روابط للدخول

خبر عاجل

كاتب أميركي يرى أن تترك واشنطن الخيار العسكري في تعاملها مع العراق


فوزي عبد الأمير نشرت مجموعة صحف نايت رايدر الأميركية مقالاً يرى كاتبه أن على الولايات المتحدة أن تترك في الوقت الراهن الخيار العسكري في تعاملها مع القضية العراقية وتتجه بدلاً من ذلك إلى منع العراق من تطوير أسلحته للدمار الشامل في الوقت الذي تضع فيه خطة لتغيير النظام في العراق. (فوزي عبد الأمير) اطلع على هذا المقال وأعد التقرير التالي.

مرحبا بكم مستمعي الكرام،
تحت عنوان التحرك بحكمة، سيمكن الولايات المتحدة من اسقاط صدام، ووضع حد للتهديد الذي يشكله على الامن الدولي، نشرت مجموعة صحف نايت ريدر الاميركية، مقالا كتبه لي هاملتون، مدير مركز وود رو ويلسون العالمي للعلماء، في واشنطن، وهو نائب سابق في مجلس النواب الاميركي، عن ولاية إنديانا.

هاملتون، يبدأ مقاله، بسؤال عما ستفعله، الولايات المتحدة، إزاء العراق، الذي لا يفي بالتزاماته الدولية، والذي يعمل على تطوير اسلحته للدمار الشامل، ويقوم بتهديد الولايات المتحدة وجيرانه في الشرق الاوسط، حسب قول هاملتون، الذي يرى ان على الولايات المتحدة، مقابل هذه التهديدات، ان تنتهج سياسة متعددة الجوانب، دبلوماسية واقتصادية، وحتى سرية بهدف ايقاف برامج التسلح العراقية، من جهة، والترويج لعملية تغيير النظام الحاكم في بغداد، من جهة اخرى.
وبالتزامن مع هذه السياسة، ينصح هاملتون، الادارة الاميركية، بأن تبقي خيار اتخاذ عمل عسكري ضد العراق، مفتوحا، لاستخدامه في حالة الضرورة، حمايةً لأمن الولايات المتحدة، وامن حلفائها.

--- فاصل ---

هاملتون يعرض بعد هذه المقدمة الى مجموعة المواقف السائدة على الساحة السياسية الاميركية، فيما يخص طريقة التعامل مع العراق، فيشيرا الى ان العديد من المسؤولين في الادراة الاميركية، ينادون باستخدام القوة العسكرية لتغيير النظام الحاكم في بغداد، مبررين موقفهم هذا بالخطر الذي يمثله صدام، على الولايات المتحدة، بسعيه لامتلاك اسلحة الدمار الشامل.
ثم يشير هاملتون، الى وجهة نظر اخرى، في الادارة الاميركية، التي ترى ان تكاليف العمل العسكري ضد العراق، ستكون باهظة، مقابل نتائج غير مضمونة.
ويدعو ممثلو وجهة النظر هذه الى مواصلة واشنطن، سياسة الاحتواء في تعاملها مع العراق، على اساس ان سياسة الاحتواء، ستوفر على الاقل حماية لمصالح الولايات المتحدة الاساسية في منطقة الخليج، ومنها الحصول على النفط العربي باسعار رخيصة.

أما هاملتون، فيرى ان أي عمل عسكري ضد العراق، سوف يشغل الولايات المتحدة، عن استكمال حربها في افغانستان، باستئصال بقايا تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
هاملتون يشير ايضا الى ان قيام واشنطن بضرب العراق، سوف يلهب الشعور المعادي للولايات المتحدة، ويضعف الدعم الدولي لها.
وعلاوة على ذلك يقول هاملتون، في مقالة الذي نشرته مجموعة صحف نايت ريدر، إن حرب الولايات المتحدة ضد العراق، ستكون اصعب من الحملة العسكرية الدولية التي قادتها الولايات في افغانستان، فالجيش العراقي، اكبر بعشرين مرة من قوات طالبان، أما المعارضة العراقية، فهي حسب راي هاملتون، ضعيفة جدا، وعاجزة عن الاطاحة بنظام صدام حسين.
وعلى هذا الاساس، يخلص هاملتون الى القول، بان النجاح في ازاحة صدام عن الحكم في العراق، سيعتمد بشكل اساسي، على القوات الاميركية، مما يجعلها عرضة الى دفع تكاليف باهظة خاصة وان صدام حسين يستند في بقائه على ما يملكه من اسلحة للدمار الشامل.

--- فاصل ---

هاملتون ينصح، بعد ان يعرض للخسائر التي يمكن ان تواجه الولايات المتحدة، في حالة شنها حملة عسكرية ضد العراق، ينصح الادارة الاميركية، باتباع خيارات اخرى مع العراق، بدلا من الخيار العسكري.
ويرى في هذا السياق، ان تعمل واشنطن، على منع العراق، من تطوير اسلحته، وفي الوقت ذاته تعمل على وضع خطة اساسية لتغيير النظام في العراق، ويستطرد هاملتون بالقول، انه من الوارد ان لا تنجح هذه الطريقة في التعامل مع العراق، لكن هذا لا يمنع من تجربتها.

وهكذا يرسم هاملتون في مقاله الوسائل التي يمكن للادارة الاميركية اتباعها، لمنع نظام صدام من تطوير الاسلحة، ولتهيئة العراق لتغيير النظام الحاكم في بغداد، هاملتون ينصح اولا، بضرورة نشر فرق مفتشي الاسلحة الدوليين، بشكل قوي وفعال داخل العراق، للتفتيش بدون شروط او قيود.
وثانيا يرى هاملتون، ضرورة فرض رقابة مشددة على مناطق حظر الطيران في شمال وجنوب العراق، وكذلك استخدام العقوبات الذكية التي ستمنع النظام العراقي، من تطوير اسلحته، وفي الوقت يذكر هاملتون بضرورة كسب الدعم الدولي لفرض مثل هذه الاجراءات.
هاملتون ينصح ايضا، ان تتزامن هذه العمليات، مع تزويد المعارضة العراقية، بالوسائل المطلوبة، لتنشيط الحملة الدعائية ضد صدام حسين، والاستعداد لتشكيل ما اسماه، بنواة الحكومة العراقية، في مرحلة ما بعد صدام. ولا ينسى الكاتب ان يؤكد على ضرورة تعزيز التواجد العسكري الاميركي في المنطقة، وتجهيز خطة سرية تهدف على اضعاف قبضة صدام حسين على السلطة في العراق.

--- فاصل ---

واخيرا بعد ان يُفصل هاملتون، في وصف الوسائل التي يجب ان تتبعها الادراة الاميركية، في التعامل مع العراق، قبل ان تتجه الى الخيار العسكري، الذي سيكون الخيار الاخير، في حال فشل السياسة الدبلوماسية والاقتصادية والسرية، للولايات المتحدة، في ايقاف برامج التسلح العراقية، وفي تغيير نظام صدام حسين،
فان هاملتون، يطمئن الادارة الاميركية، بان النصر سيكون حليفها، لكنه يحذر من ان القيام بهذه العملية، بدون التدقيق في الحسابات، سيكلف الولايات المتحدة الكثير من الخسائر، وكذلك يعرض منطقة الشرق الاوسط، الى عدم الاستقرار، ولكن اذا ما تم تنفيذ العملية، أي ضرب العراق، بدقة وبشكل صحيح، فان النتائج ستكون مضمونه، وسيمكن تخليص العالم من خطر امني حقيقي.
يختم لي هاملتون، مقاله الذي نشرته مجموعة صحف نايت ريدر الاميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG