روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: الرئيس الأميركي يجدد تحذير العراق / بغداد تكرر رفضها لعودة المفتشين الدوليين / إنتقادات شديدة لاجتماع يورغ هايدر مع صدام حسين


سامي شورش سيداتي وسادتي.. ظلت القضايا العراقية تتصدر موقعاً بارزاً في سياق الأحداث السياسية الإقليمية والدولية. في ملف اليوم نتناول مجموعة من هذه القضايا ونركز بينها على المحاور التالية: الرئيس الأميركي يجدد تحذير العراق، ويؤكد أنه جدي في تحذير الرئيس العراقي من مغبة التعرض الى ضربة عسكرية. ووزير الخارجية الأميركي يشير الى أن الخيارات جميعها مفتوحة أمام الرئيس الأميركي للتعامل مع العراق بما فيها خيار إستخدام القوة العسكرية. في الوقت نفسه، كولن باول يصرح بأن روسيا اصبحت قريبة جداً من الإتفاق مع واشنطن على تعديل نظام العقوبات المفروضة على العراق . هذا في حين تكرر بغداد رفضها لعودة المفتشين الدوليين، بينما وزير الخارجية التركي يعتبر أن هناك إشارات الى تخفيف السلطات العراقية لموقفها من عودة المفتشين بعد لقائه وزير الخارجية العراقي في اسطنبول. مسؤولون بارزون في الحكومة النمساوية بمن فيهم الرئيس النمساوي يوجهون إنتقادات شديدة الى الزعيم اليميني النمساوي يورغ هايدر لإجتماعه مع صدام حسين ودعوته الى رفع العقوبات. هذه المحاور وأخرى غيرها في الملف الذي أعده ويقدمه سامي شورش، والذي يتضمن أيضاً تقارير ورسائل صوتية من عدد من مراسلينا، إضافة الى مقابلتين الأولى أجراها ميخائيل آلان دارينكو مع خبير روسي وآخر أجريناها مع مراقب سياسي عراقي في العاصمة النمساوية فينا.

أكد الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش أن الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في اتخاذ اي اجراء ضد العراق، لكنه أوضح أنه لن يعلن خياراته في الوقت الحاضر.
وقال بوش في مؤتمر صحفي مشترك عقده في البيت الأبيض مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف إنه يحتفظ بحقه في اتخاذ اي خيار متاح، مشدداً على ان الرئيس صدام حسين يجب أن يدرك انه جديّ في الدفاع عن الولايات المتحدة.
يذكر أن الرئيس بوش وصف العراق وايران وكوريا الشمالية بانها دول تشكل "محوراً للشر"، وان هذه الدول تسعى لتطوير اسلحة للدمار الشامل وتساند الارهاب الدولي.
أما وكالة الصحافة الألمانية للأنباء فإنها عن الرئيس بوش أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل بمفردها لإطاحة النظام العراقي في حال تراجعت حليفاتها عن التعاون معها في هذا الخصوص، مكرراً أن صدام حسين يحتاج الى أن يفهم كلامه. أما اسوشيتد برس فإنها رأت أن الرئيس بوش لم يستبعد توجيه ضربة عسكرية الى العراق.
يشار الى أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال في تصريحات سابقة إن كل الخيارات مفتوحة أمام الإدارة الأميركية للتعامل مع العراق على رغم أن الرئيس بوش لم يتخذ حتى الآن قراراً في هذا الشأن. الى ذلك نسبت الوكالة الى باول تأكيده أن الرئيس بوش ملتزم بإحداث تغيير في نظام الحكم في بغداد ويدرس خيار دعم جماعات المعارضة، إضافة الى خيارات أخرى بينها إستخدام القوة العسكرية.
في هذا الإطار نقلت اسوشيتد برس عن مسؤول أميركي بارز لم تحدد إسمه أن كبار مساعدي الرئيس بوش والمؤسسات الأميركية ذات الصلة تلقوا تعليمات بدرس الخيارات المتاحة للتعامل مع العراق.

