روابط للدخول

خبر عاجل

دعوة اسرائيلية لضرب العراق


اياد الكيلاني صحيفة اسرائيلية تحث في مقال لها على عدم التردد في شن عملية عسكرية ضد النظام العراقي. اياد الكيلاني يعرض لهذا المقال.

صحيفة الـ Jerusalem Post الإسرائيلية نشرت اليوم مقالا افتتاحيا بعنوان (لا تتعثروا مع العراق) تقول فيه إنه بات واضحا أن الرئيس العراقي صدام حسين لم يعد ينفع احتواؤه، ولا بد من إزالته إذا كان للحرب ضد الإرهاب أن تصبح ذات معنى. وتنسب في هذا الصدد إلى مجلة Newsweek الأسبوعية قولها إن إجماعا بات يتبلور داخل الإدارة الأميركية حول التحرك نحو تغيير النظام الحاكم في العراق. كما تنقل عن المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس الأميركي – عضو مجلس الشيوخ Joseph Lieberman - تأييده القوي لهذا التوجه وتأكيده: لن تنتهي هذه الحرب حتى تتم إزالة صدام حسين من السلطة في العراق، إلا أنها تشير أيضا إلى مسؤول أميركي كبير قوله إن العراق لن تتم مهاجمته غدا أو من قبلنا وحدنا – حسب تعبيره. وتعلق الصحيفة على هذا بقولها إن هاتين المسألتين – أي مسألة التوقيت وضرورة الربط بين التحرك الأميركي والتأييد الدولي – تشكلان تهديدا على أهم عنصر من عناصر الحرب ضد الإرهاب.
وتتابع الصحيفة قائلة إن نظام صدام حسين بات يتحكم بمخزون متنوع من أسلحة دمار شامل، وتنسب إلى (عدنان حسين) – وهو مهندس مدني عراقي سابق كان عمل في أكثر من عشرين موقع لبرامج هذه الأسلحة – قوله إلى صحيفة الـ New York Times الأميركية إن هذه المنشآت مخبأة في آبار تحت الأرض، وفي دور سكنية خاصة، وتحت مستشفى صدام حسين في بغداد. وتابع المهندس العراقي قائلا – بحسب الصحيفة – إن التكاليف لم تكن تعني شيئا، مؤكدا أن المنشآت كانت تنشأ بشكل مزدوج وفي موقعين مختلفين تحسبا لاحتمال تدمير إحداها.

--- فاصل ---

وتمضي الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن الرئيس العراقي يؤمن بضرورة الازدواجية وبالمبالغة في خزن الأسلحة الفتاكة، وتضيف أن قطرة واحدة من مادة الVX، مثلا، تكفي لقتل شخص واحد، ولكنها تنسب إلى مفتشي الأمم المتحدة – لدى مغادرتهم العراق آخر مرة – قناعتهم بأن صدام حسين يمتلك مكونات أولية تكفي لإنتاج 200 طن من هذه المادة القاتلة، كما لديه 41 موقعا قادرا على إنتاجها خلال أسابيع قليلة.
وينسب المقال إلى اتحاد العلماء الأميركيين تأكيده أنه في وسع العراق إنتاج 350 لترا أسبوعيا من جرثومة الجمرة الخبيثة الصالحة للاستخدام العسكري. وعلينا – تقول الصحيفة – أن نتوقع انهماك صدام في امتلاك سلاح نووي، وأنه سينجح في مسعاه خلال سنوات قليلة، الأمر الذي سيجعل التهديد المتمثل في صدام يفوق بكثير أي تهديد يمكن لبن لادن أو لأمثاله أن يشكلوه، وهي حقيقة لا يشكك فيها أحد، إلا أنها تواجه بعض العقبات رغم ذلك. وتشير الصحيفة هنا إلى امتناع عدد من المسؤولين والمشرعين الأميركيين في تأييد توجه السيناتور Lieberman وتضيف أن التصرف الأميركي تجاه هذه القضية يتمثل في الوقت الحاضر في التلكؤ، بل في التسويف. كما تذكر الصحيفة بأن وزارة الخارجية الأميركية أوقفت أخيرا – متحججة بمخالفات محاسبية – ما تقدمه من تمويل قليل إلى خصوم صدام، أي إلى المؤتمر الوطني العراقي.

--- فاصل ---

وترى الصحيفة الإسرائيلية إن التردد الأميركي يشير إلى شن حرب وفق جدول زمني بيروقراطي، وتسخر من التوجه الرامي إلى دحر تنظيم القاعدة في أماكن مثل الصومال والفيلبين قبل الالتفات إلى صدام حسين. وتضيف أن الولايات المتحدة تقود العالم في حرب ضد الإرهاب، وأن الخصوم لن يقفوا مكتوفي الأيدي حتى يأتي دورهم في المواجهة.
ويمضي المقال إلى أن التردد الأميركي يزيد من تشكيك العالم بحتمية إزالة صدام حسين، وتنسب إلى الأمين العام للجامعة العربية – عمر موسى – قوله في القاهرة في وقت سابق من الأسبوع الحالي: العراق بلد عربي ولن يسمح العرب بضرب العراق. صحيح – تقول الصحيفة – أن تصريحات (عمر موسى) تميل إلى الطابع المسرحي، ولكنها تؤكد تبني صدام حسين – بمساعدة أصدقائه – إستراتيجية تتسم بالتلطيف، تساعده فيها الأمم المتحدة.
وتوضح الصحيفة بنقلها عن صحيفة الـ Wall Street Journal قولها أن صدام حسين يفكر الآن في الانصياع إلى قرارات الأمم المتحدة، بما فيها السماح بعودة المفتشين. وتشير أيضا إلى تقارير مفادها أن الرئيس العراقي يسعى إلى إصلاح علاقاته مع السعودية، وحتى مع الكويت. وتضيف الصحيفة أن الرئيس الأميركي جورج بوش ألمح أخيرا إلى احتمال توجيه إنذار نهائي إلى العراق في شأن أعمال التفتيش، ولكن – في رأي الصحيفة – وفي حال كون الأمم المتحدة صاحبة القرار في بقاء أو رحيل صدام، سيكون من الصعب إجبار صدام على اجتياز اختبار ليس في وسعه أن ينجح فيه.
وتخلص الـ Jerusalem Post في افتتاحيتها إلى أن الشعور بحتمية النجاح التي حققته أميركا في حرب أفغانستان سيتبدد، وسيكون من الصعب جدا إعادة تحقيقه، في حال لجوء الإدارة الأميركية إلى مزيد من التأجيل في شأن العراق.

على صلة

XS
SM
MD
LG