيه كاتبه لقاء رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) مع الرئيس الأميركي (جورج بوش) خلال زيارته للولايات المتحدة الأسبوع المقبل لبحث الخيارات المحتملة لمواجهة العراق. (فوزي عبد الأمير) اطلع على المقال وأعد التقرير التالي.

طابت اوقاتكم مستمعي الكرام، نشرت صحيفة الواشنطن بوست يوم امس، مقالا كتبه ديفيد ايكناشيوس، عن المسؤولية الملقاة على عاتق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والرئيس الاميركي جورج بوش، فيما يتعلق بالقضية العراقية.
الكاتب يشير في بداية مقاله، الى ان عدم الوضوح الذي يحيط بالكلمات، التي تــقال بشأن العراق، سوف يتبدد قليلا هذا الاسبوع، عندما يبدأ بلير زيارة رسمية الى الولايات المتحدة، حاملا معه، حسب قول كاتب المقال، معلومات استخباراتية مفصلة، عن سعي صدام حسين، لتطوير ترسانة العراق، من اسلحة الدمار الشامل.

ايكناشيوس، يضيف ايضا في مقاله، ان بلير الذي سيعرض على الرئيس الاميركي، في القمة، التي اسمتها الصحافة البريطانية، بقمة الحرب، سيعرض ملف التهديد العسكري العراقي، والذي من المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء البريطاني، بكشف اجزاء مهمة منه، خلال خطاب محتمل يلقيه الاسبوع المقبل.

ويوضح الكاتب في مقاله، ان المشكلة، التي تدفع بوش وبلير الى التصرف بحزم تجاه العراق، هي الجهود الحثيثة التي تبذلها بغداد، لتطوير ترسانتها من اسلحة الدمار الشامل، ولكن رغم هذا، فأن لندن لا تملك حتى الآن، أي موقف واضح بكيفية التعامل مع المشكلة العراقية، رغم ان بريطانيا هي الدولة الاوروبية الوحيدة، التي تتفق مواقفها، إزاء العراق، مع مواقف الادارة الاميركية.

--- فاصل ---

ويواصل ايكناشيوس مقاله، بالاشارة الى ان المسؤولين البريطانيين والاميركيين، يقومون الآن بعملية فرز وغربلة، للادلة التي، تتعلق باسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي سيعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لاحقا، رغم ان التحقيق بشأنها لم ينتهي بعد.

الكاتب يعرض ايضا في مقاله، الى اهم المحاور التي يعتقد ان مباحثات بلير وبوش ستركز عليها، فيما يخص الاسلحة الدمار الشامل العراقية.
المحور الاول حسب رأي الكاتب، سيكون الاسلحة البيولوجية، حيث اجبر العراق، عام خمسة وتسعين، على الاعتراف بانه انتج على الاقل ثلاثة انواع من المواد التي تستخدم في هذا النوع من الاسلحة، وهي بويغات الجمرة الخبيثة، وسموم البوتولينوم والافلاتوكسين.
وفي هذا السياق يشير الكاتب، الى ان العراق، قد شرع في استخدام احد هذه الانواع الثلاثة، في انتاج اسلحته، التي من الممكن ان يستخدمها ضد المدنيين او ضد القوات العسكرية، على حد سواء.
المحور الثاني في محادثات بلير وبوش، ستكون الاسلحة الكيمياوية، وفي هذا السياق، يقول الكاتب، إن العراق، اعترف عام واحد وتسعين، بانتاجه لغاز الخردل، وغاز الاعصاب، وغازات اخرى قاتلة، كما ان بغداد حاولت اخفاء اربعة اطنان، من غاز الاعصاب، المعروف باسم، VX حتى تمكن مفتشو الاسلحة الدوليون من العثور عليها.
وما يثير قلق الولايات المتحدة وبريطانيا، في هذا الموضوع، حسب رأي الكاتب، هو استمرار العراق، في تنفيذ برنامجه للاسلحة البيولوجية والكيمياوية بشكل سري، في مواقع قريبة من العاصمة بغداد، مشيرا الى هذه البرامج تشمل اخفاء ما تبقى لدى العراق، من هذه الاسلحة منذ حرب الخليج، مضافا اليها ما انتج حديثا من هذه الاسلحة، التي يقول الكاتب، ان صدام لم يقم بتخزينها فقد، بل استخدمها ايضا، ضد العراقيين وضد الاكراد بشكل خاص، بالاضافة ضد استخدامه هذه الاسلحة ضد الايرانيين في حربه الاولى.

