روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: الرئيس الأميركي يجدد تهديده للعراق / موسكو تعارض الهيمنة على العلاقات الدولية / واشنطن تتحفظ من دعم نشاطات معارضة في داخل العراق


محمد إبراهيم مستمعي الكرام.. طابت أوقاتكم وأهلا بكم في ملف العراق الأول، وهو جولة يومية على أخبار تطورات عراقية حظيت باهتمام تقارير صحف ووكالات أنباء عالمية منها: - الرئيس الأميركي يجدد تهديده ضد ثلاث دول، بينها العراق، يتهمها بأنها محور للشر، والاتحاد الأوروبي يعلن انه لن يؤيد واشنطن أتوماتيكيا في حال وجهت ضربة عسكرية لإحدى هذه الدول. - الرئيس بوتن يعلن معارضته لأية هيمنة على العلاقات الدولية. - جماعة عراقية معارضة تتلقى دعما ماليا أميركيا لكن واشنطن لا تزال متحفظة من تمويل نشاطات معارضة في داخل العراق. وفي الملف محاور وموضوعات أخرى فضلا عن تعليقات ورسائل صوتية ذات صلة.

أفاد تقرير لوكالة رويترز للأنباء بأن الرئيس الأميركي جورج بوش جدد يوم أمس الخميس تحذيره لدول قد تسعى إلى ترويع بلاده قائلا إن من الأفضل لهذه البلدان أن ترتب بيتها، وإلا فان العدالة في هذا البلد ستطبق عليها.
ورغم انه لم يذكر أي دولة بالاسم فقد بدا أن بوش يشير إلى إيران والعراق وكوريا الشمالية وهي الدول الثلاث التي وصفها قبل أيام بأنها تمثل محورا للشر وتسعى لامتلاك أسلحة دمار شامل.
وخاطب بوش في كلمة ألقاها في اتلانتا قادة تلك الدول بالقول: إن كنتم من هذه الدول التي طورت أسلحة دمار شامل ومن المحتمل أن تنضموا مع جماعة إرهابية أو أنكم ترعون الآن الإرهاب...فانتم أيضا على قائمة رقابتنا.
وتابع أن ذلك يعني أن من الأفضل لهم أن يرتبوا بيتهم وان يحترموا حكم القانون. ويعني أن من الأفضل لهم ألا يحاولوا ترويع أميركا وأصدقائنا وحلفائنا وإلا فان عدالة هذا البلد سوف تطبق عليهم.
ونقل التقرير عن البيت الأبيض أن بوش لم يكن يقصد التلويح بقرب شن عمل عسكري ضد العراق أو إيران أو كوريا الشمالية عندما اختصها بالذكر في خطابه السنوي الأول عن حالة الاتحاد مساء يوم الثلاثاء.
لكن تصريحات بوش الحادة على غير العادة يوم أمس الخميس لا تدع مجالا للشك في انه أراد توجيه تحذير صريح إلى هذه الدول.
وأعرب بوش يوم أمس عن أمله بالطبع في أن تختار الدول الطريق الصحيح...موضحا أن كثيرا من الدول يدرك الآن أننا عندما نقول إما أن تكون معنا أو ضدنا فإننا نعني ما نقول.
ورأى الرئيس الأميركي أنه لا يوجد مكان وسط عندما يتعلق الأمر بالحرية والإرهاب.
وأشار بوش إلى من الواجب على هذه الدول ألا تخطئ الفهم.. مشددا على أن الأميركيين سيدافعون عن أمنهم القومي. موضحا أن أمن الولايات المتحدة الأميركية هو أهم مسؤولياته وانه يأخذه بجدية وسوف يمضي فيه للنهاية.
تقرير آخر، أوردته من واشنطن وكالة اسيوشييتدبريس للأنباء، أفاد بأن الرئيس بوش قال أيضا إن على الدول الأخرى دعمه وتأييده في موقفه المتشدد من هذه البلدان التي تهدد بأسلحة الدمار التي بحوزتها بالهجوم على أي بلد، مشددا على أن بقية العالم يجب أن تكون مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب.
إلا ان تقريرا لوكالة رويترز نقل عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، جورج روبرتسون، قوله إن الحلف لن يقدم بالضرورة دعمه لأي عمل عسكري تشنه الولايات المتحدة ضد واحد أو أكثر من البلدان التي وصفتها بأنها محور للشر.
وأوضح في تصريحات أدلى بها للصحفيين بعد خروجه من اجتماع منتدى الاقتصاد العالمي أن الحلف ساند الولايات المتحدة عمليا للرد على الهجمات الإرهابية التي شنت عليها يوم الحادي عشر من أيلول والقضاء على الإرهاب في أفغانستان مشيرا إلى أن تأييد الحلف لعمل عسكري أميركي لاحق لن يكون أوتوماتيكيا.
وفي تطور متصل نقلت وكالة فرانس بريس عن وزير الدفاع الأميركي، دونالد رامسفيلد، تحذيره يوم أمس الخميس من أن الولايات المتحدة يجب أن تكون على استعداد لاعتداءات إرهابية جديدة اكثر دموية أيضا من تلك التي حدثت في الحادي عشر من أيلول.
وفي مجال عرضه المحاور الكبرى للعقيدة الدفاعية الأميركية الجديدة في واشنطن، دافع عن تحديث الآلة العسكرية الذي يبرر أهمية زيادة موازنة الدفاع على ما اقترح الرئيس جورج بوش.
وأكد أن بلاده ستواجه في السنوات المقبلة ولا شك أعداء جددا سيضربون بطريقة غير متوقعة.

--- فاصل ---

أفادت تقارير أوردتها وكالات أنباء عالمية أن الملك عبد الله عاهل الأردن، وهو حليف رئيس للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حذر أمس الخميس مما وصفه بعدم استقرار هائل في المنطقة إذا أقدمت واشنطن على خطوة ضد العراق في إطار حملتها ضد الإرهاب.
وأشار العاهل الأردني في تصريحات لشبكة (سي بي اس) التلفزيونية الأميركية قبل اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى انه سيكون من الصعب على تنظيم إرهابي شن هجوم آخر على الغرب في حجم هجوم 11 من أيلول الذي أسفر عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل.
وردا على سؤال عن التهديدات الأميركية ضد العراق الذي يحتفظ الأردن بعلاقات وثيقة معه قال الملك عبد الله إن المنطقة تعرضت لبعض الصدمات الهائلة بالفعل في أعقاب الهجمات ضد واشنطن ونيويورك.
وأعرب عن اعتقاده أن ذلك سيكون صعبا للغاية خصوصا مع استمرار العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين والإحباط... الذي يشعر به العالم العربي نتيجة لذلك. ورأى أن استهداف العراق سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بأمن واستقرار المنطقة كلها.
واختص بوش في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي العراق وإيران وكوريا الشمالية بالذكر قائلا إنها دول تمثل محورا للشر تسعى لإنتاج أسلحة دمار شامل لتهديد أميركا والعالم.
وزاد تصريح بوش من حدة مخاوف في المنطقة من أن الولايات المتحدة تمهد لهجوم أميركي آخر على العراق الذي طردت قواته من الكويت في عام 1991 على أيدي تحالف بقيادة والده الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش.
وقال مساعدو بوش إن الرئيس الأميركي ذكر العراق وإيران وكوريا الشمالية لان الدول الثلاث قطعت شوطا متقدما في إنتاج أسلحة الدمار الشامل وليس لأنها الأهداف التالية.

--- فاصل ---

في موسكو، نقل تقرير لوكالة فرانس بريس فضلا عن تقارير لوكالات أنباء روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أعرب أمس الخميس عن معارضته لهيمنة قوة واحدة في العلاقات الدولية ومكافحة الإرهاب منتقدا بشكل ضمني الولايات المتحدة.
وأضاف أن القرارات المتعقلة والمنسقة تنسيقا جيدا يمكن أن توحد الأسرة الدولية أمام تفادي التهديدات الناجمة عن الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وعسكرة الفضاء والإجرام الدولي منتقدا بشكل مبطن المشروع الأميركي لإقامة درع مضادة للصواريخ.
وقال بوتن أثناء حفل أقيم بمناسبة تقديم عدد من السفراء أوراق اعتمادهم في الكرملين إن أي نموذج للعلاقات الدولية يرتكز على هيمنة قوة واحدة لن يكتب له النجاح.
وجاءت تصريحات الرئيس الروسي بعدما تبين أن الرئيس الأميركي راغب في مهاجمة العراق عندما اعتبر بغداد جزء من محور قال إنه للشر.
ورغم أن الرئيس بوتن تحاشى ذكر العراق بشكل مباشر إلا أن من الواضح أنه كان يرد على دعوة الرئيس بوش معاقبة دول ثلاث بينها العراق يرى أنها دول مثيرة للقلق.
وفي واشنطن، صرحت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي، غوندوليزا رايس، بأن على روسيا المساعدة في خلق تغيير في إيران والعراق وكوريا الشمالية لجهة امتلاكهم أسلحة للدمار الشامل وبرامج لتطويرها وإنتاجها.
يذكر أن شركات روسية فازت بعقود جديدة مع العراق تتعلق بإعادة تشغيل عدد من مشاريع الطاقة في العراق.
وقد نقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن صحيفة الثورة العراقية الناطقة بسام الحزب البعث الحاكم، أن مجموعة من الشركات الروسية ستنجز مشروع الطاقة في منطقة اليوسفية التي تبعد ثلاثين كيلومترا عن بغداد.

--- فاصل ---

وفي باريس، قال وزير الدفاع الفرنسي، ألان ريتشارد، في مقابلة صحيفة أجرتها معه صحيفة انترناشينال هيرالد تريبيون ونشرتها أمس، قال إن العديد من حلفاء واشنطن ربما لن يقف معها في حال وسعت الحرب لتشمل توجيه ضربات عسكرية إلى العراق.
ورأى الوزير الفرنسي أن تراجعا كبيرا عن التحالف مع الولايات المتحدة سيحصل إذا حاولت إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش إطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين.
تفصيلات أخرى من شاكر الجبوري مراسلنا في العاصمة الفرنسية:

