روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: شروط أميركية للمباحثات بين العراق والأمم المتحدة / بغداد تدعو موسكو لاتخاذ موقف صلب من واشنطن


طابت أوقاتكم، مستمعي الكرام، وأهلا بكم في جولة جديدة على أخبار تطورات الشأن العراقي حسب ما تناقلت تقارير الصحف ووكالات الانباء العالمية، ومن بين الموضوعات: - وزير الخارجية الاميركي يضع شروطا حول استئناف المباحثات بين العراق والامم المتحدة. - الامم المتحدة تأمل ان تؤدي المباحثات مع العراق الى عودة المفتشين. - ترحيب روسي بالقرار العراقي، ودعوة عراقية لروسيا لاتخاذ موقف صلب حيال هجوم اميركي محتمل. ويضم الملف الذي أعده لكم اليوم أكرم أيوب مجموعة أخرى من الاخبار والتعليقات والرسائل الصوتية ذات العلاقة إضافة الى مقابلة مع خبير مصري في الشؤون السياسية حول اعلان الامم المتحدة تسلم انان القرار العراقي لاستئناف الحوار دون شروط.

نبدأ الملف العراقي اليوم بصفحة العلاقات العراقية الاميركية حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن على الأمم المتحدة ألا تستأنف الحوار مع العراق حتى تسمح بغداد بعودة المفتشين الدوليين، وقال إن وصف دول بأنها تمثل محور الشر لا يعني أن الولايات المتحدة تنوي اجتياحها. وكالة اسوشييتد بريس للانباء اشارت الى ان باول ذكر أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي أن هناك تقارير وردت اليوم تقول إن الحكومة العراقية طلبت من الأمم المتحدة فتح حوار معها، مشددا على ضرورة عودة مفتشي الأسلحة الدوليين إلى العراق "وفق شروطنا وشروط مجلس الأمن الدولي" بحسب تعبيره - قبل بدء أي حوار يتعلق برفع العقوبات المفروضة عليه. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أمس الاثنين أن العراق أكد استعداده للدخول في حوار غير مشروط مع الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بعد عام من المحادثات غير المثمرة بخصوص العقوبات المفروضة عليه منذ أكثر من عشر سنوات. من جانب آخر أكد وزير الخارجية الأميركي أن وصف دول بأنها تشكل "محور الشر" لا يعني أن الولايات المتحدة تنوي اجتياحها. وقال باول إن الدول الثلاث التي ذكرها الرئيس الأميركي جورج بوش على أنها تشكل هذا "المحور" وهي كوريا الشمالية وإيران والعراق "تستحق هذا التصنيف". وأضاف "لكن هذا لا يعني أننا مستعدون لاجتياح أي بلد كان، وأننا غير مستعدين لبدء حوار (معه)، بل على العكس". وأوضح لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس"إننا على استعداد لبدء حوار ونريد العمل مع أصدقائنا وحلفائنا في العالم للتعاطي مع هذا النوع من الأنظمة". وقال باول إن وصف محور الشر الذي استخدمه الرئيس جورج بوش في خطابه الأسبوع الماضي تعامل به الرئيس الأسبق رونالد ريغان حينما وصف الاتحاد السوفياتي السابق بأنه "إمبراطورية الشر"، مؤكدا أن بوش وريغان كانا على حق في استخدام هذا اللفظ، معتبرا أن استخدام هذه العبارة سيساعد الولايات المتحدة على تزعم الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب.

تصريحات باول هذه، وقول مسؤول في البيت الابيض ان الموضوع الوحيد الذي يجب ان يبحث مع العراق هو عودة المفتشين الدوليين، اضافة الى الاقتراح الذي قدمه جوزيف بايدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي المتضمن استراتيجية جديدة للتعامل مع العراق - هذه التطورات يعرض لها مراسل الاذاعة في واشنطن وحيد حمدي في التقرير التالي:

أعلن كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة بعد لقائه مع عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أن الأمم المتحدة مستعدة لإعادة فتح الحوار مع العراق، ثم جاء رد الفعل من واشنطن في أقل من 24 ساعة.
كولن باول وزير الخارجية الأمريكي:
"هناك تقارير أفادت بأن نظام بغداد طلب من مجلس الأمن الدخول في نقاش، ونحن نعتقد أن هذا النقاش يجب أن يكون قصيراً جداً، كما يجب أن يعود مفتشو الأسلحة على أساس شروط مجلس الأمن وليس على أساس شروط العراق.
وقرارات مجلس الأمن تضع المسؤولية على حكومة بغداد لتثبت للعالم أنها لا تفعل الأشياء التي نشك أنها تفعلها. وإذا كان العراقيون لا يفعلون هذه الممارسات، فإنني أتعجب لماذا يرفضون عودة مفتشي الأسلحة الدوليين الذين يستطيعون التأكد من أن العراق لا ينتج أسلحة دمار شامل."

جاءت هذه التصريحات أثناء إدلاء وزير الخارجية كولن باول بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. هذا ونسبت وكالة الأسوشيتد بريس لمسؤول في إدارة الرئيس جورج بوش لم تذكر اسمه، أنه لا يوجد شيء للتباحث فيه مع العراق سوى عودة المفتشين الدوليين. ويذكر أن كوفي عنان لم يوضح إذا ما كان هذا الموضوع سيكون ضمن الموضوعات التي ستبحث مع العراق. وأكد كولن باول مجددا في مجلس الشيوخ ان السياسة الأمريكية هي العمل على تغيير نظام الحكم في بغداد، وفرقها بذلك عن سياسة الأمم المتحدة التي تسعى إلى إقرار نظام العقوبات الذكية.

كولن باول وزير الخارجية الأمريكي:
"العراق لا زال يشكل تهديداً كبيراً للاستقرار في المنطقة، ونحن نعمل مع الحلفاء داخل مجلس الأمن لزيادة الرقابة على المواد التي تستخدم في إنتاج أسلحة الدمار الشامل، وتعديل نظام العقوبات الاقتصادية.
ولقد نجحنا في إعادة توحيد مجلس الأمن بعد انقسامه السابق. ونحن نعمل بجد من أجل إصدار نظام للعقوبات الذكية، ولن نتوقف عن هذا العمل. وأنا أشعر بالثقة بأننا في نهاية فترة اتفاق النفط مقابل الغذاء سنكون قد توصلنا إلى اتفاق على إصدار نظام العقوبات الذكية بشكل يسمح لكل دول المجلس بدعم هذا النظام الجديد."

وعندما سئل كولن باول عن المصالح الإقتصادية لروسيا في العراق، وتأثيرها على الموقف الروسي داخل مجلس الأمن، قال كولن باول:
"فرص الاستثمار في العراق بالإضافة إلى قرض يبلغ ثمانية مليارات دولار يمثل مديونية العراق لروسيا، هذان العاملان كانا باستمرار عاملاً هاماً أثر على موقف روسيا عندما كنا نتفاوض معها في خصوص العقوبات الذكية، وبالإضافة إلى أنه يوجد عدد من التعاقدات مع شركات النفط الروسية ما زال قيد البحث."

وكان (جوزيف بايدن) رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ قد اقترح أن تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية لروسيا في حالة الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين بأن شركات النفط الأمريكية لن تحصل على التعاقدات التي أبرمتها شركات النفط الروسية مع نظام الرئيس صدام حسين.
واقترح (جوزيف بايدن) على إدارة الرئيس جورج بوش استراتيجية جديدة تتكون من أربع مراحل:
"أعتقد أننا يجب أولاً أن نوضح لحلفائنا ممارسات صدام حسين، حتى لا يتظاهرون بأنهم لا يعرفون ما يفعل الرئيس العراقي.
ثانيا، يجب أن نعقد صفقة مع روسيا نؤكد لهم فيها أنه في حالة إقصاء صدام حسين عن الحكم، فإن شركات النفط الأميركية لن تحصل على التعاقدات التي أبرمتها شركات النفط الروسية مع نظام حكم صدام حسين.
ثالثاً، يجب زيادة التعاون مع روسيا من أجل أن ينجح مجلس الأمن في إصدار قانون العقوبات الذكية.
ورابعاً، إذا لم نحصل على أي رد مقبول من صدام حسين فيجب أن نكون واضحين ونبدأ في حشد القوات الأميركية للتدخل العسكري في العراق، سواء ساندنا الحلفاء في ذلك أم لا."

