روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الأول: اتهامات متبادلة بين بغداد وواشنطن / الكويت تنظر بحذر الى الإقتراحات العراقية / وزير الخارجية العراقي في طهران


سامي شورش مستمعينا الكرام.. نتابع في ملف اليوم مجموعة من القضايا والمستجدات السياسية على الساحة العراقية بينها: - واشنطن تتهم العراق بإنتهاك معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية، وبغداد في المقابل تتهم الولايات المتحدة بإنتهاج سياسة الكيل بمكيالين في مواقفها إزاء المسائل المتعلقة بنزع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. - طارق عزيز يختم زيارته الى موسكو بعد محادثات أجراها مع كبار المسؤولين الروس ويتوجه غداً (الأحد) الى الصين. - الحكومة الكويتية تنظر بحذر الى الإقتراحات العراقية التي حملها الأمين العام لجامعة الدول العربية الى الكويت، ومسؤول بارز في الخارجية الكويتية يعتبر الإقتراحات بأنها لا تتضمن جديداً. - وزير الخارجية العراقي يزور طهران في محاولة لتطبيع العلاقات بين بلاده وايران. وفريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصل بغداد في مهمة تفتيشية روتينية. الى هذه المحاور، نتابع في الملف الذي أعده ويقدمه سامي شورش محطات عراقية أخرى بينها: - زيارات لمسؤولين اردنيين كبار الى الدول الخليجية ومصر في إطار الجهود التي تبذلها عمان لحل الخلافات بين العراق والكويت. - ورئيس اللجنة العراقية لمفقودي حرب الكويت يزور القاهرة في مهمة ذات صلة بالشأن العراقي الكويتي. كما تستمعون ضمن الملف الى تقارير صوتية من عدد من مراسلينا، ومتابعة أعدها ويقدمها ميخائيل آلان دارينكو لزيارة نائب رئيس الوزراء العراقي الى موسكو، يتحدث فيه الى نائب وزير الطوارىء الروسي. إضافة الى عرض لتقرير بثته وكالة أنباء عالمية عن وصول فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى العراق بهدف تفقد منشآت عراقية، أعدته وتقدمه زينب هادي.

تهمت بغداد الولايات المتحدة بإنتهاج سياسة الكيل بمكيالين في خصوص نزع الأسلحة في الشرق الأوسط، رافضة تأكيدات أميركية مفادها أن العراق وكوريا الشمالية تنتهكان معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن سمير خيري ممثل العراق في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف في تصريحات الى وكالة الأنباء العراقية الرسمية، أن الولايات المتحدة توجّه الاتهام الى العراق لكنها تغض في الوقت نفسه النظر عن اسرائيل التي تشكل قدراتها النووية تهديداً للأمن والإستقرار في الشرق الأوسط على حد تعبير الديبلوماسي العراقي.
يذكر أن خيري كان يرد بذلك على إتهام وجهه وكيل وزارة الخارجية الأميركي لشؤون السيطرة على الأسلحة جون بولتون الى العراق بإنتهاكه لبنود المعاهدة.
على صعيد ذي صلة، سمح العراق لفريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد منشآت عراقية بينها مفاعل نووي مدمر في التويثة جنوب بغداد. في هذا الإطار بثّت وكالة رويترز للإنباء تقريراً من بغداد لفتت فيه الى أن مهمة الفريق لا تعدو أن تكون مهمة روتينية سنوية.
زينب هادي تعرض للتقرير الذي بثته رويترز:

أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن فريقاً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل بغداد يوم أمس الجمعة للقيام بمهمة تفتيشية روتينية. يذكر أن العراق هو من الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. رئيس الوكالة الدولية (أنيرزي بيتروزوفسكي) صرح للصحفيين بأن مهمة الفريق الذي يتألف من سبعة خبراء تشبه المهمة التي نفذت في العام الماضي، مضيفاً أن الوكالة الدولية ملزمة بالقيام بمثل هذه العمليات التفتيشية سنوياً.
ولفتت وكالة رويتز للأنباء إلى أن مهمة الفريق في العراق ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري، وأن هذه الزيارة بدأت بعد يوم واحد من اتهامات وجهها (جون بولتون) وكيل وزارة الخارجية الأميركية إلى العراق وكوريا الشمالية بخرق المعاهدة والتدخل في أعمال التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
على الصعيد ذاته أشارت رويترز إلى أن بولتون وجه اتهاماته هذه أمام وفود من ستة وستين بلداً في مؤتمر نزع السلاح في جنيف، مما دعى وفدي العراق وكوريا الشمالية إلى دحض هذه الاتهامات. في السياق ذاته، وجه الرئيس الأميركي (جورج بوش) في الآونة الأخير تهديدات عدة إلى العراق حذره فيها من عواقب رفضه عودة المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل.
وكالة رويترز نقلت عن (بيتروزوفسكي) أيضاً قوله، إننا نريد أن نتحقق من المواد النووية التي بحوزة العراق في أماكن محددة، وسننقل المعلومات عن أنشطتنا من خلال القنوات الرسمية إلى السلطات العراقية والسفير العراقي في فيينا. ووصف مهمته بأنها فنية وأن المعلومات التي سيجمعها فريقه سترسل إلى الأمم المتحدة للتحليل.
وأفادت رويترز أيضاً نقلاً عن رئيس الفريق التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن فريقه لاعلاقة له ببرنامج التحقق من الأسلحة العراقية والذي فرض على العراق بعد حرب الخليج عام واحد وتسعين.
ومن الجدير بالذكر أن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مهماته التفتيشية الأخيرة أمضى في كانون الثاني عام 2001 أربعة أيام للتفتيش عن مواد مشعة في مفاعل الثويتة جنوبي بغداد.
يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد أحكمت في زيارة سابقة لخبرائها إغلاق المواد النووية للمفاعل الذي دمر بعد حرب الخليج.

--- فاصل ---

في محور آخر، يختم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مباحثاته مع كبار المسؤولين الروس اليوم (السبت) ليتوجه غداً (الأحد) الى الصين. وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أشارت الى أن عزيز يلتقي اليوم دميتري روغوزين رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان الروسي للبحث في طرق حل الأزمة العراقية وأوجه التعاون المشترك بين الدولتين بعد رفع العقوبات.
الى ذلك أشارت الوكالة الى أن المسؤول العراقي التقى أمس وزير الطوارىء والدفاع المدني الروسي سيرغي شويغو.
ميخائيل آلان دارينكو تحدث من براغ الى نائب وزير الطوارىء الروسي حول نتائج الإجتماع بين المسؤولين العراقي والروسي وأعد التقرير التالي:

قال نائب رئيس الوزراء العراقي (طارق عزيز)، إن روسيا هي الشريك الأول للعراق. وأشار عزيز بعد لقاء مع (غينادي سيليزينيوف) رئيس الدوما -أحد المجلسين اللذين يتألف منهما البرلمان الروسي- إلى أن ثمة علاقات وثيقة بين البلدين. مضيفاً أن العراق لم يكن أبداً عبئاً على عاتق الاتحاد السوفييتي سابقاً وروسيا حالياً. وشدد على أنه رغم كون العراق دولة إسلامية إلا أنه يؤيد الموقف الروسي إزاء القضية الشيشانية.
وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده إثر الغزو العراقي للكويت فقد أشار إلى أنه ليس هناك مشاكل في العلاقات بين العراق والكويت في الوقت الراهن. وأكد المسؤول العراقي على أن الولايات المتحدة تسعى إلى بسط سيطرة كاملة على الشرق الأوسط والخليج، وأردف بأن ذلك ليس مقبولاً بالنسبة للعراق بصفته دولة مستقلة.
من ناحيته أعرب سيليزينيوف عن قلقه من تصريحات أميركية حول احتمال توجيه ضربات انتقامية على العراق. ومضى سيليزينيوف قائلاً: إن روسيا تعارض مثل هذا التطور بصورة قاطعة. وذكر أن روسيا تعتبر العراق شريكاً استراتيجياً في الشرق الأوسط، وأن آفاق تطوير العلاقات الثنائية واسعة.
وعن التعاون بين البلدين في المجال الإنساني أجرينا اتصالاً هاتفياً مع نائب وزير الطوارئ الروسي (يوري براجنيكوف) في موسكو فقال:
"هناك مشاريع بين وزارة الطوارئ الروسية ووزارة الداخلية العراقية حول تأسيس مركز لإزالة الألغام في العراق. والآن ندرس هذه الخطة ونعقد مشاورات مع ممثلين عن الأمم المتحدة. إن برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام كبير جداً "
ولكن المسؤول الروسي رفيع المستوى لم يعط موعداً دقيقاً لإطلاق هذا البرنامج، وتابع موضحاً:
"وقعت وزارة الطوارئ الروسية تسعة عقود مع الجانب العراقي في إطار البرنامج الإنساني للعراق التابع للأمم المتحدة. وتشمل هذه العقود تزويد العراق بالمواد الطبية والمعدات لشق الطرق، ودرستها الأمم المتحدة. أنا لا أستطيع القول أن كل شيء جاهز لتطبيقها ولكننا نواصل العمل في هذا الاتجاه".
وفيما يخص المفاوضات التي أجراها وزير الطوارئ الروسي (سيرغي شويبو) و (طارق عزيز) يوم أمس الجمعة، قال براجنيكوف:
"تبادل المسؤولان الآراء عن الوضع الإنساني في العراق، والتعاون الحالي بين وزارتي الطوارئ الروسية والداخلية العراقية، وناقشا كذلك الاتفاق الخاص بتأسيس مركز إزالة الألغام. كما دار الحديث عن إرسال معدات إنقاذ روسية إلى العراق. إضافة إلى ذلك تطرق شويبو وعزيز إلى إمكانية زيارة وفد من وزارة الداخلية العراقية إلى روسيا للاطلاع على تقنية الإنقاذ الروسية، ومن المقرر أن يصل ثلاثة ضباط من الداخلية العراقية إلى موسكو خلال شهر أيار أو حزيران المقبلين."
ميخائيل آلان دارينكو - اذاعة العراق الحر - اذاعة أوروبا الحرة - موسكو.

