روابط للدخول

خبر عاجل

تعليقات صحفية أميركية تتعلق بإمكان ضرب العراق في إطار الحرب ضد الإرهاب


تواصل الصحافة الاميركية التعليق على الطروحات المتعلقة بإمكان شمول العراق بالحرب على الارهاب. إثنتان من هذه الصحف اعتبرتا أن الوقت الراهن ليس مناسبا لشن حرب على العراق.

ففي تعليق لها اليوم تقول الـ New York Times إن إدارة الرئيس بوش سترتكب خطأ جسيما لو شنت هجوما عسكريا على العراق، بينما نشرت الـ Washington Post مقالا لأحد كبار محرري وكالة United Press International الإخبارية يقول فيه إن المبررات لشن هجوم حاسم على النظام العراقي كثيرة، ولكن لا بد من معالجة هذا الموضوع بعيدا عن كونه مكملا لعمليات أفغانستان.
تقول الـ New York Times في افتتاحيتها اليوم إن النجاح السريع الذي تحققه القوات الأميركية في أفغانستان أخذ يسفر عن توجهات تحبذ شن عمل عسكري لإطاحة صدام حسين من السلطة في العراق. صحيح – تقول الصحيفة – أن العالم سينعم بأمان أكبر لو تم القضاء على دكتاتورية صدام حسين القاسية – ولكن السبل الكفيلة بإزالته على المدى القريب ليست متوفرة الآن.
وتتابع الصحيفة قائلة إن مهمة أميركا لم تنته بعد، فما زال أسامة بن لادن وأعوانه أحرارا، وما زال موضوع تشكيل حكومة مستقرة في أفغانستان في بدايته، وهي ظروف تجعل من بقاء أفغانستان معقلا للإرهابيين أمرا محتملا.
أما إنجاز المهمة في أفغانستان فيتطلب – بحسب التعليق – الحفاظ على وحدة التحالف الدولي القائم حاليا، ذلك التحالف الذي سرعان ما سينهار في حال شن حرب على العراق في هذه المرحلة. وتوضح الصحيفة قائلة إن تأييد زعماء العرب لصدام حسين ليس شاملا، ولكن الرأي العام العربي لن يسمح لهم بتأييد عمل عسكري أميركي ضده، خصوصا في غياب براهين قاطعة تثبت تورطه في اعتداءات أيلول الماضي الإرهابية. وتحذر الصحيفة من أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستجدان نفسيهما منفردتان في أي حملة عسكرية على العراق.

--- فاصل ---

وتمضي الصحيفة في تعليقها إلى أن التحديات العسكرية المتمثلة في حرب في العراق تفوق بكثير كل ما شاهدناه لحد الآن في أفغانستان، ففي وسع صدام حسين الاعتماد على ولاء جيش كبير مجهز بأسلحة تفوق أسلحة طالبان في حداثتها وفتكها. كما إن مركز قوته في العاصمة بغداد لا يلائم أبدا ذلك النمط من عمليات القوات الخاصة المستخدم حاليا في أفغانستان. وسيترتب على القوات الأميركية أيضا شن عمليات بمعزل عن أي حليف محلي يشابه تحالف الشمال في أفغانستان، فالمؤتمر الوطني العراقي – الذي يمثل المعارضة العراقية التي تدعمها واشنطن – هو عبارة عن مجموعة من السياسيين المنفيين المتناحرين، ولا قوات قتالية تحت إمرته. وتؤكد الصحيفة أن القوة الجوية الأميركية الضاربة لا يمكنها السيطرة على الموقف في غياب قوات تقاتل على الأرض. صحيح – في رأي الصحيفة – أن في إمكان أميركا إرسال قوة كبيرة قادرة على حسم المعركة إلى المنطقة، ولكن إعداد هذه القوة يتطلب وقتا طويلا، كما على واشنطن ألا تعتمد هذه المرة على قواعد عسكرية وعلى مواقع تجميع قواتها في السعودية.

--- فاصل ---

أما ما ينبغي على واشنطن الاهتمام به الآن فهو – استنادا إلى افتتاحية الـ New York Times – تركيز الجهود الرامية إلى تكوين معارضة عراقية داخلية جادة، فهناك مئات الآلاف من العراقيين المتذمرين رغم فعالية أجهزة الأمن الحكومية المخيفة. وترى الصحيفة أن معارضة داخلية فعالة يمكن أن تتطور لتصبح قوة قتالية ذات كفاءة لتتحول بالتالي إلى نواة حكومة مستقبلية. أما واشنطن – بحسب التعليق – فعليها أن تمارس أقصى الضغوط الدبلوماسية والعسكرية على بغداد، إذ في وسعها مثلا أن تستغل تحسن علاقاتها مع روسيا في استحداث نظام عقوبات فعالة جديد في الأمم المتحدة، وفي الضغط من أجل استئناف عمليات التفتيش عن أسلحة العراق المحظورة. وتخلص الصحيفة الأميركية إلى أن التحدي المتمثل في التخلص من صدام حسين يستحسن تأجيله إلى يوم يمكن للولايات المتحدة أن تعتمد فيه على تأييد قوي وفعال تقدمه قوات المعارضة داخل العراق.