ونفى كولن باول في مجلس الشيوخ أن يكون خطاب الرئيس بوش السابق وتهديده للعراق وإيران وكوريا الشمالية مجرد إنشاء، وقال:
"لم يكن خطاب الرئيس بوش مجرد كلام. وكان هدف الخطاب هو حشد قوى الدول المتحضرة ضد هذه الأنظمة، ووضع الأمة الأميركية على الطريق الذي يدفع هذه الأنظمة إلى تغيير مسارها، أو على طريق تغيير هذه الأنظمة إذا لم تعدل مسارها الحالي. وليس بالضرورة أن يتحقق ذلك عن طريق الغزو العسكري أو القصف بالصواريخ، ولكن قد يتحقق ذلك بالضغط بقوة التحالف ضد هذه الأنظمة."

وأكد كولن باول أن الولايات المتحدة مستعدة لفتح حوار مع هذه الدول إذا كانت هذه الدول راغبة في تعديل مسارها الحالي.
وحيد حمدي – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – واشنطن.

--- فاصل ---

في السياق ذاته اشار الناطق بإسم كوفي انان الى رغبة الامين العام للامم المتحدة استئناف الحوار مع العراق لكنه لفت الى ان عودة المفتشين مسألة لا نقاش فيها.
وكالة فرانس بريس للانباء وكذلك وكالة الصحافة الالمانية نقلت عن فريد ايكهارد اشارته الى اهمية عودة المفتشين واتمام أعمال الرقابة التي ستقود الى رفع العقوبات.
وكان ايكهارد صرح الاثنين الماضي ان الرئيس العراقي ارسل رسالة الى انان يعرض فيها استئناف المحادثات من دون شروط مسبقة، وقد قام عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية بتسليم الرسالة المذكورة.
دبلوماسيون في الامم المتحدة قالوا ان العرض العراقي املته تصريحات الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش والذي وصف فيه العراق بأنه جزء من محور الشر، وهدد باتخاذ اجراءات لم يحددها ما لم يسمح العراق بعودة المفتشين للتحقق من ادعاءاته بعدم امتلاكه اسلحة دمار شامل.

حول موضوع اعلان الامم المتحدة تسلم انان القرار العراقي للحوار دون شروط، اجرى مراسل الاذاعة في القاهرة احمد رجب المقابلة التالية مع خبير مصري..
الى التفاصيل:

فيما اعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام تلقى رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين تؤكد استعداد بغداد للحوار من دون شروط، التقت إذاعتنا مع الخبير المصري في الشؤون العربية (محمد السيد) الذي سألناه حول تقييمه لهذا الإعلان، وقال:
"تقصد رأيي في هذا التصريح تحديداً، وهو أن العراق يريد الحوار مع الأمم المتحدة بدون أي شروط مسبقة. هذا يعتبر إذا صدقته العراق، يعتبر تطور مهم. ولكن في الفترة الأخيرة، كانت اللغة الخطابية هنا أو هناك وبدون أي تغير نوعي هو الأساس في المواقف سواء من العراق أو من الأمم المتحدة والغرب تحديداً.
العراق حتى الآن لم يقبل بشكل قاطع عودة المفتشين. إذا كانت هذه ما يقصده العراق أو تقصده الأمم المتحدة من أفكار حملها عمرو موسى، فلننتظر قليلاً إلى أن يقول العراق أو تقول الأمم المتحدة أن العراق يوافق على عودة المفتشين الدوليين بدون شروط.
ولكن هناك على الساحة وفي المنطقة قوى أخرى ودول تريد أن تحلل ما يخرج عن العراق وما يخرج عن الأمم المتحدة في هذا المجال. إذا كانت الأمم المتحدة وبعض الدول العربية تنتظر موافقة العراق على عودة المفتشين حتى تتجنب المنطقة العربية ويتجنب الشعب العربي والشعب العراقي أي ضربة، فإن قوة أخرى مثل الكويت والسعودية يريدان تفاصيل أكثر عن مصير الأسرى عن مصير الجنود وما إلى ذلك.
ربما يكون هذا ما تقصده الأمم المتحدة في تعليقها على المقترحات العراقية.."