وكالة رويترز للأنباء نقلت عن وكالة شينخوا الصينية أن الخارجية الصينية أعلنت أن الهدف من الزيارة هو البحث في العلاقات الثنائية بين الدولتين وسبل تطويرها.
الخارجية الصينية لم تعط تفصيلات إضافية في شأن الزيارة، لكن شينخوا قالت إن زيارة عزيز الى بيجينغ تتم بناءاً على دعوة من نائب رئيس الوزراء الصيني.
في محور متصل، إتهمت صحيفة بابل التي يشرف عليها عدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين، الإدارة الأميركية بمواصلة التخطيط لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق على رغم محاولات بغداد فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الأمم المتحدة، معتبرة أن زيارة طارق عزيز الى روسيا دليل على رغبة العاصمة العراقية في تعامل جديد مع المنظمة الدولية.

--- فاصل ---

في غضون ذلك، ما تزال التكهنات جارية في شأن مستقبل الأزمة العراقية وآفاق التطورات التي تنتظرها خصوصاً على صعيد التفتيش الدولي والموقف الأميركي والعلاقات الروسية العراقية، وفي ضوء ما نشرته صحيفة بابل.
مراسلنا في بيروت علي الرماحي يحاور في التقرير التالي أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيروت الدكتور عدنان السيد حسين:

ستكون للمواقف العراقية الأخيرة مؤشرات على احتمال قبول العراق بعودة المفتشين الدوليين لمراقبة التسلح العراقي، والتأكد من عدم عودة العراق إلى بناء أسلحة الدمار الشامل. ويرى هؤلاء إن الضغوط والنصائح القادمة من دول ذات مصالح مع العراق إضافة إلى معرفة العراق بجدية التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة للعراق، ربما تكون وراء عودة العراق عن رفضه السماح بعودة المفتشين. لكن بعض هؤلاء يتساءلون إذا ما كان هذا الموقف العراقي في حال إعلانه سيلغي الضربة التي تقول الكثير من التقارير الدبلوماسية إنها مقررة أصلاً.
الدكتور (عدنان السيد حسين) أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون الدولية يرى أن موافقة العراق على عودة المفتشين من شأنها تأجيل الضربة، مبدياً في حديثه لإذاعة العراق الحر اعتقاده بأن موضوع الضربة غير محسوم داخل الإدارة الأميركية نفسها لحد الآن. حيث قال:
"أعتقد أن الموقف العراقي الرسمي نابع اليوم من مصالح تجارية واقتصادية مع روسيا ومع الأوروبيين، وخاصة فرنسا وإلى حد ما ألمانيا، نتيجة صفقات تجارية عقدت في الآونة الأخيرة وهي ذات طابع استراتيجي. إلى ذلك أعتقد أيضاً أن لروسيا مصالح مع العراق وأستبعد أن تسمح بإعادة ضرب العراق على الطريقة الأفغانية. والموقف الفرنسي مماثل إلى حد ما، وكذلك بعض المواقف الأوروبية. وما يزال العراق ظاهرة مختلفة عن حالة أفغانستان، على الرغم من الآراء المختلفة داخل العراق وخارجه من مسألة نظام الحكم القائم فيه.
إلى ذلك هناك مواقف عربية حذرة جداً من ضرب العراق أعلنها أمين عام جامعة الدول العربية، بأن الجامعة ترفض ضرب أي دولة عربية، العراق أو غير العراق, كالصومال أو اليمن أو السودان أو سوريا أو لبنان. وهذا موقف مبدئي باعتقادي لا يجوز التنازل عنه."

اذاعة العراق الحر: انطلاقاً من كل هذا، هل تعتقد بأن العراق سيتراجع عن رفضه قبول عودة المفتشين الدوليين بعد الضغوط والنصائح التي يتلقاها؟

عدنان السيد حسين: ممكن أن يتراجع الموقف الرسمي العراقي إذا شعر بأن هناك ضغوط دولية عليه، خصوصاً من جانب روسيا والاتحاد الأوروبي كي يبدل موقفه من مسألة المفتشين الدوليين.
في مجمل الأحوال فإنه يريد أن يتجنب الضربة، ولا أعتقد أن ضرب العراق اليوم يحل أية مشكلة شرق أوسطية بل هو يعقد هذه المشاكل، حتى ولو كنا نفكر من وجهة النظر الأميركية.
إن الأمن الشرق أوسطي اليوم مترابط إلى درجة خطيرة، فأي ضرب للعراق وتهديد وحدته من الداخل يؤدي إلى زعزعة الأمن الخليجي وتهديد سوريا. بالإضافة إلى ذلك هناك خشية تركية واضحة من ضرب العراق وهناك رسالة رسمية تركية وجهت إلى الإدارة الأميركية في زيارة أجاويد الأخيرة.
هناك كشف حساب عن خسارة نحو خمسين مليار دولار في السنوات الماضية، وهناك خشية من عودة المسألة الكردية من ناحية جيوبولوتيكية بحيث تؤثر في جغرافية تركيا. بالإضافة لذلك، الموقف الإيراني واضح ومعارض. حتى الدول الخليجية محرجة جداً في ضرب العراق.
ففي ضرب أفغانستان وجدنا غطاءاً إقليمياً هو الباكستان، وربما اليوم في ضرب العراق لا يوجد هذا الغطاء الإقليمي.

اذاعة العراق الحر: في ضوء التقارير الدبلوماسية والصحافية التي تتحدث بأنه هناك قرار متخذ بشأن توجيه ضربة للعراق مبدئياً وبانتظار تحديد توقيت التنفيذ، هل تعتقد بأن سماح العراق بعودة المفتشين الدوليين سيحول دون توجيه هذه الضربة؟

عدنان السيد حسين: ممكن أن يؤخر هذا الإجراء الضربة. ربما لا يلغيها في المدى المتوسط. والإدارة الأميركية كما تعلمون دائماً تلجأ إلى أساليب وسياسات براغماتية، فتطرح مجموعة بدائل ومجموعة خيارات، وهي لا تنطلق من خيار واحد. لقد أدرجت نقطة ضرب العراق ولكنها ليست أكيدة مائة بالمائة، ويجب أن نتعامل مع هذا الخيار من هذا المنطلق. أما أن القول بأن العراق أصبح سيضرب حتماً، فلا أعتقد من أن هذه المسألة محسومة بهذا الشكل حتى داخل الإدارة الأميركية، وحتى أن وزارة الخارجية الأميركية متريثة جداً في هذه المسألة.

علي الرماحي - اذاعة العراق الحر - اذاعة أوروبا الحرة - بيروت.

