روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: تشيني قد يواجه رفضا عربيا لضرب العراق / تركيا لا ترى إمكانية تغير في موقف بغداد / الولايات المتحدة بقرار مهاجمة العراق


مستمعينا الكرام.. تحية لكم في بداية جولتنا على أخبار تطورات عراقية تناولتها بالعرض والتحليل تقارير صحف ووكالات أنباء عالمية، في إطار ملف العراق اليومي. ومن بين المواضيع التي سنقف عندها: - البيت الأبيض يعلن أن جولة تشيني لا تهدف إلى التحضير لهجوم على العراق ومسؤولان أميركيان يزوران تركيا قبل بدء الجولة. - تقارير تشير إلى أن تشيني قد يواجه رفضا عربيا لأي هجوم عسكري أميركي على بغداد فيما وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد أن بلاده سترد إذا هاجمها العراق. - رئيس الوزراء التركي يتسلم ردا من الرئيس صدام حسين وتركيا لا ترى إمكانية تغير في موقف العراق. - خبير لبناني في الشؤون العربية والدولية يعلق لإذاعتنا عن احتمال تفرد الولايات المتحدة بقرار مهاجمة العراق والموقف العربي من ذلك. وفي ملف اليوم محاور وموضوعات أخرى فضلا عن تعليقات ورسائل صوتية ذات صلة.

حرص البيت الأبيض يوم أمس الخميس على إزالة الانطباع بان الجولة التي سيقوم بها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى الشرق الأوسط تهدف للتحضير لشن هجوم أميركي على العراق وإطلاق المرحلة الثانية من الحرب ضد الإرهاب.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض آري فليشر إن تشيني سيتوجه إلى المنطقة للبحث في سلسلة من المواضيع ومن المؤكد أن الحرب على الإرهاب ستكون من بين هذه المواضيع ولكن لا توجد خطة حتى الآن حول المرحلة الثانية.
ودعا الناطق الصحافيين إلى عدم النظر لهذه الجولة التي سيقوم بها تشيني في منتصف آذار وتشمل تسع دول عربية معتدلة، على أنها جهد للحصول على دعم لشن هجوم على العراق ولكنه أشار إلى أن نائب الرئيس سيتطرق بالتأكيد إلى المسالة العراقية. وأضاف فليشر أن تشيني سيتوجه إلى هناك ليمثل الرئيس ويبحث في سلسلة من المواضيع ولكن الرئيس لم يتخذ بع قرارا بشن هجوم على العراق.
واختتم فليشر قائلا: يجب أن لا تعتقدوا بأنه يذهب إلى هناك وفي جيبه خطة كبيرة محددة. فالأمور لا تتم على هذا النحو.
وجاء في تقرير لوكالة رويترز، أوردته من لندن، أن الزعماء العرب سيردون بجفاء على نائب الرئيس الأميركي إذا أراد أن يستخدم جولته الشرق أوسطية في حشد تأييد عربي للحرب ضد العراق.
وأشار التقرير إلى أن الكويت ربما ترحب بعمل عسكري أميركي يطيح بالرئيس صدام حسين وينهي حلقة من حلقات محور الشر الذي حدده الرئيس جورج بوش بالعراق وإيران وكوريا الشمالية.
لكن تشيني سيجد في عواصم عربية أخرى ردا دبلوماسيا مهذبا مفاده أن على واشنطن ألا تتوقع تأييدا عربيا ضد العراق في الوقت الذي تقف فيه مع إسرائيل في قمعها للفلسطينيين.
ويرى عماد جاد من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أن تشيني سيحاول الحصول على موافقة عربية على ضرب العراق لكنه سيواجه صعوبة بالغة في إقناع الزعماء العرب.
مراسلنا في بيروت، عرض مع خبير لبناني في الشؤون العربية والدولية لمدى استعداد واشنطن في الانفراد في معالجة الملف العراقي دون استعانة بحلفائها، وموقف العرب حينها:

تثير تصريحات وزير الخارجية الاميركي (كولن باول) الأخيرة حول قدرة واشنطن على تغيير النظام السياسي في العراق دون مساعدة دولة أخرى، تثير الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن تعتزم شن عمليات في العراق دون دعم إقليمي أو دولي.
الدكتور شفيق المصري أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت والباحث في الشؤون الدولية يرى في حديث لإذاعة العراق الحر صعوبة تحقيق ذلك، وينظر إلى كلام باول على أنه مجرد تهويل يصعب تنفيذه عملياً كما يقول.

شفيق المصري: احتواء العراق والوتيرة التي تعتمدها الولايات المتحدة الآن من أجل التشديد في هذا الاحتواء متوقفة في الواقع على عدد من لا أقول المتغيرات ولكن العوامل التي قد لا تساعد في الإحكام في هذا الاحتواء الأميركي الجديد بعد حرب أفغانستان.
من هذه العوامل مثلاً أن الظروف الإقليمية التي وفرتها الأمم المتحدة في حربها ضد أفغانستان، من الصعب توفيرها الآن في محاربة أو في الهجوم على العراق. أقصد هنا الدول المحيطة أولاً ولا سيما إيران وتركيا.
لا يبدو أن ثمة استجابة إيرانية لهذا العمل ضد العراق ولا حتى تركية، لأن ربما الولايات المتحدة تهول أو تهدد بهذا الهجوم أو باحتواء إيراني عراقي جديد، ربما لأن كان هناك بعض ملامح أو بعض تباشير لاتفاق عراقي إيراني ومن ثم إيراني سعودي. يعني من الحاجات الجيو-استراتيجية الأميركية في الخليج أن لا يلتقي هذا المثلث الخليجي، إيران العراق السعودية.
فهذا الظرف الإقليمي قد تستطيع الولايات المتحدة أن تمنع مثل هذا التلاقي، ولكن ان تقوم بعمل عسكري ما من دون هذه التسهيلات الإقليمية يبدو مستبعداً.

إذاعة العراق الحر: لكن دكتور شفيق مصري عفواً، تصريحات وزير الخارجية كانت واضحة في الحديث عن قدرة الولايات المتحدة على شن عمليات بدون الإعتماد على أطراف أخرى. هل تعتقد أن بالإمكان ذلك؟

شفيق المصري: أي تهديد من الولايات المتحدة أقول من دون خلق هذه الظروف الإقليمية المساندة جغرافياً ومن ثم سياسياً يبقى في إطار التهويل فقط من دون القيام بعمل عسكري وشيك.
أنا ذكرت قليلاً عن الظروف اللوجستية، ولكن هناك ظروف سياسية أخرى. يعني الدول الأوروبية بدأت تصعد صوتها. لم يصل هذا الصوت إلى المستوى المطلوب، ولكن بدأت ترفع صوتها في الإعتراض على الولايات المتحدة في استهداف أية دولة أخرى جديدة من دون التشاور معها ومن دون التنسيق معها. فهناك إذاً نوع من تردد سياسي أوروبي.
أضف إلى ذلك الوضع الإسلامي العام الذي يمكن للولايات المتحدة أن تصل به إلى حد غير قابل للرجعة في الواقع بين الدول الإسلامية كاملة ومن الدول العربية وبين الإدارة الأميركية.
هناك دعوات في قلب الولايات المتحدة تدعو إلى الاعتدال، وهذه الدعوات تهدف أصلاً إلى توفير استمرارية المصالح الأميركية في المنطقة. فأنا أعتقد أن ما ورد على لسان الرئيس الأميركي أولاً في محور الشر وما ورد على لسان وزير خارجيته في القيام بضربة من دون أية مساندة على الأرض، حتى مساندة عراقية غير متوفرة على الصعيد العملاني، من دون ذلك تبقى كل هذه الأمور في إطار التهويل دون التنفيذ في المستقبل القريب على الأقل.

إذاعة العراق الحر: لكن هل تعتقد أن الدول العربية على الأقل المحيطة بالعراق هي فعلاً قادرة على منع عمليات أو على عدم تقديم المساعدة في حال قررت الولايات المتحدة توجيه ضربة؟

شفيق المصري: أعتقد ذلك. من خلال التجربة السابقة في حرب الخليج الثانية، يعني العراق الكويت. لأن الدول العربية ساهمت في ردع القوات أو انسحاب القوات العراقية من الكويت، ومن ثم أعلنت انسحابها من العملية الثانية في استهداف العراق بالذات، يعني عملية الأسلحة ذات الدمار الشامل.
فقد لا تستطيع وقف أي هجوم عسكري أميركي، نعم، ولكنها قد لا تستدرج إلى المشاركة في مثل هذه العملية.

إذاعة العراق الحر: دكتور مصري هناك جهود عربية من دول عربية وإسلامية وكذلك أطراف دولية مثل الإتحاد السوفيتي بهدف إقناع القيادة العراقية بقبول مفتشين.
هل تعتقد أن قبول العراق بالمفتشين سيؤجل أو يلغي الضربة التي يجري الحديث عنها؟

شفيق المصري: يعني أنا أعتقد أن الموقف الروسي العراقي الأخير يدل على أكثر من وضع. الوضع الأول ربما أن روسيا تضغط على العراق من أجل قبول المفتشين استدراكاً أو درءاً لأي تصاعد أو تصعيد في اللغة الأميركية، ونقلها من التهديد الدبلوماسي إلى العمل العسكري. ويبدو أن العراق كان متردداً في هذا الموضوع، ولهذا لاحظنا الفتور في العلاقات الروسية العراقية مؤخراً.
استجابة العراق إلى المطالب الأميركية تعني فيما تعنيه، وهذا هو مصدر خشية العراق بالذات، تعني أن العراق عاد وخضع لشروط القرار 1284 الذي يحدد آلية رفع هذه العقوبات بشكل متدرج دون البحث برفعها في مهلة زمنية محددة.
ولهذا العراق يطالب بوضع أطر أكثر حسماً بالنسبة لتوقيتها وبنالسبة لحجمها بعملية مواكبة رفع العقوبات عن فريق الأمم المتحدة فريق المفتشين. يبدو أن روسيا تلح على العراق في هذا الاتجاه. وأعتقد أن العراق قد لا يكون بعيداً عن الاستجابة لهذا المطلب الروسي والأوروبي أيضاً ولكن بانتظار نوع من الوعود الأكثر جدوى والأكثر جدية في هذا الإطار.

- من بيروت كان معكم علي الرماحي – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة.

وكالة الصحافة الألمانية للأنباء نقلت عن قائد عسكري أميركي قوله أمس الخميس أن الولايات المتحدة لم تبدأ بعد أية محادثات عسكرية مع حلفائها في شأن توجيه ضربة عسكرية مؤثرة للعراق.
ونقلت أن الجنرال، طومي فرانكس، أبلغ لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي أن ممثلي سبعة وعشرين بلدا في مقره العسكري في تامبا بولاية فلوريدا، يسألون باستمرار عن مستقبل العمليات العسكرية، إلا أننا، والقول لفرانكس، لم نناقش معهم مستقبل العمليات في العراق لأن التركيز منصب على العمليات الجارية في أفغانستان.
يذكر أن كلا من العراق وأفغانستان يقع ضمن المنطقة التي تشرف عليها هذه القيادة العسكرية.