تمثل تصريحات وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار بشأن ما يجب ان يكون عليه التعامل السياسي مع تعقيدات الوضع في العراق، تمثل حقيقة موقف باريس الرافض للخيار العسكري الذي لم تزل واشنطن التلويح به، وتحديدا بعض خطاب الرئيس جورج بوش قبل 48 ساعة مثلما هي الخط الاحمر الذي ترفض فرنسا بشقيها الديغولي والاشتراكي تجاوزه.
هذا ما قاله لاذاعة العراق الحر الخبير الفرنسي باتريك دو بوا تعليقا على تصريحات الان ريشار التي قال فيها ان الخيار العسكري ضد العراق سيؤدي الى تفكيك التحالف الدولي ضد الارهاب، وان استخدام القوة لاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين ليس أحسن الخيارات.
وحسب باتريك دو بوا فان ما صدر عن وزير الدفاع الفرنسي يوضح مرة أخرى وجود خلافات دولية حول اسلوب التعامل مع العراق، وان الوزير لم يكن ليتحدث بكل هذا الوضوح لولا معرفته الدقيقة بحكم تخصصه في هذا الجانب بحقيقة موقف الحكومة الاشتراكية المعارض لتوسيع جبهة الحرب الى خارج افغانستان، على حد قول دو بوا والذي يرى من جانبه بان الخيار العسكري لن يكون وفق السيناريو الذي جرب في حرب الخليج الثانية او المطبق منذ ثلاثة أشهر تقريبا في افغانستان.
فالجانب الاستخباري حسب قوله سيلعب دورا متميزا هذه المرة. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه عن الخارجية الفرنسية تعقيبا على تصريحات وزير الدفاع، فان ما عرفته الاذاعة من المتحدث باسم الوزارة فرنسوا ريفازو لا يتقاطع نهائيا مع هذه التصريحات. فهو يرى بان الاشارات الصادرة عن العراق منذ اسابيع تدعو الى الارتياح وان باريس لا ترى في الخيار العسكري ضد العراق الا جهدا سيزيد من تعقيدات الاوضاع الانسانية لجميع المواطنين مثلما سينعكس سلبيا على الاستقرار العام في المنطقة.
وهذا ما كان وزير الخارجية اوبير فيدرين قد اشار اليه في مناسبات كثيرة بقوله، ان بقاء الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة على ما هي عليه من التوتر الخطير، وان التفكير بتوسيع دائرة الحرب لتشمل العراق سيؤدي الى ردود فعل عكسية في المنطقة. ومن هنا يأتي موقف باريس المدافع بقوة عن بدائل سياسية عاجلة ومنطقية، وهو نفس الموقف الذي تتمحور حوله مشاورات الوزير الفرنسي في نيويورك اليوم وغداً حيث يرافقه ايضا وزير الدفاع الان ريشار.
جدير بالذكر ان باريس لم تغير موقفها المعارض تماما لتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق، وهي لا زالت مقتنعة بعدم نضوج قرار نهائي امريكي في هذا المعنى. لذلك فانها وبقدر استبعادها للضربة العسكرية تحاول وضع العراقيل الدبلوماسية امام توجهات صقور الحرب في الادارة الامريكية. وان تصريحات وزير الدفاع الان ريشار تصب في هذا الاتجاه الذي يصفه المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بقوله، اننا نعمل على تحقيق هدفين في وقت واحد. الاول يخص احترام بغداد لقرارات الشرعية الدولية وفي المقدمة من ذلك عودة لجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل، والثاني انضاج كل ما من شأنه تخفيف وطأة العقوبات الدولية عن كاهل أبناء الشعب العراقي، وهو ما يتم العمل على تحقيقه داخل الامم المتحدة على حد قول فرنسوا ريفازو.
شاكر الجبوري - اذاعة العراق الحر - اذاعة أوروبا الحرة - باريس.

--- فاصل ---

أفرجت الخارجية الأميركية عن أموال مخصصة لتمويل نشاط جماعة عراقية معارضة في أول مؤشر على تغيير أحدثه خطاب الرئيس الأميركي في السياسة الأميركية تجاه العراق.
كما استقبل المسؤولون الأميركيون عددا من قيادات المؤتمر الوطني العراقي المعارض وبدؤوا معهم محادثات تتعلق بسبل التنسيق المشترك بين الطرفين.
وحيد حمدي مراسلنا في واشنطن تابع هذا التطور ووافانا بالتقرير التالي:

اعلنت الخارجية الامريكية استئناف تمويل نشاط المؤتمر الوطني العراقي في اول مؤشر للتغيير الجديد الذي ستجريه ادارة الرئيس جورج بوش في تعاملها مع الشأن العراقي، بعد الخطاب الصريح الذي وجهه الرئيس جورج بوش الى الكونغرس والذي فسر على انه انهاء لمرحلة سياسة احتواء العراق.
ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية:
"لقد رفعنا تجميد تمويل المؤتمر الوطني العراقي، وتم صرف مبلغ مليونين واربعمائة الف دولار لدعم نشاطه. وهذا اعتراف بالمجهود الذي بذله المسؤولون في المؤتمر لحل المشاكل الاجرائية العالقة. ولا تزال هناك قضايا تحتاج الى ايضاح، ولكن استئناف التمويل هو اعتراف من الخارجية الاميركية بالمجهود الذي يبذل لتعديل اجراءات المحاسبة ونحن نشعر الان اننا نستطيع ان نعمل مع المؤتمر الوطني العراقي مرة اخرى."