--- فاصل ---

من جهة أخرى، علّق مسؤول كويتي بارز بحذر على إقتراحات عراقية حملها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى الكويت في إطار جهوده الرامية لحل مشكلات الحالة بين العراق والكويت.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله أن الأفكار العراقية لتخفيف التوتر مع الكويت ليست جديدة، معرباً عن استعداد بلاده للإستماع الى أية أفكار تعكس نيّة النظام العراقي بشكل جدي في التزام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، ومعتبراً أن أفكاراً من هذا النوع قد تساعد في تخفيف التوتر وخلق مناخ إيجابي في المنطقة.
الى ذلك، قلل المسؤول الكويتي من أهمية العرض الذي أعلنه وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي حول السماح لوفد كويتي بزيارة العراق والتحقق من قضية أسرى الحرب.
فرانس برس نسبت الى وكيل الخارجية الكويتي إشارته الى أن العراق بلد كبير يمكن فيه إخفاء المفقودين بعيداً عن الأنظار، خصوصاً أن السلطات العراقية تشتهر بمهارتها في هذا الميدان على حد تعبير المسؤول الكويتي.
يذكر أن عمرو موسى أكد خلال زيارته الأخيرة الى الكويت أن الحكومة الكويتية رحبت بمحاولته إيجاد حل لقضية الأسرى. ولفتت فرانس برس الى أن بغداد إعترفت في وقت سابق بوجود أسرى كويتيين لديها، لكنها قالت في ما بعد، إنها أضاعت آثارهم في خضم الإنتفاضة التي شهدتها المنطقة الجنوبية من العراق في ربيع عام 1991.

--- فاصل ---

على صعيد ذي صلة، أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في العاصمة المصرية لإذاعة العراق الحر أن رئيس لجنة المفقودين العراقيين سيزور مصر في وقت قريب للبحث مع مسؤوليها ومسؤولي جامعة الدول العربية في ملف الأسرى والمفقودين في حرب الكويت.
التفاصيل مع مراسلنا في القاهرة أحمد رجب:

كشفت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة لإذاعتنا عن أن رئيس لجنة المفقودين العراقيين (منذر أحمد المطلق) قام بتقديم مذكرة للأمين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى) خلال تواجده في بغداد. وقالت المصادر إن المذكرة تتعلق بمعلومات حول أعداد العراقيين المفقودين منذ حرب تحرير الكويت، وعددهم يصل إلى ألف ومائة وسبع وثلاثين حالة، كما ورد في هذه المذكرة.
كما ذكرت المصادر أن ملفات هؤلاء تم تسليمها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتقول المصادر لإذاعتنا أن هذه المذكرة تتضمن أيضاً استعداد اللجنة العراقية لخوض حوار مباشر مع نظيرتها في الكويت. وتشير المصادر إلى أن (منذر المطلق) رئيس اللجنة عرض على مسؤولين في الجامعة العربية استعداد لجنته لاستضافة لجنة الأسرى الكويتيين في بغداد لخوض حوار مباشر، وأنه شدد لهؤلاء المسؤولين على عدم وجود أي تأثير حكومي على عمل لجنته أو تحركاتها.
كما ذكر المطلق لمسؤولي الجامعة أن خوض مثل هذا التحرك على المستوى الشعبي بين البلدين من شأنه إيجاد حل جذري للقضية بمنأى عن أي تدخل حكومي.
ووفق مصادر إذاعتنا فإن رئيس اللجنة العراقية للمفقودين سوف يقوم بزيارة إلى القاهرة قريباً وأنها ستكون ضمن جولة له في عدد من العواصم العربية، كما سيلتقي مع الأمين العام للجامعة وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين في القاهرة وربما رئيس أعضاء البرلمان المصري.
في الوقت ذاته فإن الأمين العام للجامعة العربية (عمرو موسى) سوف يتوجه إلى نيويورك الأسبوع الحالي ليلتقي مع السكرتير العام للأمم المتحدة (كوفي عنان) وينقل له أفكاراً عراقية. ووفق مصادر إذاعتنا تقوم هذه الأفكار على تنفيذ قرارات مجلس الأمن بقبول عودة المفتشين الدوليين شريطة أن تكون مهمتهم محددة المدة، ومع التزام المجلس الدولي بإلغاء العقوبات المفروضة على بغداد بعد قبولها لعودة المفتشين على حد قول المصادر.
أحمد رجب - اذاعة العراق الحر - اذاعة أوروبا الحرة - القاهرة.

--- فاصل ---

نبقى في المحور ذاته، حيث يزور رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب مصر غداً (الإثنين) ضمن جهود اردنية تهدف الى حل الخلافات بين العراق والكويت.
التفاصيل مع مراسلنا في عمان حازم مبيضين الذي يتابع أيضاً في تقريره الصوتي التالي زيارة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى السعودية والكويت في إطار الجهود ذاتها:

