روابط للدخول

خبر عاجل

الولايات المتحدة لا تستبعد تورط العراق في نشر الأنثراكس


قالت الخارجية الأميركية إنها لا تملك معلومات أكيدة عن صلة واضحة بين العراق وإنتشار مرض الجمرة الخبيثة في أميركا. وكالة رويترز للأنباء نقلت عن الناطق بإسم الخارجية الأميركية فيليب ريكر أن واشنطن لا تستبعد تورطاً عراقياً في نشر البكتريات، لكنها لا تمتلك في المرحلة الراهنة معلومات عن وجود صلة مباشرة بين بغداد والبكتريا القاتلة.

ريكر شدد على أن الادارة الأميركية ليست لديها أوهام حول الرئيس صدام حسين، مضيفاً أن سجله الحافل بالتهديدات والإستفزازات ضد شعبه وجيرانه واضح وجلي، كذلك الحال مع محاولاته تطوير أسلحة الدمار الشامل على حد تعبير الناطق بإسم الخارجية الأميركية.
يذكر أن تصريحات ريكر جاءت بعد ساعات من وفاة إثنين من موظفي البريد في أميركا نتيجة استنشاقهما مواداً يعتقد أنها بكتريا الجمرة الخبيثة.

--- فاصل ---

في خضم التصورات الأميركية الخاصة بوجود أو عدم وجود صلة مباشرة بين بغداد والجمرة الخبيثة، يظل من المهم الإطلاع على قناعة بريطانيا الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة. في هذا الإطار تحدث مراسلنا في لندن أحمد الركابي الى الخبير السياسي البريطاني نيل باتريك مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الخدمات المتحدة الملكي للدراسات الدفاعية في لندن:

استبعد خبير بريطاني بارز تورط العراق في هجمات الجمرة الخبيثة التي طالت الولايات المتحدة اخيرا. و رأى نيل باتريك، مدير برنامج الشرق الاوسط في معهد الخدمات المتحدة الملكية للدراسات الدفاعية في لندن، انه لا يوجد ما يبرر قيام بغداد بعمليات من هذا النوع. كما عبر عن اعتقاده بأن التكهنات التي تفترض هجمات الجمرة الخبيثة كجزء من تعاون بين شبكة القاعدة الارهابية و النظام العراقي هي تكهنات خاطئة، اذ اعتبر الرئيس العراقي صدام حسين من المناوئين للحركات الاسلامية، و من بينها الحركات الاسلامية الشيعية و السنية التي تمثل تحديا بالنسبة له داخل العراق. و يعتقد باتريك ان واشنطن و لندن سوف تحافظان على سياسة احتواء العراق و لن تدخلا في حرب مع النظام العراقي – حتى لو توفرت الادلة التي تدينه- قبل تحقيق الاهداف المنشودة في افغانستان. و هو امر قد يستغرق عامين، كما يرى الخبير البريطاني.
(صوت باتريك بالانجليزية)
يستبعد نيل باتريك تورط العراق في هجمات الانثراكس او الجمرة الخبيثة، لكنه يضيف ان تأكيد ذلك امر صعب لا سيما ان عمل مفتشي الاسلحة الدوليين لحين خروجهم من العراق قبل ثلاث سنين تقريبا لم يكتمل، اذ لا يزال عدد من الاسئلة المتعلقة بمخزونات مواد بيولوجية و كيمياوية من غير جواب. و يشير باتريك الى ان الشكوك لا تتوقف عند العراق وحده. فهناك احتمال في ان يكون مصدر الجمرة الخبيثة في روسيا، خصوصا في ظل انعدام الرقابة الداخلية للدولة في روسيا و عدد من الجمهوريات السوفيتية السابقة. و معلوم ايضا ان مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف بي آي) لا يستبعد وجود ايد داخلية وراء هجمات الانثراكس. و يرى الخبير البريطاني انه في ظل الاحتمالات المشار يصعب تحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات.
و يعتقد نيل باتريك إن التكهن بتورط العراق يستند الى نظرية خاطئة على الارجح عن علاقة عراقية باسامة بن لادن. و يضيف قائلا إن تعاون النظام العراقي مع حركات اسلامية سنية اصولية كان محدودا جدا، مستبعدا في الوقت ذاته اي تعاون بين صدام حسين و بن لادن يهدف الى تهديد المصالح الامريكية داخل او خارج الولايات المتحدة. و بالرغم من حدوث لقاءات بين مسؤولين عراقيين و مسؤولين في شبكة القاعدة فإن ذلك لا يعني بالضرورة انه كان يسعى للتعاون معهم او تشجيعهم على مهاجمة الولايات المتحدة. و شعوري – كما يقول نيل باتريك- ان صدام حسين لا يرى مصلحة في تقوية الحركات الاسلامية الاصولية في المنطقة. و قد امضى السنوات التي امسك فيها بزمام السلطة في العراق محاربا لتلك الحركات. و هذا – كما يرى باتريك- يقود الى الاعتقاد بأن لا صلة للعراق بما يجري في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر.
لكن الخبير البريطاني قد يجد صعوبة في اقناع عدد من المنشقين العراقيين الذين يعتقدون بأن تنويع مصدر الرسائل التي تحتوي جرثومة الانثراكس و مساحيق بيضاء غير خطيرة في احيان اخرى، هو اسلوب تتبعه اجهزة المخابرات العراقية بهدف التضليل و ابعاد الشبهات عنها. و يقول ضابط عراقي سابق، طلب عدم ذكر اسمه، ان الرئيس العراقي صدام حسين اصدر قبل بضع سنوات اوامر بوضع اكثر من غطاء على العمليات التي تنفذها اجهزة الاستخبارات العراقية منذ اكتشاف ضلوعه في محاولة لاغتيال الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش. و يقول الخبير البريطاني نيل باتريك في هذا الصدد:
(صوت باتريك بالانكليزية)
يقول نيل باتريك إنه قرأ ايضا ان السفارة اليمنية و سفارة عربية اخرى في بروكسل تلقيتا ما كان يعتقد بأنه رسائل تحتوي الانثراكس، لكنه لا يجد سببا واضحا يفسر رغبة العراق في استهداف السفارة اليمنية في بلجيكا. و يضيف ان الاهداف كانت عديدة و لا يوجد نمط معين يوحي بان العراق يقف وراء الهجمات. و رأى باتريك ايضا ضرورة التعامل بحذر مع الادلة التي تقدمها جهات لها مصلحة في القول إن صدام حسين يقف وراء جميع التهديدات التي تستهدف الولايات المتحدة. و من الواضح ان لخصومه مصلحة في قول كهذا، على حد تعبير نيل باتريك، مدير برنامج الشرق الاوسط في معهد الخدمات المتحدة الملكية للدراسات الدفاعية في لندن.

--- فاصل ---

في سياق متصل، نقلت اسوشيتد برس عن السفير العراقي الدائم لدى الأمم المتحدة محمد الدوري أن البعثتين الديبلوماسيتين العراقيتين في واشنطن ونيويورك تسلمتا الاسبوع الماضي طردين بريدين يُشتبه في إحتوائهما على مسحوق الجمرة الخبيثة.
قالت الوكالة إن الشرطة الأميركية نقلت الطردين للفحص، لكن النتائج المختبرية أظهرت خلوهما من البكتريا. هذا في حين لفتت الوكالة الى أن الموظف العراقي المكلف بفتح الطردين كان يرتدي قفازات وأقنعة واقية. محمد الدوري أكد انه تسلم تحذيراً مسبقاً بضرورة التحوط من فتح الرسائل والطرود، مشيراً في حديث مع اسوشيتد برس الى أن الطردين أُرسلا الى السفارة والبعثة العراقية من واشنطن ومدينة أميركية أخرى.
الشرطة الأميركية لم تعط تفاصيل عن الحادث، وقال الناطق بإسم الشرطة غاي براون أنهم لا يملكون معلومات عن وجود طرود مشبوهة في الوقت الحاضر. لكن السفير العراقي اعتبر أن رداً أميركياً من هذا القبيل منتظر نظراً لوجود شكوك في أن للعراق دور في الهجمات ضد أميركا، إضافة الى نشر البكتريا الخبيثة.
لكن الدوري نفى صلة بلاده بما حدث، مؤكداً أن البعثة الديبلوماسية العراقية في واشنطن ونيويورك تتوقع وصول مزيد من الطرود المشبوهة اليها.

