روابط للدخول

خبر عاجل

مراسلة أميركية تحذر من نشاط جماعة إسلامية في شمال العراق


ولاء صادق مراسلة صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) كتبت من شمال العراق تقريراً حول نشاط جماعة إسلامية يهدد استقرار المنطقة. (ولاء صادق) اطلعت على المقال وأعدت التقرير التالي.

نشرت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور في عددها الصادر اليوم تقريرا كتبته مراسلتها كاترين تيلر من شمال العراق أفادت فيه ان جماعة اسلامية راديكالية قد تكون على ارتباط باسامة بن لادن وصدام حسين اخذت تنمو وتهدد استقرار المنطقة.
ونقل التقرير عن قادة اكراد قولهم إن هذه الجماعة واسمها "انصار الاسلام" ظهرت الى الوجود قبل ايام من هجمات الحادي عشر من ايلول الارهابية على الولايات المتحدة واصدرت فتوى لسكان القرى الجبلية في شمال العراق ضد المجتمع المدني والسياسي والاجتماعي والثقافي الكافر هناك وانها تضم الان حوالى سبعمائة شخص بينهم عراقيون واردنيون ومغاربة وفلسطينيون وافغان. ويقول سكان قرى شمال العراق إن الجماعة اغلقت صالونات الحلاقة واحرقت مدارس الفتيات وقتلت النساء في الشوارع لرفضهن ارتداء البرقع وان لها معقلا قرب الحدود الايرانية.
وقال التقرير إن وجود جماعات اسلامية متطرفة في شمال العراق حتى لو لم تكن على علاقة قوية بتنظيم القاعدة يمكن ان يعقد الوضع امام تدخل الولايات المتحدة في العراق وهي التي تسعى الى استئصال نفوذ القاعدة في العالم. علما ان ظهور هذه الجماعة يتزامن مع زيادة الولايات المتحدة ضغطها على نظام صدام حسين حول موضوع تطوير الاسلحة. وذكّر التقرير بما قاله الرئيس بوش في مؤتمر صحفي في البيت الابيض يوم الاربعاء الماضي عن أن صدام حسين مشكلة وسنعالجها. هذا وليس لوزارة الخارجية الاميركية معلومات كافية عن انصار الاسلام الا ان احد المسؤولين قال إنه يعرف بوجودها وبعلاقتها بالقاعدة.
ومما يذكر هنا هو ان للولايات المتحدة علاقات قديمة مع جماعات المعارضة الكردية العراقية التي تتمتع بمستويات ثقة متفاوتة لدى كبار المسؤولين الاميركيين وان عليها اي على الولايات المتحدة ان تقيس كيف تطرح هذه الجماعات الكردية مسألة وجود مجموعات على علاقة ببن لادن بينها على صعيد استغلالها او التقليل من شأنها.
ومضى التقرير الى القول إن انصار الاسلام تتحدى الحزبين الكردييين الرئيسيين اللذين يقولان إن لهما موقفا موحدا ضد هذا العدو المشترك.
ونقل التقرير عن جلال طلباني قوله إن انصار الاسلام تشبه جماعة طالبان وانهم ارهابيون اعلنوا الحرب على جميع الاحزاب الكردية السياسية. كما قال إن الاكراد منحوهم الفرصة لتغيير اساليبهم ووضع حد لاعمالهم الارهابية الا ان فشل الحوار سيضطرهم الى استخدام القوة.
ويقول الاكراد ايضا كما افاد التقرير بان انصار الاسلام حاصرت في ايلول الماضي وحدة تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وقتلت اثنين واربعين رجلا منهم وذلك بعد فشل مفاوضات جرت بين الاتحاد وانصار الاسلام. ومنذ تلك الحادثة دفع المقاتلون الاكراد البيشمرغة انصار الاسلام الى الحدود الايرانية حيث لهم معقل الان في مدينة بيارة والقرى المحيطة.
ونقل التقرير عن مصطفى سعيد من حزب الاتحاد الوطني قوله ان رجاله استولوا على قاعدتين للانصار ووجدوا جدرانها مغطاةً بقصائد مديح لهجمات الحادي عشر من ايلول وبرسوم للبرجين ولاسامة بن لادن يقف فوقها حاملا كلاشنكوف في احدى يديه وخنجرا في اليد الاخرى. واضاف سعيد أن الجماعة حصلت على ستمائة الف دولار وعلى شحنة من الاسلحة وعلى سيارات لاندكروز من شبكة بن لادن.
ونقل تقرير صحيفة كرستيان ساينس مونتور قول ملا كريكار قائد جماعة انصار الاسلام لصحيفة هولاتي الكردية ان بن لادن " تاج على راس الامة الاسلامية ".
وتقول المصادر العسكرية الكردية إن كريكار كان عضوا سابقا في الحزب الاسلامي الكردي ثم انضم الى انصار الاسلام بعد تشكيلها في ايلول واصبح رئيسا لها بدلا عن رئيسها السابق ابو عبد الله الشافعي وان اسمه السابق كان وريا هاوليري.
وقال سعيد ايضا إن لانصار الاسلام ارتباطات بعملاء صدام حسين العاملين في شمال العراق وعبر عن اعتقاده بان العراق يمول انصار الاسلام هو الاخر رغم عدم توفر اثباتات على ذلك لانهم يزعزون الاستقرار في المنطقة على حد تعبيره.
ونقل التقرير عن برهم صالح احد مسؤولي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قوله إن جماعة اخرى مرتبطة بانصار الاسلام تنشط في منطقة الموصل التي تقع تحت سيطرة بغداد. كما ذكرت مصادر كردية إنها لا تستغرب من تورط صدام حسين في محاولة زعزعة استقرار المنطقة الكردية لانها خرجت عن سيطرته منذ عام 1991 حين اقامت الولايات المتحدة وبريطانيا منطقة حظر جوي فيها. وكان صدام قد حذر في تشرين الثاني الماضي من انه سيقطع لسان اي كردي يتحداه وحذر الاكراد هذا الشهر من الانخداع بالاجنبي الا انه اضاف انه لا يريد لاحد ان يتوهم ان قيادته تدعو الى الحوار لتعرضها الى تهديدات.
ونقل تقرير صحيفة كرستيان ساينس مونيتور ايضا قول سعيد إن الجيش العراقي ضاعف منذ الحادي عشر من ايلول من حشوده العسكرية على الحدود بين المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة والمنطقة التي يسيطر عليها الاكراد. وهي اشارة واضحة كما يقول سعيد على ان صدام حسين سيهاجمهم اذا ما هددت الولايات المتحدة نظامه.
وذكر التقرير ايضا ان محاولات حزب الاتحاد الوطني لتجديد التفاوض مع مجموعة انصار الاسلام خلال الشهر الماضي باءت بالفشل. وقالت المصادر الكردية إن الجماعة تتهيأ للقتال. وقال قادة حزب الاتحاد الوطني إن حوالى
الفي جندي كردي يتبادلون اطلاق النار مع انصار الاسلام في اعالي جبال شمال العراق قرب مدينة حلبجة وان الجانبين تكبدا خسائر. ثم نقل التقرير عن برهم صالح قوله "علينا ان نتعامل معهم بطريقة جدية لانهم يتعاملون معنا بطريقة جدية" ثم اضاف بالقول إن الولايات المتحدة على علم بصراع الاكراد مع تنظيم القاعدة.

على صلة

XS
SM
MD
LG