روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: خبراء يؤكدون أهمية السرعة في عملية العراق


ناظم ياسين في تحليل نشرته صحيفة أميركية واسعة الإنتشار يشير خبراء ومحللون غربيون إلى أهمية التحرك السريع لإطاحة نظام الرئيس العراقي، وذلك لتخفيف ردود الافعال العربية والعالمية المحتملة. وفي الملف العراقي الثاني لهذا اليوم عرض لهذا التحليل أعده ويقدمه (ناظم ياسين).

"خبراء يقولون :ينبغي التحرك بسرعة إذا كان صدام هو الهدف المقبل". تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية اليوم الأحد تحليلا إخباريا لكاتبها (سرج شميمان).
يستهل الكاتب بالقول إن محللين وخبراء يتفقون على أهمية السرعة في إنجاز عملية تستهدف إطاحة الرئيس صدام حسين. ذلك أن تحقيق هذا الهدف بشكل سريع من شأنه تخفيف ردود الأفعال العربية والعالمية. وهذا، على الأقل، هو الدرس الواضح من حملة أفغانستان حيث لعبت السرعة في إسقاط نظام طالبان وتشكيل حكومة وطنية مؤقتة دورا في تخفيف الغضب الذي كان يخشى إثارته في الشارع العربي وأماكن أخرى من العالم، بحسب تعبير الكاتب.
الخبراء الذين حاورتهم الصحيفة الأميركية ذكروا أن قلة من الزعماء العرب قد يأسفون على رحيل نظام صدام. لكنهم، وكما كانت الحالة في أفغانستان، يخشون ردود الفعل المحتملة. وفي هذا الصدد، يقول الدبلوماسي السويدي (رولف أيكيوس)، الرئيس الأسبق للجنة تفتيش الأسلحة التابعة للأمم المتحدة بين عامي 1991 و1997، "إذا أنجزت العملية بسرعة وخفة، مثلما كان الأمر في أفغانستان مع نظام طالبان، فلن يكون ثمة موضع للسخط الشعبي"، بحسب تعبيره.
ولكن إذا استمرت العملية أو أخفقت، فإن المتطرفين في العالمين العربي والإسلامي سيكون بأيديهم سلاح قوي لتحريض الجماهير ضد أنظمة مؤيدة للغرب كمصر والأردن والسعودية.
(جيمس شليسنجر)، وزير الدفاع الأميركي الأسبق في عهدي الرئيسين نيكسون وفورد، ذكر أن إطاحة صدام "ستغير الخريطة الاستراتيجية للشرق الأوسط "، على حد تعبيره.
وأضاف قائلا:"إذا كان هذا هو الهدف، فينبغي تحقيقه بفاعلية وثقة كبيرة".
الصحيفة ترى أن إدارة بوش غير مترددة في جعل صدام هدفها المقبل. فيما يعتبر أنصار هذه الفكرة أن اللحظة الراهنة سانحة لإطاحة نظامه. ذلك أن الحرب على الإرهاب أحدثت زخما دوليا ضد متعهدي الإرهاب. وفي حال عدم إطاحته الآن فقد لا تسنح الفرصة للقيام بذلك أبدا، بحسب تعبير (نيويورك تايمز).
--- فاصل ---
الصحيفة الأميركية تمضي إلى القول إنه على الرغم من نجاح العمليات في أفغانستان فإن أي حديث في واشنطن عن استهداف صدام يجابه بمقاومة وقلق داخل البلاد وخارجها.
وثمة تخوف من احتمال تصدع الدعم الدولي الساحق للحرب على الإرهاب في حال قيام الولايات المتحدة بإجراء أحادي الجانب لإطاحة صدام، لا سيما في غياب دليل يربطه بهجمات الحادي عشر من أيلول.
ومن شأن استهداف الرئيس العراقي أن يثير اتهامات ضد الولايات المتحدة بأنها تتصرف من طرف واحد دون أن تولي اهتماما بالإجماع الدولي. كما قد تثار شكوك في شأن رغبة الانتقام لدى المحاربين القدماء في إدارة الرئيس جورج بوش الأب بسبب عدم قيامهم بإطاحة صدام خلال حرب الخليج عام 1991.
وفي هذا الصدد، تقول وزيرة الخارجية السابقة (مادلين أولبرايت): "لقد كان عدد القوات الموجودة على الأرض نصف مليون عسكري في عام 1991 . ولم تقم هذه القوات بإطاحة صدام. ونظرا لحجم المهام التي تعهدت بها الإدارة الحالية لإنهاء العمل في أفغانستان، يبدو هذا الهدف من الناحية العملية صعب التحقيق في الوقت الراهن"، بحسب تعبيرها.