--- فاصل ---

بغداد من ناحيتها كررت رفضها السماح للمفتشين الدوليين بالعودة الى العراق. وكالة الصحافة الألمانية نقلت عن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أن الحكومة العراقية ليست لديها خطط للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالعودة الى بغداد، معتبراً أن لا حاجة لعودة من وصفهم بجواسيس لجنة أونسكوم بعد ثبوت أن العراق خال من اسلحة الدمار الشامل.
رمضان أكد في حديث مع عدد من الكرد الموالين للسلطات العراقية أن بلاده مستعدة لمواجهة أي هجوم أميركي، معتبراً أن التصريحات الأخيرة التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين تعكس الطبيعة المجرمة والارهابية للإدارة الأميركية والتعقيدات التي تتخبط فيها وإفتقارها الى الحكمة على حد تعبير المسؤول العراقي البارز.
الى ذلك أكد نائب الرئيس العراقي أن بلاده تعارض مبدأ إمتلاك الدول لأسلحة الدمار الشامل، مضيفاً أن الأمم المتحدة يجب أن تنفذ قراراتها في هذا الخصوص بشكل غير إنتقائي.
لكن وزير الخارجية التركي إسماعيل جم الذي التقى في اسطنبول وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي على هامش منتدى للاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي، اعتبر أن هناك إشارات عراقية توحي باستعداد بغداد لتعامل جديد مع المفتشين الدوليين.
وكالة اسوشيتد برس نقلت عن جم أن حديثه مع الوزير العراقي أكد له أن معارضة بغداد لعودة المفتشين ليست كبيرة، مضيفاً إنه إجتمع مع نظيره العراقي وأوضح له رغبة أنقرة في أن تتعاون بغداد مع الأمم المتحدة.
أما رويترز فإنها نقلت عن جم ان بلاده فعلت ما في وسعها لاقناع العراق بالاذعان لمطالب الامم المتحدة، محذراًَ في الوقت نفسه من إندلاع حرب شرسة المنطقة في حال مواصلة بغداد رفضها التعاون مع المفتشين الدوليين.
الوزير التركي لفت الى عدم وجود علامات واضحة الى ان العراق في طريقه الى إتخاذ خطوة حكيمة، لكنه اعتبر أن لا سبب يدعوه الى التشاؤم.

--- فاصل ---

في محور آخر، أعرب وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن إعتقاده بأن الموقف الروسي أصبح قريباً جداً من دعم نظام العقوبات الذكية الذي يهدف الى إدخال تعديلات جوهرية على العقوبات الدولية المطبقة بحق العراق. وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن باول أن واشنطن وموسكو اصبحتا قريبتين للغاية في موقفهما من العقوبات.
لتسليط مزيد من الأضواء على العلاقات الروسية العراقية وتطوراتها الأخيرة، يتحدث الزميل ميخائيل آلان دراينكو في ما يلي الى خبير روسي:

ترد من واشنطن وموسكو إشارات وتلميحات إلى تغيير محتمل في الموقف الروسي تجاه القضية العراقية. ذلك أن وزير الخارجية الأميركي (كولين باول) أعرب عن اعتقاده بأن روسيا اقتربت من دعم نظام العقوبات المعدلة ضد العراق.
وفي تصريح سابق لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أعلن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أن التعاون بين بلاده والولايات المتحدة يُعتبر الحجر الأساس للاستقرار في العالم. وأضاف بوتين أن الدولتين قد بلغتا مستوى جديد من الثقة.
في غضون ذلك صرح وزير الدفاع الروسي (سيرغي إيفانوف) بأن بلاده لا تستبعد "نظريا" مشاركتها في عمليات عسكرية ضد دول غير أفغانستان.
اتصلنا هاتفيا بـ (يفغيني ياغوبيتس) المتحدث باسم اللجنة الروسية للتعاون الثقافي والعلمي والتجاري مع العراق ليدلي برأيه فيما إذا كان الكلام الآتي من موسكو وواشنطن يعني تحولا حقيقيا في نظر روسيا إلى القضية العراقية.

"لا نعتبر ما قاله الرئيس (فلادبمبر بوتين) في حديثه الأخير تخفيفا للموقف الروسي تجاه العراق. لا يمكن النظر إلى العلاقات الروسية الأميركية والعلاقات الروسية العراقية عبر منظور "أما... أو". تحسين العلاقات بين روسيا وأميركا يدل على أن موسكو تتحمل مسؤولية أكثر في مجال الأمن والاستقرار الدوليين. روسيا التي تتمتع بثقة أكثر من قبل الولايات المتحدة وبصفتها عضوا في مجلس الأمن يجب أن تأخذ على عاتقها مسؤولية ضمان حضور المفتشين الدوليين في العراق. وينبغي على موسكو أن تشاطر دولا أخرى في مجلس الأمن هذه المسؤولية، غير الولايات المتحدة وبريطانيا، مثل فرنسا أو الصين أو الهند."

