روابط للدخول

خبر عاجل

العراق هو المستهدف بعد أفغانستان


ترى صحيفة بريطانية بارزة بأن العراق سيكون بشكل أو بآخر هدفاً ثانياً للحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب.

كتب مارتن وول لاكوت احد كبار كتاب صحيفة ذا غارديان تحليلا اليوم تحت عنوان "النقاش الان هو كيف سيتم التعامل مع العراق" جاء فيه:
يغذي الانتصار في الحرب طموحات جديدة. اذ حل شعور بالثقة الان في واشنطن بعد شعور بالضياع السياسي قبل عشرة ايام. ومن المتوقع ان يؤدي التعجيل في انسحاب طالبان الى انهيارهم الكامل والى القاء القبض على اسامة بن لادن او قتله وتطويق العديد من اتباعه والشروع حالا في اعمار افغانستان. ومثل هذه النجاحات ليست اكيدة دائما الا انها تجعل صانعي القرار في واشنطن ينظرون ابعد في الافق هناك حيث يقع العراق.
وقال الكاتب: قلق اوربا والعالم الاسلامي من احتمال مهاجمة الولايات المتحدة العراق لم ينبع عن احتمال وقوعه في الحال. والنقاش الدائر في واشنطن وكما عبرت عن ذلك جوديث كيبر الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط يدور بين الداعين الى اعتبار العراق مرحلة الحرب التالية الالزامية واولئك الذين يعتقدون الامر ضربا من الجنون. وعدم اتخاذ قرار بشأن العراق يعود الى انه لا يمكن الابقاء عليه سرا وانه كان سيفشل انشاء التحالف ضد افغانستان كما قد يستفز صدام حسين ويدفعه الى اعمال قد يكون من الصعب الرد عليها بفعالية.
والمسؤولون الذين يشيرون بعدم الالتزام بالعراق يقولون الا دليل يربط صدام حسين باحداث الحادي عشر من ايلول. ومع ذلك مسألة العراق يعود العراق الى الاضواء من جديد واذا ما سارت الامور بشكل جيد في افغانستان فقد يعود الى مركز الاحداث.
واشار الكاتب في تحليله الى رأي ريتشارد بيرل وهو اكثر الداعين الى مهاجمة العراق ممن هم خارج الحكومة وهو يعتقد ان نجاح الولايات المتحدة في افغانستان يعني ان في امكانها الاستمرارَ في تحقيق نجاحات في اماكن اخرى. وان ادانة حملة افغانستان باعتبارها هجوما على الاسلام وعلى الابرياء سيثبت عدم صحتها مع مساعدة الافغان واظهارهم امتنانهم. وعندئذ سينظر الى العراق بشكل مختلف حتى من قبل العرب. وعندئذ ايضا وبطرق لم تحدد بالتفصيل الا انها تشمل تسليح معارضي النظام العراقي ودعمَهم بغطاء جوي اميركي وبالتزام اميركي محدود على الارض سيكون سقوط صدام حتميا كما قال.
ودوافع بيرل والقول هنا للكاتب هي ان صدام يملك بعض القدرة على شن حرب كيمياوية وبيولوجية ويحاول الحصول على الاسلحة النووية. واذا ما حصل عليها فسيختلف الوضع. وهو يعتقد ان صدام لا يصر على البقاء فحسب بل على الانتقام من اميركا ايضا ولو ترك له المجال لتآمر على اميركا وحلفائها ولاستمر في تعذيب شعبه. وبالتالي ولكون الوقت المتوفر للتعامل معه بسهولة نسبية قصير فيجب اغتنام الفرصة.
