روابط للدخول

خبر عاجل

الملف الثاني: قراءة أميركية للجدال البريطاني الساخن حول الشأن العراقي


ولاء صادق تناولت صحيفتان أمريكيتان الموضوع العراقي الساخن المتعلق باحتمالات توجيه ضربة عسكرية أمريكية إلى العراق. في هذا الإطار تشهد العاصمة البريطانية جدالاً ساخناً أشارت إليه الصحيفتان الأمريكيتان. ولاء صادق في التقرير التالي.

يواصل الاعلام العالمي الاهتمام بموضوع العراق واحتمال استهدافه كمرحلة ثانية في الحرب ضد الارهاب. وفيما يلي نقدم لكم سيداتي وسادتي عرضا لافتتاحية لواشنطن تايمز وتحليلا لنيويورك تايمز نشرا امس السبت.
قالت واشنطن تايمز في افتتاحيتها إن الشعب الاميركي يدرك ما لا يدركه العديد من الحلفاء ومن الخبراء وهو انه لا نهاية للحرب ضد الارهاب الا بازاحة صدام حسين. وان الرئيس بوش لو انقاد لاستطلاعات الراي لامر بشن هجوم على العراق في الحال. ثم ذكرت الافتتاحية بطلب الرئيس بوش من صدام السماح بعودة المفتشين الدوليين والا فانه سيرى ما سيحدث. ثم اضافت بالقول إن الرئيس بوش يعرف ان صدام حسين لن يستجيب لهذا الطلب خوفا على برامج اسلحته الكيمياوية والبيولوجية والنووية وان من المعروف ووفقا لما ذكره خضر حمزة الذي ادار برنامج العراق النووي لمدة عشرين عاما ان صدام يحلم بان يصبح قائد العالم العربي وانه لن يدمر اسرائيل فحسب لو سنحت له الفرصة بل سيغزو السعودية والكويت وبقية الدول العربية. ثم نقلت الصحيفة ما قاله سعيد الحيدري وهو احد الهاربين الاخرين من العراق لصحيفة نيويورك تايمز عن ان هناك اكثر من عشرين موقعا لتطوير الاسلحة لم يُسمح للمفتشين بدخولها على الاطلاق لكونها من مواقع سكن صدام.
وجاء في افتتاحية واشنطن تايمز ان طموحات صدام وقدرتَََه على تحقيقها تجعله واحدا من اكبر الاخطار على امننا.
فصدام هو الوحيد الذي استخدم اسلحة الدمار الشامل. ونحن نعرف انه سيفعل ذلك ثانية لو احتاج اليه. كما ترد تقارير حاليا عن انه يفكر في جعل العراق مقرا لتدريب الارهابيين وتسليحهم للهجوم على الغرب بدلا عن افغانستان.
ومضت الافتتاحية الى القول ان الامر سيكون يسيرا عليه لان الصين ساعدته خلال العامين الاخيرين في تطوير دفاعاته كما ساعده الروس في بناء جيل كامل من الصواريخ المضادة للطائرات وبالتالي لا يمكن لانموذج افغانستان لو طبق في العراق ان ينجح تماما.
وانهت صحيفة واشنطن تايمز افتتاحيتها بالقول ان وزير الخارجية كولن باول واخرين مثل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يخطئون بالقول ان العراق ليس اهم الدول الارهابية التي علينا دحرها في الحرب. وان الوقت آت عندما سيتخذ الرئيس بوش قراره كي يجعل العراق يعرف نتائج التهيئة للارهاب واستخدام اسلحة الدمار الشامل مما يجعل من قضية اسقاط صدام مسألة وقت فقط.

اما صحيفة نيويورك تايمز فنشرت تحليلا قالت فيه انه مع التفكير بتوسيع الحرب ضد الارهاب لتشمل العراق يحاول العديد الربط بين اسامة بن لادن وصدام. اذ يناقش مسؤولو الادارة الاميركية مدى مصداقية ما قاله المسؤولون التشيكيون عن لقاء تم بين عميل عراقي واحد المشاركين في عمليات الحادي عشر من ايلول. كما حاول جيمس وولزي مدير وكالة المخابرات المركزية السابق الربط بين صدام وهجمات الانثراكس.
وتساءلت الصحيفة: ولكن ما الذي يربط حقا بين بن لادن رجل الدين المتطرف وصدام العلماني. ثم اجابت: من الواضح ان الاثنين يشتركان في كراهية الولايات المتحدة ووجودها العسكري في الخليج وفي اقتناعهما بان المجموعة الدولية استخدمت العقوبات الاقتصادية لتجويع الشعب العراقي. كما ان الاثنين بارعان في تحويل نفسيهما الى اسطورة. فبن لادن قدم نفسه على انه نبي العصر الحديث. بينما برع صدام الذي لم يؤد الخدمة العسكرية في حياته في تصوير نفسه على انه قائد عسكري فذ بل وتنتشر صوره في كل مكان في العراق وهو يحصد ويبني ويمتطي صهوة حصان مثل فارس همام. لكن التشابه ينتهي هنا كما ورد في التحليل. ذلك ان بن لادن متطرف ديني يدعو الى الولاء الى الله فقط وقد اتهم العائلة المالكة السعودية بالكفر لسماحها للقوات الاميركية بدخول الارض المقدسة.
ثم اوردت الصحيفة قصة تروى في الاوساط السياسية السعودية عن ان بن لادن قال لوزير الدفاع السعودي بعد اجتياح العراق الكويت ان السعودية لا تحتاج الى جيش اجنبي لدحر العراق وانه قادر على فعل ذلك هو واتباعه. ويروى ان وزير الدفاع اجابه: ولكن ليس هناك كهوف في الكويت ثم ماذا ستفعل لو ضربك صدام باسلحة كيمياوية وبيولوجية ؟ فاجاب بن لادن "سنحاربه بالايمان".
واضافت الصحيفة: صدام علماني لا يؤمن بالولاء الا لنفسه. وقد حاول تحديث العراق وجعله اقوى بلد في المنطقة. كما قمع الشيعة الذين يمثلون حوالي 55 بالمائة من السكان واعدم اية الله باقر الصدر اهم قائد شيعي لدعمه حركة دينية سرية دعت الى تطبيق المبادئ الاسلامية في الحكومة وفي الحياة الاجتماعية ولدعمه الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979. ثم عاد صدام وقمع الشيعة مرة اخرى في انتفاضة عام 1991 أترسل حرسه الجمهوري ليمثل بالمنتفضين. ونقلت الصحيفة عن جوديث يافي الباحثة في جامعة الدفاع الوطني قولها: "صدام ليس من دعاة التطرف في الاسلام بل حارب المتطرفين. وهو لا يؤمن بالولاء الى لنفسه وبالتالي فهو يعتبر الله واحدا من خصومه".
ثم عادت الصحيفة الى القول: ولكن صدام حاله في ذلك حال بن لادن يدرك القوة التي يمثلها الدين ولذلك راح يستخدمه في تقديم صورة جديدة عن نفسه. اذ امر صدام وهو من السنة بوضع شجرة نسب ربطته بفاطمة وبعلي بن ابي طالب وبالحسين وهو ما اعتبره بعض المسلمين ضربا من الهرطقة. كما كذب ادعاءات الخميني خلال الحرب ضد ايران بقيادة العالم الاسلامي وقال ان الفرس لا يمكن ان يتولوا قيادة العالم الاسلامي.
واضافت الصحيفة بالقول ان صدام ادى فريضة الحج في نهاية الثمانينات ثم نشر صوره وهو يقبل الحجر الاسود في مكة في جميع المساجد الشيعية في العراق. بل وخرج مؤخرا بفكرة لم يصل اليها حتى بن لادن نفسه حسب تعبير الصحيفة وذلك عندما عرض نسخة من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد خارج احد الجوامع في بغداد وهي نسخة قال المسؤولون العراقيون ان صدام تبرع خلال السنوات الثلاث الاخيرة بجزء من دمه لاستخدامه كحبر في كتابة صفحاتها الـ 600.

على صلة

XS
SM
MD
LG