إذاعة العراق الحر: أستاذ محمد، هل تعتقدون أن الأمم المتحدة لديها أية شروط أخرى، أو هناك شروط مطروحة بخلاف القرارات الدولية؟

محمد السيد: أعتقد أنها جزء من التفاصيل. الشروط الدولية تتحدث عن تدمير شامل للسلاح العراقي وضمان عدم تهديد جيرانه وما إلى ذلك. هناك التفاصيل، كيف ستبقى هذه القوات؟ وإلى أي مدى.. أقصد ليس القوات ولكن لجان التفتيش إذا وافق العراق على دخولها، إلى أي مدى ستبقى؟ وفي المقابل الرفع التدريجي أو الرفع النهائي وما إلى ذلك.
أنت تعلم أن هناك قرارات صادرة عن الأمم المتحدة لدول عديدة يختلف التفسير لها من زمان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى ومن نظام إلى آخر. هذا القرار سيكون توابعه كثيرة، وخصوصاً أن الولايات المتحدة هي التي تملك وقادرة على تفسير بنوده، وأن العراق فقد مصداقيته في المقابل، فإن أي تحليل في هذا المجال سيخضع لاعتبارات كثيرة جداً.
قد يكون كوفي عنان استقبل أفكاراً جديدة من عمرو موسى نقلاً عن صدام حسين، ولكن تفسير هذه القرارات ومصداقيتها على الأرض، هذا ما سيتضح في الأيام القليلة القادمة.

إذاعة العراق الحر: الأستاذ محمد السيد خبير الشؤون العربية بالقاهرة، شكراً لك.
أحمد رجب – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – القاهرة.

--- فاصل ---

من جهتها رحبت موسكو بالتقارير التي اشارت الى احتمال استئناف الحوار بين العراق والامم المتحدة.
وكالة ايتار تاس الروسية للانباء قالت ان الترحيب جاء على لسان الكساندر ياكوفينكو المتحدث بإسم وزير الخارجية الروسي.
ونقلت الوكالة عن ياكوفينكو قوله ان الاسراع بأجراء المحادثات يفتح افاقا حقيقية امام العراق ويعطي دفعة ايجابية للبحث عن حلول مقبولة للطرفين فيما يتعلق بالمشكلة العراقية، مضيفا ان روسيا قد ساندت منذ البداية، وبشكل فعال، اجراء حوار مباشر بين العراق والامم المتحدة.

--- فاصل ---

على الصعيد نفسه، حض نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز روسيا باعتبارها الحليف منذ ايام الحرب الباردة - حضها على اتخاذ موقف صلب ضد التهديدات الاميركية بضرب بلاده.
وكالة فرانس بريس للانباء التي نقلت الخبر عن وكالة الانباء العراقية اشارت الى ان عزيز الذي كان يتحدث الى وفد من البرلمانيين الروس يقومون بزيارة للعراق قال ان التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة ضد العراق تهدف الى شن هجوم عليه، مضيفا انه يريد من موسكو ان تتبنى موقفا صلبا لصد تلك المحاولات.
وقالت وكالة فرانس بريس للانباء ان روسيا التي تهمها ملايين الدولارات المتأتية من العقود التجارية والنفطية مع العراق تمانع في توجيه ضربة اميركية الى العراق، لكنها تبذل المحاولات لاقناع بغداد بالسماح للمفتشين بالعودة الى البلاد في مقابل تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الامم المتحدة.

--- فاصل ---

مستمعي الكرام، اواصل تقديم الملف العراقي من اذاعة العراق الحر في براغ..

قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الثلاثاء في واشنطن أن الولايات المتحدة سوف تواجه معارضة "جماعية" من كل دول الجامعة إذا ما نقلت العمل العسكري إلى العراق في المرحلة التالية من حربها ضد الارهاب.
وقال موسى "إن وجهة نظرنا هي أن أفضل حل للقضية هو من خلال الحوار". وتابع قائلا "إن الجامعة العربية تعارض بالاجماع توجيه ضربات عسكرية إلى أي بلد عربي بما فيها العراق".

كما ذكرت وكالة رويترز للانباء في تقرير لها من أبو ظبي ان الامارات العربية المتحدة انتقدت الرئيس الاميركي لقوله ان الجارتين العراق وايران يشكلان محور شر معتبرة ان ذلك سيثير توترا اكبر.
ونقلت وكالة الانباء عن وزير خارجية دولة الامارات رشيد عبد الله النعيمي انه يجب عدم استنكار او تجريم بلد ما لان لدينا خلافات معه أو لان لدينا اهدافا سياسية لتغيير اشياء معينة في ذلك البلد.
وأعرب النعيمي عن اعتقاده بأن هذا التصنيف في غير محله، مضيفا ان العراق يسعى الى فتح حوار مع الامم المتحدة لحل مشكلاته الكبيرة، وآملا ان يتكلل هذا المجهود بالنجاح.

--- فاصل ---

وماذا عن ردود الفعل في العواصم الاوربية حول الموضوع؟
تقارير فرنسية تشير الى وجود خلافات في وجهات النظر بين الحكومات الاوربية والادارة الاميركية فيما يخص طريقة التعامل مع الدول التي وصفها الرئيس الاميركي بأنها محور الشر. المزيد من التفاصيل حول الموضوع في التقرير التالي الذي وافانا به من باريس شاكر الجبوري:

تتفق العديد من التقارير السياسية والإعلامية الفرنسية على وجود خلاف حقيقي بين واشنطن والعواصم الأوروبية مجتمعة من مسألة توسيع دائرة الحرب إلى خارج افغانستان.
وبعد ذلك، عدم التعامل إيجابياً مع موقف الرئيس جورج بوش الأخير من العراق وإيران وكوريا الشمالية. وإذا كان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية (فرنسوا ريفازو) قد عبر بوضوح عن هذا الخلاف بقوله اننا لا نستخدم نفس الوصف لهذه الدول التي لم يثبت تورطها في أحداث ايلول الماضي، فإن ما حدث في اجتماعات ميونخ لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي وروسيا يزيد من تحديد ملامح هذا الخلاف. حيث كان هناك شبه إجماع على عدم مسايرة واشنطن في مشروعها الجديد، والذي قال عنه اللورد روبنسون سكرتير عام حلف شمال الأطلسي إن على واشنطن الابتعاد عن سياسة ترتيب تحالفات وفقاً لهذه القضية أو تلك، تاركاً الابواب مفتوحة أمام الكثير من التفسيرات وفي المقدمة منها: إذا أردتم استمرار التحالف ضد الإرهاب الدولي بصيغته الحالية عليكم سماع وجهات نظر الدول الأعضاء فيه.
وفي السياق ذاته، أدان اكثر من 500 نائب اوروبي شاركوا في مؤتمر (بورتو إلكر) في البرازيل، أدانوا ما اسموه الاتهامات الأمريكية غير المبررة لإيران والعراق وكوريا الشمالية، مطالبين إنهاء خيار القوة الذي يلحق الأذى بالمواطنين والأبرياء في المقام الاول على حد وصفهم.
خير ما يمثل هذه الخلافات الأمريكية الأوروبية والقلق من توسيع هذه الهوة وما صدر في وقت متقارب عن وزيري الدفاع الفرنسي (ألان ريشار) والألماني (رولف شاربينغ) ومعهم النائب الالماني (كارل لامير) والتي أكدت بأن أوروبا لن تساير الولايات المتحدة إن هي قررت توسيع الحرب بمفردها. وهو ما تعبر عنه صحيفة اللوموند الفرنسية بصيغة أخرى، بقولها أن العديد من المسؤولين الأوروبيين قد حذروا الإدارة الأمريكية من مغبة الاعتقاد بأنها لوحدها المسؤولة عن حماية الاستقرار الدولي، وان ما جرى في مؤتمر ميونخ قبل يومين هو جزء من هذا التحذير. مشيرة على حقيقة ثانية مفادها أن اعتراف اوروبا بعجزها العسكري مقارنة بالمتحقق للولايات المتحدة لا يعطي الأخيرة حق تجاهل مواقف الأولى وخياراتها الدبلوماسية والعسكرية أيضاً. مؤكدة وجود خلاف حقيقي بين الجانبين سيؤدي في حال عدم التحكم به إلى زعزعة التحالف الدولي ضد الإرهاب.
وإن ما يؤشر ملامح التباعد والتقارب في وجهات النظر الأمريكية الأوروبية هو سكرتير عام حلف شمال الأطلسي البريطاني اللورد روبنسون، وذلك من خلال تأكيده على انه ليس من المقبول قيام واشنطن ببناء تحالفات مختلفة إزاء قضايا عديدة. فتحالف واحد ودائم هو افضل بكثير من هذه التحالفات المفاجئة، وهي الرسالة التي تقول اللوموند إنها بحاجة إلى إعادة قراءة متمحصة من الإدارة الأمريكية.
جدير بالذكر، ان باريس ومعها العواصم الأوروبية قد أعلنت موقفها الرافض لتوسيع دائرة الحرب ضد الإرهاب الدولي لتشمل العراق وكوريا الشمالية وإيران وغيرها من الدول، وهي اليوم تعيد التذكير بهذا الرفض. الامر الذي بحسب كل التصورات الفرنسية يعني تحميل الإدارة الأمريكية مسؤولية إضافية مفادها عليكم الانتظار قبل البدء بهجوم آخر.
شاكر الجبوري – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – باريس.