ومضى الكاتب الى القول: الا ان المجموعة التي يمثلها بيرل وبول وولفويتز نائب وزير الدفاع ليست الوحيدة التي تشعر بالقلق من مسألة العراق. فهناك اتفاق عام بين المسؤولين والمفكرين السياسيين في واشنطن على انه لم يعد التعايش مع عراق في حالة احتواء امرا ممكنا بعد احداث الحادي عشر من ايلول. فاما ان يزاح صدام او ان يجبر في الاقل على الخضوع بشكل كامل لاعمال التفتيش عن الاسلحة مرة اخرى. ثم نقل الكاتب عن ايفو دالدر من معهد بروكنجز قوله "العراق هو المحطة التالية الا ان السؤال هو كيف".
انه سؤال قديم ظل دون جواب منذ عقد كما ورد في التحليل. الا ان هناك مجموعة اكبرَ واكثرَ تفاؤلا من مجموعة وولفويتز وبيرل تعتقد ان هجمات الحادي عشر من ايلول انما تسهل عزل النظام العراقي. فروسيا وفرنسا والصين التي دعمت العراق بدرجات مختلفة غيرت من مواقفها الان وقد تغيرها اكثر. وقال دالدر: "يجب ان نقول لهم: عليكم الاختيار. اما ان تنضموا الينا او ان تبقوا جانبا".
اما الامل الاخر وكما ورد في التحليل فهو ان تتمكن جبهة موحدة من احداث تغيير في العراق دون الحاجة الى استخدام القوة الخارجية.
ويقول البروفسور هنري باركي وهو عالم سياسي "لو اجتمعت كل القوى الكبرى وكل الدول الاقليمية وارسلت الى العراق رسالة تقول بان على الاشخاص المائة الرئيسيين في النظام ان يرحلوا فقد تتمكنون من احداث تغيير".
وقال باركي ايضا ان التغيير في العراق هو مفتاح علاقات جديدة بين الولايات المتحدة والعالم العربي لانه سيمكن اميركا من التوقف حالا عن تحشيد قواتها في السعودية وهو احد اسباب نشوء حركات اسلامية عنيفة ونموها.
ثم استطرد الكاتب قائلا: الفكرة الشائعة في واشنطن هي انه يجب ان يحتل العمل المشترك ضد العراق مركز الصدارة في قمة الرئيسين بوش وبوتن التي تنتهي اليوم. ثم نقل عن مسؤول كبير سابق في مجلس الامن القومي قوله "العراق اهم بكثير من نظام الدفاع الصاروخي. انها فرصة جيدة كي نقول لبوتن ان العراق يشكل خطرا علينا نحن الاثنين". ويعود اساس هذا الراي كما يقول الكاتب الى المرحلة الاخيرة من حرب كوسوفو عندما كان سحب روسيا دعمها عاملا حاسما في قرار نظام ميلوسوفتش بقبول الهزيمة.
ومضى التحليل الى القول ان الاحتمال الاقوى هو اختيار السبيل الدبلوماسي لعزل العراق من جديد بدل اللجوء الى الحل العسكري الذي يدعو اليه بيرل ووولفويتز. الا ان اختيار اي من السبيلين لا يلغي احتمال اختيار الثاني. فمؤيدو العمل العسكري يقرون بضرورة وجود فترة دبلوماسية تحضيرية. كما يقر مؤيدو الخيار الدبلوماسي بحتمية حل عسكري في النهاية. الا ان المشكلة هي ان حجج الطرفين غير مقنعة.
ومن جهة اخرى والقول ما يزال للكاتب ستكون الحرب ضد العراق مجازفة كبيرة لانها ستخلق عاصفة من الاحتجاج في العالم العربي. واذا ما حدث خطأ فقد تتحول هذه الحرب الى نصر اخر لصدام او سيعقبها اجتياح فعلي للقوات الاميركية. اما الطريق الدبلوماسي وهو الاسلم فقد يغير الحياة السياسية في العراق الا انه قد يفشل في ذلك ايضا. وفي هذه الحال سيبقى العراق مع كل ما حدث من تغييرات بعد في الحادي عشر من ايلول مشكلة ً حلها واضح ومرغوب به الا ان وسائل تحقيقه غير متوفرة.

على صلة

XS
SM
MD
LG