وقال الشريف علي بن الحسين راعي الحركة الملكية الدستورية وعضو قيادة المؤتمر الوطني العراقي الذي يزور واشنطن انه شهد اختلافا جذريا في تعامل ادارة الرئيس جورج بوش مع الشأن العراقي:
"طبعا نحن عنا علاقات مع مستويات مختلفة من الادارة وفي وزارة الخارجية والدفاع. والمؤشرات كلها تدل على أنه صار تغيير مهم في سياسة الولايات المتحدة بالنسبة للعراق، والكل ينتظرون الآن لتفاصيل هذا التغيير. ونحن طبعا في مفاوضات مستمرة مع وزارة الدفاع مع وزارة الخارجية، في كيفية ترجمة السياسة الجديدة الى عمل مفيد بالنسبة الى مساعدة الشعب العراقي على تغيير النظام."

وكان بول وولفويتز مساعد وزير الدفاع رامسفيلد قد التقى مع وفد المؤتمر الوطني العراقي امس. ومن المعروف ان وولفويتز من اكبر المتحمسين للتدخل العسكري الامريكي في العراق بهدف الاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين. وسألت الشريف علي بن الحسين، ماذا كان تفسير وولفويتز لخطاب الرئيس جورج بوش:
"طبعا اول شي رحب بنا، وقال لنا انه احنا جالسين مع اصدقاء للشعب العراقي واصدقاء للمؤتمر الوطني، وان خطاب الرئيس بوش كان مهم جدا، وينتظرون من البيت الابيض التفاصيل والتوجيهات بالنسبة الى الاتجاهات الجديدة للادارة الامريكية. ولكن الذين يفهمون الوضع، يفهمون انه اذا صار تغيير جذري بموقف الرئيس، والآن سندخل في مفاوضات واجتماعات مفصلة على القضايا المهمة اللي هي مثلاً مسائل استراتيجية وميدانية في نفس الوقت."

وفي وزارة الخارجية التي تعد اكثر تحفظا في دعمها للمؤتمر الوطني العراقي، قال المتحدث باسم الخارجية بان موقف الخارجية الامريكية ما زال يتمسك بعدم تمويل نشاط المؤتمر الوطني العراقي داخل العراق:
"بالنسبة لقضية العمل داخل العراق فما زلنا نتمسك بموقفنا ونرفض تمويل نشاط المؤتمر داخل العراق الآن، بسبب عدم جدوى هذه العمليات، وللمحافظة على امن وسلامة الذين يقومون بهذه النشاطات. لكننا سوف نستمر في دعم وتمويل النشاطات الاخرى التي يقوم بها المؤتمر الوطني العراقي."

وأكد الشريف علي بن الحسين المتحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي ذلك واضاف:
"هذا صحيح، بس بعد خطاب رئيس الجمهورية الامريكي جورج بوش اللي رحبنا به خاصة قضية العراق، تبين لنا انه نحن من الممكن أن ننتظر فترة قليلة الى ان ما يصير قرار على الاستراتيجية للتعامل مع نظام صدام حسين. واحنا متفائلين بأن قريبا سيسمحون بأكثر مما كان سابقا، وبدعم كثير وكثيف للعمل لتأييد الشعب العراقي على تغيير هذا النظام."

وسألت الشريف علي بن الحسين، متى تترجم التوجهات الجديدة للرئيس جورج بوش الى خطوات عملية وهل يستغرق ذلك اسابيع ام شهور، فاجاب:
"هو يعني طبعا الآن بعد خطاب الرئيس، ربما العمل داخل العراق وقرار انه دعم العمل داخل العراق، لان طبعاً المؤتمر يعمل داخل العراق منذ زمن طويل، اصبح ليس عاجلا او مهما بالدرجة اللي كانت موجودة سابقا. ولدينا المجال انه ننتظر، ولكن نتوقع خلال اسابيع يكون وصلوا الى استراتيجية عامة في كيفية التعامل في هذه القضايا. والآن نحن على كل حال كما قلت منذ زمن نعمل داخل العراق، وسنستمر في العمل داخل العراق ونتطلع الى تأييد أمريكي لهذا العمل."

ويؤكد ذلك ان مرحلة جديدة في التعامل مع الشأن العراقي قد بدأت، ولكن قد تمر شهور قبل ان يترجم التوجه الجديد الى خطة عمل مشتركة بين المؤتمر الوطني العراقي وادارة الرئيس جورج بوش.
وحيد حمدي - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - واشنطن.

ومتابعة للموضوع اتصلنا بالدكتور محمود عثمان، وهو شخصية سياسية كردية بارزة، وسألناه أولا عن مدى تأثير هذه المعونة الأميركية على عمل ونشاط المعارضة العراقية فضلا عن تأثيرها على العلاقات العراقية الأميركية فقال:

محمود عثمان: والله انا اعتقد انه طبعا احنا لا ننسى القضية العراقية قضية الشعب العراقي، القضية العراقية طبعا بعد 91 اخذت ابعاد دولية واقليمية، فأي معارضة اي قوى لتغير الوضع بالعراق لازم تحسب حساب لهالموضوع وتحاول ان تكسب دعم من الدول من الخارج ومن الدول الاقليمية، بشرط ان لا تؤثر على استقلاليته على القرار العراقي على عمله على كذا.
من هالزاوية طبعا المساعدات في هالمجال تكون مفيدة يعني، بشرط ان تستخدم بشكل صحيح وبشكل جيد. هذه من ناحية، ولكن من ناحية اخرى انا في تصوري انه قبل المساعدات المهم الناحية السياسية. يجب ان تؤيد هذه الجهات -امريكا وغيرها- مطامح وطموحات الشعب العراقي والسلوك يعني.. أهداف الشعب العراقي، السياسة اللي تخدم الشعب العراقي المرتبط بمصالحها طبعاً، لان هي تعرف كل دولة من مصالحها وهي تعمل تعطي او لا تعطي حسب مصالحها.
لذلك انا اعتقد ان الموضوع لا يقتصر فقط على الناحية المالية بالشكل الذي نراه، انه يعطون كم مليون هاليوم، بعدين يعطون، بعدين يقطعون، بعدين يقول اكو حسابات غير صحيحة.. قطعوا المساعدة، ثم رجعوا المساعدة. هذه بشكل انا في تصوري، هالاسلوب يضعف المعارضة ما يقويه، وخاصة المعارضة غير موحدة.
لان افضل شي بالنسبة للمعارضة العراقية هي توحيد صفوفها، توحيد الخطاب السياسي، توحيد وضعها، ومن ثم التكلم موحدا مع أمريكا ومع غير أمريكا من أجل كسب لنضالها ضد نظام صدام حسين. انا في رأيي، المساعدة قد تكون مفيدة، ولكن قد تكون مضرة في بعض الاحيان اذا كان حسب الاوضاع اللي انا تكلمت عنها يعني.

اذاعة العراق الحر: نعم، دكتور كيف تتوقع يعني ان تؤثر هذه المعونة على علاقات الفصائل او الجماعات الكردية مع المؤتمر الوطني العراقي المعارض؟

محمود عثمان: والله انت تعرف الفصائل الكردية والاكراد بشكل عام عندهم قضية. عندهم قضية صارلها عقود طبعا ما محلولة، وقتال في كردستان لفترات طويلة ومفاوضات. قتال مع كل الحكومات تقريبا، وخاصة مع الحكومة الحالية والنظام الحالي. وكان هذا موجود قبل المؤتمر ويبقى يمكن بعد المؤتمر، وهالمسائل. فعندهم قضيتهم، عندهم أراضي محررة، عندهم حوالي أربع ملايين شخص هم مسؤولين عن معيشتهم عن وضعهم عن كذا.
بعدين الدول الخارجية، سواء كان أمريكا ولاّ غير، تتعامل معهم مباشرة، أكو فقرات 986، أكو UN وكذا. ولذلك هم سواءاً كانوا بالمؤتمر أم لم يكونوا من حيث التعامل عندهم قضية خاصة. فأعتقد هم يتصرفون، خاصة الحزبين، المفروض يعني انه حسب مصالحهم، مصالح قضيتهم. وممكن يقدرون يستفيدون من هالمسائل، يعني المالية وغيرها يعني، ولكن في نفس الوقت انه حتما هم حذرين في سياساتهم.
من جهة هم عندهم مشاكل ويّ الحكومة العراقية. الحكومة العراقية محشدة قوات على حدودهم، بعدين يهددهم مرة، يطلب منهم حوار مرة تحت التهديد، بعدين تركيا عندها مشاكل أخرى تقول أنا رح ادخل المنطقة الكردية ويمكن تصير دولة كردية، دول مجاورة أيضا. فلازم يحسبون حساب لكل هاي الامور. وفي هالمجال انا في تصوري انه هكذا مساعدات زادت أو قلت ما تؤثر كثير على وضع المنطقة الكردية. وضع المنطقة الكردية وضع خاص وإله حسابات ومعطيات خاصة.

اذاعة العراق الحر: نعم، دكتور محمود.. واحد من تقارير وكالات الأنباء اشار الى ما يشبه الدلالة السياسية للافراج عن المعونة المالية بعد يومين او ثلاثة من تهديد أطلقه الرئيس الاميركي جورج بوش ضد ثلاث دول بينها العراق يتهمها بانها يعني محور للشر، كيف تنظر لهذه الدلالة؟

محمود عثمان: والله انا اعتقد، يعني هو كان يوم واحد أو يومين بعد الخطاب طبعا. يمكن اكو ربط، لانه الخطاب شديد وفي نفس الوقت يحاول يتخذون خطوات شديدة ايضا في كل مجال معادية للنظام العراقي، كضغط او يجوز كمسائل اخرى أكثر، فإلها ربط وإلها علاقة.
انا في تصوري، انه في نفس الوقت اللي يشددون الكلام، يبرزون انه نعطي مساعدة كإعلام يعني. يعني هو في الحقيقة اللي يعطي مساعدة اذا يريد المساعدة تكون مفيدة مو شرط يعلن عنها ويبحثها ويقول اليوم كذا،
فانا في رأيي إله ربط نعم. لانه على أساس أكو تشديد عام في السياسة الامريكية تجاه النظام، ولو ان ايران وغيرهم انخلطوا بكوريا وكذا، ولكن مع هذا من جهة تشديد كلام ومن جهة زيادة اعطاء مساعدات قبل قطعه وبعدين يعطون من جديد.
من جهة محاولات لعمل خطوات أخرى ضغط على النظام، لأنه أنا البارحة سمعت بعض الخبراء الامريكان يقولون الرئيس بوش شديد ولكن في نفس الوقت هو يحاول ان يستنفذ المسائل الدبلوماسية، ويحاول عن طريق السبل السياسية والدبلوماسية الضغط على النظام العراقي لارجاع المفتشين، يعني قصدي في هالمجال د ينشطون عن طريق دول أخرى. هذي كلها مجالات واحد إلها ربط بالثاني.

اذاعة العراق الحر: الخبير السياسي في الشؤون العربية والكردية الدكتور محمود عثمان وقد حدثنا من لندن، شكرا لك.

محمود عثمان: اهلا وسهلا.