(نيويورك تايمز) تشير إلى انتشار هذه النظرة على نطاق واسع. وحتى بريطانيا، التي تعد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، دعت إلى توخي الحذر في هذا الشأن. وهذا ما عبر عنه أيضا أمين عام الأمم المتحدة (كوفي أنان). أما الحجة التي يستندون إليها فهي أن من الأفضل الاستمرار في التعامل مع الشيطان الذي تعرفه، مشيرين إلى أن صدام هو الآن رهن الاحتواء.
ويذهب أنصار هذه النظرة إلى القول إن التحرك ضد صدام قد ينطوي على عواقب خطيرة ومجهولة بينها: تقسيم العراق أو عدم استقراره ، وتقوية إيران، وتعليق الصادرات النفطية من أكبر الدول المصدرة للنفط، إضافة إلى موجات السخط العارم التي قد تعم العالم العربي.
كما يشير هؤلاء إلى أن عملية استهداف صدام أكثر خطورة من مطاردة شبكة القاعدة وحركة طالبان. فالجيش العراقي قوة أكبر بكثير من ميليشيا طالبان الأفغانية. ولا توجد جيوش جاهزة على الأرض يمكن الاتكال عليها للتحرك ضده. ومهما كانت درجة الشعبية التي يتمتع بها صدام، ليس ثمة ما يضمن استسلام قواته بسرعة.
(غراهام أليسون)، مدير مركز "بلفر" للبحوث في جامعة هارفرد الأميركية، يقول: "إذا كنا نطارد شريرا، فهو شرير. والحجة الوحيدة ضد التخلص من صدام هي أن أحدا لا يعرف كيفية القيام بذلك أو كلفة مثل هذا العمل"، بحسب تعبيره.
--- فاصل ---
(نيويورك تايمز) تشير إلى الاعتقاد بأن الخيارات التي تدرسها الإدارة الأميركية في شأن العراق تتركز على عمليات لا تتطلب احتلالا تاما، بل مجرد البدء بنزاع يعمل معارضون داخليون على إنهائه. ولكن هذا الأمر يثير تساؤلا في شأن امتلاك أي من الفئات المعارضة التنظيم الإداري، أو القيادة، أو القدرة على إطاحة صدام، لا سيما وأنه تمكن من سحق جميع المحاولات السابقة.
كما أن وضع سكان الجنوب من الطائفة الشيعية أو كرد الشمال في مواجهة الحكام الذين ينتمون إلى الطائفة السنية في المنطقة الوسطى قد يثير مشاعر غضب تمتد خارج حدود العراق، ويؤدي إلى تقسيم البلاد. ومن شأن هذا الأمر أن يؤدي بدوره إلى نشوء مصدر جديد من عدم الاستقرار في المنطقة.
لكن أنصار فكرة الإطاحة بصدام يشيرون إلى عدم وجود سبب يدعو إلى الافتراض بأن حكومة تخلفه قد تفشل بالضرورة. ذلك أنه لا يتمتع بشعبية كبيرة في البلاد، وأي وكزة ثابتة له ستكفي لاندفاع المواطنين ضده. ويضيف هؤلاء أنه في حال قيام الولايات المتحدة بدعم المعارضة، لن ينظر إليها كدولة محتلة بل كحليفة للشعب العراقي تقاتل من أجل تحريره، على غرار ما جرى بالنسبة للشعب الأفغاني.
مؤيدو فكرة العمل على إطاحة صدام يقولون أيضا إن معظم الزعماء العرب سيشعرون بالسرور لدى رحيل الرئيس العراقي عن السلطة. لكنهم يحتاجون إلى قضية جديرة بالتصديق يعرضونها على شعوبهم تتضمن أدلة ملموسة على الأعمال الشريرة التي قام بها. أو قد يحتاجون إلى بعض المساعدات الاقتصادية الملموسة من الولايات المتحدة.
وفي ختام التحليل، تنسب الصحيفة إلى (ريتشارد برل)، أحد مستشاري وزارة الدفاع الأميركية ومن الأصوات الداعية إلى اتخاذ إجراء ضد صدام، تنسب إليه قوله: "قبل بضعة أسابيع، كان الرأي الشائع هو أن استهداف صدام قد يقوض موقفنا في العالم الإسلامي. ولكننا نادرا ما نسمع مثل هذه الحجة الآن حيث سبق وأن قيل نفس الشيء حول عواقب استهداف طالبان"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG