روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثالث: تكهنات بوجود صفقة تركية أمريكية لتوسيع الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق


مع بدء زيارة رئيس الوزراء التركي (بلند ايجيفيت) الى الولايات المتحدة لاجراء محادثات مع كبار مسؤولي الادارة الامريكية وفي مقدمتهم الرئيس جورج دبليو بوش ازدادت التكهنات في شأن صفقة تركية أمريكية تتعلق باقتراح توسيع الحرب الدولية على الارهاب لتشمل العراق. وقد توقفت تقارير غربية عدة عند هذا الموضوع. - مازن نعمان يعرض لتقرير أوردته وكالة أسوشيتد برس للأنباء. - فيما يعرض اياد الكيلاني لبعض المقالات والتقارير عن العلاقات التركية الامريكية، ودور انقرة فيما اذا تقرر توجيه ضربة عسكرية لبغداد، خاصة وأن القيادة التركية لا تزال تعلن تحفظا من مهاجمة جارها الجنوبي.

يبدو أن رئيس الوزراء التركي بلند إيجيفيت على وشك التوقيع على صفقة للحصول على مليارات الدولارات لتنفيذ برنامجه الإصلاحي لانتزاع بلاده من الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها. يقول تقرير الوكالة.
ويشير الى أن بروز إيجيفيت في الواجهة – حيث يقوم الآن بزيارة تستغرق أربعة أيام لواشنطن – مرتبط بازدياد أهمية تركيا في الغرب في أعقاب الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول، ويضيف، إن تركيا التي غالبية سكانها من المسلمين العلمانيين، تعتبر منطقة حساسة ومهمة جداً في معركة الولايات المتحدة ضد الإرهاب.
ويشير تقرير الوكالة، الى أن إيجيفيت يسعى للحصول على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة تقدر بخمسة مليارات دولار، وسيبحث مع الرئيس الأميركي جورج بوش في التخفيف من القيود المفروضة على تجارة الأنسجة وتصدير الحديد والفولاذ.
وفي السياق نفسه، التقى رئيس الوزراء التركي الذي يصحب معه وزير الاقتصاد كمال درويش، التقى رئيس صندوق النقد الدولي – هورست كوهلر –Horst Kohler
ورئيس البنك الدولي – جيمس ويلفنسن –James Wolfensohn في واشنطن، وذكر مسؤول تركي أنه كان من المتوقع أن يلتقي نائب الرئيس الأميركي ريجارد جيني للتباحث في مشاركة تركيا الإستراتيجية في قوة حفظ السلام الدولية في أفغانستان ومعارضتها توسيع الحرب ضد الإرهاب لتشمل العراق.
ويوضح التقرير، أن دور تركيا كحليف استراتيجي للولايات المتحدة ازداد بصورة ملحوظة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول مما حدا بها إرسال قوات الى أفغانستان واقتراحها تولي قيادة القوة الدولية من بريطانيا.
ويَعتبر التقرير أن الولايات المتحدة ستحتاج الى التعاون التركي إذا ما قررت استهداف العراق في الحرب ضد الإرهاب، مضيفاً أن إيجيفيت قال الأسبوع المنصرم، إنه سيوضح موقف بلاده من الهجوم على العراق عندما يلتقي الرئيس بوش غدا الأربعاء.
وفي السياق نفسه قالت كودوليزا رايس – Condoleezza Rice – مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي، إن تركيا تُعتبر نموذجاً جيدا للدول الإسلامية الأخرى، وإن المساعدات المالية ستقدم لها ما دام برنامجها الإصلاحي في الاقتصاد مستمر.
وقالت، ردا على سؤال عن العراق، إن الإدارة الأميركية لم تقرر بعد خطتها، مضيفة، إن العراق كان وسيبقى مشكلة قائمة قبل وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول ما دام يهدد جيرانه وشعبه. وأشارت الى أن الجهود مستمرة في فرض العقوبات الذكية، وفي اعتقادها أن بعض العناصر يجب الإبقاء عليها كمنطقة حظر الطيران في شمال العراق. وختمت مستشارة الرئيس الأميركي بالقول، إن تركيا تملك خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب، وسنكون سعداء في تبادل الخبرة والدعم منها، على حد تعبيرها.

--- فاصل ---

صحيفتان أميركيتان وأخرى تركية تناولت اليوم بعض جوانب زيارة رئيس الوزراء التركي Bulent Ecevit هذا الأسبوع إلى واشنطن، وما يتعلق في جدول أعمال هذه الزيارة بالشأن العراقي.
ففي تعليق لها اليوم تقول Wall Street Journal إنه لا يمكن المبالغة في أهمية لقاء القمة بين الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء التركي الزائر، إذ لا شك في كون بوش وأعضاء إدارته يدركون الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية التي تتمتع بها تركيا نتيجة موقعها الجغرافي المميز في منطقة بالغة الأهمية من العالم. وتضيف الصحيفة إن تركيا تمثل أيضا خط التماس بين أوروبا والعالم الإسلامي، الأمر الذي يجعل ضمان استقرارها هدفا بالغ الأهمية، إن كان لنظرية صراع الحضارات أي أساس من الصحة.
وتتابع الصحيفة أن اهتمامات الزيارة ستمتد لتتناول سبل معالجة الوضع العراقي، وأن السيد Ecevit سيبدي بالتأكيد قلق تركيا إزاء مخاطر أية خطة لغزو العراق لم يتم تقييم نتائجها الإقليمية تقييما وافيا قبل تنفيذها، كما تذكر الصحيفة بأن Ecevit – الذي يرأس حكومة ديمقراطية منتخبة – يعلم جيدا أن جميع استطلاعات الرأي في بلاده تشير إلى معارضة الرأي العام لخيار الغزو معارضة قوية.
وتواصل الصحيفة قائلة إن الموقف التركي لا يستند إلى إرضاء أشقائها في الدين على حساب ما تتبناه من قيم غربية، وإنما يستند الى قلق تركيا المشروع إزاء ما تخططه واشنطن للعراق وإلى تغاضي حلفائها الغربيين عن مصالحها وما تقدمه من تضحيات.
وتذكر الصحيفة أيضا بأن تركيا تعتبر الخاسر الأكبر في أعقاب حرب الخليج، وأن فقدانها العراق كأكبر شريك تجاري لها تسبب لحد الآن بخسارة تحملها الاقتصاد التركي تقدر بنحو 30 إلى 40 مليار دولار.
أما اهتمام السيد Ecevit خلال لقاء القمة فسوف ينصب – بحسب التعليق – على قضيتين محددتين، تتمثل الأولى في حصول تركيا على زيادة في حصتها مما تستورده الولايات المتحدة من أقمشة، بينما تتمثل الثانية في الحصول على التسهيلات التجارية ذاتها التي تتعامل أميركا بموجبها مع الاتحاد الجمركي الأوروبي الذي تنتمي إليه تركيا. وفي المقابل – تقول الصحيفة – على Ecevit ألا يتوقع منح بلاده حق النقض فيما يتعلق بإستراتيجية حلفائها، وعليه أن يصر بدلا من ذلك على حق المساهمة في وضع الخطط المناسبة، والإصرار أيضا على تبني توجه طويل الأمد يضمن استقرار المنطقة بشكل يعزز كلا من رخاء تركيا واستقرارها.

--- فاصل ---

أما صحيفة الـ Washington Times فتقول في تقرير لها أمس الاثنين إن رئيس الوزراء التركي سيسعى خلال لقائه الرئيس الأميركي غدا الأربعاء إلى الحصول على تنازلات اقتصادية وتجارية، بينما سيؤكد الرئيس بوش على ضرورة تحقيق التأييد التركي لأية حملة عسكرية ضد العراق.
وتتابع الصحيفة قائلة إن السيد Ecevit – البالغ من العمر 76 عاما ونادرا ما يسافر إلى الخارج – دعا ما يقرب من 200 من وزراء في الحكومة ورجال أعمال وخبراء تجاريين للاشتراك في زيارته إلى العاصمة الأميركية، حيث سيطالب بخفض التعريفات الجمركية الأميركية المفروضة على السلع التركية، وبشطب ديون تركيا العسكرية وبزيادة في حصص تركيا مما تستورده الولايات المتحدة من أقمشة وصلب.
ومن المتوقع – بحسب التقرير – أن يعبر بوش عن شكره لEcevit على تأييده القوي للحملة العسكرية في أفغانستان وللجهود المستمرة في محاربة الإرهاب، إلا أنه سيبحث أيضا عن استمرار تركيا في تقديم عونها الاستخباري.
أما المؤسسة الأمنية التركية فتخشى – استنادا إلى التقرير – أن يسفر شن حملة جديدة ضد الرئيس العراقي صدام حسين عن إنشاء دولة كردية مستقلة في شمال العراق، الأمر الذي ربما يسفر بدوره عن تقويض استقرار الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا، حيث خاضت الحكومة حربا دموية استمرت 15 عاما ضد الانفصاليين الكرد. وينسب التقرير إلى السيد Ecevit قوله الجمعة الماضية: الوضع في العراق مهم جدا بالنسبة لنا – فهم جيراننا. ونأمل ألا تواجه تركيا مشكلة جديدة إزاء الوضع في العراق. وتابع رئيس الوزراء التركي قائلا: من المؤكد أن تكون للولايات المتحدة اهتماماتها الخاصة بها. أما نحن فملتزمون بالتباحث مع الولايات المتحدة حول توجهاتها، خصوصا ما يتعلق منها بالشأن العراقي. غير أن Ecevit أكد أيضا أن بلاده لن تسمح أبدا بإنشاء دولة كردية مستقلة – حسب تعبيره الوارد في التقرير.

--- فاصل ---

أما صحيفة الـ Turkish Daily News التي تصدر في أنقرة باللغة الإنكليزية فتقول إن زيارة Ecevit إلى واشنطن تجاوزت – في أعقاب أحداث أيلول الماضي – من مجرد زيارة يقوم بها رئيس الوزراء التركي، إلى لقاء قمة بين البلدين. وتمضي الصحيفة إلى أن الزيارة ستتركز على عدد من القضايا، منها التعاون الاقتصادي، والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ومسألة قبرص، وإعادة هيكلة الحكم في أفغانستان، والعراق، والسياسات المتعلقة بالشرق الأوسط عموما. وليس سرا – تقول الصحيفة – أن الجانب الاقتصادي التجاري من الزيارة ستخصص له الأولوية القصوى.
وتتابع الصحيفة قائلة إن الجانب التركي سيركز على استيرادات تركيا الكبيرة من الولايات المتحدة، ويعبر عن الصعوبات التي تواجهها تركيا في إيصال صادراتها إلى الأسواق الأميركية. وسيطالب الوفد التركي في هذا الصدد إما أن تلغي الولايات المتحدة قيد الحصص المفروضة على الأقمشة التركية أو تزيدها بدرجة كبيرة، كما سيطالب بخفض الرسوم الجمركية المفروضة حاليا على السلع التركية.
وفيما يخص الشأن العراقي تقول الصحيفة إن التوجه التركي يتالف من شطرين، الأول يتمثل في تمسك تركيا بوحدة الأراضي العراقي ورفضها إنشاء دولة كردية في المنطقة. أما الشطر الثاني فيتمثل في تأكيد تركيا بأنها لا تفضل بقاء نظام صدام حسين في العراق، بل تصر على الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية الحالية. وتضيف الصحيفة أن المسؤولين الأتراك سيعبرون – في تصريحاتهم غير الرسمية – عن اعتقادهم بأن الفدرالية الديمقراطية المستندة إلى وحدة أراضي العراق ربما تمثل حلا للوضع في العراق، شرط تمتع التركمان في العراق بحقوق متساوية ضمن هذا الهيكل الجديد.

على صلة

XS
SM
MD
LG