--- فاصل ---

الكاتب ديفيد ايكناشيوس، يواصل طرح المحاور الاساسية، التي يعتقد ان المباحثات الاميركية البريطانية ستركز عليها، خلال قمة بوش وبلير التي تعقد الاسبوع المقبل
فعلى صعيد الاسلحة النووية، يشير الكاتب الى ان المحللين يرون بان حرب الخليج عطلت بشكل كبير مسار النظام العراقي، في تطوير هذا النوع من اسلحة الدمار الشامل، لكن ذلك لم يلغي طموحه في الحصول، على هذه الاسلحة.
الكاتب يشير ايضا الى ان المحللين، يشكون ان تكون لدى العراق، امكانية بناء قنبلة نووية، في الوقت الراهن او في المستقبل.

على صعيد الصواريخ الباليستية، يشير المقال، الى العراق، اخفى بعد حرب الخليج، العشرات من صواريخ سكود، التي اطلق عليها النظام اسم صواريخ الحسين، ومما يثير المخاوف في هذا المجال، حسب رأي المحللين، هو ان لا احد يعرف المكان الذي تخبئ فيه هذه الصواريخ، وانه من الممكن، تزويدها برؤوس بيولوجية وكيمياوية، واستخدامها لضرب دول الجوار، او هدف آخر يقع ضمن مدى هذه الصواريخ، الذي يصل الى 650 كيلومتر.

--- فاصل ---

بعد هذا العرض، يتساءل الكاتب، كيف سترد الدول المعنية، على سعي العراق، لامتلاك وتطوير اسلحة الدمار الشامل.
الكاتب يرد بالاشارة الى ان جواب دول اوروبا والدول العربية، سيكون بإعادة مفتشي الاسلحة الدوليين الى العراق، وتطهيره مما تبقى من اسلحة الدمار الشامل.
لكن المشكلة في هذا الحل، هو لجوء صدام حسين الى الخداع، حسب قول الكاتب. الذي يشير في هذا الاطار الى بعض الخدع التي يلجئ اليها العراق، لبيع النفط خارج اطار برنامج النفط مقابل الغذاء، وخارج سيطرة الامم المتحدة.
وينقل ايكناشيوس، صورة عن هذا النوع من الخداع الذي يمارسه النظام العراقي، بالاشارة الى تفاصيل ادلى بها في الفترة الاخيرة، احد المنشقين عن النظام العراقي، ادلها بها الى حركة الوفاق الوطني العراقية المعارضة، موضحا ان النفط العراقي المصدر بشكل رسمي، يأتي من آبار النفط في الشعيبة، ثم يحول الى ميناءي البكر والعميق، كي يصدر تحت اشراف الامم المتحدة.
ولكن في نفس الوقت، يقول المنشق العراقي، ان هناك كميات من وقود الديزل والنفط العراقي الثقيل، تنقل من مصفاة الشعبية، الى ميناءي ابو فلوس وخور الزبير، حيث تهرب الى الخارج وتوضع عوائدها في أرصدة تعود لصدام الذي يستخدمها فيما بعد لتمويل اجهزته الامنية.
وهنا يتساءل الكاتب، اذا كانت الامم المتحدة غير قادة على ايقاف عمليات التهريب هذه، فهل يمكن ان نتخيل انها ستتمكن من الوصول الى اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها صدام، كي يقوم بعد ذلك بتطهير العراق منها.

ويختم ديفيد ايكناشيوس مقاله المنشور في صحيفة الواشنطن بوست في عددها الصادر يوم امس، بالقول، انه لهذه الاسباب سوف تبحث واشنطن ولندن، في اتخاذ اجراءات اكثر حزاما تجاه العراق، كما سيبحث الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، خلال لقائهما المرتقب الاسبوع المقبل، عن الطرق الكفيلة، باقناع حلفاء الولايات المتحدة المتذبذبين، بضرورة اتخاذ اجراء ما لانهاء هذه الحالة.

على صلة

XS
SM
MD
LG