--- فاصل ---

على صعيد آخر قالت وكالة ايتار تاس الروسية ان وفدا روسيا وآخر من الولايات المتحدة سيبحثان القضايا المتعلقة بتحسين برنامج النفط مقابل الغذاء وذلك في اطار الجولة الثانية من المباحثات التي افتتحت في جنيف اليوم.
المباحثات التي ستمتد ليومين ستتناول توسيع قائمة المواد التي يستوردها العراق وتعجيل اجراءات السماح بدخولها الى البلاد من دون موافقة لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة. ونقلت وكالة الانباء عن مصادر وصفتها بالمطلعة ان خطة العمل تقضي بتسهيل انسياب المواد ذات الاستخدام المدني وتشديد الرقابة على المواد التي يمكن ان تستخدم للاغراض العسكرية.

--- فاصل ---

وفي موضوع آخر، عقد رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي اجتماعا مع رئيس مجلس النواب السوري في طريق توجهه الى الخرطوم عن طريق سوريا.
تفاصيل هذا الموضوع في التقرير التالي من رزوق الغاوي في دمشق:

كانت العلاقات السورية العراقية محور محادثات جرت في دمشق مساء أمس بين رئيس مجلس الشعب السوري (عبد القادر قدورة) ونظيره العراقي الدكتور (سعدون حمادي). وأشار مصدر إعلامي سوري إلى أن قدورة وحمادي تناولا في حديثهما مجمل العلاقات بين دمشق وبغداد، ومن ضمنها العلاقات البرلمانية وسبل تطوير هذه العلاقات.
وأضاف المصدر أن الجانبين السوري والعراقي تطرقا إلى جدول أعمال المؤتمر العاشر للاتحاد البرلماني العربي الذي سينعقد في الخرطوم وضرورة الخروج بقرارات برلمانية تتناسب مع الأوضاع العربية والدولية الراهنة وتعبر عن موقف عربي موحد، حسب ما جاء على لسان المصدر.
وكان رئيس المجلس الوطني العراقي قد وصل أمس إلى دمشق في طريقه إلى الخرطوم، وكان باستقباله في مطار دمشق الدولي رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب السوري (شاكر سعيد).
على صعيد آخر، قال المصدر الإعلامي السوري إن وزير الصناعة السوري الدكتور (عصام الزعيم) أجرى في بغداد أمس محادثات مع كل من نائب رئيس الوزراء العراقي وزير المالية (حكمت العزاوي) ووزير الصناعة العراقي (ميسر رجا شلاح)، تناولت سبل تطوير وتعزيز التعاون الصناعي وزيادة المبادلات التجارية بين سوريا والعراق.
وأكد الوزير السوري أن دمشق وبغداد راغبتان بتعزيز العلاقات الثنائية، مشيراً إلى حرص سوريا على تلبية الاحتياجات العراقية من الصناعات السورية.
رزوق الغاوي – إذاعة العراق الحر – إذاعة أوروبا الحرة – دمشق.