--- فاصل ---

وكالة اسوشيتد برس للأنباء تحدثت عن موضوع ذي صلة، ونقلت عن مصدر أميركي لم تذكر إسمه أن العراق بدأ بتحريك بعض اسلحته الكيمياوية ومعامله البايولوجية الى مخابىء تحت الأرض. لم يعط المصدر تفاصيل أخرى، كذلك لم يفصح عن طريقة رصد الولايات المتحدة لهذه المخابىء.
في هذا الخصوص لفتت الوكالة الى أن نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولف ويتس ألمح الى ضرورة ضرب العراق من دون الإشارة الى إسم بغداد حين شدد في تصريحات سابقة على أن الحرب الجارية ضد الإرهاب يجب أن تكون حرباً دولية واسعة وشاملة.
الى ذلك، ذكّرت الوكالة بتقرير أصدرته الدفاع الأميركية في كانون الثاني الماضي، جاء فيه أن العراق إستطاع إعادة بناء أسلحته الكيمياوية، إضافة الى إمتلاكه الخبرة الكافية في هذا المجال.
الى ذلك، لفتت الوكالة الى أن المفتشين الدوليين اكتشفوا في حينه وثيقة تشير الى أن بغداد أخفت ستمئة سلاح كيمياوي، لكن المسؤولين العراقيين لم يسلّموا الوثيقة الى المفتشين.

--- فاصل ---

من جهة أخرى، حذّر وزير الخارجية المصري أحمد ماهر من إتساع نطاق الحرب الجارية لتشمل دولاً أخرى كالعراق.
وكالة فرانس برس للأنباء نقلت عن ماهر الذي يزور العاصمة الفرنسية في الوقت الحاضر، أن بعض المسؤولين الأميركيين يتحدثون عن توجيه ضربة عسكرية الى العراق. وهذا في حال حدوثه لن يُغضب الشارع العربي فحسب، بل يغضب الحكومات العربية أيضاً.
في هذا الإطار يظل السؤالا المطروح هو : لماذا تخشى القاهرة من إتساع الحرب وشمولها العراق؟ هل ستؤدي الحرب ضد العراق الى إلحاق خسائر إقتصادية بها؟ أم أنها حذرة من إتساع الحرب لتعقيدات سياسية تعيشها منطقة الشرق الأوسط؟
مراسلنا في العاصمة المصرية أحمد رجب تحدث في هذا الخصوص مع المحلل السياسي المصري محمد السيّد:

يصل اليوم إلى القاهرة وفد أميركي برئاسة إدوارد ووكر مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، ويضم الوفد ولش فولر السفير الأميركي السابق في لسعودية وماجي ميشل مديرة قسم الاتصالات لعلاقات الكونغرس بمعهد الشرق الأوسط.
ويهدف الوفد الأميركي إلى إجراء لقاءات مع المثقفين المصريين وأعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية، تتناول أبعاد الموقف الاميركي الحالي في ظل المعارضة الرسمية المصرية لتوسيع الحرب ضد الإرهاب لتشمل دولاً أخرى في المنطقة وبوجه خاص العراق، وهو الموقف الذي يدعمه المثقفون المصريون.
وكتب السفير محمود عبد رب النبي في صحيفة الاخبار الصادرة اليوم أنه من غير المقبول أن تكون حكومة طالبان وأسامة بن لادن هما المتحدثان باسم الغسلام، ورافعين شعارات وصور القيادة العراقية رغم خطئها الفادح وحماقتها في غزو الكويت على حد تعبيره.
ويؤكد السفير عبد رب النبي أن الجانب العربي يعارض تعرض أي من الدول العربية أو الإسلامية لضربات التحالف ضد الإرهاب، لأنها ملتزمة على حد تعبيره بعدم إيواء أو تقديم تسهيلات للإرهابيين. ويرى محمد السيد خبير الشؤون العربية في لقاء مع إذاعتنا أن الموقف المصري الذي يعارض رسمياً وشعبياً توسيع الحرب ضد الغرهاب التي تشمل العراق، هو موقف ثابت منذ 11 أيلول، قام على ضرورة تحري الدقة في ثبوت صلة بين من يتم وضعه على قائمة المواجهة وبين الأحداث الإرهابية. ذلك من جهة، ومن جهة أخرى فإن الموقف المصري على حد تعبير محمد السيد، يركز على ضرورة تجنيب الشعب العراقي ويلات حرب جديدة تزيد من معاناته الحالية. ويضيف إن مصر التي لا تتفق مع الكثير من معطيات نظام صدام حسين، تعلم أن الشعب العراقي هو الضحية في البداية والنهاية من هذه العمليات. وأن الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات لم تؤثر شيء في نظام صدام، على حد تعبير الخبير المصري.
وأشار محمد السيد إلى أن مصر والسعودية طالبتا الولايات المتحدة الأميركية بتقديم الدليل على تورط العراق في العمليات الإرهابية إن كانت ترى ذلك وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن على حد تعبيره.

أحمد رجب - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - القاهرة

--- فاصل ---

في محور ذي صلة، نشرت صحيفة شيكاغو تريبيون الأميركية إفتتاحية قالت فيها إن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يجب أن يستمع الى نصائح وزير خارجيته الخاصة بعدم ضرب العراق. فبغداد بحسب شيكاغو تريبيون ليست متورطة في هجمات الحادي عشر من ايلول ولا في نشر بكتريا الإنثراكس في الولايات المتحدة. وهذا لا يعني بحسب الصحيفة الأميركية أن واشنطن يجب أن تتسامح مع صدام حسين، لكنه يعني أن عدم ضرب العراق في الوقت الحالي يظل من مصلحة أميركا.
الى ذلك نقلت الصحيفة عن جون ميرشايمر مسؤول برنامج الأمن العالمي في جامعة شيكاغو أنه لا يعتقد أن العراق هو مصدر الإنثراكس. لهذا فإن ضرب العراق في الوقت الحاضر لا يخدم المصالح الأميركية، لأن الحرب الجارية ضد الإرهاب تعتمد بحسب شيكاغو تريبيون على دعم التحالف الدولي والإقليمي وجمع المعلومات الاستخباراتية. أما ضرب العراق فإنه لا يتسبب سوى في ضياع هذه المصالح. وختمت الصحيفة أن الوقت لم يحن بعدُ لتوجيه الضربة الى صدام حسين.

--- فاصل ---

نبقى في السياق ذاته، إذ أكد وزير الإعلام الكويتي أن بلاده إتخذت الإجراءات والإحتياطات الكفيلة بالوقاية من وصول بكتريا الجمرة الخبيثة. وألمح في هذا الخصوص الى دور عراقي عن طريق إشارته الى أن الكويت تحاول جهدها أن تبقى بعيدة عن هذا المرض على رغم قربها الجغرافي من العراق. التفاصيل في التقرير التالي من مراسلنا في الكويت محمد الناجعي:

وجه وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح أصابع الإتهام إلى النظام العراقي كأحد المصادر الرئيسية للجمرة الخبيث الخبيثة الإنتراكس، و قال إن دولة الكويت، قريبة من خطر انتقال هذه الجرثومة الفتاكة، ونفى وزير الإعلام الكويتي، تسجيل أي إصابة بجرثومة الجمرة الخبيثة في الكويت، مؤكداً أن الحكومة اتخذت كافة التدابير اللازمة في حالة إصابة أي فردٍ بهذه الجرثومة، وقال الشيخ أحمد الفهد الصباح معلقاً على الأنباء التي تردّدت عن وجود رسائل يشتبه في إحتوائها على الإنتراكس، قال إنه لم يكن هناك دليل رسمي بوجود هذه الجرثومة، أو السلاح البيولوجي في وزارة المواصلات الكويتية، وخصوصاً البريد مشيراً إلى أن الكويت ليست بعيدة عن العالم.
في تطور آخر نفى رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالنيابة وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد نفى بشدة ما تردد من أنباء عن انطلاق طائرات أميركية وبريطانية من قواعد في الكويت في إطار الحملة العسكرية على أفغانستان وقال إن الطائرات البريطانية والأميركية الموجودة في الكويت هي طائرات متواجدة بناءاً على اتفاقيات ومعاهدات بين دولة الكويت وبريطانيا والولايات المتحدة، معرباً عن أسفه لتلك الأنباء التي أكد أنها عارية عن الصحة.
ويأتي هذا فيما كانت أنباء قد ذكرت أمس الاول أن الطائرات الأميركية التي تقوم بمهام قتالية فوق أفغانستان تنطلق من حاملات طائرات بالخليج ومن الكويت. إلى ذلك أكد دبلوماسيون بأن الكويت مثل المملكة العربية السعودية لا ترغب في أن تنطلق طائرات بريطانية أو أميركية من أراضيها لمهاجمة أفغانستان. تجدر الإشارة إلى ان الطائرات الأميركية والبريطانية في الكويت تقوم بأعمال دورية على مدار الساعو فوق منطقة الطيران المحظور بجنوبي العراق منذ تحرير دولة الكويت وحتى الآن.
محمد الناجعي - إذاعة العراق الحر - إذاعة اوروبا الحرة - الكويت

