روابط للدخول

خبر عاجل

واشنطن تحذر العراق / خلافات اميركية روسية حول العقوبات الذكية / اسرائيل تؤيد ضرب العراق


نركز في ملف اليوم على القضايا التالية: الرئيس الأميركي يحذر الرئيس العراقي من مغبة رفضه التعاون مع المفتشين الدوليين، ومؤشرات الى استمرار الخلافات بين واشنطن وموسكو في شأن نظام العقوبات الذكية الذي تقترحه بريطانيا ضد العراق، وتأكيد اسرائيلي بدعم أية ضربة جوية ميركية ضد مصانع إنتاج أسلحة الدمار الشامل العراقية. هذه المحاور وأخرى غيرها نتناولها في الملف الذي يضم أيضاً تقارير وافانا بها عدد من مراسلينا ومقابلات مع محللين سياسيين عرب وعراقيين حول قراءتهم لتحذيرات الرئيس بوش.

حذّر الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الرئيس العراقي صدام حسين من أنه سيتحمل المسؤولية إذا لم يسمح بعودة المفتشين الدوليين الى بغداد للتأكد من مسألة أسلحة الدمار الشامل العراقية.
وكالة فرانس برس نسبت الى الرئيس بوش في رده على سؤال في شأن النتائج المحتملة لرفض الرئيس العراقي السماح بعودة المفتشين، أن صدام حسين سيرى ما سنفعله، لافتة الى أن الناطق بإسم البيت الأبيض آري فلايشر حاول في ما بعد التخفيف من وقع كلام الرئيس الأميركي، لكنها، أي الوكالة، أشارت في الوقت نفسه الى أن ملاحظات الرئيس بوش جاءت في الوقت الذي إزدادت فيه التكهنات بإحتمال تعرض العراق الى ضربة عسكرية أميركية في إطار الحرب الجارية ضد الإرهاب.
الى ذلك، لاحظت فرانس برس أن الرئيس بوش لم يقتصر في كلمته الأخيرة على تحذير الدول التي تؤوي أو تدعم الارهاب، إنما وجّه تحذيراته أيضاً الى الدول التي تحاول تطوير أسلحة الدمار الشامل بهدف ترهيب العالم، مؤكداً أن هذه الدول ستتحمل مسؤولية أعمالها، ومشدداً على أن صدام حسين يجب أن يسمح للمفتشين الدوليين بالتأكد من أنه لا يطور أسلحة للدمار الشامل.
أما فلايشر فإنه حضّ الصحافيين على أن لا يحمّلوا كلام الرئيس الأميركي أكثر مما تحتمل، معتبراً أن ما قاله بوش لا يتعدى إعادة التأكيد على مواقف سابقة له إزاء العراق.

--- فاصل ---

وكالة اسوشيتد برس للأنباء تناولت الموضوع ذاته، ورأت أن الرئيس بوش حذّر العراق من مغبة تطوير أسلحة الدمار الشامل.
وفي هذا الإطار أوضحت الوكالة أن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية لم تذكر اسماءهم لم يعلقوا على تصريحات فلايشر، لكنهم اعتبروا أن تصريحات الرئيس بوش إشارة أكيدة الى مقدار القلق الذي يساور البيت الأبيض من أن الرئيس العراقي قد يشكل العقبة الكبيرة على طريق الحرب ضد الإرهاب إذا لم يصار الى تجريده من اسلحة الدمار الشامل.
الى ذلك، نسبت الوكالة الى مساعدي الرئيس الأميركي ممن يخشون أن تؤثر تصريحات بوش في عزيمة حلفائهم الذين لا يريدون ضرب العراق، تأكيدهم أن العراق غير مدرج على قائمة الدول المستهدفة. هذا في الوقت الذي علّق فيه وزير الخارجية الأميركي كولن باول على تصريحات بوش بالقول أن صدام حسين يجب أن يأخذ هذه التصريحات محمل الجدّ، لأن كل الإحتمالات بالنسبة الى العراق مفتوحة على حد تعبيره. هذا في حين أشارت مجلة نيوزويك الأميركية الى أن المزاج العام داخل الادارة الأميركية يتمثل في دفع الرئيس العراقي عن طريق الضغوط الديبلوماسية المرفقة بتلميحات حربية نحو السماح بعودة المفتشين الدوليين. وفي هذا الخصوص نقلت المجلة عن مسؤول أميركي مطلع أن الولايات المتحدة ليست على عجلة من أمرها وأن أمامها متسع من الوقت للتعامل مع صدام حسين.

--- فاصل ---

مستمعينا الأعزاء..
قبل أن ننتقل الى تسليط الضوء على محور العقوبات الذكية، نبقى مع مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي الذي تابع التطورات المتعلقة بحديث الرئيس بوش والإشارات التي وردت فيه حول إمكان إنتهاج سياسة جديدة إزاء العراق بعد حرب أفغانستان:

أفادت وكالة رويترز للأنباء أن كولن باول فشل في إقناع (إيغور إيفانوف) صباح الإثنين بتعديل نظام العقوبات الاقتصادية المفروض على العراق ولكن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية (ريتشارد باوتشر) قال أن محاولات إقناع روسيا سوف تستمر.

"دعني أخبركم أن وزير الخارجية قد تحدث اليوم مع نظيره الروسي إيغور إيفانوف وبحث معه الشأن العراقي في مجلس الأمن وكما أخبرتكم فإننا نتشاور مع الروسي بخصوص مشروع قرار جديد في مجلس الأمن ونحاول التوصل لاتفاق بأسرع ما يمكن.
وهدفنا تغيير الموقف الروسي بحيث يتجانس مع موقف الدول الأربع ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن."

ويذكر أن الفترة الحالية لاتفاق النفط مقابل الغذاء سوف تنتهي بعد 4 أيام وفي تطور هام طالب الرئيس جورج بوش صباح الإثنين العراق بالسماح بعودة مفتشين الأسلحة.
الرئيس (جورج بوش): "لقد وافق صدام حسين من قبل على السماح لمفتشي الأسلحة بالدخول لبلاده ولكي يثبت للعالم أنه لا يطور أسلحة دمار شامل يجب عليه أن يسمح بعودة مفتشي الأسلحة."
ويشكل هذا التصريح أهم تغير في السياسة الأمريكية تجاه الشأن العراقي خلال الشهور الماضية حيث كان الجهد الأمريكي يركز على العقوبات الذكية. ويقول (باتريك كلارسون) خبير شؤون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن هو السبب في هذا التغير.
منذ هجوم الأنثراكس في الولايات المتحدة زاد إدراك الحكومة الأمريكية بخطورة أسلحة الدمار الشامل في إطار تهديدها للولايات المتحدة لذلك فإن الحكومة الأمريكية تركز الآن على الدول التي تحاول تطوير أو بناء أسلحة للدمار الشامل. والولايات المتحدة قالت من قبل أن العراق وكوريا الشمالية هما البلدان اللذان يملكان برامج لتطوير هذه الأسلحة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قد أوضح أن الولايات المتحدة تحاول إقناع روسيا للتوصل إلى مشروع قرار جديد في مجلس الأمن يهدف إلى تعديل نظام العقوبات الاقتصادية ويؤمن عودة مفتشي الأسلحة.
(ريتشارد باوتشر) المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "ما زلنا نعمل بهدف التوصل إلى اتفاق على وجود قرار جديد يمكننا من التعامل مع امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والمواد اللازمة لانتاجها.
ويهدف مشروع القرار أيضاً إلى تسهيل وصول السلع الإستهلاكية إلى الشعب العراقي وما زلنا نؤيد بقوة مبدأ عودة مفتشي الأسلحة للعراق وقد أثار الرئيس جورج بوش هذا الموضوع صباح اليوم كما بحث كولن باول وإيغور إيفانوف مشروع القرار الجديد وما زلنا نتفاوض مع الروس.

ويقول باتريك كلاوسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن النجاح العسكري الذي حققته الولايات المتحدة في أفغانستان خلال الأسبوعين الماضيين هو الذي أدى إلى التحرك المتأخر للدبلوماسية الأمريكية: "يبدو أن الحكومة الأمريكية اتخذت مراراً في بداية الشهر الحالي بعدم ممارسة ضغوط بهدف تمرير مشروع القرار للعقوبات الذكية عند انتهاء الفترة الحالية من اتفاق النفط مقابل الغذاء.
لأن تقدير الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت أنها ستكون منهمكة في حرب أفغانستان ولكن أحداث الأسبوعين الماضيين اثبتتا أن النجاح الذي تحقق في أفغانستان كان أكبر من المتوقع بكثير ما أوضح للمشؤولين الأمريكيين أنه من الممكن عمل شيء بخصوص الشأن العراقي."

وقد يشرح ذلك اللغة المتشددة التي استخدمها الرئيس بوش صباح الإثنين حيث ربط لأول مرة بين أسلحة الدمار الشامل والحملة الأمريكية الحالية ضد الإرهاب.

الرئيس جورج بوش: " أنا متمسك بموقفي وهو أن أفغانستان هي مجرد البداية فلة وفر بلد أو شخص ملاذاً آمناً لإرهابي فإن هذا الشخص إرهابي أيضاً وإذا موّل بلد أو شخص إرهابياً فهو إرهابي أيضاً ولا يمكن شرح موقفي بأبسط من ذلك لدول العالم. وإذا قام بلد بتطوير أسلحة دمار شامل لاستخدامها لإرهاب دول أخرى فإن هذا البلد سيتحمل مسؤولية ذلك. و (صدام حسين) يجب أن يسمح لمفتشي الأسلحة بالعودة للعراق حتى يثبت لنا أنه لا يطور أسلحة دمار شامل."

هذا ويستبعد الدبلوماسيون الأوروبيون في مجلس الأمن أن تتمكن الولايات المتحدة من إقناع روسيا بتعديل اتفاق النفط مقابل الغذاء خلال الأربعة أيام المقبلة وهي المدة المتبقية من الفترة الحالية من هذا الاتفاق.
ويتوقع هؤلاء الدبلوماسيون أن يتم تجديد اتفاق النفط مقابل الغذاء لفترة جديدة بدون تعديل.
وحيد حمدي - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - واشنطن.

--- فاصل ---

نبقى في الإطار ذاته، ونستمع في ما يلي الى قراءة محللين سياسيين، عراقي وعربي، لتصريحات الرئيس الأميركي حول العراق. هذا أولاً مراسلنا في بيروت علي الرماحي يتحدث الى الكاتب اللبناني طلال عتريسي الذي يرى أن كلام الرئيس بوش يعني أن كفة الخط المطالب بضرب العراق داخل الادارة الأميركية هي الراجحة:

طلال عتريسي: يتوقف المراقبون والمحللون السياسيون عند كلام الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش عن العراق وتشديده على ضرورة عودة المفتشين الدوليين إلى العراق ويرى المحللون في هذا الكلام إشارة جديدة وجدية عن تعاط أمريكي حازم مع الحكومة العراقية.
الباحث السياسي الدكتور (طلال عتريسي) يرى في حديثه لإذاعة العراق الحر أن هذا التصريح ربما يعني بداية تغليب وجهة النظر المتشددة داخل الإدارة الأمريكية بشمول العراق بحملة مكافحة الإرهاب.
اعتقاد بأن هذا التصريح المباشر ولأول مرة تقريباً يأتي هذا التصريح بعد العمليات العسكرية في أفغانستان ربما يعني هذا الأمر تغليب وجهة النظر المتشددة داخل الإدارة الأمريكية التي تريد أن تشمل العراق ضمن العمليات العسكرية هذا ما يسمونه بالإرهاب وهذه الوجهة بدأت بالضغط منذ بداية العمليات في أفغانستان ليكون العراق هو المسرح الثاني لهذه العمليات هذه إشارة على يعني بداية تغليب هذه الوجهة ولكن في الوقت نفسه يعني أنا لا أزال أطرح الأسلحة حول طبيعة هذه العمليات المفترضة ضد العراق هل ستكون عمليات تقليدية أم أنها ستكون عمليات مختلفة مسألة ثانية أيضاً تطرح في هذا المجال هي الجولة التي سيقوم لها وزير الخارجية الأمريكي في الأسبوع المقبل حول دول معنية بالشأن العراقي مثل تركيا وروسيا هل ستؤدي هذه الجولة إلى تمرير مشروع العقوبات الذكية خصوصاً أن من المعلوم أن روسيا هي التي تعارض هذا المشروع هل سيكون هذا الضغط والتهديد بعمليات عسكرية ثمنه تمرير مشروع العقوبات الذكية وموافقة روسيا عليه أم أن مثل هذه الجولة يمكن أن تمهد لإعادة البحث في وضع العراق وفي مستقبل العراق يعني أنا بداية تفهم من هذا التصريح الأمريكي إلا إذا طبعاً يعني شعر العراق بضغوط جدية وربما قدم تنازل بعودة المفتشين والمراقبين الدوليين فعند ذلك تنتفي الحجة الأمريكية ونجد أنفسنا أمام وضع جديد ومختلف.

إذاعة العراق الحر: دكتور طلال عتريسي هل ترى أن نجاح تجربة أفغانستان ونمط التعاطي الأمريكي أو الدولي عموماً مع الموضوع الأفغاني هل ترى أن نجاح هذا النموذج يشجع أو يساعد في حسم التباين الذي تحدثت عنه الموجود داخل الإدارة الأمريكية بشأن التعاطي مع الملف العراقي؟

طلال عتريسي: ربما يشجع هذا الأمر خصوصاً وأن لغاية الآن الأراضي الأمريكية تعتبر نفسها أنها انتصرت في أفغانستان أو أن أسلوب الحسم العسكري بدأ يؤتي ثماره في أفغانستان ولا بد من تكرار هذا الأسلوب في العراق ولكن هنا لا بد من الإشارة أن المعركة لم تنتهي في أفغانستان الرئيس الأمريكي نفسه يصرح بأن بأن القبض على (بن لادن) ربما يحتاج إلى 3 سنوات أو 10 سنوات هذا الأمر يعني أن الأهداف الأساسي من الحملة على أفغانستان وفقاً للادعاء الأمريكي لم يتحقق لأن الهدف هو اعتقال ابن لادن والهدف الثالث كان إسقاط نظام طالبان فسقط نظام طالبان ولم يعتقل بن لادن ولا نعرف ماذا سيجري على القوات الأمريكية التي بدأت تنزل إلى الأرض في أفغانستان ولا فرق ماذا ستواجه في المستقبل بالإضافة إلى أن الوضع العراقي أنا أعتقد أنه أكثر تعقيداً من الوضع في أفغانستان وإذا كان هناك ثمة إجماع يعني على محاربة الإرهاب في أفغانستان فلغاية الآن ليس هناك إجماع على ضرب العراق أو التعامل معه بالطريقة نفسها لا دولياً ولا حتى عربياً.

إذاعة العراق الحر: أشرت إلى موضوع العقوبات الذكية هل ترى أن انتهاء المرحلة التاسعة من تفاهم النفط مقابل الغذاء نهاية هذا الشهر هل ستشكل مرحلة فاصلة في موضوع التعاطي مع الملف العراقي دولياً؟

طلال عتريسي: أنا أعتقد أن هذه نعم مسألة مهمة وهذا الكلام الأمريكي لا ينفصل عن نهاية هذه المرحلة في نهاية هذا الشهر الحالي وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكيين يعني خطط من خلال هذا التهديد كما ذكرت لتمرر مشروع العقوبات الذكية ونحن يجب أن نتذكر بأن إدارة الرئيس الأمريكي منذ اليوم الأول لوصولها قامت بقصف العراق وبطرح مشروع ما سمته العقوبات الذكية لإعادة الوجه يعني وجه آخر للحصار كما هو معلوم تقليص الحصار على السلع المدنية وتشدد التشدد فيها على السلع العسكرية أو المقترحة لأغراض أخرى أنا لا أفصل في حقيقة الأمر بين هذا التهديد العسكري وبين مشروع تمرير العقوبات الذكية وربما كما ذكرت تأتي زيارة (كولن باول) إلى روسيا في هذا الإطار بالذات وإلى تركيا أيضاً.

رغم أن أحداً لا يفسر كلام الرئيس الأمريكي على أن الحرب في العراق قادمة غداً أو لفترة لكن الجميع يرى أنه إشارة جدية لتطورات لاحقة بشأ، الملف العراقي.
علي الرماحي - إذاعة العراق الحر.

كما تحدثنا الى المحلل السياسي العراقي الدكتور غسان العطية وسألناه أولاً عن قرأته لتصريحات الرئيس بوش:

غسان العطية: جاء خطاب بوش اللي ألقاه في البيت الأبيض بحضور مراسلين الإشارة إلى العراق كانت واضحة وأكثر وضوحاً من أي وقت سابق وهي أن موضوع العقوبات ونشديدها سيطرح في نهاية هذا الشهر في مجلس الأمن وما قاله الرئيس الأميركي بهذا الصدد أن على العراق أن يسمح بعودة المفتشين إلى بغداد وهذا الأمر الذي ترفضه بغداد والذي تسبب في هجمات عرفت عام ديسمبر 98.
بثعلب الصحراء اللي استمرت أيام في ضرب العراق وإلى اليوم لم تعد القوات أو المراقبين إلى بغداد وبغداد ترفض عودتهم إللا بعد رفع العقوبات أو على العراق.
هذا حقيقة يضع الإدارة الأمريكية في محك اختبار صعب جداً فهي من ناحية يهذا التصريح الرئيس الأمريكي أوفر صراحة موقف متشدد يصعب على أعضاء مجلس الأمن إهمال هذا التحذير العقبة أمام مجلس الأمن هو موقف الاتحاد السوفيتي.
المعلومات الواردة إلى الآن أن هناك اتصالات مستمرة إلى هذا اليوم لإقناع روسيا بإعادة موقفها بالنسبة لتمرير هذا القانون وبالتالي أعتقد يعني نهاية أشهر هذه ستكون مهمة في موضوع العراق ولكن هذا لا يعني بأن نتوقع مجرد عدم قبول عودة المفتشين ستضرب الولايات المتحدة العراق بالصواريخ كما حصل سابقاً.

إذاعة العراق الحر: خطاب الرئيس بوش هل في قناعتك لا يشير إلى أن الصقور داخل الإدارة الأمريكية بدأوا يعني بالغلبة على الساحة وأن احتمالات تعرض العراق إلى ضربة عسكرية أصبحت قريبة من أي وقت آخر؟

غسان العطية: حقيقة أولاً يعني غالباً ما الإعلام يحب يعرض صورة درامية لأي تصرف سياسي الخلاف ما بين الصقور في أمريكا المتمثلين في وزارة الدفاع والحمائم المتمثل بالخارجية الأمريكية الحقيقة هو وجهات نظر تطرح أمام الرئيس الأمريكي ليتخذ قراره. والرئيس الأمريكي عرف عنه أنه يعتمد على مستشارين، فريق من المستشارين، وإلى الآن هذا الفريق قدم رؤى مختلفة لكني لا أعتقد أن الرئيس الأمريكي حسم أمره وإلى الآن الموضوع غير مستعجل بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية بانتظار ما تتمخض عنه حرب أفغانستان.
لكن بدون شك الإدارة الأمريكية بشقيها الخارجية والدفاع مقتنعان بأن لا مجال للتعايش مع النظام القائم في بغداد والحد الأدنى المطلوب هو عودة المفتشين بدون قيد وبدون أي شرط والحد الأعلى هو تغيير النظام بهذا الشيء وبهالمجالين يلتقي الطرفان الحمائمي والصقور في الخارجية الأمريكية وممكن أن تعنت بغداد وتشددها يخدم صراحة التيار المتشدد في الولايات المتحدة أكثر من أي خامل آخر.

إذاعة العراق الحر: دكتور غسان سؤال أخير يفهم من خطاب الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة بدأت تضيف مسألة أسلحة الدمار الشامل ضمن قائمة الإرهاب والعراق كما نعرف هو متهم منذ فترة منذ سنوات بامتلاك هذه الأسلحة فهل تعتقد أن مسألة الأسلحة تشكل البوابة لأية ضربة ممكنة؟

غسان العطية: الحقيقة سؤال جداً مهم لأن مما قاله هناك عدد من الدول اللي تملك أسلحة نووية منها باكستان ومنها الهند لكن الرئيس الأمريكي حدد أن الدول التي تسعى لامتلاك الأسلحة ذات الدمار الشامل بغرض إرهاب العالم حدد أن موضوع إرهاب العالم تهديد العالم وليس قضية دفاعية فهو يعتبر امتلاك العراق لهذه الأسلحة تهديد للآخرين وبالتالي يجب أن يتم تدميرها وإزالتها وليس مجرد امتلاكها، كما تمتلكها الصين أو الهند أو باكستان، وهذا الأمر يجب أن يكون واضح بالنسبة إلى بغداد هو الحد الأدنى بالنسبة لأي إدارة أمريكية أي أن لا يجوز لامتلاك الأسلحة مثل هذه الأسلحة في أنظمة هي معادية للغرب أو معادية للمصالح الأمريكية في المنطقة، وبالتالي تعتبر تهديد إلى مصالحها. فبالتالي لا أعتقد هناك مجال للتعايش الأمريكي مع حالة يكون فيها العراق ممتلك لأسلحة الدمار الشامل أن كان إمكانياً، إمكاناً أو كان فعلاً هو يملكها مثل أسلحة جرثومية أو أسلحة كيماوية وأعتقد سيكون المدخل للصراع أو للهجوم الأمريكي على العراق هو هذا الجانب وليس موضوع حقوق الإنسان أو موضوع الديمقراطية في العراق أو أي شيء آخر.

إذاعة العراق الحر: الدكتور غسان العطية، شكراً جزيلاً على مشاركتكم معنا.

غسان العطية: شكراً.

في السياق ذاته، تابع مراسلنا في باريس شاكر الجبوري الموقف الرسمي لفرنسا وتحدث أيضاً الى محلل لبناني:

لا تحبذ باريس تحميل إشارة الرئيس جورج بوش إلى احتمال استهداف العراق في واحدة من صفحات الحرب ضد الإرهاب أكثر مما تنطوي عليه من مضامين سياسية مشددة على وجوب أخذ هذه الإشارة في مجمل السياقات التي توقف عندها الرئيس الأميركي.
وحسب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفالدو فإن عودة لجان التفتيش وتنفيذ العراق لقرارات الشرعية الدولية هي النقاط التي لا يختلف عليها الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ولا كافة القوى المعنية باستقرار الأوضاع في المنطقة مؤكداً عدم استعداد فرنسا للشذوذ عن هذا الإجماع. لذلك يقول ريفالدو لن نتوقف عن نصح بغداد في إيجاد أرضية تفاهم جديدة مع الأمم المتحدة.
وعرفت إذاعة العراق الحر من قصر الإليزيه ظهر اليوم بأن تنويه الرئيس الأميركي بما يخص العراق سيكون من بين النقاط الجديدة المدرجة على طاولة اجتماعات القمة الفرنسية الإيطالية التي ستفتتح أعمالها في وقت لاحق من مساء اليوم وأن روما وباريس لا تختلفان في معارضتهما لتوسيع جبهة الحرب الدائرة حالياً ويتفق هذا الموقف مع ما يحرص على ترديده هذه الأيام وزير الخارجية الفرنسية (أوبير فيدرين) في أن عدم حل أزمة السلام في الشرق الأوسط واستمرار التطبيق الشمولي للعقوبات الدولية ضد العراق مع تواصل عمليات القصف الجوي لن يكون معه ممكناً التفكير بالاستقرار والقضاء على الإرهاب الدولي على حد قول (أوبير فيدرين) الذي يشير إلى حرص باريس على وفائها عن مبدأ عدم توسيع جبهة الحرب لتفادي إخراج الكثير من الأصدقاء في المنطقة.
ويتفق الخبير والمحلل السياسي العربي (فيصل جلول) مع هذه التصورات الفرنسية مؤكداً بأن تعقيدات الوضع الدولي الجديد منذ 11 ايلول الماضي لا تمنع واشنطن هامش المناورة المطلوب لتوسيع دائرة الحرب.
وأن محاولة ضرب العراق أو حزب الله في جنوب لبنان أو الصومال ستضع الأمور الإقليمية والدولية على مفترق طريق لا تؤدي جميعها إلى خيارات سلام قلما تريده العواصم الكبيرة. مشيراً إلى أهمية عدم فصل حديث الرئيس جورج بوش أن الحسابات الداخلية الأميركية وإظهار قدرة واشنطن على مواصلة ما بدأته في أفغانستان بنجاح وذلك لإعادة زرع الثقة بالنفوس حسب رأيه.
جدير بالذكر أن العديد من العواصم الأوروبية والعربية قد أعلنت معارضتها ضرب العراق أو أي بلد عربي آخر دون توفر شروط الإدانة اللازمة وهو ما تضعه واشنطن في حساباتها حتى وإن هي لوحت بالقوة في جميع الاتجاهات.
فاستراحة المحارب حسب وجهة نظر دبلوماسي فرنسي لا يجب أن تمر بعيداً عن هذه الحقائق سيما وأن جميع أطرافها من الداعمين للتحالف الدولي ضد الإرهاب. وعليه لا أجد مبرراً يقول هذا الدبلوماسي لاستعجال الاعتقاد بأن ضرب العراق قد بات وشيكاً.
شاكر الجبوري - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - باريس.

--- فاصل ---

في محور آخر، نقلت وكالة رويترز عن مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تدرس إمكان تأخير اقتراحها الخاص بتسهيل تدفق السلع المدنية الى العراق مع تشديد القيود على دخول المواد العسكرية.
يذكر أن المرحلة الحالية من برنامج النفط مقابل الغذاء ستنتهي الجمعة المقبل وسط عدم وجود دليل على استعداد روسيا للتخلي عن معارضتها لنظام العقوبات الذكية. ونسبت الوكالة الى ديبلوماسيين أميركيين أن الولايات المتحدة اقترحت على الدول الأعضاء الاساسية في الأمم المتحدة تجديد البرنامج لمدة أقصاها نهاية اذار المقبل.
لكن وزير الخارجية الأميركي اعتبر في مقابلة مع شبكة (سي. إن. إن) التلفزيونية الأميركية أن العقوبات الذكية هي السبيل الأكثر عملية لمنع تسرب معدات عسكرية الى العراق، مضيفاً أن الولايات المتحدة تصرّ على هذا الموقف لا لحماية نفسها بل لحماية المنطقة كلها.
واعتبر باول أن روسيا اصبحت تتفهم هذا التوجه، لكنها تريد في الوقت نفسه حماية مصالحها التجارية مع العراق، مشيراً الى أن واشنطن تواصل مشاوراتها مع روسيا من أجل التوصل الى تسوية تفي بالغرض.

--- فاصل ---

أما وكالة اسوشيتد برس فرأت أن الخلافات بين موسكو وواشنطن حول تعديل نظام العقوبات ما تزال قائمة، ما يعني أن مجلس الأمن قد لا يعدّل هذه العقوبات عند إنتهاء المرحلة الحالية من برنامج النفط مقابل الغذاء. لكن الوكالة نسبت الى ديبلوماسيين لم تذكر اسماءهم توقعهم أن تكون فترة التمديد أقصر من الفترة الاعتيادية، وأن يصار الى الإشارة الى الاقتراح الأميركي البريطاني الخاص بتعديل العقوبات في نص قرار التمديد.
لكن ديبلوماسيين غربيين تحدثوا الى اسوشيتد برس قالوا إن فترة تمديد البرنامج قد لا تتجاوز شهرين أو ثلاثة اشهر. هذا في حين نقلت الوكالة عن نائب السفير الصيني الدائم في مجلس الأمن (شين غووفانغ) أن بلاده تفضل تمديداً اعتيادياً لمدة ستة أشهر على ان يصار خلال هذه الفترة الى تحديد القوائم الخاصة بالسلع الممنوعة من جهة، ومراجعة القضية في شكل شامل من جهة أخرى.

--- فاصل ---

من جهة أخرى، قالت إسرائيل إنها ستدعم ضربات جوية أميركية ضد مصانع الأسلحة المحظورة في العراق على اعتبار أن ضربات كهذه هي جزء من الحرب ضد الارهاب على رغم إحتمالات الرد العراقي عليها.
وكالة فرانس برس نقلت عن نائب قائد الجيش الاسرائيلي موشيه أيالون في حديث مع قناة تلفزيونية اسرائيلية خاصة أن مصانع الاسلحة العراقية تشمل معامل يشتبه في أنها تنتج صواريخ أرض أرض أو أية أسلحة أخرى للدمار الشامل، مرجحاً في الوقت نفسه أن تؤدي الضربات الجوية الأميركية ضد العراق الى لجوء بغداد للرد على اسرائيل كما فعلت في عام 1991 حين أطلقت 39 صاروخ أرض أرض على الدولة العبرية.

على صلة

XS
SM
MD
LG