--- فاصل ---

في السياق ذاته نشرت صحيفة الـ Washington Times أمس الأحد مقالا لمحرر وكالة United Press International المخضرم Arnaud de Borchgrave يقول فيه إن على الذين يرغبون بقتل ثلاثة أفاعي سامة – أسامة بن لادن وملا محمد عمر وصدام حسين – بحجارة واحدة، أن يعيدوا النظر في تفكيرهم.
ويروي المقال عن مسؤولين كبار في دول ممتدة من المغرب إلى الأردن ومن تركيا إلى عمان، اتفاقهم على آراء متشابهة، يلخصها المحرر بقوله إن رغبة الولايات المتحدة في شن حملة عسكرية على العراق لم تثر دهشة أحد، أما الغريب فهو اعتقاد أميركا بأنها تستطيع شن مثل هذه الحملة بتأييد من أي من الدول العربية أو تركيا. ومن الآراء المتفق عليها أيضا أن نظام العقوبات والضربات الجوية المستمرة على العراق يعتبران أمرين شائكين في العالم العربي حيث انهما يولدان شعورا بالحقد تجاه أميركا. وهناك أيضا شعور قوي معاد لأميركا في العواصم العربية نتيجة الحملة الراهنة الهادفة إلى الربط بين النظام العراقي وأحداث أيلول الماضي الإرهابية. كما ستضع الحملة العسكرية المحتملة ضد العراق زعماء عرب – ممن يعتبرون أصدقاء أميركا – مثل الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تحت ضغوط محلية جبارة لإبعاد أنفسهم ودولهم عن مثل هذا التوسيع في العمليات العسكرية الجارية.

--- فاصل ---

ويمضي المحرر في مقاله إلى أن افتراض كون العراق محور النشاط الإرهابي العالمي يتطلب تمحيصا أكثر دقة وواقعية. ويروي أن القاضي Jean-Louis Bruguiere – الذي يعمل على عدة جبهات منذ 1985 في مطاردة الإرهابيين عبر أوروبا ودولة الإمارات وليبيا والجزائر وغيرها – تمكن من محاصرة الإرهابي الدولي Ramirez Sanchez الشهير بـ Carlos، ودبر عملية اختطافه وتخديره وإعادته إلى فرنسا حيث يقضي الآن حكما بالسجن مدى الحياة. ويضيف المحرر أن هذا القاضي يستحق الاستماع إلى رأيه لكونه نجح أيضا في تفكيك بعض خلايا شبكة القاعدة، كما أحبط محاولة هذه الشبكة تفجير السفارة الأميركية في باريس، ودمر الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية سيئة الصيت.
وينسب المقال إلى Bruguiere قوله في عدد من اللقاءات الصحافية في أوروبا أخيرا إن الخلايا الإرهابية المستقلة القائمة في أوروبا وأميركا الشمالية ليست بحاجة إلى تلقي الأوامر من بن لادن أو من بغداد كي تنفذ المراحل التالية من حربها المقدسة.
وأكد القاضي في مقابلة أجرتها معه الـ New York Times أن الهجمات الإرهابية القادمة – البيولوجية منها والكيماوية – لن تشبه اعتداءات أيلول الماضي على الإطلاق، وأضاف قائلا – استنادا إلى المقال: لدينا أدلة تشير إلى خطط لتسميم مصادر المياه بمادة الـ cyanide الفتاكة، وهي عملية سهلة للغاية في تنفيذها، ولكن منعها صعب للغاية أيضا.

--- فاصل ---

لا شك – يقول DeBorchgrave – في استمرار الاتصالات بين أجهزة صدام حسين الاستخبارية وعملاء شبكة القاعدة، ولا شك أيضا أن صدام يمتلك ترسانة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية. والجميع يعلم أنه مصاب بجنون العظمة وهو بالتالي رجل خطر جدا، وذلك منذ أن بدأ في إدارة الاجهزة الأمنية العراقية في أوائل السبعينيات. أما ضرورة رحيله وتحرير شعبه فتعتبر من المسلمات الضرورية في إحلال السلام في الشرق الأوسط. ولكن المواجهة معه لا يمكن أن تتم كمسألة تضاف إلى الحملة الأفغانية.

على صلة

XS
SM
MD
LG