--- فاصل ---

على الصعيد ذاته، نفى السفير العراقي لدى الأردن أم تكون لبلاده صلة بالأحداث الارهابية الأخيرة، لكنه شدد على أن العراق يترقب تعرضه الى ضربة عسكرية أميركية. جاءت تصريحات السفير العراقي في مقابلة أجرتها معه صحيفة يومية أردنية. التفاصيل مع مراسلنا في عمان حازم مبيضين:

(رسالة عمان)

--- فاصل ---

من جهة أخرى، بررت الحكومة الفرنسية معارضتها لتوسيع الحرب ضد أفغانستان في إتجاه شمولها العراق بحسابات وتعقيدات إقليمية. وقال ناطق بإسم قصر الاليزيه إن باريس ملتزمة بمحاربة الارهاب لكنها لا تمتلك معلومات عن تورط عراقي يستوجب توسيع دائرة المواجهة العسكرية.
التفاصيل مع مراسلنا في باريس شاكر الجبوري:

لا تخفي باريس معارضتها إدخال العراق على خارطة الحرب الدائرة حالياً ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة ومواقع الإرهاب الدولي بشكل عام، مبررة هذا الموقف بعدم وجود أدلة واضحة عن تورط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة بجوانبها العسكرية والصحية.
وعندما سألت إذاعة العراق الحر المتحدث باسم قصر الإيليزيه، فريدريك ديزانيو، عن خطوات التحرك الفرنسي في هذا الاتجاه، فإنه أكد التزام فرنسا التام بمحاربة الإرهاب الدولي وتدمير قواعده وفق الصيغة التي أقرها مجلس الامن الدولي في الحادي عشر من الشهر الماضي.
أما فيما يخص العراق، يقول المتحدث باسم قصر الإيليزيه، فإننا لا نمتلك معلومات دقيقة حول تورطه في العمليات الإرهابية أو استهدافه من قبل الولايات المتحدة على حد قوله وفي الوقت الذي أظهرت فيه آخر استطلاعات الرأي الفرنسية بأن 67 بالمئة من الفرنسيين يعارضون توسيع دائرة الحرب لتشمل دولاً أخرى غير أفغانستان، فإن معلومات فرنسية تتحدث عن موافقة 71 بالمئة من الأميركيين على مبدأ ضرب العراق وإنهاء نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
وعرفت الإذاعة من الاستراتيجي العسكري الفرنسي بول ماريدولاكور، بأن من الاسباب الاساسية للتحفظ الفرنسي والاوروبي أيضاً على توجيه ضربة إلى العراق، واحدة من صفحات المواجهة الحالية.
تأتي مسألة المواقف العربية التي وصلت بأشكال مختلفة إلى باريس حسب قوله والتي تطالب جميعها بعدم الغسراع بتطبيق مبدأ شمولية المواجهة. مؤكداً بأن المحافظة على جوانب مركزية من الاستقرار في المنطقة العربية في هذا الوقت بالذات يستدعي عدم التفكير بضرب العراق على الاقل في الجو الدولي الحالي المشحون بالمواقف وأضدادها أيضاً حسب ما يقول الخبير الاستراتيجي الفرنسي.
وحسب قصر الإيليزيه ووزارة الخارجية الفرنسية فإن الاتصالات بين باريس والعواصم العربية متواصلة، وإن الكثير من وجهات النظر حول أولويات المواجهة الحاليةمتقاربة في مضامينها السياسيةوالاستخباراتية، خاصة المتعلق منها بعدم إعطاء حجج إضافية للتيارات المتطرفة في سعيها لخلق نقاط توتر خلفية لا تخدم الجهد الدولي للقضاء على الإرهاب.
وتتداول بعض الدوائر الفرنسية معلومات خاصة تقول إن تطمينات عديدة وصلت إلى بغداد حول استبعادها من خطة الجهد الحالي في مكافحة الإرهاب. وإن هذه التطمينات كانت من بين أسباب تخفيف حدة إجراءات الطوارئ التي اعتمدتها بغداد منذ الحادي عشر من الشهر الماضي، فيما يقول للإذاعة السياسي الفرنسي المعروف إن أبواب المواجهة لم تغلق جميعها أمام العراق، فالأيام المقبلة حبلى بالمفاجأات السياسية والعسكرية، إذا ظلت حرب أفغانستان سجالاً بين القصف الجوي والدعاية المضادة حسب تصوراته.