--- فاصل ---

على صعيد ذي صلة، أفادت وكالة فرانس بريس، نقلا عن مصدر مطلع في أنقرة قوله أمس إن من المرتقب أن يقوم مساعد وزير الدفاع الأميركي بول وولفوفيتز ورئيس أركان الجيش الأميركي ريتشارد مايرز بزيارة إلى تركيا قبل الزيارة المتوقعة التي سيقوم بها نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى أنقرة.
وكان وولفوفيتز الذي يعتبر من صقور إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، حض في الماضي على قلب نظام الرئيس العراقي صدام حسين.
وقد حاول مساعد وزير الدفاع يوم السبت التخفيف من حدة القلق بشأن العراق بقوله إن الولايات المتحدة بعيدة عن اتخاذ قرار يخص هذا البلد الذي غالبا ما اعتبر الهدف العسكري المقبل لحملة مكافحة الإرهاب.
إلى ذلك ذكرت اليوم صحيفة تركية بارزة أن الرئيس العراقي صدام حسين بعث رسالة جوابية إلى رئيس الوزراء التركي، بلند إجيفيت، ردا على رسالة الأخير التي حض فيها الزعيم العراقي على السماح بعودة المفتشين الدوليين أو مواجهة عواقب وخيمة.
وقالت صحيفة مليت التركية إن جواب الرئيس صدام حسين لا يحمل أي مؤشر إلى تغيير موقفه الذي يشجع ويزيد من خطر عمل عسكري أميركي ضد العراق.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في وزارة الخارجية التركية أن إجيفيت تسلم الرسالة يوم أمس الخميس لكنها رفضت الإدلاء بتفصيلات عن فحواها.
صحيفة مليت كشفت أن راسلة صدام حضت أنقرة على احترام الحقوق السيادة العراقية، وعلى وقف السماح للطائرات الحربية الأميركية والبريطانية من استخدام قاعدة انجرلك في جنوب تركيا، في إطلاق دوريات منتظمة لمراقبة منطقة الحظر الجوي في شمال العراق. ونقلت الصحيفة التركية عن إجيفيت قوله إنه لا يعتقد أن صدام حسين سيغير موقفه بسهولة.
تفصيلات أخرى عن هذا الموضوع بينها تعليق لوزير الخارجية التركي إسماعيل جم، في تقرير مراسلتنا في أنقرة سعادت أوروج:

صرح وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم بأنه لم يحدث أي تطور جدي في الرسالة الجوابية التي تلقاها رئيس الوزراء بلند إيجيفيت من الرئيس العراقي صدام حسين.
إجيفيت كان دعا في رسالته الرئيس العراقي الى التعاون مع الامم المتحدة في شأن المفتضين الدوليين عن الاسلحة بغية تجنب ضربة عسكرية اميركية، وأشار في الرسالة الى ان على بغداد الا تضيع هذه الفرصة الاخيرة.
وزير الخارجية التركي قال، ردا على اسءلة صحافيين اليوم الجمعة، إن أنقرة فعلت بذلت جهدها لاقناع العراق بالتعاون مع الامم المتحدة. وأعرب عن أمله بحدوث تطور ايجابي في الاتصالات الجارية حاليا بين بغداد والمنظمة الدولية. واعتبر ان تركيا تستحق الاشادة لمحولتها هذه، لكنه اضاف ان لكل دولة في النهاية سياستها الخاصة.
وزاد جم أنه أبلغ نظيره العراقي ناجي الحديثي في رسالة وجهها اليه بان انقرة مستعدة للعمل مع سورية والاردن وايران من أجل رفع العقوبات في حال اتخذت بغداد موقفا ايجابيا من التعاون مع الامم المتحدة.

وفي تقرير لها من اسطنبول، أفادت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مسؤولين أتراك، بأن تركيا تغرب في زيادة كمية النفط الخام العراقي عبر الحدود المشتركة بنسبة خمسين في المائة.
وأشار حسام الدين دانش، المدير العام لشركة تبراس التركية الرسمية إلى أن أنقرة تهدف إلى أخذ أربعة ملايين طن، أي ما يعادل ثمانين ألف برميل من خام كركوك يوميا مقارنة بمليونين وستمائة ألف طن، أي ما يعادل خمسين ألف برميل يوميا حصلت عليها العام الماضي.
وكشف مسؤولون أتراك أن الشاحنات كانت تنقل إلى داخل البلاد خمسة عشر ألف طن من البنزين في كل شهر ز وكل هذه التبادلات تتم خارج إطار برنامج النفط مقابل الغذاء.