ومضى (ياغوبيتس) قائلا إن على روسيا أن تقدم ضمانات للعالم بأن المنطقة لن تشكل خطرا:
"هذه المهمة ليست بالسهلة. هي تتطلب مفاوضات طويلة وصعبة. ولكني أعتقد أن هذه العملية قد ابتدأت لأن العراق كان أعرب عن استعداده للاجتماع إلى الأمين العلم للأمم المتحدة، مما يُعتبر خطوة إيجابية. أظن أن حلا للقضية قد ينشأ بالتدريج، إلا إذا أبدت الولايات المتحدة وبريطانيا تشددا في موقفيهما وأصرتا على حضور ممثليهما في بعثة المفتشين."

وردا على سؤال عن اقتراب السياسة الأميركية تجاه العراق من موقف الصقور أكثر فأكثر أعلن (ياغوبيتس) أن هذه التحولات لا تتناسب والوضع الراهن.

"لا أستطيع أن أتنبأ بإمكانية تعرض العراق إلى ضربة أميركية ولكنني أعتقد أنه إذا وُجّهت ضربة إلى العراق كان ذلك خطأ كبيرا من طرف الولايات المتحدة. هذه الأزمة يمكن حلها بوسائل دبلوماسية وسياسية بحت، بما فيها إقامة نظام للأمن الجماعي في المنطقة."

وأوضح:
"يجب عقد اتفاقيات بين العراق ودول مجاورة مثل إيران وتركيا وسوريا والأردن وغيرها، أي الدول التي لا تُطبق عليها أي عقوبات.وذلك سيؤدي إلى أن هذه الدول ستتحمل جزءا من مسؤولية الأمن والاستقرار في المنقطة. هذا الاقتراح عرضه رئيس لجنة التعاون مع العراق (يوري شافرانيك) في أواخر السنة الماضية، ولم تبد أي من هذه الدول رد فعل سلبيا حتى الآن. مساعي (شافرانيك) تتفق والجهود التي تبذلها الخارجية الروسية من أجل إيجاد حل للقضية العراقية."

كما انتقد المسؤول الروسي الغارات الأميركية والبريطانية ضد العراق:
"لقد تعودنا على هذه الغارات ولكنها تثير الانزعاج في بغداد وأعتقد أن هذه السياسة غير صحيحة وأحادية الطرف وينبغي إعادة النظر فيها. بالعكس، هذه الغارات تعبّئ مشاعر العراقيين وُتستخدم لأغراض دعائية في العراق. العراق ليس أفغانستان لذلك لا يمكن تطبيق سيناريو مشابه للسيناريو الأفغاني عليه. إضافة إلى ذلك نرى أن العلاقات باتت تتحسن بين العراق وإيران في وجه الخطر المشترك حتى أصبحت طهران تعارض توجيه ضربات إلى العراق."

--- فاصل ---

من جهة أخرى، شنت أطراف نمساوية في الحكومة وفي المعارضة، إنتقادات كبيرة الى الزعيم اليميني النمساوي رئيس حزب الحرية يورغ هايدر بسبب قيامه بزيارة بغداد وإشارته الى أن هناك قوى دولية تحاول تخريب العلاقات العراقية النمساوية.
هايدر الذي يزور بغداد إلتقى الرئيس العراقي، وقالت وكالة الأنباء العراقية الحكومية إن هايدر دعا الى رفع العقوبات ورفض التهديدات الأميركية الموجهة الى العراق.
وفي إطار الإنتقادات الموجهة الى هايدر، نقلت وكالة اسوشيتد برس عن وزيرة الخارجية النمساوية بنيتا فيرريرو والدنر أن زيارة الزعيم اليميني الى بغداد لم تكن ضرورية ولن تساعد في حل المشكلات القائمة.
كما نقلت الوكالة عن كاسبر آينام زعيم المعارضة الاشتراكية الديموقراطية في النمسا أن زيارة هايدر الى العاصمة العراقية تتعارض مع الموقف الدولي الموحد تجاه العراق. هذا في حين إتهم مسؤول بارز في الحزب الاشتراكي الديموقراطي النمساوي هو دوريس بوريس، إتهم هايدر بإلحاق أضرار كبيرة بالنمسا وسمعتها في المحافل الدولية.
وكالة فرنس برس قالت إن الرئيس النمساوي توماس كليستل اعترض هو الآخر على زيارة هايدر الى بغداد ولقاءه مع الرئيس العراقي.
في إطار العلاقات العراقية النمساوية وموقع الزيارة التي قام بها هايدر الى بغداد، تحدثنا الى المراقب السياسي العراقي المقيم في فينا صفاء محمود وسألناه أولاً عن قرأته لهذه الزيارة، وفي هذا الوقت بالذات.