شاكر الجبوري - إذاعة العراق الحر - إذاعة أوروبا الحرة - باريس

نبقى في السياق الفرنسي العراقي، حيث إجتمع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان مع نظيره الروسي لبحث قضايا دولية عدة تهم البلدين بينها العراق. مراسل إذاعة العراق الحر في موسكو ميخائيل آلان دارينكو تحدث الى خبير روسي في شأن مستجدات العلاقة العراقية الفرنسية:

في السياق الفرنسي العراقي، حيث اجتمع رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، مع نظيره الروسي لبحث قضايا دولية عدة تهم البلدين بينهما العراق، مراسل إذاعة العراق الحر في موسكو، ميخائيل ألاندارينكو، تحدث إلى خبير روسي في شأن مستجدات العلاقة العراقية الفرنسية:

التقى وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف، نظيره الفرنسي روبيرت فيدرين صباح اليوم حسب ما أفادت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن مصادر دبلماسية وناقش الطرفان مكافحة الإرهاب الدولي والوضع في أفغانستان والبلقان،كما بحث الوزيران في العلاقات الروسية الفرنسية، وقد جرى هذا القاء ضمن زيارةٍ يقوم بها حالياً رئيس الحمومة الفرنسية ليونيل جوسبان إلى موسكو، واجتمع جوسبان إلى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف مساء أمس لدراسة مواضيع شتى، منها الأزمة العراقية، ولكن الموضوع الأساسي، الذي ناقشاه كاسيانوف وجوسبان كان الإرهاب الدولي، واتصلنا عبر الهاتف بخبيرٍ روسي، لنعرف رأيه عن هذه المفاوضات الروسية الفرنسية آخذاً بالاعتبار قرب موقفي موسكو وباريس من القضية العراقية، إليكم الآن ما قاله لنا مدير جمعية المستعربين بموسكو رابين سيمينسوف:

رابين سيمينسوف: حالياً يقوم رئيس الوزراء الفرنسي بزيارة رسمية لروسيا، ولهذه الزيارة أهمية كبيرة طبعاً، لأنها تأتي في الوقت اللي تتم تشكيل إئتلاف كبير مضاد للإرهاب والمعروف أن روسيا وفرنسا هما أعداء هذا الإئتلاف، فهذه الزيارة لروسيا، طبعاً لها أهمية قبل كل شئ للعلاقات الروسية الفرنسية هذا شئ واضح، وفي نفس الوقت لها أهمية من ناحية تعزيز الإئتلاف المضاد للإرهاب وتعزيز العلاقات بين الدول التي تشكل هذا الإئتلاف بقيادة الولايات المتحدة.
رئيس الوزراء الفرنسي وزميله الروسي يناقشو مواضيع عديدة وفيما بينها موضوعة عقوبات المجموعة الدولية على العراق، فيكمن هون خطر إضعاف الإئتلاف المضاد للإرهاب ولماذا، لأن كما نعرف إن فرنسا وروسيا لهما موقف خاص تجاه العراق يختلف عن موقف الولايات المتحدة وبريطانيا، فرنيا في الماضي كانت تزود نظام صدام حسين بلأسلحة وقبل كل شئ بطيران ميراج وغيرها من الأسلحة ونحن نعرف أن روسيا لهاعلاقات طيبة مع نظام صدام حسين، وإنها تزود العراق أيضاً بأنواع مختلفة من السلاح و طبعاً في علاقات إقتصادية وروسيا خاصةً كانت دائماً تأخذ موقف غير منسجم مع موقف الولايات المتحدة و بريطانيا في مجلس الأمن، و لذلك أنا خائف إن المحادثاتالفرنسية الروسية في هذه اللحظة يمكن أن تؤدي إلى إتخاذ فرنسا وروسيا موقف خاص تجاه نظام صدام حسين، الموقف اللي راح يقترب مع موقف الولايات المتحدة و البريطانيا، وهذا يمكن في المستقبل القريب رح يؤثر سلبياً على إئتلاف المضاد للإرهاب بصفة عامة، لأنّا نعرف أنه من الممكن في حالة استشراف الدلائل على أن العراق كان له ضلع في القيام بالعملية في الولايات المتحدة وباستخدام السلاح البكتيولوجي، ففي هذه الحالة الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ إجراءات قوية ضد العراق، و يمكن أن تكون فرنسا وروسيا ضد اتخاذ مثل هذه الخطوات، وطبعاً مثل هذه الأحوال ستؤدي إلى خلافات الأعداء الأساسيين في الإئتلاف المضاد للإرهاب بصورة عامة.

إذاعة العراق الحر: هل من المحتمل أن توحد روسيا وفرنسا جهودهما من أجل الدفاع عن العراق؟

رابين سيمينسوف: أنا لا أعتقد أن فرنسا وروسيا رح تدافع عن العراق باستخدام السلاح، أو بأي طريقة عسكرية، و لكن سياسياً يمكن أن روسيا وفرنسا تتخذان موقف مشترك، ولكن أنا رأيّ إن في نفس الوقت أيضاً في حالة أو بشرط وجود دلائل أكيدة لدى الولايات المتحدة إن العراق يكون شريكاً في استخدام الأسلحة البيولوجية ضد الشعب الأمريكي بهذه الحالة، أنا برأيّ لا فرنسا ولا روسيا، ما تستطيع تتخذ أي موقف صارم ضد الخطوات الأمريكية المحتملة في هذه الحالة.

ميخائيل ألاندارينكو، إذاعة العراق الحر، إذاعة أوروبا الحرة، موسكو.

--- فاصل ---

في شؤون عراقية أخرى، نسبت وكالة اسوشيتد برس الى الناطق بإسم المؤتمر الوطني العراقي الشريف علي بن حسين أن مسؤولين في المؤتمر عقدوا إجتماعات مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جيمس ويلزي ومسؤولين آخرين في الخارجية الأميركية. ولفتت الوكالة الى أن المؤتمر الوطني يحاول ضمان تمويله للقيام بجمع المعلومات عن اسلحة الدمار الشامل داخل الأراضي العراقية.
في خبر آخر، لفتت وكالة رويترز الى أن أوستراليا تحاول إبعاد نفسها عن مسؤولية موت أكثر من 350 طالب لجوء عراقي ومن جنسيات أخرى بعد غرق السفينة التي كانت تقلهم نحو أوستراليا لطلب اللجوء هناك.
في خبر ثالث نقلت وكالة الأنباء العراقية الحكومية عن ناطق عسكري في بغداد أن الدفاعات الصاروخية الجوية العراقية أجبرت طائرات أميركية وبريطانية على مغادرة أجواء منطقة الحظر الجنوبي.
أخيراً، لفتت فرانس برس الى ان السلطات العراقية أعطت الضوء الأخضر لبناء مدينة سينمائية في بغداد. لكنها اشارت الى ان الصحيفة العراقية التي نشرت الخبر لم تكشف عن كلفة المشروع في الظروف الاقتصادية الراهنة للعراقيين.

على صلة

XS
SM
MD
LG