ونصل، مستمعي الكرام الى المحور الاخير في جولة اليوم على أخبار الشأن العراقي، ويتضمن تقريرا عن الصادرات النفطية العراقية خلال الاسبوع الماضي، وتقريرا آخر عن الوفيات في العراق بسبب العقوبات.
التفاصيل مع زينب هادي:

أفادت وكالة فرنس بريس يوم أمس الثلاثاء أن حجم الصادرات النفطية العراقية في إطار برنامج الأمم المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي من 14 إلى 13.5 مليون برميل. وقال مكتب الأمم المتحدة الذي يدير برنامج النفط مقابل الغذاء في تقريره الأسبوعي أن هناك ثلاث شحنات من النفط جاهزة للتحميل من ميناء البكر العراقي وأربع شحنات من ميناء جيهان على الساحل التركي للبحر المتوسط.
وذكرت الوكالة أن المينائين المذكورين هما المنفذان الوحيدان لتصدير النفط العراقي الخام المسموح به في إطار العقوبات المفروضة على العراق إبان غزوه للكويت في آب عام 90.
ويذكر أن معدل أسعار النفط العراقي ارتفعت في الأسبوع الماضي من 16.40 إلى 16.80 دولار، بحيث قدر معدل الإيرادات حوالي 230 مليون دولار. كما أن مراقبي الصادرات النفطية التابعون للأمم المتحدة صادقوا على تسعة عقود جديدة في إطار المرحلة الحالية لبرنامج النفط مقابل الغذاء، وأن العدد الإجمالي لهذه العقود بلغ 115 عقداً، لكن العراق لم يصدر من نفطه سوى 92 مليون برميل بعائدات بلغت مليار وأربعمائة وثلاثين مليون دولار، في حين قال مكتب إدارة البرنامج التابع للأمم المتحدة أن لجنة العقوبات علقت حتى الآن 2040 من العقود التصديرية للعراق قيمتها الإجمالية تبلغ خمس مليارات ومائتين وثلاثين مليون دولار.
وقال مكتب البرنامج أيضاً أنه تم الإفراج عن عشرين عقداً خلال هذا الأسبوع تبلغ قيمتها 55 مليار وواحد مليون دولار من قبل لجنة العقوبات، بينما جمدت 63 عقداً جديداً بقيمة 134.7 مليون دولار. وجاء في تقرير وكالة فرانس بريس للأنباء أن أغلب العقود المجمدة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا هي لمنع العراق من استيراد السلع ذات الإمكانية للإستخدام العسكري.
وعلى صعيد ذي صلة بالعقوبات المفروضة على العراق، أفادت وكالة الصحافة الألمانية من عمان نقلاً عن مسؤول في وكالة الأنباء العراقية أن أكثر من 1.6 مليون عراقي توفي نتيجة سوء التغذية ونقص الدواء منذ آب عام 1990.
ونسبت الوكالة إلى بيان أصدرته وكالة الصحة العراقية أن نسبة الوفيات تتضمن 674.780 من الأطفال تحت سن الخامسة نتيجة للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن، مضيفة أن هذه العقوبات تسببت بوفاة ما لا يقل عن 184.764 عراقي عام 2001 بضمنهم 84.12 من الأطفال دون سن الخامسة.
وقدرت وزارة الصحة العراقية نسبة الوفيات لشهر كانون الأول من عام 2001 هي 15.336 بضمنهم 7.7 من الأطفال دون سن الخامسة، حسب ما نقلته الوكالة الألمانية عن الوزارة العراقية.

على صلة

XS
SM
MD
LG