صفاء محمود: بالنسبة إلى العلاقة النمساوية العراقية بشكل عام تتسم بأنها علاقات جيدة وواسعة ومنذ وقت طويل جداً طبعاً، والنمسا مثلاً تعتمد بشكل كبير على النفط العراقي والسوق العراقية بشكل عام.
أما بعد حرب الخليج الثانية وبعد صدور القرارات الدولية ضد نظام الحكم العراقي الحالي، فإن النمسا كبلد أوروبي فاعل التزمت بهذه القرارات وسحبت سفيرها من بغداد أسوة بباقي الدول الأوروبية، والعلاقات السياسية ظلت مجمدة.
وكذلك فإن النمسا تمارس دور فعال في المنظمات الدولية، ومنها منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في موضوع انتقادها لممارسات النظام العراقي اللاإنسانية بحق شعبه ودول الجوار، وهذا ما تأكده كل التقارير التي تصدر عن الاجتماعات الدورية لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الأخرى.

إذاعة العراق الحر: لكن سيد صفاء، يبقى أنه هذه الزيارة -زيارة هايدر- تحمل معاني سياسية في طياتها وليست معاني اقتصادية أو تجارية بين العاصمتين. يعني هايدر قام بهذه الزيارة في وقت حساس جداً.

صفاء محمود: هذا صحيح. إن حزب الأحرار ورئيسه السابق (يورغ هايدر) يعانون منذ سنة تقريباً منذ مشاركتهم في الحكومة النمساوية بانتقاد شديد من قبل معظم دول الاتحاد الأوروبي وأميركا بسبب مواقف هذا الحزب ورئيسه بالذات (يورغ هايدر) اليمينية المتطرفة. لذلك فهو يعاني عزلة خانقة اضطرته إلى أن يستقيل من رئاسة الحزب ويحتفظ بمنصبه كمحافظ لمقاطعة كنتون النمساوية حالياً. ولم يجد له أي منفذ الآن لممارسة اي نشاط سياسي في الخارج سوى الالتجاء إلى نظام صدام حسين الذي يعاني هو أيضاً من عزلة سياسية قاتلة، ولذلك فقد التقت مصلحة الرجلين والحزبين إلى إقامة مثل هذه العلاقة.
ونحن نراقب حصول عدة زيارات، هذه هي ليست الزيارة الأولى. لقد حصلت عدة زيارات خلال الفترة الماضية لأعضاء من حزب الحرية إلى بغداد، طابعها هو محاولة خرق طوق العزلة هذا الذي يعيشه حزب الأحرار. كذلك فإن النظام العراقي يحاول دائماً أن يغري بعض الجهات الدولية بصفقات تجارية من أجل ترغيبها واستدراجها لزيارة العراق من أجل أن يستخدم ذلك كورقة للاستهلاك الداخلي ومحاولة منه للانفتاح على الوضع الدولي حسب تصوره.

--- فاصل ---

على صعيد آخر، اعتبرت وكالة فرانس برس أن التحذيرات الأميركية المتكررة أقنعت بغداد بأنها ستتعرض الى ما يصفه المسؤولون العراقيون بمؤامرة أميركية.
فرانس برس نقلت عن رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي أن البيانات اليومية الصادرة عن الإدارة الأميركية توضح الطبيعة المجرمة لهذه الإدارة على حد تعبير حمادي الذي شدد على أن واشنطن لا حق لها في التدخل في الشؤون الداخلية العراقية.
على صعيد ذي صلة، حضّ رئيس اللجنة البرلمانية الفرنسية العراقية في باريس الحكومة العراقية على التعاون مع الأمم المتحدة والسماح بعودة المفتشين الدوليين.
تفاصيل موقف المشرع الفرنسي الذي كان زار بغداد قبل فترة، في الرسالة الصوتية التالية من مراسلنا في العاصمة الفرنسية شاكر الجبوري:

حث النائب الفرنسي جورج مارتن عضو مجلس الشيوخ ورئيس جمعية البرلمانية العراقية الفرنسية، حث العراق على التعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة عبر القبول بعودة فرق التفتيش لأن ذلك سيقلل من مبررات العمل العسكري الذي سيكون الشعب العراقي مرة أخرى ضحيته الأساسية، على حد قوله.
وأضاف مارتن في مؤتمر صحفي عقده أمس أن أي انفراج في هذه العلاقات سينعكس إيجابياً على التقارب العراقي الفرنسي الذي يعاني حالة من البرود منذ منتصف السنة الماضية، حسب ما يشير إلى ذلك النائب الفرنسي والذي يعتقد بأن النهج الدولي منذ أحداث ايلول الماضي يفرض على العراق إعادة النظر بخياراته، بعد ان أحدثت موافقة الأمم المتحدة على برنامج النفط مقابل الغذاء نهاية تشرين الثاني الماضي تحولات عملية وإيجابية في سبل إبرام العقود التجارية، وبما انعكس إيجابياً أيضاً على حياة المواطنين الذين يعانون حسب قوله أزمات صحية واقتصادية خانقة .
وقال جورج مارتن الذي كان في بغداد قبل أشهر على رأس لجنة لتقصي الحقائق وتقييم نتائج استمرار العقوبات الدولية، قال إن العراق في خطر. فالولايات المتحدة تواصل ترتيباتها للعمل العسكري غير القانوني، لأن الأمم المتحدة دون غيرها هي المخولة حسب قوله في إعطاء الضوء الأخضر لمثل هذه القرارات ذات الصلة المباشرة بالاستقرار العام في المنطقة. مشدداً على أهمية استبدال القوة العسكرية بحوار دبلوماسي واضح وبناء يجنب الجميع الكثير من المآسي الإنسانية والاقتصادية، على حد قول هذا النائب الفرنسي المعروف بتعاطفه مع الشعب العراقي.
من جانب آخر، عرفت إذاعة العراق الحر من المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفازو بأن أوبير فيدرين قد تباحث على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والدول العربية في تركيا، تباحث مع العديد من نظرائه حيث مناقشة الشأن العراقي كانت في بنود هذه المباحثات. مشيراً مرة أخرى إلى عدم امتلاك باريس معلومات دقيقة حول نية واشنطن مباشرة العمل العسكري ضد العراق في المستقبل القريب.
ويعلق دبلوماسي فرنسي على كل ذلك بقوله: مهما حاولنا التقرب من واشنطن في الملف العراقي تحديداً يبقى هنالك الكثير من نقاط الغموض، فالأحداث تزداد تسارعاً وراء الاطلسي حسب ما صدر أمس عن الرئيس جورج بوش وكولن باول. ونحن هنا يقول هذا الدبلوماسي نحلل كثيراً قبل التحرك موضحاً بأن إمكانية تصرف واشنطن لوحدها ضد نظام الرئيس العراقي صدام حسين ليست مستبعدة على الإطلاق.
وتحاول باريس بذلاً أكثر من الجهود الدبلوماسية لخلق تحالف عربي وأوروبي مناهض للعمل العسكري، منطلقة في ذلك من حقيقة مفادها أن واشنطن قد تنفذ تهديداتها بغض النظر عن ردود الافعال الأوروبية على وجه التحديد. فنحن في واشنطن كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت أطول من شركائنا في الاتحاد الأوروبي، لذلك نرى أبعد منهم. بعبارة أخرى، إن الملف العراقي يزداد سخونة وهناك حيرة عامة من المفاجآت والسقف الزمني للجهد العسكري في حال حدوثه بصبغة أميركية 100%.
شاكر الجبوري - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - باريس.