تتحرك الدبلوماسية الأردنية في عدة اتجاهات خلال هذ الأسبوع بهدف تبريد الملف العراقي الذي تزداد سخونته كلما قاربت العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان على الانتهاء، وكلما اقترب موعد مناقشة مجلس الأمن الدولي بتجديد اتفاقية النفط مقابل الغذاء، وما يرافق هذه المناقشة من مطلب دولي بعودة المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل إلى العراق.
غداً الأحد ينطلق العاهل الأردني إلى المملكة العربية السعودية وبعدها إلى الكويت في تحرك يستهدف بحث الملف العراقي، بعد أن استمع المسؤولون في العاصمتين من الأمين العام للجامعة العربية إلى مقترحات عراقية طرحها الرئيس صدام حسين، وقال (عمرو موسى) إنها قوبلت بإيجابية في الكويت.
وبموازاة ذلك يتحرك رئيس الوزراء (علي أبو الراغب) ويرافقه (مروان المعشر) وزير الخارجية إلى القاهرة للالتقاء بكبار المسؤولين المصريين. وتجيء الزيارتان عشية سفر الملك عبد الله إلى واشنطن، حيث سيلتقي في الأول من الشهر المقبل على إفطار عمل مع الرئيس جورج بوش في قمة هي الثالثة خلال عام واحد. ومن المؤكد أن الموضوع العراقي سوف يكون حاضراً بقوة على مائدة المفاوضات.
وتجيء هذه الزيارة بعد استقبال عمان خلال الأسبوع الماضي لعدد من كبار المسؤولين الأميركيين السياسيين والعسكريين بحثوا جميعاً الملف العراقي، إضافة لتصاعد حدة المواجهات في الأراضي الفلسطينية.
ويستهدف التحرك الأردني المكثف استثناء العراق من الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وباعتبار أن لا علاقة لبغداد باعتداءات أيلول الإرهابية في الولايات المتحدة حسب ما يرى المسؤولون الأردنيون، إضافة إلى محاولة تقريب وجهات النظر بين بغداد من جهة والرياض والكويت من جهة أخرى على قاعدة إغلاق ملفات حرب الخليج الثانية بما فيها ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين الذين تنكر الحكومة العراقية وجودهم تحت سلطتها.
وتتم كل هذه التحركات تحت غطاء أن الملك عبد الله هو الرئيس الحالي للقمة العربية، وهي قمة كلفته بمتابعة الملف العراقي بعد أن فشلت في اللحظة الأخيرة إبان انعقادها في عمان في التوصل إلى حل لما وصفته بالحالة بين العراق والكويت، وانتهاء تلك القمة بتبادل الاتهامات بين بغداد والكويت بإفشال جهود رأب الصدع بينهما.
حازم مبيضين - اذاعة العراق الحر - اذاعة أوروبا الحرة - عمان.

--- فاصل ---

سيداتي وسادتي..
وصل وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي الى طهران أمس (الجمعة) في محاولة لتحقيق نقلة نوعية في تطبيع العلاقات المتأزمة بين الدولتين منذ فترة طويلة.
وكالة اسوشيتد برس للأنباء ذكرت أن نائب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كان في استقبال صبري في مطار مهر آباد، مضيفة أن الوزير العراقي أعرب قبيل مغادرته بغداد عن أمله في أن تؤدي الزيارة الى تطبيع العلاقات بين الدولتين.
أما وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني فقد عبّر في تصريحات تزامنت مع وصول صبري الى طهران، عن رغبة بلاده في أن تفتح الزيارة صفحة جديدة من العلاقات بين بغداد والعاصمة الايرانية.
وكالة اسوشيتد برس لفتت الى أن زيارة ناجي صبري الحديثي التي تستغرق أربعة ايام، تتزامن مع زيارة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى طهران. كما أنها تأتي إثر خطوة تطبيعية أخرى بين البلدين تمثلت في قيامهما بالإفراج المتقابل عن مجاميع من اسرى الحرب العراقية الايرانية.
يذكر ان وزير الخارجية العراقي سيُجري مباحثات مع نظيره الايراني كمال خرازي، كما يستقبله الرئيس محمد خاتمي.

--- فاصل ---

أخيراً، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر في المعارضة العراقية أن مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين تعرضت الى هجوم بالقذائف الصاروخية بعد ستة أيام من إنفجار قنبلة في منشآتها.
وأضاف المصدر الذي لم تذكر الوكالة إسمه أن سلسلة من الإنفجارات حدثت في المصفاة في السابع عشر من الشهر الجاري، بعد هذا الحادث بستة ايام شب حريق كبير في أقسام المصفاة نتيجة سقوط قذائف صاروخية لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

على صلة

XS
SM
MD
LG