--- فاصل ---

في تقرير لها من موسكو، ذكرت وكالة إتار تاس، الروسية للأنباء، أن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكساندر سلطانوف، سيبدأ اليوم الجمعة جولة على دول مجلس التعاون الخليجي تشمل السعودية والبحرين وقطر والكويت وعمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيبحث سلطانوف العلاقات الثنائية مع هذه البلدان فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية والدولية من بينها المسالة العراقية.
وفي جنيف أفيد بان الولايات المتحدة حققت أمس وبعد يومين من التباحث مع روسيا، بعض التقدم في شأن مراجعة العقوبات الدولية المفروضة على بغداد بهدف تخفيف آثارها على المواطنين العراقيين العاديين.
ونقل تقرير لوكالة رويترز عن مساعد وزير الخارجية الأميركي، جون وولف، الذي يرأس الفريق الأميركي، أن الطرفين اجتازا عددا من التساؤلات وهما يدرسان الآن ردود كل منهما على أسئلة أخرى. موضحا أنه لا توجد مساحات لخلافات جوهرية.
ولكن لم يدل أحد من الوفد الروسي بأية تصريحات بعد جولة المحادثات التي تجرى خلف أبواب موصدة.
وولف أشار إلى أن مزيدا من المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة ستجرى أواسط شهر آذار المقبل من أجل التوصل إلى اتفاق على قائمة البضائع والسلع التي لا يحق للعراق استيرادها إلا بعد موافقة الأمم المتحدة.
يذكر أن خلافات العراق مع المنظمة الدولية تنحصر في رفض مشروع العقوبات الذكية الذي يتم إعداده في مجلس الأمن ورفض عودة المفتشين الدوليين عن الأسلحة إلى العراق.

--- فاصل ---

مع تزايد احتمالات هجوم عسكري على العراق، ابلغ أمس وزير الدفاع الإسرائيلي، بنيامن بن أليعيزر، نظيره الأميركي، دونالد رامسفيلد، أن الدولة العبرية سترد إذا ما شن الرئيس العراقي صدام حسين هجوما صاروخيا عليها.
يذكر أن إسرائيل، وتحت ضغط أميركي، لم ترد على العراق في عام 1991 عندما هاجم تل أبيب بصواريخ سكود.
صحيفة جيروزليم بوست نقلت أن بن أليعيزر ابلغ رامسفيلد أن الحالة قد تتكرر، لكنها ستضع إسرائيل هذه المرة في موقع الرد المؤكد. موضحا أن مثل هذا التحذير مفيد إذا جاء مبكرا.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تدرس خيارات متعددة لمواجهة العراق، ومع الإعلان عن جولة نائب الرئيس الأميركي الشرق أوسطية زادت التوقعات بأن العراق سيكون الهدف التالي للحملة العسكرية الأميركية ضد الإرهاب.

--- فاصل ---

وفي باريس افتتحت أعمال القمة الفرنسية الإفريقية، التي لن يكون الموضوع العراقي غائبا عنها. فالرئيس الفرنسي، جاك شيراك، سيعرض، كما أورد مراسلنا شاكر الجبوري، مع الرئيس المصري حسني مبارك، للمبادرة العراقية الأخيرة التي نقلها الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إلى كل من الكويت والسعودية والأمين العام للأمم المتحدة واستعداد بغداد لحوار غير مشروط مع المنظمة الدولية:

افتتحت صباح اليوم في قصر الإليزيه آخر قمة فرنسية أفريقية قبل موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستحدد بعد ثلاثة أشهر شكل الحكم الفرنسي ديغولياً كان أم اشتراكياً. ويعلق الرئيس الفرنسي جاك شيراك اهتماماً خاصاً على هذه القمة انطلاقاً من حرصه على جذب الدور الأفريقي إلى جانب الخيارات الأوروبية والفرنسية بشكل خاص المتعلقة جميعها بصياغة الحدث الدولي وتحديداً منه ما يخص الشرق الأوسط والعراق.
وفيما يخص الفقرة الأخيرة عرفت إذاعة العراق الحر من مصدر مخول في الرئاسة الفرنسية بأن باريس تنتظر التعرف من الرئيس المصري حسني مبارك على تفاصيل المبادرة العراقية في التعاون مع الأمم المتحدة، وتحسين علاقات حسن الجوار إضافة إلى جدية التوجه صوب الاتحاد الأوروبي، وذلك من أجل الاتفاق على أسلوب تحرك جديد تلعب فيه باريس والقاهرة والجزائر دوراً نشيطا وبما يعجل بخيارات الحل السلمي للأزمات العراقية ويؤخر الجهد العسكري وإن هو لم ينضج بعد يضيف هذا المسؤول الفرنسي فإنه أي هذا الجهد العسكري مصدر قلق لنا جميعاً على حد قوله.
وحسب الدبلوماسي الفرنسي فإن العواصم الثلاثة مدعومة بإرادة أفريقية واسعة ستقوم بتحرك واسع في الشرق الأوسط لتحقيق هدفين، الأول نزع فتيل أزمة الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وإقناع العراق بأن الطريق إلى حل مشاكله يمر عبر فتح ممر آمن في علاقاته الدولية وذلك بمنح الأمم المتحدة دوراً حقيقيا للكشف عن واقع الأسلحة المحظورة على حد قول هذا الدبلوماسي الذي عبر عن حالة من عدم الارتياح لأن العراق هو البلد الوحيد الذي لم يدعى إلى ندوة الحد من أسلحة الدمار الشامل المنعقدة في باريس وذلك بسبب عدم شفافية علاقاته مع الأمم المتحدة على حد قوله.
ويتزامن عقد القمة الأفريقية الفرنسية مع وجود خلاف أوروبي أميركي حول مستقبل التعاون السياسي والعسكري المشترك في مجمل الملفات الدولية إضافة إلى إعلان شركة الخطوط الأفريقية إفلاسها أمس، وبين الاثنين يوجد موضوع تعزيز أواصر الثقة المشتركة بين أفريقيا وفرنسا عبر قيام الأخيرة بالدفاع عن مصالح الأولى في قمة الدول الصناعية التي ستعقد في كندا في حزيران المقبل.
من جانب آخر، لا زالت تصريحات وزير الخارجية الفرنسية أوبير فيدرين غير متعاطفة مع التوجهات الأميركية الدولية، لا زالت توحي باتساع هوة الخلافات الأوروبية مع واشنطن، خاصة بعد أن أعلنت مدريد بأن الحوار مع إيران سيتواصل بعيداً عن الموقف الأمريكي منها. وبعد أن أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية (فرنسوا ريفازو) أن باريس مستاءة جداً من استمرار عمليات القصف الأميركي البريطاني ضد بعض المواقع العراقية بلا وجه حق، مما يزيد من التوتر في المنطقة بدلاً من تعزيز القائم من أسس الاستقرار فيها على حد قوله.
وبين القمة الأفريقية الفرنسية والمواقف المتجاذبة بين باريس والعواصم الأوروبية وواشنطن، فإن الحوار في الشرق الأوسط ومستلزمات الحل في العراق هي من النقاط التي ستتواصل بشأنها اجتماعات القمة الأفريقية التي ستنتهي غداً السبت في باريس على أمل أن تتكفل هذه الأخيرة بجهود أوروبية واسعة لحلحلة الموقفين العراقي والشرق أوسطي.
شاكر الجبوري – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – باريس.

على صلة

XS
SM
MD
LG