--- فاصل ---

ننتقل الى القاهرة حيث قالت مصادر في جامعة الدول العربية إن الأمين العام للجامعة عمرو موسى أجرى إتصالين هاتفين مع كل من وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي ووزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الدكتور محمد الصباح، وذلك لبحث ملف الحالة بين العراق والكويت. هذا في حين أكد موسى في تصريحات صحافية نُشرت في القاهرة أن جولة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لا علاقة لها بتوسيع نطاق الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق.
التفاصيل مع مراسلنا في العاصمة المصرية أحمد رجب:

قالت مصادر الجامعة العربية أن الامين العام عمرو موسى قد أجرى سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع كل من وزير الخارجية العراقي (ناجي صبري) ووزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية. وقالت المصادر ان هذه الاتصالات جاءت في إطار جهود موسى لتحريك ملف الحالة بين العراق والكويت طبقا لقرار قمة عمان في آذار الماضي، والذي يقضي بتكليف رئيس القمة الملك حسين وأمين عام الجامعة العربية ببحث ملف الحالة. وتشير المصادر إلى ان موسى بحث مع الوزيرين جهود فتح ملف الحالة بين العراق والكويت استعداداً لقمة بيروت.
وأضافت مصادر الجامعة العربية أن موسى بحث معهم ايضاً التحرك الدبلوماسي العربي على الساحة الإسلامية والعربية للوقوف ضد أي عمل عسكري أميركي على اي دولة عربية وبوجه خاص العراق، على حد تعبير هذه المصادر.
وفي الإطار ذاته، فإن مصادر خليجية في القاهرة قالت لإذاعتنا أن الكويت تنوي الاعتراض على إدراج ملف الحالة العراقية الكويتية من حيث المبدأ على جدول اعمال القمة العربية القادمة. وقالت المصادر أن الكويت غير راغبة في أن تناقش القمة ملف الحالة بوضعه الحالي، وترغب في أن تكون مناقشات القمة لهذا الملف في إطار حث العراق على الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة ومطالبته بالكشف عن موقف الأسرى الكويتيين.
وقالت المصادر لإذاعتنا ان الكويت تعتبر أن ما حدث في قمة عمان الماضية قد فات اوانه، مثلما عبر عن ذلك مسؤوليها مؤخراً، وأن المطلوب من بغداد الامتثال الكامل لقرارات المجتمع الدولي والقرارات العربية أولاً وقبل الخوض في اي حديث آخر.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه لا يعرف بتفاصيل زيارة تشيني المتوقعة للمنطقة، لكنه استبعد في الوقت نفسه أن تكون جولة تشيني لها علاقة بما رددته بعض الصحف مؤخراً حول احتمالات توسيع الحرب الأميركية ضد الإرهاب لتشمل العراق.
أحمد رجب - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - القاهرة.

--- فاصل ---

نبقى في سياق العلاقات العربية العراقية، حيث إلتقى القائم بالأعمال العراقي في العاصمة اللبنانية برئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وأبلغه أن وفداً عراقياً برئاسة نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان سيزور بيروت قبيل موعد إنعقاد القمة العربية المرتقبة في آذار المقبل، وذلك للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
التفاصيل مع مراسلنا في العاصمة اللبنانية علي الرماحي:

وفد عراقي رفيع يزور بيروت قبل القمة العربية أواخر آذار القادم، هذا ما أبلغه القائم بالأعمال العراقي في بيروت نبيل الجنابي لرئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في قصره، وبحث معه في العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق، لاسيما موضوع التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وقال الجنابي أن الوفد العراقي سيكون برئاسة نائب الرئيس، طه ياسين رمضان الذي سيقوم بالتوقيع على الاتفاقية المذكورة.
وكانت زيارة رمضان مقررة أواخر العام الماضي، إلا أنها تأجلت، لأسباب قال العراق أنها لبنانية، فيما قالت أوساط رسمية لبنانية أن النسخة النهائية من اتفاق التجارة تم تسليمه إلى الجانب العراقي وأن لبنان ينتظر الخطوة القادمة من العراق.
وكان وزير الدولة اللبناني بشارة مرهج أقر في برنامج إذاعي مؤخراً، تعرض لبنان لضغوط خارجية لمنع تطوير علاقته مع العراق.
وكان العراق أعلن أنه سيشارك بوفد موسع في قمة بيروت العربية لكن الرئيس العراقي صدام حسين لن يشارك شخصياً لأسباب أمنية كما أعلن.
على صعيد لبناني ـ عراقي أيضا، كانت الذكرى السنوية لقصف ملجأ العامرية في بغداد أثناء حرب عاصفة الصحراء، مناسبة لاجتماع خطابي أقامته السفارة العراقية في بيروت، احتشد فيه عدد من الشخصيات وممثلي الأحزاب القريبة من الحكومة العراقية. في خطوة رأى المراقبون هنا، أنها تصب في سياق جهود إعادة تجميع ما يعرف باللوبي العراقي في لبنان، والذي استعاد نشاطه خلال العامين الأخيرين تزامناً مع التقارب العراقي السوري،و العراقي اللبناني وعودة العلاقات الدبلوماسية بين بيروت وبغداد أوائل العام الماضي، وفي احتفال الأمس، حضر حشد من الوجوه السياسية والاجتماعية والحزبية القريبة من الحكومة العراقية، منهم النائب الياس سكاف، توفيق مهنا وعميد الاعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أعاد علاقاته مع الحكومة العراقية مؤخراً، وعلي سلمان عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني وأسعد زغيب رئيس بلدية زحلة، وعضو لجنة رفع الحصار عن العراق بشرى الخليل، وأعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي ـالجناح العراقي ـ الذي حظر رسمياً منذ أوائل التسعينات.
وقد تناوب هؤلاء على إلقاء الخطابات فيما ألقى الشاعر عمر شبلي قصيدة في المناسبة، وكان شبلي قد قضى أكثر من ثمانية عشر عاماً أسيراً في إيران، بعدما وقع في أسر القوات الايرانية داخل الأراضي الإيرانية عام 1982.و كان شبلي متطوعاً إلى جانب حوالي تسعين لبنانياً من المنتمين إلى الجناح العراقي لحزب البعث، للقتال إلى جانب القوات العراقية في الحرب مع إيران، وقد تم الإفراج عنهم جميعاً وعلى مراحل باستثناء حسين قيس الذي لم يعرف مصيره حتى الآن.
علي الرماحي - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - بيروت.

--- فاصل ---

أخيراً، عقد وزير النقل والمواصلات العراقي إجتماعاً في بغداد مع نظيره الأردني للبحث في آفاق تطوير التعاون الثنائي في مجالات النقل والنقل البري بين البلدين. التفاصيل مع مراسلنا في عمّان حازم مبيضين:

من المقرر أن تبدأ اليوم في بغداد اجتماعات الجمعية العمومية للشركة الأردنية العراقية للنقل البري برئاسة وزيري النقل الأردني والعراقي. وستناقش الجمعية الحسابات الختامية للشركة لعام 2000 وتضع موازنة تقديرية لهذا العام، كما تدرس تحديث الأسطول لمواكبة التطورات والتنافس مع الشركات الأخرى.
وعشية سفره إلى بغداد قال المهندس نادر الذهبي وزير النقل أنه سيبحث في بغداد آفاق التعاون في مجالات النقل البري والسكك الحديدية، كما يبحث المشاكل التي يواجهها السائقون الأردنيون على الحدود العراقية خاصة بسبب إجراءات الفحص للبضائع التي ينقلونها، وهي إجراءات تؤخر هؤلاء السائقين وتزيد من الكلفة المالية على الناقل إضافة لتأخير تفريغ الحمولات في بغداد.
وقال الذهبي إنه سيحاول الاستفادة من الخبرة العراقية في ميدان السكك الحديدية فيما يتعلق بإسهام الجانب العراقي من الناحية الفنية في تطوير خط سكة حديد العقبة. ومعروف أن الشركة الأردنية العراقية للنقل البري مملوكة للدولتين، وقد أنشئت لغايات نقل البضائع من ميناء العقبة إلى العراق، إضافة إلى قيامها بعمليات نقل للبضائع داخل الأردن.
وعلى صعيد متصل، فإن لجنة التعبئة الوطنية الأردنية للدفاع عن العراق بدأت نمطاً جديداً من النشاط، إذ قام وفد من اللجنة بزيارة عدد من السفارات العربية والأجنبية، بادئاً بالسفارة الكويتية مروراً بالروسية والصينية والفرنسية والإيرانية.
وقام الوفد بتسليم السفراء مذكرات تطالب بإنهاء العقوبات الدولية المفروضة على العراق، وبإخلاء المنطقة كلها من أسلحة الدمار الشامل. وقال مصدر في اللجنة إن السفراء الذين تمت زيارتهم أبدوا تجاوباً مع مطالب الوفد الذي سيواصل نشاطه الجديد بزيارة المزيد من السفارات.
ويتكون الوفد في غالبيته من بعثيين أردنيين موالين للحكومة العراقية.
حازم مبيضين - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - عمان.

على صلة

XS
SM
MD
LG