--- فاصل ---

من عمان نقل تقرير لوكالة رويترز للأنباء عن رئيس فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قوله يوم أمس الخميس إن بغداد تعاونت تماما مع مهمة التفتيش العادية السنوية التي نفذها الفريق بالعراق.
واختتم الفريق مهمته يوم الأربعاء بعد يوم من اتهام الرئيس الأميركي جورج بوش لبغداد بتطوير أسلحة للدمار الشامل.
ووصل الفريق إلى عمان يوم الخميس قادما من بغداد بعد مهمة استغرقت خمسة أيام تفقد خلالها عدة أماكن لم يكشف عنها.
وقال انرزي بيتروزفيسكي رئيس الفريق للصحفيين في عمان إن مهمته سارت بسلاسة.
وأضاف قائلا: أثناء تفتيشنا كان هناك ممثلون من لجنة الطاقة الذرية العراقية طوال الوقت.. ووفرت السلطات العراقية كل المساعدة المطلوبة لإنجاز أعمال التفتيش.
ومضى يقول انه سيقدم بيانا عن نتائج المهمة إلى السلطات العراقية.
وتستهدف أعمال تفتيش الوكالة ومقرها فيينا رصد أي محاولة لاستخدام مواد نووية في برامج عسكرية. وهي لا ترتبط بأعمال تفتيش أجرتها الأمم المتحدة في العراق قبيل عام 1998 بمقتضى قرار مجلس الأمن الذي يأمر العراق بالتخلص من كل أسلحة الدمار الشامل.
وكان مفتشو الأسلحة الدوليون تركوا العراق في عام 1998 قبيل شن ضربات جوية أميركية وبريطانية.

--- فاصل ---

وفي شان العلاقات العراقية - العربية ذكرت الجامعة العربية أنها لم تتسلم بعد ردا رسميا كويتيا على المبادرة العراقية التي حملها أمين عام الجامعة إلى قادة الكويت خلال زيارته الأخيرة.
أحمد رجب يعرض لهذا الموضوع في تقريره التالي:

اعلن ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في القاهرة حازم اليوسفي ان اجتماعا سيعقد في واشنطن في النصف الاول من الشهر الجاري بين الاتحاد والحزب الوطني الكردستاني لزيادة التنسيق بينهما وتجاوز الخلافات القائمة لمواجهة التطورات في المنطقة.
وقال اليوسفي ان قضية توجيه ضربة الى العراق غير مدرجة على جدول المحادثات مع المسؤولين الامريكيين بواشنطن. وبالوقت نفسه، لم يستبعد المسؤول الكردي تطرق المحادثات اليها بصورة غير رسمية.
واشار الى تمسك الاتحاد بالفيدرالية كحل أمثل لمعالجة القضايا القومية في العراق، ورفض الحزب لأي تدخل عسكري ضد بغداد. واكد اليوسفي ان الاتحاد الوطني الكردستاني لم يتلق الى الآن اية رسائل امريكية بشأن عمليات متوقعة ضد العراق، مشيرا الى ان المسؤولين الامريكيين اكدوا للحزب عدم وجود اي ارتباط بين العراق وتنظيم القاعدة، وان توجيه ضربة للعراق مرهون بمدى قبوله عودة المفتشين الدوليين.
على صعيد آخر في الشأن العراقي، ذكرت مصادر دبلوماسية بالجامعة العربية ان الامانة العامة للجامعة لم تتلق حتى امس الخميس اية مكاتبات رسمية من قبل مندوبية الكويت تفيد رفض المقترحات العراقية. جاء ذلك في تعليق على الانباء ذات الصلة.
وتوقعت المصادر ان تكتفي الكويت في حال رفضها للمقترحات العراقية بما أعلنته في وسائل الاعلان من دون التقدم برفض رسمي الى الامانة العامة للجامعة. وحول تأثير الاعتراضات الكويتية على المحادثات التي يجريها عمرو موسى خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة مع المسؤولين بالامم المتحدة والولايات المتحدة بخصوص ملف الحالة العراقية الكويتية، اوضحت المصادر ان هناك بعد دولي لملف الحالة يتعلق بقرارات مجلس الامن، وان موسى سوف يبحث هذا البعد مع كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة باعتباره معني بهذه القضية. واضافت المصادر ان عنان قد يتطرق في مباحثاته مع الامين العام للجامعة الى موضوع الاسرى الكويتيين الصادرة بشأنه قرار من مجلس الامن الدولي. كما نوهت المصادر ذاتها الى ان تحرك موسى على المسار الدولي لملف الحالة العراقية الكويتية قد يرضي الجانب الكويتي الذي تشدد في أكثر من مناسبة على ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.
احمد رجب - اذاعة العراق الحر - اذاعة اوروبا الحرة - القاهرة.

على صلة

XS
SM
MD
LG